منتديات ليب مون

كيري مع سليمان




أجرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري، محادثات سريعة فور وصوله امس الى بيروت على متن طائرة عسكرية خاصة قادما من عمان، فزار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري، غادر بعدها بيروت الى دمشق، فيما اختصر مهمته بيان مقتضب للسفارة الاميركية في بيروت بالقول: انه بحث مسائل ثنائية وقضايا إقليمية، وشدد على الدعم الأميركي للبنان. إلا أن كيري أكد من قصر بعبدا «التزام بلاده سيادة لبنان واستقلاله، وأن أي حل في المنطقة لن يكون على حساب لبنان»، معرباً عن اعتقاده أن محطة الانتخابات النيابية المقبلة مهمة بالنسبة إلى لبنان. وأوضح «ان الادارة الاميركية الجديدة لن تعتمد سياسة الإملاء على الغير كما فعلت إدارة الرئيس جورج بوش، بل تعتمد الدخول في عملية حوار مع سوريا، لذلك سنجدد الدبلوماسية لكن من دون أوهام أو سذاجة».
وحسب المعلومات الرسمية، «شدد رئيس الجمهورية خلال اللقاء، على أهمية التضامن العربي ودوره في بلوغ السلام الشامل والعادل من جهة، وعلى أهمية ممارسة الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لحملها على القبول بمبادرة بيروت العربية في العام 2002، لأنها تشكل الفرصة الوحيدة المتاحة للبحث في السلام، قبل أن يأخذ العرب جميعاً قراراً بتعليق هذه المبادرة».
ورأى الرئيس سليمان أن لسوريا دوراً أساسياً في المنطقة، شاكراً للولايات المتحدة المساعدات التي قدمتها وتقدمها للبنان، خصوصاً العسكرية منها.
وجدد السيناتور كيري «التزام الولايات المتحدة سيادة لبنان وأمنه واستقراره مهما كانت عليه الأحوال في المنطقة، أو العلاقات التي تنسجها واشنطن»، معرباً عن اعتقاده أن الانتخابات النيابية اللبنانية التي ستجري في السابع من حزيران المقبل تشكل محطة مهمة للبنان.
وبعد اللقاء أدلى السيناتور كيري بتصريح قال فيه: يسرني جداً أن أعود الى لبنان الذي مرّ بأوقات صعبة جداً، وأريد أن أهنئ الحكومة والشعب اللبناني لالتزامهما إجراء انتخابات نيابية في حزيران المقبل، وهي انتخابات مهمة. وأرغب في أن أوضح بشكل صريح انه فيما تغيرت الحكومة الاميركية، وفيما يتنقل العديد منا في أرجاء المنطقة للقاء قادة عدد من الدول، فإننا نستمر على التزامنا بحزم وصلابة بسيادة لبنان واستقلاله والعملية الديموقراطية فيه، وان المحادثات التي نجريها ان في سوريا أو مصر أو السعودية أو الاردن أو أي بلد آخر حول العملية السلمية والمسألة الفلسطينية، هي ضمن الجهود المبذولة لدفع هذه الامور إلى الامام، غير أنني أؤكد لكم أن أي شيء لن يحصل على حساب علاقتنا مع لبنان، ودعمنا لحكومة متعددة ومتنوعة وديموقراطية، ونحن نقف بقوة الى جانب هذا الخيار، ونقدّر عالياً شجاعة القادة اللبنانيين الذين وقفوا دفاعاً عن المبادئ والقيم.
سئل: سوف تلتقون الرئيس السوري بشار الاسد. هل يمكن القول ان هذه الزيارة تمثل تغيّراً في العلاقة، ام ان المشكلة لا تزال قائمة، خصوصاً في القضايا الاساسية التي تختلفون فيها مع دمشق؟
أجاب: ان زيارتي لسوريا ليست الاولى، فقد التقيت الرئيس الاسد مرات عدة في السنوات الاربع الاخيرة، وفي كل مناسبة أشرت، كما غيري من المسؤولين الاميركيين، الى وجوب أن تغيّر سوريا تصرفاتها. لدينا توقعات حيال حصول تغيرات سورية في التصرفات حيال العراق ولبنان، ونحن نريد من سوريا أن تحترم الاستقلال السياسي للبنان، وان تساعد في عملية حل المسائل مع «حزب الله» والفلسطينيين، وفي تطبيق القرار .1701 هناك اذاً أمور مهمة موضوعة على الطاولة لبحثها على المدى البعيد مع سوريا، لكن على عكس ما قامت به إدارة الرئيس جورج بوش التي كانت مقتنعة بإملاء ما يجب على الغير القيام به والابتعاد في انتظار ان يقوموا به، نرى انه يجب الدخول في عملية حوار، لذلك سنجدد الدبلوماسية، لكن من دون أي أوهام أو سذاجة أو اعتقادات خاطئة، انه بمجرد الكلام فإن الامور ستحصل وتحل، فنحن نؤمن بأنها ستحصل عندما تتلاقى الأفعال مع التوقعات من الجانبين، وعلينا الكلام مع الآخرين لفهم توقعاتهم والتوصل الى اتفاقات.
وعن رؤيته للوضع في الجنوب، قال: أعتقد أنه خلال حرب غزة، وفي الإجمال، كان من الايجابي جداً ندرة الحوادث التي وقعت، ولم تكن خطيرة. من الواضح أن هناك بعض الامور والمسائل التي لا تزال موجودة ونعتقد انه من المهم، كما تعلمون، أن يتم احترام وتطبيق القرارات الدولية وإجراء العلمية الانتخابية، ونحن نرى انه في الجنوب تكمن المشكلة الأساسية، ولدينا آمال في أن تساهم الانتخابات المقبلة بحلّ المسائل العالقة، لكننا مسرورون أن اتفاق الدوحة نجح في تشكيل حكومة أنهت الموقف المتأزم ودفعت العملية الى الأمام، ونحن مسرورون ايضاً لتوافق كل الأطراف للتوصل الى هذه النقطة.
وقيل له: ماذا عن التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا، علماً بأن دمشق لم تعين حتى اليوم سفيراً لها في بيروت؟
رد بالقول: أنا على علم بأن لبنان عيّن سفيره في دمشق فيما العكس لم يحصل بعد، وهي ستكون إحدى المسائل التي سأثيرها مع الرئيس السوري ونحن نرغب في أن يتمم الطرفان واجباتهما في هذا السياق، وسأستعلم بالطبع عن مدى تقدم هذه المسألة.
أضاف: وأريد أن أضيف أمراً أساسياً وهو انه من المهم للبنان أن يكون دولة واحدة، وأعتقد انه لهذا السبب تكتسب الانتخابات المقبلة أهمية كبيرة ويجب احترامها، وان تكون شاملة وخاضعة للحساب وتحترم التعددية والتنوع الموجودين في البلد. ونأمل بالفعل أن تكون هذه الانتخابات التي ندعمها بشدة، فرصة للشعب اللبناني كي يحدد قراره بشأن مستقبله.
السنيورة
والتقى كيري السنيورة بحضور وزير الإعلام الدكتور طارق متري، والسفيرة الأميركية ميشيل سيسون، وجرى حسب معلومات السرايا الحكومية، عرض لآخر التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية.
وبعد الاجتماع، أقام الرئيس السنيورة غداء في السرايا على شرف السيناتور كيري والوفد المرافق حضره الوزير متري والسفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد.
الحريري
وحضر لقاء كيري مع النائب الحريري، النائب غازي يوسف والنائب السابق غطاس خوري، ونادر الحريري ومستشار النائب الحريري هاني حمود، وتم خلال الاجتماع عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة.
بعد اللقاء تحدث كيري فقال: نحن في الولايات المتحدة والرئيس الاميركي باراك اوباما والادارة الجديدة، نراقب بعناية كبيرة ونهتم كثيرا لما يجري في لبنان. ان الاستقلال والسيادة والعملية الديموقراطية في لبنان غالية جدا ومهمة كثيرا بالنسبة لنا. نحن ندعم المسار الديموقراطي ونتطلع قدما للانتخابات المقبلة في حزيران المقبل، على أنها محطة مهمة جدا للشعب اللبناني، ليتمكن من اتخاذ قراراته بنفسه وتحديد مستقبل بلده.
أضاف: كما اننا بالتأكيد نتوجه بالتهنئة الى كل قوى الرابع عشر من آذار، لأن هذا التحالف شكل جزءا مهما جدا في عملية التقدم، ومن المهم لنا جميعا نحن الذين نهتم بالقيم الديموقراطية وبالسيادة وحرية الخيار، أن تتمكن هذه العملية من السير الى الأمام. وأود أن أشير هنا الى أي مدى نحن ملتزمون بإيجاد حلول سلمية لمشاكل هذه المنطقة.
وأشار الى تعيين الرئيس أوباما السيناتور جورج ميشيل مبعوثا خاصا للشرق الاوسط، وقال: جميعنا ملتزمون إيجاد حل للقضية الفلسطينية، والولايات المتحدة تلعب دورا قديما ومهما بصفتها وسيطا عادلا ومستقلا في هذه العملية. وأنا واثق بأننا في الاشهر المقبلة سنبذل أقصى طاقتنا لإعادة دفع العملية السلمية، ونأمل ان نتمكن أخيرا من التوصل الى حل للمشاكل التي مزّقت هذه المنطقة لفترة طويلة.
وكرر ردا على سؤال عن العلاقة مع سوريا الدعوة لتغيير سلوك سوريا، وان تلعب دورا بناء في المنطقة. وقال: نريد أن تحترم سوريا الانتخابات التي ستجري في لبنان وكذلك استقلال هذا البلد، وان تساعدنا في الجهود التي نبذلها للتوصل الى عملية سلمية شرعية مع إسرائيل، لحل المشاكل الفلسطينية. لذا فإننا نأمل أن نخرج بهذه النتائج.
وعما تردد أن لبنان لم يكن على جدول زيارته، قال: ما حصل هو انه لسوء الحظ، نحاول في الوقت الحاضر معالجة مشاكل اقتصادية في الولايات المتحدة من خلال برنامج التحفيز الاقتصادي، وكان من المفترض أن نستمر في العمل عليه خلال عطلة نهاية الاسبوع المقبل. إلا أننا تمكنا من الانتهاء منه ليل الثلاثاء، مما أتاح لنا فرصة مغادرة واشنطن والمجيء الى المنطقة. وأنا سعيد في أن أكون هنا.
وعن إمكانية إجراء أي تسوية مع سوريا على حساب المحكمة؟
أجاب: الجواب هو كلا. فالمحكمة هي مسألة مستقلة عن أي موضوع للنقاش بين الولايات المتحدة وسوريا، وعن أي موضوع متعلق بعملية السلام مع اسرائيل. انها مسألة أخلاقية تتعلق بالعدالة، وهي تتعلق بالحقيقة وبالمساءلة عن أعمال غير مقبولة بأي من معايير العالم. كما أن الولايات المتحدة ملتزمة بالمحكمة بوضوح، وقد زادت مبلغا إضافيا من المال على تمويلها، وأنا أعرف كذلك انه باستطاعتي أن أتحدث في هذا الموضوع باسم الرئيس اوباما وباسم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كليتنون وآخرين في الولايات المتحدة، بأنه لن تكون هناك أي تسوية من خلال حوارنا مع سوريا على حساب استقلال وسيادة لبنان والتزامنا تجاه حكومته بأي شكل من الأشكال.
وقال النائب الحريري: اننا مسرورون لوجودكم هنا، حتى ولو لم تكن الزيارة مدرجة على جدول أعمالكم، إلا أنكم أتيتم الى هنا لأن لبنان بلد مهم كما قلت، ونحن نتطلع الى التعامل مع الادارة الاميركية الجديدة، وكما قال الرئيس أوباما إنه يريد التغيير وأنا أعتقد أن لدى الولايات المتحدة نوايا جيدة للمنطقة مع إدارة الرئيس اوباما. فأنا آمل أن نعمل سويا لتعزيز الديموقراطية، وتحقيق السلام الذي تتطلع اليه المنطقة، والذي يحتاج اليه الفلسطينيون خاصة والمنطقة عامة.
«القوات»
وعلى خط مواز، وفي حركة سياسية لافتة، التقى بيري غرماك مستشار السيناتور كيري، مستشار العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» ايلي خوري، بحضور السفيرة سيسون، عرض خلالها المجتمعون لزيارة جون كيري المرتقبة الى سوريا.