منتديات ليب مون

«أمل» و«حزب الله» يرفعان الغطاء والقوى الأمنية توقف المتسببين
خلاف بين حزبيين يوقع إصابات بشرية ومادية في مجمع الحدث


قوى الأمن منعت الدخول إلى الحرم امس


تطور خلاف فردي في مجمع الحريري الجامعي ـ الحدث، أدى إلى إصابة عدد من الطلاب بكدمات ورضوض، واحتراق إحدى القاعات، و«تدمير» مقرّي مجلسي فرع الطلاب في كليتي الحقوق والعلوم السياسية، وإدارة الإعمال، وتحطم عدد لا بأس به من النوافذ وأبواب المكاتب.
الروايات التي استقتها «السفير» من غير طرف، أجمعت على أن الخلاف بدأ إثر إقامة معرض للصور من قبل طلاب التعبئة التربوية في حزب الله عن الشهيد عماد مغنية، وإطلاق العنان للمكبرات الصوتية بأناشيد حماسية خاصة بالحزب، مما أثار حفيظة الطلاب المنتمين إلى حركة «أمل» الذين طلبوا خفض الأصوات، منعاً لتعطيل الحصص الدراسية. وعند عدم تلبية الطلب هذا، تطور الأمر إلى تلاسن وتشابك بالأيدي والكراسي، وأقدم بعض الطلاب على إضرام النيران داخل المعرض الذي احترق بكامله، وتصاعدت من نوافذ قاعته ألسنة اللهب والدخان.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد. إذ عمد بعض الطلاب إلى الهجوم على مقر مجلس فرع طلاب كلية الحقوق (بقيادة أمل)، فحطموا الأبواب وزجاج النوافذ، ودمروا محتوياته من آلات ناسخة وغيرها. في حين كان طلاب آخرون يقومون بتحطيم وتدمير محتويات مقر فرع طلاب كلية إدارة الأعمال (بقيادة حزب الله). تبع ذلك كرّ وفرّ بين الطلاب، ومع اندلاع ألسنة اللهب، ورائحة الحريق، هُرع طلاب الكليتين إلى الخارج، وأجرى مدير كلية إدارة الأعمال، د. كامل كلاكش، اتصالا برئيس الجامعة د. زهير شكر، الذي بادر إلى الاتصال بالجيش والقوى الأمنية.
وعلى الفور، حضرت القوى الأمنية إلى المكان، وتمركزت في الخارج وعند أسوار المجمع، ومنعت الدخول والخروج. وعملت قوى أخرى على تفرقة الطلاب الذين كانوا في حال من الغضب والصراخ، حتى تمكنت من السيطرة على الوضع داخل الحرم. وذكر أنه تم توقيف عدد من الطلاب، إلا أنه تم إطلاق سراحهم في ما بعد، بعدما تأكد لقوى الجيش أن مفتعلي الحادث هم ستة طلاب، موزعين على الطرفين بالتساوي. وقد وافق مسؤولو الطرفين على تسليمهم، في حين عملت فرق الإطفاء والدفاع المدني على إخماد النيران في المعرض، بعدما فشلت فرق الصيانة في محاصرة النيران بواسطة مطافئ الحريق الصغيرة.
ولوحظ أن أعداداً لا بأس بها من الطلاب والموظفين والأساتذة حاولت الخروج من المجمع هرباً مما هو حاصل. غير أن القوى الأمنية لم تسمح لهم بذلك، إلا بعد مرور نحو ساعة من الوقت، وتأكدها من استتباب الوضع، ومعرفتها بحيثيات الموضوع.
وقد فرض هذا الحادث جواً من التوتر على كامل المجمع، بعدما سرت الأخبار بشأن ما هو حاصل داخل حرمي كليتي الحقوق، وإدارة الإعمال، التي توقفت فيها الامتحانات.
وفور تبلغه بالحادث، حضر عميد إدارة الأعمال، د. كميل حبيب، من الشمال، لمتابعة الموضوع ميدانياً، مع مدير الفرع الأول د. كلاكش، والقوى الأمنية. كما حضر إلى المجمع مسؤولون من «أمل» و«حزب الله»، فعملوا على تهدئة الأمور، في حين كانت فرق الصيانة تعمل على تنظيف مداخل الكليتين من الزجاج المحطم، ورفع بقايا محتويات المعرض المحترقة.
وبعد جولة له في أرجاء الكلية، وصف العميد حبيب حجم الخراب قائلاً إن «ما حصل أشبه بسقوط صاروخ قرب الكلية، أدى إلى تدمير معظم النوافذ والمداخل الزجاجية للكلية». واعتبر أن ما قام به بعض الطلاب من داخل الكلية وخارجها قد أساء الى مرجعياتهم السياسية، وإلى مبادئهم، قبل الإساءة الى الجامعة الوطنية. ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، مؤكداً أن الامتحانات المقررة ستبقى في مواعيدها المعلنة من دون أي تغيير.
من جهته اعتبر كلاكش ما حصل تصرفا غير مسؤول، وطلب من القوى السياسية رفع الغطاء عن المخلين بالأمن، كون الجامعة مركزاً للعلم لا للصراعات.
وصدر بيان مشترك عن التعبئة التربوية في حزب الله، ومكتب الشباب والرياضة في «أمل»، جاء فيه أن قيادتي «التعبئة» و«المكتب» عقدتا اجتماعاً أكدتا فيه أن ما حصل هو إشكال فردي تم تطويقه وعولجت ذيوله، و«طلبتا من إدارة الجامعة، والقوى الأمنية المعنية بأمن الجامعة، اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين. وأكدتا على العلاقة المتينة التي تربط طلاب الطرفين، وعلى اتخاذ إجراءات بحق كل من يحاول التسبب بما يعكر صفو الأجواء الطلابية في المجمع الجامعي أو غيره». ونفت المرجعيتان حدوث إطلاق نار أو وقوع جرحى.
وبقيت فرق الصيانة، مع عمال التنظيف التابعة للمجمع، تعمل حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، تمهيداً لاستقبال الطلاب اليوم.