منتديات ليب مون

أعلن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، خلال ترؤسه قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي »أن المجزرة بحق الفلسطينيين مدعاة أسف وغضب«، داعيا »المسؤولين في كل الدول الى إيجاد حل لهذه المأساة«.
وألقى البطريرك صفير خلال القداس عظة بعنوان »محاربة الفقر، بناء السلام«، تحدث فيها عن رسالة البابا بندكتوس ١٦ هذا العام، مشيرا الى »أن محاربة الفقر تستدعي الأخذ بعين الاعتبار عن كثب ظاهرة العولمة المعقّدة«. ورأى أن »على العودة الى العولمة أن ترتدي طابعا روحيا وأدبيا، لأنها تدفعنا الى اعتبار الفقراء في المنظور الواعي وهو أننا نشارك جميعا في مشروع واحد إلهي، وهو مشروع الدعوة الى بناء عائلة واحدة ينظّم الجميع فيها ـ أفراداً وشعوباً وأمماً ـ تصرّفاتهم بإرسائها على مبادئ الأخوّة والمسؤولية«. واعتبر »ان الفقر غالبا ما يكون مرتبطا بالنمو السكاني، وهو سببه المباشر. وبالتالي، هناك حملات لتحديد عدد الولادات يقام بها على الصعيد الدولي، ويُلجأ معها الى وسائل لا تحترم كرامة المرأة ولا حق الزوجين في اختيار عدد أولادهما بالطريقة المسؤولة، وان ما هو أعظم من ذلك في الغالب، أن هذه الوسائل لا تحترم الحق في الحياة. والقضاء على ملايين الأولاد الذين لم يولدوا، باسم محاربة الفقر«. لافتا الى »أن الموارد موجودة لتحلّ مشكلة الفقر، حتى في وجود تنامي سكّاني«.
وختم صفير عظته بالإشارة الى »أن المشاهد المروّعة التي تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام، عن المجزرة التي ارتُكبت وتُرتكب في حق الفلسطينيين، لهي مدعاة أسف وغضب. ويبقى أن يجد المسؤولون في كل الدول حلا لهذه المأساة التي طال مداها ما فوق النصف قرن، ولا تزال كل يوم تتفاعل وتوقع الأذى في الكثير من الناس الأبرياء«.
واحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بقداس رأس السنة الجديدة، على نية السلام في العالم، في كنيسة سيدة الوردية في رأس بيروت، وألقى عظة اعتبر فيها »أن أعز أمنية نتطلع إليها اليوم في بلادنا وفي منطقتنا المكوية بالحديد والنار، هي من دون شك أمنية السلام«.
كما ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدارئية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، وألقى عظة شرح فيها المعاني الدينية والروحية للمناسبة. وقال ان »الإنسان في لبنان فقد طعم السعادة، لأنه أصبح يرى نفسه في مستنقع بشري، لا يربط الواحد فيه بالآخرين سوى المصلحة«. وتمنى »أن يكون كل طامح لوظيفة عامة أو لمركز قيادي حراً مع نفسه، صادقاً مع نفسه ومع وطنه ومجتمعه، لأن وطننا لم يعد قادراً على النزف أكثر، وعلى تحمل الهدر والاتهامات المتبادلة، التي يتراشق بها القيمون على مقدرات هذا البلد«. ولفت الى »ما نشهده اليوم في غزة الشهيدة، حيث أشلاء دمائهم تستصرخ الضمائر إن كان هناك ضمائر، وصيحات الهائمين على وجوههم تستنجد بالعالمين سائلة ماذا يحصل، وما من جواب إلا انفجارات القذائف والقنابل واحمرار النار القاتم وسواد الدخان. إنهم يعلمون أن هناك وحشا ضاريا يطاردهم ويطارد أهلهم والبيوت، ولا يسمعون بين فينة وأخرى إلا خطاباً من هنا وكلاماً من هناك وهياجاً هنالك. يتأكدون أن الذين هم من جلدتهم وعرقهم هم ظاهرة كلامية، وكما قال أحد أبنائنا الكبار »يتقنون الحفلات التأبينية للشهداء والتظاهرات »الشارعية« ويحولونها الى نهج سياسي، من غير أن يدركوا أنها لا تبني الأوطان ولا تصد العدوان«. مضيفاً: »أما نحن فنرفع الصلاة الى من هو قادر وحده على إنقاذ هذا الشعب المسحوق من هذا العدوان البربري والمجازر، وعلى رفع هذه اليد الظالمة الغاشمة عنه، نسأله أن يرمي في قلوب جميع إخوتنا الفلسطينيين المحبة، التي تتجاوز كل فعل أو قول يفرق بينهم، وأن يمنحهم الحكمة التي لا تدع الخلافات التي توازي الوحدة في الوجود تعوق المحبة«.