منتديات ليب مون

يسير مرفأ طرابلس بخطى ثابتة نحو مزيد من التطور على صعيد استقبال البواخر وحركة الترانزيت والخدمات، قبل وضعه على خارطة المرافئ الكبرى على ساحل المتوسط.
ويتوقع اكتمال مشروع تعميق غاطسه إلى 15 متراً ونصف المتر المنفذ من قبل الشركة الصينية، في تموز المقبل، ليستطيع المرفأ استقبال أكبر أنواع البواخر، ما سيؤهله لأن يلعب دوراً كبيراً على صعيد تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في منطقة الشمال عموماً، وطرابلس خصوصاً.
كما يتوقع أن يوفر المرفأ المزيد من فرص العمل عبر المنطقة الاقتصادية الحرة، بعد صدور مراسيمها التطبيقية، وأن ينطلق العمل فيها ضمن منشأة «مابكو» التي افتتحتها الحكومة القطرية في العام الماضي، إضافة إلى مشاريع ستطلقها الإدارة لجهة إنشاء مصانع في حرم المرفأ للأدوات الكهربائية والحديد الصناعي، والصناعات الثقيلة، فضلاً عن انطلاق الخط السياحي للركاب الذي يربط بين طرابلس ومرسين التركية، ودراسة إقامة التاكسي البحري من مرفأ طرابلس إلى بيروت.
وتبرز الأرقام التي يحققها المرفأ في شكل متزايد، إمكانية دخوله مجال المنافسة مع المرافئ الأخرى من لبنانية وعربية، وتثبتها المقارنات التي تجريها إدارته سنوياً لتبيان التطور الحاصل على صعيد زيادة المداخيل والأطنان وعدد البواخر.
وفي هذا الإطار، شهد المرفأ في العام 2009 زيادة إجمالية على حركته بلغت 16 في المئة عن العام 2008، وارتفعت إلى 30 في المئة من العام 2009 إلى العام 2010، حيث سجل دخول 516 باخرة تحمل مليوناً و310 آلاف طن، ومدخولاً بلغ 14 ملياراً و543 مليون ليرة مقابل إحصاءات العام 2009 التي أشارت إلى دخول 468 باخرة تحمل مليوناً و22 ألف طن، ومدخولاً بلغ 11 ملياراً و305 ملايين ليرة.
وتتوقع إدارة المرفأ أن تبلغ الزيادات على حركة المرفأ، أرقاماً مضاعفة خلال هذا العام، لا سيما في النصف الثاني منه، بعد اكتمال مشروع التعميق والمباشرة باستقبال البواخر الكبيرة، وإطلاق المشاريع الأخرى وفي مقدمتها المنطقة الاقتصادية الحرة، والنشاط الكبير اللاحق بأعمال الترانزيت إلى الأردن والعراق والسعودية، وبعد تأهيل وتحديث مختلف الباحات والساحات والعنابر، ومعدات التفريغ والتحميل، وتعزيز استخدام المكننة في الخدمات.
يضاف إلى الانجازات، اعتماد عقلية القطاع الخاص في متابعة الأعمال الإدارية والمالية والتجارية، وتحديث مختلف أنواع الخدمات، لا سيما على صعيد النقل والتخزين وتفريغ وتحميل البضائع وتسريع المعاملات الإدارية والمالية المرتبطة بها، والتعاون القائم بين أجهزة المرفأ من إدارة وجمارك وأمن عام وجيش لبناني ومتعهدين ووكالات بحرية وعملاء جمركيين.
وتشير مصادر إدارة مرفأ طرابلس إلى أنها تعتمد «سياسة الجودة والكفاءة والتجديد استجابة لطلبات العملاء»، وتعمل بما أمكن على «جذب تجّار جدد، وتقديم خدمات تمتاز بالسرعة والأسعار المناسبة تتزاوج معها مصلحة التجار والإدارة».
وتؤكد «أن الإدارة تنطلق في عملها من خطة استراتيجية، وتسعى للاندماج الدائم والمستمر مع متطلبات السوق»، إضافة إلى «المحاولة لإيجاد أسواق جديدة انطلاقاً من سياسة تسويق ذات جدوى اقتصادية، وتعزيز نشاطات وتقديمات المنطقة الحرة، وتشجيع الخدمات المتميزة بالقيمة المضافة، واستخدام سياسة لوجستية واضحة خاصة لنقل بضائع الترانزيت والمبادرة إلى استغلال أي فرصة تتيح مزيداً من التطور والتقدم