منتديات ليب مون

يعيش السفير اللبناني في أبيدجان علي عجمي ظروفا صعبة على غرار أبناء الجالية، وقد غادر منزله القريب من القصر الرئاسي ليلجأ الى منزل أحد أبناء الجالية وتردد أيضا انه قصد منزل شقيقه الطبيب. أما مقر السفارة اللبنانية فلا يزال بمنأى عن أية هجمات.
ويعقد عجمي اجتماعات التنسيق مع لجنة الطوارئ المؤلفة من مسؤولي الجالية وممثلي الجمعيات اللبنانية في منطقة «ميركوري» الآمنة نسبيا حيث يمكن للفرقاء المعنيين الوصول بسهولة.
المحزن أن عجمي وهو من بلدة العباسية الجنوبية، هو الدبلوماسي الوحيد في سفارة لبنان في أبيدجان يساعده طاقم إداري قوامه 6 موظفين، ولا دبلوماسي آخر لمساعدته نظرا الى تأخر عملية التشكيلات الدبلوماسية، ولتردد الدبلوماسيين اللبنانيين في الذهاب بمهام الى بلدان أفريقية نظرا الى الظروف الصعبة التي تنتظرهم، والى الحروب المدمرة التي تفاجئهم.
ومن الأخبار التي يرويها سفراء خدموا في بلدان أفريقية شهدت حروبا أن أحدهم أخرج عنوة يوما من منزله من قبل 300 مسلح لا يحمل إلا ما يرتديه من ثياب، فيما سفير آخر لجأ الى «حنكة» طريفة تلهي المهاجمين، فنصب شاشتي تلفزيون تبثان الحوادث الدائرة واضعا إياهما في وجهتين مختلفتين ليشاهد المتحاربون بثا حيا لمعاركهم وينسوا أمره وطاقم السفارة! هذه الروايات كلها على طرافتها تشير الى واقع مأسوي، وتطرح سؤالا جوهريا عمّن يتولى أمن السفارات اللبنانية في أماكن النزاعات الخطرة؟