صيادو الأسماك في صور يحتجون على الصيد غير المشروع
 

لم يبق امام صيادي الاسماك في صور سوى خيار وحيد: أحرق رجال البحر شباكهم ونقلوا قواربهم من البحر الى البر كإجراءات تعبيرية عن فشل كل المحاولات في منع الصيد غير الشرعي في بحر المدينة.
نزل الصيادون الغاضبون يستنكرون عدم تقيد المسؤولين بوعودهم لناحية تحقيق مطالبهم ومن ضمنها العمل على ادخالهم في الضمان الصحي والاجتماعي، فقصدوا الشارع وفي حوزتهم »عدة« الصيد ولافتات يطالبون عبرها وزارة الزراعة وفعاليات صور القيام بوقف »الجريمة« التي ترتكب بحق الثروة السمكية. في هذا الوقت قطع آخرون من زملائهم الطريق أمام مرفأ الصيادين بواسطة احد المراكب.
ونفذ الصيادون تحركهم تحت عنوان رئيسي وهو وقف الصيد بواسطة »الكمبراسور« أو »منفخ الهواء« الذي يدمر ما تبقى من ثروة سمكية ويحرم المئات من الصيادين من تحصيل لقمة العيش.
»يتلطى بعض الصيادين الذين يمارسون صيد السمك »بالكمبراسور« برخص الغوص التي يحصلون عليها من قبل وزارة الزراعة«، بحسب نقيب الصيادين في المرفأ خليل طه.
ويشير طه الى ان القرارات الوزارية الظالمة قد اتت لتزيد من المعاناة والمعوقات على الصيادين، لافتا إلى أن الاستمرار بهذه الممارسات غير المسؤولة من جانب عدد من الصيادين يشرع تواصل الصيد بالديناميت وكل انواع الصيد الممنوع قانونياً.
ويرفع الصيادون الصوت مرة جديدة »مطالبين كل المسؤولين بالتدخل السريع لوقف الصيد العشوائي لان استمراره بهذه الطريقة يرغم الصيادين الذين لا بديل لديهم على مغادرة البحر وتدمير الحياة البحرية وتالياً الثروة السمكية التي ينعم فيها بحر صور .
ويناشد طه وزير الزراعة النظر الى حال الصيادين وعدم إعطاء التراخيص التي »تشرع« بطريقة أو بأخرى الفتك بالثروة السمكية.
ويقول الصياد حسين خشمان »لم نعد قادرين على التحمل والصبر، وأصبح من غير الممكن السماح بهذه الممارسات على مرأى من المعنيين في حماية البحر وثروته السمكية.
ويقول خشمان »قضينا حياتنا في البحر ولا يوجد سبيل آخر لتحصيل لقمة العيش لأولادنا لذلك نطلب من كل الحريصين على حقوق الصيادين السعي لدرء المخاطر التي تهدد بحر المدينة.
ويلفت الصياد حسن غانم الى ان أعمال المستفيدين من الصيد بـ»الكمبراسور« والديناميت وباقي الأصناف غير المشروعة تنعكس سلباً على مجمل الحياة البحرية في اهم موقع على البحر المتوسط وذلك بسبب بعض المصالح الفردية.
مشكلة معالجة الصيد غير الشرعي واحدة من الاولويات بالنسبة للصياد حسين درمسيس » هناك مشاكل اخرى وفي طليعتها ضم الصيادين الى الضمان الاجتماعي والصحي حتى يستطيعوا معالجة عائلاتهم وعدم تركهم لمصيرهم والوقوف على ابواب المسؤولين.
وناشدت مختارة صور فاطمة السحمراني، التي شاركت الصيادين في اعتصامهم، رئيس مجلس النواب نبيه بري وكل الحريصين »العمل الجاد لحماية حقوق مئات العائلات الصورية التي تعتاش من صيد الأسماك«.
بدوره دعا رئيس منتدى الفكر والادب في صور الدكتور غسان فران المسؤولين المعنيين والحريصين على بحر المدينة والعائلات التي تعتمد على رزقها من مهنة صيد السمك بذل كل ما بوسعهم لحماية الثروة السمكية والحياة البحرية.