جورج شامي: التفاصيل في قصصي من المنمنمات التي لا نعيرها الاهتمام الكافي - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


العودة   منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان > الأقسام الأدبية والإجتماعية > شعر عربي - شعراء لبنان والعرب
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-14-2011, 08:18 AM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي جورج شامي: التفاصيل في قصصي من المنمنمات التي لا نعيرها الاهتمام الكافي

إذا كانت القصة القصيرة أشبه بطفلة فالرواية هي الديناصور


منذ أن تفرغ للكتابة، بعد «ابتعاده» عن العمل الصحافي، دخل الكاتب اللبناني جورج شامي، في عوالم الرواية، إذ أصدر في السنوات القليلة الماضية أربع روايات، حاول أن يبني فيها عالما مختلفا عمّا عرفناه في أقاصيصه القصيرة.
«ذكريات عارية»، روايته الأخيرة، ترسم سيرة – إذا جاز القول – لهذا البلد بكل تشعباته، وإن كانت تنطلق من الذكريات، أي يحاول من الخاص أن يكتب العام.
حول الرواية، كما حول بعض القضايا الأخرى، كان هذا الحوار:

بعد فترة امتدت ثلاثين سنة تقريبا، من كتابة القصص القصيرة، يبدو وكأنك تحولت فجأة إلى كتابة الرواية، إذ صدرت لك تباعا أربع روايات، فما هو مرد ذلك، وهل نستطيع الحديث عن انتقال ما في طريقة التعبير، ولماذا؟
^ التعابير واحدة والنبض واحد والتحولات حصلت في الشكل لا في المضمون، ومن يراجع قصصي القصيرة يجد فيها أنواعا شتى من القصص تصل بعضها إلى تخطي مفهوم القصة القصيرة المضمرة في الومضة إلى مستوى القصة الطويلة.
البذور التي نبتت في مشاتل طفولتي وفتوتي ومراهقتي وشبابي على تنوعها وتأصلها كونت في ما بعد محميّة أشبه بمفازة أرخت بظلالها ورهبتها على تفاصيل حياتي واشتد عودها مع التجارب الغنية بالمحن والمعاناة والقلق والتشتت والضياع، وفعلت تحولات الأيام بها فعلها الأسر والساحر.
وإذا كانت القصة القصيرة، على تعدد نماذجها، أشبه بالطفلة التي تكاغي في الأقماط، فالرواية هي الفيل والديناصور الذي يزلزل صمت الأدغال ويرعب ويهز المشاعر ويحرك كل راكد وساكن في مدار الإنسان والكائنات، وما في الغابة المحمية تبقى النبتة الطفلة خدينة الباسقات من الأشجار.
«ذكريات عارية»، روايتك الأخيرة، بدت وكأنك تستعيد فيها رحلة العمر، على الأقل في جزء منها، فهل لنا أن نعرف ما هو الدافع إلى ذلك؟
^ رحلة العمر أعمق وأكثر تفصيلا وشمولا، و«ذكريات عارية» اكتسبت شموليتها من هذه الأجزاء التي التقّطَها أنت، وكنت أشبه بالصياد الغواص إلى الأعماق.
أنت لا تتوقف عند تفاصيل حياتك في «ذكريات عارية» بل تمزج العام بالخاص. إن ثمة الكثير من السياسة في هذه الرواية فهل السياسي فيك تغلب على الأديب في النهاية؟
^ لا غالب ولا مغلوب في «ذكريات عارية»، الأديب والسياسي والصحافي والمثقف جميعها التقت فيّ وتماسكت خلال أكثر من خمسين سنة من العمل في الحقل العام، وانسكبت بعضها كثريات ومتدليات جلمودية. لقد تكاثفت وتزاوجت وخلقت فيّ حالات وتعايشت في داخلي وفي وجداني وفي أعماقي كأنها المنحوتة البركانية.
أنا لم أكتب مذكرات وإن كانت هناك بعض التفاصيل التي توحي بدقتها وشخصانيتها إنها جزء من حياتي. هناك فرق بين الذكريات والمذكرات، فالذكريات تنطلق من العام إلى الخاص، وفي المذكرات ننطلق من الخاص إلى العام. وإذا اقتنعنا بأن الانفصال والانفصام بين الخاص والعام هما مكونات كلّ كائن، أدركنا على أي مدى يشتد الترابط وتتوثق اللحمة إلى حد الالتصاق، وخصوصا عند الذين يتعاطون الشأن العام. يا أخي اسكندر تعلم علم اليقين أن خزيني في السياسة يتساوى مع خزيني في الأدب، ويتساويان معا من دون أن يكون هناك غلبة لواحد على الآخر، وبمقدار من الموضوعية والاعتدال في فهم المعادلات التي تتكون منها حياتنا وتجاربنا ومسلكنا.
في رواياتك الأربع («ماذا بقي من القتال»، «أول الذهب»، «عصير الزنزلخت»، «ذكريات عارية»)، تتصدى للقضايا الكبيرة على عكس القصص القصيرة التي نجد فيها العديد من التفاصيل اليومية. هل نوع الكتابة هو الذي يفرض ذلك أو ماذا؟
^ التفاصيل التي نجدها في قصصي القصيرة ليست مبنية على اليوميات الخاضعة للمتغيرات إنها من الثوابت ولكنها من المنمنمات التي لا نعيرها في الغالب، الاهتمام الكافي، ونهملها مستهترين بقيمتها وحجمها وفعاليتها فخلق منها ذات قيمة وسلطت عليها أضواء كاشفة، فإذا للحيوان قيمة، وللعتال قيمة، وللبصقة قيمة وللشتيمة قيمة ولبائع الشمندر قيمة ولناطور المبولة قيمة، هذه القضايا وإن لم تكن كبيرة إلا أنها تكوّن نسيجا فاعلا في حياتنا لا تستوعبه إلا المكونات التي تتساوى مع حجمه، وتكمن في ثناياه البذور التي تتكون منها القضايا الكبيرة بشكلها الكوني البانورامي.
قارئ أدبك لا بدّ وأن يقع على العديد من المراجع الدينية في ثنايا كتاباتك. ولكن الدين قد يذهب أكثر إلى المساءلة الحضارية أكثر من كونه ذاك التقوقع المذهبي، فماذا يعني لك الدين في الواقع؟
^ الدين هو الانفتاح الذي يتخطى الكوني والمرئي، هو الانفتاح الماورائي على الأمل والرجاء وهو ليس انسحاقا ولا انبطاحا ولا التزاما أعمى وبغيضا وحاقدا. وأنا لا أؤمن بحوار الأديان لأنه قائم على النفاق والكذب، حول إله واحد أحد، وطالما أن لا إكراه في الدين، فأنا أدعو إلى تعميم هذا الكلام الشريف واتخاذه شعارا في المسكونة كلها، فهو في أساس الحرية التي تنادي بها الديموقراطيات في العالم، ومن الحتمي تعميمها أيضا على المفاهيم السياسية الرائجة والمطبقة في بلدان كثيرة. لا إكراه في الدين ولا إكراه في السياسة. أفلا تعني الديموقراطية عدم الإكراه والالتزام؟
لا إكراه في الدين، هذه الدعوة الشريفة تسفه كل أولئك الذين ينصبون أنفسهم حماة هذا الدين أو ذاك المذهب، ويسوقون الناس بالإكراه والخضوع لممارسة الشعائر والفرائض وكأنهم جباة الجزية في الأزمنة السحيقة.
مقاربات
اسمح لي أن أطرح هذا السؤال: كيف جاءتك هذه المقارنة بين النبي يونس (يونان) الذي بقي في بطن الحوت ثلاثة أيام، وبين الراوي في «ذكريات عارية» الذي بقي في بطن الكومبيوتر، إذا جاز التعبير، لفترة مماثلة، بحيث يتذكر كل هذه الحياة؟
^ لقد أيقظت الأحداث في نينوى «العراقية» أسطورة الإنقاذ في نينوى «البابلية» فاعتمدت على التحولات وخرافة الطاعة التي ارتكزت عليها النبوءة، وقد جاء في العهد القديم أن النص كتبه يونان بنفسه، لذا صحت فيّ المقارنة على الرغم من بعدها الزمني ورمزيته في واقعه المرير الذي نعيشه اليوم وإدراكنا بأن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
الكتابة
هل الكتابة محاكمة بمعنى من المعاني؟ أقول ذلك وتذهب بي الأفكار إلى المحاكمة الطويلة التي تجريها لتاريخنا في «ذكريات عارية»؟
^ نحن نعيش دائما في حضرة عدالة مغيبة أحيانا وظاهرة أحيانا أخرى، واسمح لي أن أقول إن مضمون سؤالك قد التبس عليّ، أنا لا أوجه اتهامات ولست قاضيا، ولا رجل قانون يدافع أو يتهم وأنا أقدم مطالعة انطلاقا من فرضية قائمة على الظن. إن تاريخنا وواقعنا متهمان، وهما عرضة لأمثال هذه المطالعات التي شئت أن تسميها محاكمة، وهي محاكمة علنية ومشوقة، لا لكائن فرد، بل لشرائح مجتمعية متعددة وتدور على اتهامات ومناقشات ومجادلات متشعبة تصب في النهاية في خانة ما يسمى وضع الإصبع على الجرح، فكم بالحري إذا كان الجرح جراحا ثخينة!
هل الكتابة ملجأنا الأخير؟ وماذا يريد جورج شامي منها بعد كل هذه الرحلة الطويلة مع الكلمة؟
^ الكتابة بالنسبة إلى الكاتب أشبه بخيمة الكشاف الطليعي من فصيلة الرواد يحملها فوق ظهره ويلجأ إليها كلما شعر بالتعب ويفردها كلما اشتد عليه النعاس. وهي في الحقيقة ملجأ اليقظة كي لا تسكننا الوحشة ونفقد علة وجودنا. في حياتنا ملاجئ كثيرة علينا أن نفيد منها في سكينتنا قبل أن يستبد بنا العجز عن العطاء والخرف الذي يدعو إلى الشفقة، والانحلال الذهني والجسدي الماكر.
لقد حاولت وما زلت من خلال هذه الرحلة الطويلة مع الكلمة في الصحافة وفي الجامعة وفي القصة والأدب على أنواعه أن أقدم نماذج مفعمة بالعبر والتجارب، وبالقيم والأخلاق وبالنضال الفكري والذهني النقي من الشوائب إلى حدّ ما، معتمدا معايير كثيرة وقيما تشربتها وكانت هي عمدة الحكمة التي بنيت عليها أكـروبول وجودي فوق جبل الأولمب، ومن هذه الأعمدة صدق الطوية والعزيمة والاستقامة والرخاء والصراحة والنظافة والقناعة والطموح والجد والانضباط والمسلك السويّ، وتأدية الفرائض والواجبات والاحترام واللباقة والكياسة، وإغاثة الملهوف، فهل تريدني بعد هذا المسار الطويل أن أتسكع على رصيف الانتظار كالسكارى الذين لا مأوى لهم ويعيثون في الأرض فسادا؟
حاوره: إسكندر حبش







الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 38594.jpg‏ (6.9 كيلوبايت, المشاهدات 3)
__________________
آخر مواضيعي

0 مطالبة بسحب الجنسية اللبنانية من جوانا فخري
0 استقالة رئيس وحدة الإعلام والتواصل في المحكمة الدولية
0 قسم يمين لمفتّشي الأمن العام ومأموريه
0 «حزب الله» يحيي يوم الشهيد باحتفالات في المناطق
0 ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الذقن المزدوج ؟!


التعديل الأخير تم بواسطة Honey Girl ; 06-14-2011 الساعة 08:21 AM
Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-15-2011, 09:29 AM   #2
{.::قــمر مــبدع::.}
 
الصورة الرمزية Lovely*Girl
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,928
افتراضي

شكراً لك ع الموضوع ,,تحيتي

آخر مواضيعي

Lovely*Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-15-2011, 05:31 PM   #3
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lovely*girl مشاهدة المشاركة
شكراً لك ع الموضوع ,,تحيتي



شكرا على الرد والمرور الكريم
__________________
آخر مواضيعي

0 النبطية تؤجل تلاوات القرآن وإقامة التعازي.. «بانتظار الأبناء»
0 الأهالي في البداوي يرفضون بدء الدراسة في أيلول
0 التحقيقات الأولية: عمل إرهابي كان يستهدف صفير
0 الصبوحة نجمة مهرجانات بيت الدين
0 حيل لتحافظي على تألقك مثل النجمات!!

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-16-2011, 08:27 PM   #5
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة madona مشاهدة المشاركة
ربي يسلمك ويعافيكي,,نورتي
__________________
آخر مواضيعي

0 هند صبري تكشف: إسرائيل لم تدنس جوازي سفري!!
0 نصائح تنقذك من الزلزال
0 12 طائرة معادية تخرق الأجواء
0 لبشرة جميلة مدى الحياة
0 حكايات من سجل مخالفة قانون المحاكمات الجزائية في لبنان

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليكم أدق التفاصيل لتاريخ حياة وشخصيات عائلة جورج بوش Honey Girl منتدى قمر لبنان العام 6 11-08-2011 10:22 PM
صور لهيفاء وهبي الفضاحه العاريه لها وغيرها حسنين الفراتي صور فنانات لبنان والعالم 9 05-04-2011 09:27 AM
سالي خوري delara منتدى قمر لبنان العام 3 03-08-2010 06:32 PM
صفير: نأمل الاهتمام بالطبقة الفقيرة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 12-07-2009 11:53 AM
مطلوب موظفين وموظفات,محاسبة,طب,بيع وتسويق وغيرها LebMoon وظائف في لبنان 8 12-20-2008 08:25 PM


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.