منتديات ليب مون

بعد فشل الطبقة السياسية في تجاوز امتحان تخفيض سن الاقتراع، تتجه الأنظار الى الاختبار الآخر المنتظر السبت المقبل حيث ستكون النسبية في الانتخابات البلدية، بل الانتخابات برمتها، على محك جلسة مفصلية لمجلس الوزراء الذي بالكاد التأم أمس في جلسة عادية في السرايا الحكومية، بغياب 10وزراء توزعوا على بلاد الله الواسعة.
على خط مواز، كانت حكومة «أولويات الناس» على موعد مع إضراب تربوي واسع أظهر إخفاق هذه الحكومة حتى الآن في ملامسة هموم الناس وأولوياتهم بشكل فعلي، نتيجة المراوحة التي تطبع أداءها، كما يتبين من عجزها المستمر عن اتخاذ أي قرار حيوي، بحيث كادت تتحول باكرا الى حكومة تصريف أعمال!
دمشق.. والحريري
في هذه الأثناء، أفاد مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن ملامح أزمة ثقة ظهرت بين دمشق ورئيس الحكومة سعد الحريري بعد التصريحات التي نقلتها عن لسانه صحيفة «كوريير ديلا سييرا» الإيطالية، والتي شبّه فيها العلاقات السورية اللبنانية بالعلاقة التي سادت بين العراق والكويت.
وبرغم أن الأمر لم يصل إلى مستوى الحملة على الحريري، كما لاحظت «السفير»، إلا أنه يبدو واضحا ان دمشق تريد الحصول على توضيح من جانب رئيس تيار المستقبل لما اعتبرته إهانة بـ«حق سوريا
ولبنان معا»، كما بحق «العلاقة التي جمعت الرئيسين الراحلين حافظ الأسد ورفيق الحريري».
وكانت صحيفة «الوطن» قد نقلت عن مصادر سورية رفيعة المستوى استياءها مما نقل عن الحريري في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «كوريير دي لاسييرا» الإيطالية بأن «سوريا رفضت العلاقات الدبلوماسية معنا»، وأن «تصرفهم كان مشابهاً للذي كان قائماً بين العراق والكويت، عندما رفض الرئيس العراقي السابق صدام حسين الاعتراف بوجود الكويت».
وقالت المصادر إن وقائع التاريخ تؤكد أن الرئيس حافظ الأسد اعترف بلبنان منذ السبعينيات وأن أحداً في لبنان لم يطلب علاقات دبلوماسية مع سورية بشكل رسمي ولا بشكل غير رسمي، وأن أول من طرح موضوع العلاقات الدبلوماسية هو الرئيس بشار الأسد خلال اجتماع المجلس الأعلى السوري اللبناني عام 2005 وبحضور الرؤساء إميل لحود ونبيه بري وعمر كرامي.
واعتبرت هذه المصادر «أن التشبيه مع صدام يجافي الواقع التاريخي والتصرف الأخلاقي، وخصوصا بعد الجهود التي بذلها الرئيس بشار الأسد خلال زيارة الحريري إلى سورية لوضع العلاقات على طريق الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين».
وشكلت المآخذ على كلام الحريري مناسبة لتعبر أوساط سورية عن «نفاد صبرها» من «عدم ضبط الرئيس الحريري لإيقاع كتلته ولا سيما أولئك الذين يجاهرون بعدائهم لدمشق والسوريين»، مشيرة الى أن هناك «خيبة أمل من منح بعض السياسيين اللبنانيين فرصة للتأقلم مع تغيرات المرحلة الراهنة، بلا جدوى».
وفي بيروت، كشفت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ«السفير»، أن ما عبّرت عنه الصحافة السورية، جاء غداة اتصال هاتفي جرى بين الأسد والحريري وتخلله عتاب من الجانب السوري على بعض الصياغات اللفظية التي لا تساعد على خلق مناخ جديد في العلاقات بين البلدين.
وكشفت المصادر أن اتصالات سورية سعودية رفيعة المستوى جرت في الآونة الأخيرة، على الخط نفسه، وأشارت الى أن الرياض كانت في أجواء قرار توافق عليه الحريري مع القيادة السورية لجهة قيامه بزيارة ثانية قبل نهاية شباط، الى دمشق على رأس وفد وزاري كبير من أجل مناقشة الاتفاقيات اللبنانية السورية، لكن لم تحصل متابعة للزيارة حتى الآن من الجانب اللبناني والأسباب غير معروفة.
سليمان في موسكو: استبدال الـ«ميغ»
في هذا الوقت، وصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رأس وفد وزاري الى موسكو لإجراء محاثات مع كبار المسؤولين الروس، تتناول وفق ما نقله موفد «السفير» جورج علم عن مصدر بارز في الوفد الجوانب الآتية:
أولاً: إبرام اتفاق تعاون عسكري يسمح للبنان بالاستفادة من القدرات الروسية في تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والخبرات.
وسيثير الجانب اللبناني إمكان استبدال الهبة الروسية من طائرات «الميغ» العشر بأسلحة أخرى يحتاجها الجيش، وتكون أكثر فعالية وانسجاما مع متطلباته، وأقل كلفة باعتبار ان الميزانية المخصصة لتسليح الجيش لا تتحمل النفقات الباهظة لهذه الطائرات التي تحتاج إلى صيانة دائمة.
ثانياً: سيتم التطرق إلى التهديدات الإسرائيلية للبنان، وما انتهت إليه المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو مؤخراً حول الوضع في الجنوب والقرار 1701، فضلاً عن تطور البرنامج النووي الإيراني، وتخصيب اليورانيوم، وما انتهت إليه الاتصالات الروسية ـ الإيرانية على هذا الصعيد.
ثالثا: سيتطرق الجانب اللبناني الى مصير المؤتمر الدولي الذي دعت إليه موسكو لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وما آلت إليه الاتصالات، ومدى استعداد الكرملين لتذليل العقبات التي تعترضه.
رابعاً: سيبحث الجانب اللبناني في آفاق التعاون على صعيد المنظمة الدولية كون لبنان عضواً في مجلس الأمن، ويمثل المجموعة العربية.
توقيف متعامل
أمنيا، وفي إطار استكمال تفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من إلقاء القبض على العميل ميشال ع.، في محلة الحدث - الشويفات، بعدما راقبت تحركاته بدقة، للاشتباه بتعامله مع العدو الاسرائيلي.
وبعد استجوابه الأولي، اعترف بتعامله مع جهاز الموساد، ولا يزال التحقيق مستمرا معه لمعرفة المهام التي كان مكلفا القيام بها.
وقال مصدر أمني رفيع لـ«السفير» ان عملية التوقيف «تشكل إنجازاً هاماً، ولكننا بحاجة إلى بعض الصمت في الوقت الحاضر لكي نعمل على جلاء أمور واردة في التحقيق لا يمكن التفريط بها قبل إتمامها نهائياً بما يصون أمن الوطن، سواء لجهة المهام التي كان الموقوف مكلفا بتنفيذها، أو لجهة المعلومات التي قدمها للعدوّ».
إضراب ناجح
ووسط الانشغالات السياسية والأمنية، نفذ اساتذة التعليم الثانوي الرسمي وأساتذة دور المعلمين والمعلمات وأساتذة التعليم المهني والتقني إضرابا عاما وشاملا أمس في مختلف المناطق، بموازاة اعتصام حاشد ضم أكثر من نصف أعضاء الهيئة التعليمية أمام وزارة التربية، ذكّر بالتحركات المطلبية في الستينيات والسبعينيات، وجمع أطرافا من مختلف الألوان السياسية والاتجاهات، أعلنت عن «انتفاضة تربوية» لاستعادة حق الستين في المئة بدل زيادة ساعات العمل تطبيقا للقانون 53/66، في حين بقي أكثر من 120 ألف تلميذ في منازلهم بعدما أقفلت الثانويات والمعاهد المهنية أبوابها أمامهم.
وخلال الاعتصام، حضر وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة والتقى وفدا من رابطتي الثانوي والمهني، مكررا أمامهم تأكيده أحقية المطالب، وأنه جاهز لمتابعة الحوار، متمنيا الوصول الى حلول معقولة للجميع. وأمهل الأساتذة المسؤولين حتى التاسع من آذار (عيد المعلم) لتحقيق المطالب أو التصعيد