منتديات ليب مون

في تطور أمني لافت وخطير يهدف – كما يبدو- الى تخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، سقط عدد من صواريخ الكاتيوشا عند الثامنة الا ربعاً من صباح اليوم على منطقة الجليل في شمال اسرائيل أوقعت نحو خمسة جرحى في نهاريا والجليل والغربي، وفي حين لم تتبنّ أيّ جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ حتى الآن علم ان مصدرها هو منطقة الجبين الواقعة بين طيرحرفا والناقورة. وأفادت مصادر خاصة لموقع "nowlebanon" أنّ دوريات مشتركة لـ"اليونيفيل" والجيش اللبناني تقوم بدوريات على طول الحدود اللبنانية وقد فتحت تحقيقاً في الحادث الذي يعتبر خرقاً فاضحاً للقرار الدولي 1701 ومحاولة مشبوهة لتوريط لبنان في حرب جديدة.

الجيش الإسرائيلي ردّ على الصواريخ بإطلاق أربع قذائف على طيرحرفا – عيتا الشعب – الجبين في القطاع الغربي وترافق مع تحليق مكثف للطيران الحربي في اجواء القطاع، وهو هدد بانه سيردّ على كل صاروخ يطلق من لبنان بصاروخ، مستبعداً في الوقت نفسه أن يكون " حزب الله " هو من اطلق الصواريخ من الجنوب اللبناني، فيما نفت حركة "حماس" أي علاقة لها باطلاق هذه الصواريخ وأكدت انها تمارس عملها العسكري في فلسطين فقط.

في هذا الوقت فشل مجلس الأمن الدولي الذي انعقد ليلاً في نيويورك في التوصل ليلاً الى قرار بشأن الوضع في غزة، وقال السفير الفرنسي جان موريس ريبير الذي كان يتحدث بوصفه رئيسا للمجلس ان الاعضاء الخمسة عشر سيواصلون التشاور سعيا الى موقف مشترك بشأن كيفية انهاء العنف بين اسرائيل وحماس، في حين اقترحت ليبيا عضو المجلس مشروع قرار يحث على هدنة فورية لكنه لقي رفضا من الولايات المتحدة وآخرين أكدوا انه معاد لاسرائيل، واقترحت باريس وواشنطن بيانا أقلّ الزاما.

بالإنتقال الى الوضع الميداني في قطاع غزة، فقد واصلت اسرائيل قصفها لقطاع غزة على رغم الهدنة الموقتة التي أعلنها الجيش الاسرائيلي لثلاث ساعات لأغراض انسانية، متجاهلة النداءات العربية والدولية، ومعلنة أنها لا زالت تدرس المبادرة الفرنسية ـ المصرية التي سعى من خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزياراته المكوكية لكل من دمشق وبيروت وإنتهاء بالعودة الى مصر إلى وقف اطلاق النار في غزة.

وقد ذكر مسؤولون اسرائيليون ان الحكومة الامنية الاسرائيلية عقدت اجتماعاً خاصاً لبحث توسيع الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة ودراسة المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار، فأقرت المرحلة االثالثة من الهجوم على غزة، وأعلنت في بيان في نهاية الاجتماع ترحيبها بالمبادرة، الا انها لم تصادق عليها. ولم يذكر البيان ما اذا كان سيتم تصعيد الحرب في غزة. وقال المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف: "تشكر اسرائيل الرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي على جهودهما بهدف التوصل الى حل لانهاء الانشطة الارهابية التي تنطلق من غزة ووضع حد لعمليات تهريب الاسلحة من مصر الى غزة"، مضيفاً ان "اسرائيل تنظر بايجابية الى الحوار بين المصريين والاسرائيليين للتقدم في هذا المجال". وأردف ريغيف لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" ان "وزير الدفاع ايهود باراك اصدر تعليماته للجيش بالاستعداد للمرحلة الثالثة من العملية". أضاف: "لا نعتقد ان العملية ستتوقف خلال الايام المقبلة، ولا يزال علينا دراسة تفاصيل الاقتراح المصري".

وقد أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن ارتياحه "الشديد لتأييد اسرائيل والسلطة الفلسطينية المبادرة الفرنسية المصرية التي عرضها الرئيس المصري حسني مبارك". وقال قصر الاليزيه في بيان عن الرئاسة الفرنسية ان "رئيس الجمهورية يرحب بموافقة اسرائيل والسلطة الفلسطينية على المبادرة الفرنسية المصرية، ويدعو الى تطبيق هذه الخطة في اقرب فرصة لوقف معاناة السكان".