قبسات من الحنين - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 02-10-2015, 08:44 PM   #1
قـمر جـديد
 
الصورة الرمزية حسين أحمد سليم
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: لبنان, بعلبك, النّبي رشادي
المشاركات: 89
افتراضي قبسات من الحنين

قبسات من الحنين

بقلم : حسين أحمد سليم


مجموعة خواطر قصيرة من وحي قريتي الريفيةالمسماة " النبي رشادي " تيمنا بمقام تاريخي قديم و مقدس, لآذ به الناس ليحميهم منغوائل الأيام ...

رغم النّأي القاهر ما زلتأحنّ بقوّة, إلى تلك القرية الرّيفيّة الحالمة, المتربّعة باطمئنان, على مرمى نظري,إلى الغرب من مدينة الشّمس بعلبك, و التي ترقب المدينة الأمّ بعين وامضة, تستمدّ منهاالعنفوان و الإباء, و تلتفت إلى الجبل الأعبل الأشمّ, صنّين من خلفها, تتنسم منه السّموّ و الإعتزاز... في تلكالبقعة من وطني التّليد, حيث للرّشادي النّبي مقام, و لدت و درجت صبيا, و تعلمت فك الحرف فيمدرستها الأولى... و منها قسرا, رحلت باكرا, إلى ضاحية بيروت الجنوبية, التيفيها شببت و ترعرعت و أحببت, و رنّمت بكر ترانيمي النثرية, و دندنت بكر دندناتيالشعرية, و في تلك البقعة, أدركت طور الرجولة, و اقترنت بقدريتي ...

أنا معلّق القلب بتلك القرية البقاعية, الوادعة على مرمى زقزقةالعصافير من النّهر التاريخي, إلى الغرب من القلعة الأم, على مقربة من المدينةالتاريخية الأسطورة... و التي يتّكئ صنّين بهامته الشّامخة على هضابها الغربية, تحيطبها القرى كالسّوار بالمعصم, كأنها نجمة تتلألأ في كوكبة فلكية هائمة في كبد السماء, يأنس الليل بها, و تأنس هي بمعالم البوح, تنهمر من وحيها, على قلبي لأترنّمبنثرها حينا, و أتغنّى بشعرها أحيانا, و أشكّلها لوحة فنّية تشكيليّة ...

إنّ أمواج الأثير الشّفيف, المنسابة في سماء قريتي الرّيفية, تتنهّد في حنيندائم, تنهدات لا تسمع في مكان آخر, و لا يتحسّسها إلاّ من عاش الحب في ربوع قريتي...و النّجوم تلمع في سماء قريتي المباركة لمعانا أبهى, لا يبصر لمعانها إلاّ من أصابهالعشق في قريتي البقاعيّة... و لكويكبات الفصول في سماء قريتي تشكيل جميل, فيالشّتاء و الرّبيع و الصّيف و الخريف... أمّا القرى القائمة حول قريتي دائريّا, و هي تشغلمحورها, أدعى إلى الأنس و الطّمأنينة و الى الإغراق في التأمل و الإبحار في الأسرار...هيهات لو تدركين منها البعض يا صديقتي و حبيبتي ...
النّظم و الكتابةو الإبداع على ضوء القمر, في كنف قريتي البقاعيّة, أعذب إيحاءا, و أكثر إلهاما, و أجدى إبداعا, في مرحلة المخاض, أو الألم, الذي يعانيه الكاتب أو الأديب أوالشّاعر, من النّظم و الكتابة على ضوء المصباح الكهربائي... لذلك فأنا أحمل نفسيدوريا, إلى قريتي, أجول في شعابها و أزقّتها و دروبها, أر ود طرقاتها, أرقب بيوتها الترابية, أتنسم منلطيف هوائها, أتمرغ في رغام ترابها, أشتم عبير ورودها و أزهارها و نباتها, أبحر في امتداداتسهولها, أهيم في شموخ جبالها, أتزوّد من خيراتها, أحاكي أثيرها, أنتعش بنسيماتها,و أعود أكتب خواطري و كلماتي نثرا و شعرا ...

و أنا أفترش الأرض في قريتيالرّيفية, تحوطني الحواكير و الكروم و البيوت و الأشجار, و أشياء أخرى, و طيف حبيبتي القدرية...و أنا أتبارك بمقام رشادي النبي, أشخص بحنوٍ جامح إلى الشّرق, حيث مطلع الشّمس, منخلف الجبال الشّامخة, بالحصن التّاريخي لأجدادي, لأمتّع ناظري بالسّهل الأخضر الممتدإلى أبعد من النّهر التّاريخي... و أشخص بتمجّد و عنفوان و نهم إلى جلال الجبال في الغرب,التي تتّكئ على امتدادات أراضي أجدادي, تتوجها أشعة الشمس البازغة من الشرق,فتزداد إباء و شموخا... أو يلملم عنها الغروب, و شاح النّور الوردي, و الشّمس فيمسارها تمضي... و كأنّي بالسّهل ولد و امتد معي كي آنس به... و كأنّي بالنّهر ما زاليفيض بالمياه جريا يلحق بي... و كأنّي بالحصن الشّرقي تهاوى ليقوم حصني بديلا تاريخيا...و كأنّي بأرض أجدادي تزداد عطاء بعطائي... و كأنّي بتلك الجبال العالية ولدت و كبرتمعي ...

ولدت يا صديقتي و حبيبتي القدرية, مجبولا باللبنانية القرويّة الريفيةالبقاعية, و مضيت فخورا بمعالم قرويتي الطيبة, لا أحمل إلاّ المحبّة العظمى فيجوارحي, و لا ينبض قلبي الصّغير إلاّ بالحب المقدّس, و لا أتحسّس إلاّ العنفوان في نفسيالكبيرة, و لا أستشعر إلاّ الإخلاص و التّفاني لوطني و قريتي و أهلي و حبيبتي...و لبنانيتي هذه تتجلّى في كلّ ناحية من نواحي حياتي, و قرويّتي تتجلّى في شخصيّتي و أخلاقيو مسلكي, كما تتجلى في ثقافتي, و تتجسّد في كتاباتي ...

أنا صريح و جريءبك يا صديقتي و حبيبتي القدريّة, أحمل الحقيقة المنشودة في وجداني و ضميري و شخصيتي, و أنا منفتح و متفهّم بك أيضا يا عروس خيالي, أحمل المعرفة و التّجدّد في ثقافتي, و أنامحافظ و حريص بك كذلك, على الوعي و المسؤوليّة في قناعاتي و مبادئي و عقائدي, و أناطليق معك, بلا قيد يقيّد خطواتي إليك, حرّ في آرائي و أفكاري, و أنا مبحر معك, أغنّيآمالي و رؤاي, بلا عوائق, كنسر يجوب الفضاءات الممتدّة... و أنا يا حبيبتي, أحملالصّفاء و النّقاء في نفسيّتي, كسماء قريتي الصاحيّة, التي لا تكاد تغيم و تبرق و ترعد,حتّى تعود إلى زرقتها و صفوها, مغسولة نقيّة جليّة كعينيك الهائم بهنّ ...






__________________
حسين أحمد سليم
أديب, شاعر وفنّان تشكيلي عربي من بلاد الأرز لبنان
مدينة الشّمس بعلبك, الحدث, النّبي رشادي
آخر مواضيعي

0 ومَضاتُ الحُبّ و خفقاتُ العشِقْ
0 تَصَوّفُ الحُبّْ في صَوْمَعَةِ العُشّاقِ
0 قصص الخضر (ع)
0 الخضر في الديانات
0 أغرب و أعجب القصص القرآنيّة

حسين أحمد سليم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبسات من حياة الخضر (ع) حسين أحمد سليم منتدى قمر لبنان العام 0 01-28-2015 09:27 PM
قبسات من سيرتي حسين أحمد سليم منتدى قمر لبنان العام 0 12-31-2014 05:52 PM
الحنين توباك منتدى قمر لبنان العام 3 02-20-2010 03:32 PM
ايقضني الحنين ارجوك خواطر الاعضاء 4 03-17-2009 06:57 PM
تحركات الجنين في بطن امه Guest الطب والصحة 9 01-02-2009 11:26 AM


الساعة الآن 05:18 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.