الحُبُّ أمانّةّ المُؤْتَمَنْ - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 02-25-2015, 09:56 PM   #1
قـمر جـديد
 
الصورة الرمزية حسين أحمد سليم
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: لبنان, بعلبك, النّبي رشادي
المشاركات: 89
افتراضي الحُبُّ أمانّةّ المُؤْتَمَنْ

الحُبُّ أمانّةّ المُؤْتَمَنْ

بِقَلَمْ: حُسَيْنْ أحْمَدْ سَليمْ

كُنْتُ وَ أبْقى وَ سَأبْقى أُحِبُّكِ حُبّاً آخَرَ مُقَدَّساً نَقِيّاَ صافِياً شَفيفاً أثيرِيّاً حََتّى الذَّوَبانْ...
وَ كُنْتُ وَ أبْقى وَ سَأبْقى أبَداً أعْشَقُكِ عِشْقاً طاهِراً شَريفاً خالِصاً لا تَشوبَهُ شائِبَةً حَتّى الهَذَيانْ...
وَ كُنْتُ وَ أبْقى وَ سَأبْقى أسْكَرُ بكِ وَ أثْمَلُ بكِ روحاً أثيرِيَّةً هائِمَةً في رِحابِ الله حَتّى النَّسَيانْ...
قَسَماً عَظَماً لَمْ وَ لَنْ وَ لا يَتَناهى لِخاطِري أنْ أبيعَكِ يَوْماً في تِجارَةٍ خاسِرَةٍ بالأصْفَرِ الرَّنّانْ...
وَ لَمْ وَ لَنْ وَ لا يُقارِبُني شُعوراً يُغْريني كَيْ أطْرَحَكِ في أسْواقِ النَّخَّاسينَ لِلْمُزايَداتِ بالإعْلانْ...
إنَّني قَناعَةً لا رُجوعَ عَنْها أبَداً أسْكَنْتُكِ روحي وَ عَقْلي وَ نَفْسي وَ صَدْري وَ خاطِري وَ الوِجْدانْ...
يا أنْثى سَليلَةَ حَوّاءَ الأولى تَنْضَحينَ أصالَةً بالحُبِّ وَ العِشقِ وَ العَطْفِ وَ الشَّوْقِ وَ الحَنانْ...
تَطْمَئِنُّ نَفْسي إلَيْكِ وَ تَرْضى في رَجْعَتِها لله إيماناً وَ تَقْوىً وَ تَشْعُرُ الهَدْأةَ بكِ وَ السَّكينةَ وَ الأمانْ...
تَطْرُدُ الْوَسْواسَ الْقَهْرِيَّ مِنْ ذاتِها وَ تُجاهِدُ جِهادَها الأصْغَرَ وَ الأكْبَرَ وَ تَنْتَعِشُ بِالإطْمِئْنانْ...
إنَّني آمَنَتْ قَدَراً يا حَبيبَتي بِالقُدُّوسِ الله الواحِدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الحاكِمِ العادِلِ الدَّيّانْ...
يا حَوَّاءَ أحْبَبْتُها عَلى حينِ وَمْضَةٍ تَرْفُلُ قَدَراً مَحْتوماً بِالإغْراءِ وَ الأنوثَةِ وَ الإغْواءِ وَ الإفْتِتانْ...
يا امْرَأةً أنْجَبْتُها وَ أنْجَبَتْني وِصايةَ دَمٍ أهيمُ بِها تَيَّمَتْ روحي وَ الْقَلْبَ وَ الفِكْرَ وَ الجِنانْ...
أضْرَعُ لِلْسَّماءِ يَحْفَظَكِ الخالِقُ الرَّؤوفَ الحَكيمُ القادِرُ المُقْتَدِرُ ذو الجَلالِ وَ الإكْرامِ الرّحْمانْ...
أضْرَعُ وَ أتَهَجَّدُ لله كَيْ يُبْعِدُ عَنْكِ أهْلَ الجَبَروتِ وَ الإسْتِبْدادِ وَ التَّسَلُّطِ وَ الزّورِ وَ الظُّلْمِ وَ البُهْتانْ...
وَعْداً صادِقاً في وَرَعٍ وَ تَقْوى وَ عَهْداً واعِداً في عَقيدَةٍ وَ إيمانٍ أبوحُ بهِ لَكِ قاطِعَ البُرْهانْ...
سَأقيمُ لَكِ في كُلِّ كَلِمَةٍ وَ خاطِرَةٍ وَ نَثيرَةٍ وَ قَصيدَةٍ وَ مَشْهَدِيَّةٍ مَزاراً وَ في كُلِّ ناحِيَةٍ وَ مَكانْ...
يُخَلِّدُ ذِكْرَكِ لِيَبْقى يَتَماهى في فَضَاءاتِ الحُبِّ وَ العِشقِ عَلى مَرِّ الأيّامِ وَ الحِقَبِ وَ الزّمانْ...
وَ أزْرَعُ لَكِ في كُلِّ ناحِيَةٍ مِنَ النَّواحي وَ حَوْلَكِ الأشْجارَ مِنْ أرْزٍ وَ سَرْوٍ وَ شَرْبينٍ طَرِيَّةَ الأغْصانْ...
باسِقاتٍ عالِياتٍ لِلْعُلا شامِخاتٍ في عُنْفوانِها تَتَماهى عَلى الأشْياءَ وَ تَموجُ تيهاً بالأفِنانْ...
وَ أنْبِتُ لَكِ الوُرودَ الجَّميلَةَ وَ الأزْهارَ السَّاحِرَةَ تَتَشَذَّى بالطّيبِ وَ العِطْرِ مِنَ الياسَمينَ وَ الأقْحُوانْ...
وَ أوَشّي الجَنَباتَ بالسُّنْدُسِ وَ الإخْضِرارِ وَ العَرَصاتَ باللينوفارِ المُقَدَّسِ وَ الوَرْدِ الجورِيِّ وَ الرّيْحانْ...
وَ أزْرَعُ لَكِ دَوْحَةً في واحَةٍ الآمالِ المُرْتَجاةِ وارِفَةً بالأثّمارِ مِنَ التُّفَّاحِ و الكَرَزِ و المُشْمُشِ وَ الرُّمّانْ...
وَ أجْمَعُ أجْمَلَ ما في الأطْيارُ تَصْدَحُ لَكِ بالأنْغامِ وَ تَتَمَوْسَقُ وَ تَتَرَنَّمُ انْسِجاماً بالألْحانْ...
وَ النَّحْلُ هائِماتٌ في البَراري تَجْني أريجَ الأزْهارِ لِلْشَّهْدِ وَ الفَراشاتُ حائِماتٌ زاهِياتُ الألْوانْ...
وَ الْحَدائِقُ أيْكٌ مُعْشَوْشِباتٌ وَ جَنائِنٌ مُعَلَّقاتٌ بالسِّحْرِ عامِراتٍ وَ الجَمالِ وارِفاتَ الزّوايا وَ الجِنانْ...
وَ أقيمُ صَوْمَعَتي في واحَتُكِ على ذِمَّةِ الحُبِّ وَ العِشقِ لِلْخَشوعِ وَ العِبادَةِ وَ الصّيامِ وَ الْهَيَمانْ...
كُلَّ فَجْرٍ وَ ظُهْرٍ وَ عَصْرٍ وَ مَساءٍ وَ عِشاءٍ أرْفَعُ لِلْحُبِّ وَ العِشقِ صَوْتي تَكْبيراً لله في العُلا بِالآذانْ...
وَ أفْتَحُ كِتابَ الله المُطَهَّرَ الذي لا يَمَسَّهُ إلاّ المُطَهَّرونَ وَ أرَتِّلُ الحُبَّ وَ العِشْقَ آيَاتَ وَ سُوَرَ قُرْآنْ...
أكَبِّرُ الله أرْبَعاً الله أكْبَرَ وَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ فَرْداً صَمَداً العادِلُ الرّحْمانْ...
وَ أصَلّي عِنْدَ كُلِّ آذانٍ فَريضَتي في الحُبِّ وَ العِشقِ وَ الإيمانِ صَلاةً لله قُرْبَةً وَ لَكِ أصّلّي صَلاتانْ...
أرْكَعُ وَ أسْجُدُ وَ أسْتَوي وَ أنْتَصِبُ وَ أقْنُتُ وَ أبَسْمِلُ وَ أحَمْدِلُ وَ أسْتَغْفِرُ وَ أسَلِّمُ بِاطْمِئْنانْ...
قِبْلَتي إلى الله في كُلِّ اتِّجاهٍ وَجَّهْتُ وَجْهي وَ إلَيكِ أنْتِ إلَيْكِ تَهْفو روحي وَ لَكِ يَخْفُقُ الجِنانْ...
وَ أنْتَحي في غَيْبوبَتي عُقْبَ صَلَواتي وَ أغْفو يُسْكِرُني الحُبُّ وَ العِشقُ وَ طَيْفَكِ وَ الإيمانْ...
كَأنَّني في رؤايَ جَلاءً أمْتَشِقُ سَيْفي مِنْ غِمْدِهِ وَ أسْتَلُّ يَراعي أُمَسِّدُهُ بافْتِرارِ البَنانْ...
وَ أكْتُبُ لَكِ ما يَتَناهى لِخاطِري مِنْ مَوْسَقاتٍ وَ تَرانيمَ جَرْأةَ بَوْحي في وَثيقَةٍ غَزَلٍ وَ شَوْقٍ وَ بّيانْ...
وَ أُزَيِّلُ رِسالَتي آخِراً وَ لَيْسَ أخيراً بِتَوْقيعِ سورْيالِيٍّ أوْ تَجْريديٍّ لآدَمَ مِنْ بَني الإنْسانْ...
وَ أُحَمِّلُ الحّمامَ الزَّاجِلَ كِتابي إلَيْكِ يَنْطَوي عَلى رُؤى وَ صُوَرَ وَ مَشْهَدِيّاتَ كَئِيبةً ملئ بِالأحْزانْ...
فَإنْ وَصَلَكِ الحَمامُ الزّاجِلُ بَعْدَ سَفَرٍ طالَ وَ قَدْ يَطولُ كَثيراً فَتَرَقَّبي الحَمامَ يَأتيكِ وَ الكِتابُ بِالأمانْ...
لا تَقْلَقي حَبيبَتي وَ مُلْهِمَتي وَ مُعَلِّمَتي بَعْدَ اليَوْمِ حَبيبَتي وَ لا تَجْتاحُكِ أوْ تَسْكُنَكِ الأحْزانْ...
أبَداً لا تُؤْتَمَنُ الأيّامُ في مَطاويها مَهْما أفْرَحَتْنا وَ أسْعَدَتْنا وَ لا يُؤتَمَنُ مِنْ غَدْرُ الزَّمانْ...
قَدْ شُجَّ قَلْبي غَدْراً عَلى حينِ غَفْلَةٍ مِنْ أمْري وَ نَزَفَ دَماً وَ صَمَتَ قَهْراً وَ حُزْناً في قَلْبيَ الخَفَقانْ...
قَدْ طُعِنَ ظَهْري قمِنْ حَيْثُ لا أدْري بِخِنْجَرٍ مَسْمومٍ وَ الجُّرْحُ ما طابَ وَ لا اسْتَكانْ...
فَقَدْ وَلَّى الحُبُّ في مَتاهاتِ الأرضِ وَ هَجَرَني العِشقُ إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ وَ ماتَ حَبيبي الّذي كانْ...
لَكِنَّ هِلالي الوّضّاءُ بالحُبِّ كانَ وَ يَبْقى وَ سَيَبْقى بالضَّوْءِ ساطِعاً أبَداً لا يَخْبو وَ لا يُهانْ...
أبَداً يَحْتَضِنُ نَجْمَةَ الصُّبْحِ في قُلْبِهِ المُتَشاغِفِ وَلَهاً المُتَشاوِقِ جَوىً العاشِقِ المُتيَّمِ الوَلْهانْ...
وَ آياتا الحُبِّ وَ العِشقِ قَدَراً في كَبِدِ السّماءِ قَدْ غَدَيا الهِلالُ وَ نَجْمَةَ الصُّبْحِ آياتانْ...
بالإيمانِ وَ التَّقْوى وَ الخُشوعِ وَ العِبادَةِ وَ الحُبِّ وَ العِشقِ وَ الوَفاءِ وَ الإخْلاصِ وَ الضَّوْءِ يَسْطَعانْ...
بالتّقْوى و القَداسَةِ وَ الطَّهارةِ وَ العُنْفُوانِ وَ العِزَّةِ وَ الإباءِ وَ العُنْفُوانِ يَتَماذَجانِ وَ يَنْسَجِمانِ وَ يَقْتَرِنانْ...
تَمْضي الأيَّامُ وَ تَعْقُبَها السُّنونُ وَ تَهْوي المَوْجوداتُ وَ تُمْحى وَ تَزولُ الأشْياءُ وَ لا يَزولانْ...
وَ يَبْقى الحُبُّ بالرُّوحِ وَ العِشقُ بالوِجْدانِ وَ الهِلالُ بالحُبِّ وَ النَّجْمةُ مُتَكامِلانِ مُتّحِدانِ يَبْقَيانْ...
هَدْياً في رِحابِ المَدى وَ مَنارَةً تَتَوامَضُ شَغَفاً لِلْعُشّاقِ لِلأحْبابِ وَ مَزاراً وَ قِبْلَةً وَ مَثَلاً أعْلى وَ عِنْوانْ...






__________________
حسين أحمد سليم
أديب, شاعر وفنّان تشكيلي عربي من بلاد الأرز لبنان
مدينة الشّمس بعلبك, الحدث, النّبي رشادي
آخر مواضيعي

0 مصطفى محمّد عبيد
0 فنوني و رسوماتي مرآة نفسي
0 إضاءات
0 عِزّتْ عبّاسْ مِزْهِرْ
0 قصّة الخضر(ع)

حسين أحمد سليم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:53 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.