منتديات ليب مون

واصل عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعارضيه، تظاهراتهم المضادة في العاصمة صنعاء امس في اختبار جديد لقوة النظام الذي لا يزال يقاوم المطالب الشعبية بعد 10 أيام على انطلاق الحركة الاحتجاجية التي أسفرت حتى الآن عن مقتل 17 شخصا.
وفيما أدى آلاف المعارضين صلاة الجمعة في «ساحة الحرية» أمام جامعة صنعاء وسط حضور نسائي كبير، رافعين في ما أطلقوا عليه «جمعة الانطلاق» شعارات مناوئة للسلطة أبرزها «لا حوار إلا بإسقاط النظام»، حذر الشيخ عبد الله صعتر وهو يخطب بالحاضرين من إجراء حوار مع السلطة، قائلا ان «لا حل للاوضاع إلا بعد رحيل النظام». وأعلنت عائلتا شخصين قتلا في العاصمة على أيدي مناصرين لصالح انهما لن تدفنا ابنيهما «حتى يسقط النظام». وقال النائب المعارض فؤاد دحابة، الذي شارك في المسيرة إن الثورة بدأت ولن تتوقف قبل تلبية مطالبها، مضيفا أنهم ليسوا أقل من المصريين والتونسيين الذين تحرروا.
في المقابل، شهدت صنعاء مسيرة مليونية مؤيدة للنظام بدأت من ميدان التحرير وسط صنعاء الى ساحة السبعين أكبر الساحات اليمنية القريبة من دار الرئاسة، حيث انضم إليها الآلاف من أنحاء المدينة والمحافظات المجاورة لها. وقد انطلقت المسيرة عقب صلاة الجمعة مباشرة في طريقها الى الساحة، وأكد المشاركون فيها «رفض الشعب اليمني للفوضى والتخريب والفتنة». وطالب المتظاهرون تحالف أحزاب «اللقاء المشترك» (المعارضة الرئيسية في اليمن) بالاستجابة للدعوات المتكررة من الرئيس اليمني إلى الحوار، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل مصلحة. وهتف أنصار صالح، الذين جاء كثيرون منهم في حافلات الى ميدان التحرير قائلين «نعم للاستقرار.. لا للفوضى». وقال محمد صالح «لا فائدة من محاولة تدمير البلاد وتقسيمها. يجب أن ندخل جميعا في حوار من أجل المصلحة الوطنية».
وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) امس ان صالح شكل لجنة برئاسة رئيس الوزراء علي محمد مجور ومشاركة عدد من الوزراء لبدء حوار مع المتظاهرين المعارضين للاستماع إلى مطالبهم، وذلك بعد اجتماع عقده ليل الخميس ـ الجمعة مع عدد من القيادات الحكومية.
وفي الجنوب، خرج أكثر من عشرة آلاف شخص في شوارع عدة في مدينة عدن الساحلية مطالبين بإنهاء حكم صالح، وسط أنباء إخبارية عن سقوط قتلى وجرحى خلال قيام الأمن اليمني بتفريق المتظاهرين بالقوة. وحاول متظاهرون السير من مكلا والمملح وصولا الى خور مكسر حيث ساحة العروبة، إلا ان الشرطة منعتهم مستخدمة الرصاص والغاز والمسيل للدموع، ما أدى الى سقوط تسعة جرحى، بحسب شهود عيان ومصادر طبية. ونزل الآلاف الى «ساحة الشهداء» في حي المنصورة لتشييع جثمان شخص قتل في المواجهات مع الشرطة، هاتفين «عهدا عهدا للشهداء».
وفي تعز احتشد الآلاف في مدن المحافظة وأدوا الصلاة في العراء، وشيعوا رجلا قالوا إنه قتل الاسبوع الماضي إثر انفجار قنبلة ألقيت على تظاهرة، فيما وقعت إشكالات في حضرموت بين المطالبين بإسقاط النظام وأنصار الحراك الجنوبي الذين دعوا الى الانفصال عن شمال اليمن، ما أثار حفيظة المعارضين.