منتديات ليب مون

كان افتتاح مجمع الإمام الصادق الثقافي في الضاحية الجنوبية، امس، مناسبة جمعت قيادات وشخصيات سياسية وروحية من مختلف الطوائف والفئات اللبنانية، يتقدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ونائب رئيس الحكومة عصام ابو جمرا ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رئيس المجلس العلوي الشيخ أسد الله عاصي وممثل عن رئيس كتلة المستقبل نادر الحريري ونواب من مختلف الكتل.
الافتتاح تم برعاية الوكيل العام لآية الله العظمى السيد علي السيستاني السيد جواد الشهرستاني وحضوره، باعتبار ان المجمع أقيم على نفقة المرجع السيستاني، وشارك في الحفل الرئيس حسين الحسيني، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، رئيس الطائفة الاشورية في لبنان المطران مار نرساي الياس ديباز، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان محمد رضا الشيباني، سفير مصر احمد البديوي، وزراء ونواب حاليون وسابقون، نواب من كتلة التحرير والتنمية، نواب من اللقاء الديموقراطي وكتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد، وكتلة الاصلاح والتغيير، والكتلة الشعبية برئاسة النائب ايلي سكاف، رؤساء الجامعات والشخصيات الاكاديمية والثقافية والجمعيات الخيرية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني، وكلاء الامام السيستاني ورؤساء الحوزات العلمية واساتذتها في لبنان ومسؤولو مكاتب السيستاني خارج لبنان والقادمون من العراق وايران وتركيا والمملكة العربية السعودية وسوريا واندونيسيا وروسيا وجورجيا واوروبا، السيد صدر الدين الصدر، وشخصيات علمائية وسياسية واجتماعية واعلامية وهيئات دبلوماسية وعسكرية وحشد من كبار علماء الدين ومفتي المناطق والمطارنة والأساقفة وقضاة المحاكم الشرعية.
الكلمات
بداية ألقى مدير مكتب آية الله السيد السيستاني الحاج حامد الخفاف كلمة اكد فيها »انه ليس صحيحاً أن المسلمين في العراق وغيره يقتلون ويهجرون المسيحيين، وليس صحيحاً أن السنة يفجرون أنفسهم في اوساط الشيعة، وليس صحيحاً ان الشيعة يقتلون السنة في عنف متبادل، ولكن الصحيح ان الذي يقتل ويفجر هو الإرهاب والتطرف والغلو والتشدد«.
وختم بالتأكيد »ان حجم المشكلة التي نواجهها تستدعي تضامن قوى الاعتدال والتسامح في عموم الشرق لتطويق الانحرافات الفكرية والعقائدية«.
وألقى الشيخ قبلان كلمة اشاد فيها بالمرجع السيستاني وتوجه الى رجال الدين، مسيحيين ومسلمين، قائلا: تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم، فلماذا نختلف فالاختلاف همجي ووحشي، اما التواصل فهو حكمة ومعرفة ونور، بورك هذا المكان وبوركت الأيادي التي تعاونت لإنجازه، بوركت يا سماحة الامام على جهدك وجهودك، كم لك من بصمة خيرة تنهض وتعمل، فانك مناضل كبير، فالنضال ليس بالسلاح فقط بل بالعلم والمعرفة والاهتمام بالإنسان. شكراً لكم جميعاً على تعاونكم«.
والقى نائب الامين العام لـ»حزب الله« الشيخ نعيم قاسم كلمة منوّهاً بمواقف السيد السيستاني وقال إن »العراق الحبيب دفع الكثير الكثير ولا زال يدفع من اجل ان يبقى عنوانا عربيا اصيلا حرا في هذه المنطقة الملتهبة. في قناعتنا ان شعبه قادر ان يحكم نفسه ليس في حاجة الى وصاية ولا انتداب ولا يحق لأميركا ان تفرض شروطها او ان تنظم احتلالها الطويل باتفاقات ومعاهدات تخدمها، نحن مع المرجعية في رفضها للاحتلال، ونحن مع المرجعية في تأكيدها على الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وضد أعمال الفتنة وقتل الأبرياء التي هي اعمال إسرائيلية واميركية من أي جهة صدرت، وتحت أي عنوان أعلنت. نحن نعلم ان اميركا مصيبة كبرى حلت على العالم وعلى منطقتنا، وكما قال الامام الخميني بحق هي »الشيطان الاكبر« ان تمكنت اميركا نهبت الثروات وإن فشلت دفّعت الآخرين ثمن فشلها. هي مصيبة«.
اضاف: نحن نريد لبنان بعيدا عن الوصاية الاميركية في ايران، فلسطين، سوريا والعراق وفي كل موقع حر في هذه المنطقة وسيكون نصر تموز فاتحة خير لانتصارات أخرى لشعوب المنطقة في كل مواقعها، ويكون النصر انتصاراً لكل المجاهدين والمقاومين. وأخيراً لبنان الذي نعيش فيه هو وطن لجميع بنيه، عندما ندعو الى وحدة ابناء الوطن فنحن ندعو الى ان نتفق جميعاً على أن لا يستأثر فريق منا على حساب الآخرين وان نحترم خيارات بعضنا وان ننظم خلافاتنا السياسية تحت سقف اتفاق الطائف. ندعو الى الوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية لنحمي لبنان وأجيالنا ومستقبلنا. لبنان عندما واجه اسرائيل انتصر من أوله الى آخره، كل لبنان انتصر على اسرائيل بجيشه وشعبه ومقاومته واستفدنا من التجارب السابقة ان قوة لبنان هي بقوة جيشه وشعبه ومقاومته، وليكن واضحاً ان عدونا الوحيد هو اسرائيل وليس لنا اعداء في الداخل، ومن في لبنان كلهم في موقع واحد تجاه هذا العدو بإذن الله نختلف سياسياً ولكن لا نصبح أعداء. بالأمس حصل لقاء بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري لنوجه صفعة قوية لكل العابثين والمفتنين لنقول لهم لا حياة لهم بيننا ولا يمكن أن تمرروا مشاريعكم من خلال خلافاتنا، ليكن معلوماً هذه ليست مصالحة شكلية هذا مسار لتنظيم الخلاف السياسي وقطع دابر الفتنة«.
وألقيت قصيدة للشاعر جابر الجابري. وكان من المقرر ان تكون هناك كلمة لمفتي الجمهورية اللبنانية، ولكنه اعتذر عن إلقاء الكلمة لأسباب تتعلق بإرهاقه من السفر.
كلمة بري
والقى الرئيس بري كلمة اشاد في مستهلها بالمرجع الأكبر آية الله العظمى السيد علي السيستاني وتوجه بالتحية والتبريك الى جمعية آل البيت الخيرية على إنجاز هذا المجمع الثقافي على إسم الإمام الصادق.
وقال »إن هذا المجمع الثقافي ومن خلال أقسامه ومكاتبه ومكتبته ومؤسساته، ومراكز الترجمة والنشر والبحوث والدراسات الاستراتيجية والفلكية ومعهد التراث، يشكل ضرورة لبنانية، وسيلعب دوراً هاماً في حياة بلدنا الثقافية، وسيطور دور لبنان الثقافي في نظام المنطقة العربية والإسلامية والمتوسطية«.
أضاف: إن إطلاق هذا المجمع، وبعد أقل من أسبوعين على افتتاح مسجد محمد الأمين في قلب بيروت، أمر يؤكد المستوى الروحي الإسلامي مع البركة الممنوحة من قداسة البابا وبطاركة الشرق، ان لبنان كسب معركة تجديد الثقة بقيامته، وان بيروت من قلبها النابض حيث يشرق مسجد محمد الأمين وتسطع كنيسة مار جرجس وجامع الخضر، إلى ضاحيتها الجنوبية، حيث يقع هذا الصرح، هي عاصمة غير تقليدية لكيان بل عاصمة استثنائية للبنان الأنموذج العربي للعيش المشترك الواحد وحوار الأديان والحضارات.
وقال: إننا انطلاقاً من هذا الصرح الذي يجمع بين لبنان والعراق، وبين نبذ أهداف المؤامرة والفتن التي سعت الى لبننة العراق والتي تسعى الى عرقنة لبنان، نعيد تأكيد رفضنا واستنكارنا وإدانتنا للتعرض لمسيحيي الموصل ولسهول نينوى ولأي مسيحي في الشرق، ونقول إن من يمس هذا الوجود في حياته أو ممتلكاته لا يمكن إلا أن يكون إسرائيلياً أو عميلاً لإسرائيل التي تجرأت وحدها على المساس بالمقدسات الإسلامية كما المسيحية.
إن ما جرى في الموصل، وما يجري في هذا البلد أو ذاك، بما في ذلك لبنان، من محاولات لإيقاع الفتن الطائفية والمذهبية، ليس ناتجاً عن توجس يتكرر، وإنما هو ناتج عن فعل مؤامرة تحاول أن تجد ممراً أو مستقراً لها في أقطارنا، وهذا الأمر يستدعي طرد الشياطين والتجار من هياكل مساجدنا وكنائسنا حتى لا يبقى من يطرح الفتنة أو يسوقها أو يؤججها، ويستدعي أيضاً الانتباه الى أبعاد ما يعرف باستراتيجية الفوضى البناءة التي تعتمد التوترات السياسية والطائفية والمذهبية والعرقية.
ومن العراق إلى فلسطين دعا الرئيس بري الى:
١ـ كسر الأطواق الاستيطانية الإسرائيلية الثلاثة التي باتت تزنر القدس الشريف بالحديد والنار، ووقف الحفريات والتعديات التي تستهدف المسجد الأقصى الشريف.
٢ـ رفع الحصار عن غزة وتمكين أهلها من التمتع بحقهم في الوصول الى القوت والدواء وحقهم في حياة آمنة.
٣ـ إزالة جدار الفصل العنصري ووقف الاستيطان وإزالة المستوطنات.
٤ـ وقف حملات التنكيل الإسرائيلية ضد مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية.
ودعا قادة الشعب الفلسطيني الى الاعتبار من أن من كانت إسرائيل عدوه فهي عدو كاف، وتقديم كل التنازلات من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومعها وحدة الخطاب السياسي ووحدة الموقف ووحدة السلطة، وإعادة بناء وترميم منظمة التحرير الفلسطينية.
وعلى المستوى اللبناني أعاد الرئيس بري » التأكيد حول الاستراتيجية الوطنية الدفاعية الملائمة لمواجهة العدوانية والاحتلال الاسرائيليين، فإننا نرى أنه آن الآوان لاتخاذ المبادرات الإصلاحية والقانونية السياسية والإدارية الشاملة للانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة، وفقاً لاتفاق الطائف والدستور دون أية استنسابية، وتأسيساً على ديموقراطيتنا التوافقية التي تضمن مشاركة الجميع في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع. بخلاف ذلك وإزاء الاستحقاق الانتخابي المقبل، فإننا ندعو الى عدم تحويل لبنان الى مربعات وخطوط تماس انتخابية، المصالحات أكثر من جيدة، ولكن لا نريد ان تتحول هذه القصة بعد ذلك الى خطوط تماس انتخابية، وإقحام المواطنين في الدوائر الانتخابية في حروب باردة تعيد ترسيم الحدود واستنهاض العداوات بين الأهل والجيران وتؤدي الى تموضع عائلي وتباين بين البلدات المتجاورة، مما يعكس نفسه تخلفاً في تنفيذ مشروعات التنمية المشتركة وتجعل من كل قضاء أداة للقضاء وعلى وحدة المطالب التنموية والتطوير والتحديث وتعيد لبنان الى حالة التصحر السياسي«.
وجدد بري »الثقة بالجيش وبالخطط التي وضعها مجلس الأمن المركزي وصدقها مجلس الوزراء، وأكد ضرورة منع التداخلات السياسية في الإجراءات أو تسييس الإجراءات، ورأى ان طرابلس ومنطقة الشمال، كما مخيم عين الحلوة، ضحايا للإرهاب وليستا قواعد للارهاب، و»إننا في هذا المجال نرى أن أمن طرابلس والشمال وعكار هو من أمن كل لبنان«.
غداء
وقد اقام الشيخ قبلان حفل غداء على شرف السيد الشهرستاني في »قاعة الوحدة الوطنية« في مقر المجلس في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بوزير الصحة محمد خليفة، الرئيس بري ممثلا بخليل حمدان، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ممثلا بوزير الصناعة غازي زعيتر، ممثل قائد الجيش العميد الركن صلاح فضل الله، ووزراء ونواب حاليين وسابقين ومدراء عامين وشخصيات علمائية وسياسية واجتماعية وإعلامية وهيئات دبلوماسية وعسكرية وحشد كبير من كبار علماء الدين ومفتي المناطق والمطارنة والأساقفة وقضاة المحاكم الشرعية.
وألقى الإمام الشيخ قبلان كلمة قال فيه: عندنا عدو واحد هو إسرائيل، نغلب اسرائيل بوحدتنا بتفاهمنا، بالتصاقنا في ما بيننا، نبتعد عن المهاترات والمشاحنات والبغضاء وعن القال والقيل، علينا ان نضع أيدينا بأيدي بعضنا لنبني مجتمعا فاضلا تسوده المحبة والتضامن«.
نقلاً عن جريدة السفير.

شكرا عالخبر عزيزي,,تحياتي لعيونكـ

شكرا عالاخبار المهمة
تحياتي واحترامي الك