تَصَوّفُ الحُبّْ في صَوْمَعَةِ العُشّاقِ - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 02-08-2015, 10:33 PM   #1
قـمر جـديد
 
الصورة الرمزية حسين أحمد سليم
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: لبنان, بعلبك, النّبي رشادي
المشاركات: 89
افتراضي تَصَوّفُ الحُبّْ في صَوْمَعَةِ العُشّاقِ

تَصَوّفُ الحُبّْ في صَوْمَعَةِ العُشّاقِ

بقلم: حسين أحمد سليم

قدرًا فلسَفيَا موْروثًا من حِقبِ الأمسِ البعيدِ, حملتُ وَعْدَ الوعدِ أمانةً لها مُنمنمُ الرّقشِ, عهداً واعِدًا لمصداقيّتي في شفافيّةِ العِشقِ, و قسمًا غليظًا و إطمئنانًا بالذّكرِ في يومِ الحُبِّ الأقدسِ, فافترَّ مبسمها و أشرقَ وجهها بفيضٍ من النّورِ, فأوحتْ لي بما أوحتْ من الإيحاءاتِ, فخالجتني رّؤى العشقِ الأطهر في البعدِ, فتمرّد يراعي على الكتمانِ, و راح يرتشِفُ المدادَ من محبرةِ الوِجدانِ و يتماهى عنوةَ قهرٍ بوحاً بفضحِ أسراري في الحُبِّ في عيدِ العُشَّاقِ و ومض نجمة الحبِّ في فضاءاتِ خيالي الممتدِّ...

شاءَ الله بما شاءَ مشيئة تتجلّى وامضةً في البعدِ المأمولِ, فإلتقيتكِ حبيبتي القدريّة, تشاغفاً في حنايا الإشتياقِ لطيبِ اللقاءِ بعدَ نأيٍ, تُشرقُ رؤى الآمالِ هبةَ اللهِ نجمةً من هلال العُمَرِ تُناصرُ العِشقَ في امتداداتِ الحياةِ, فأنمنمُ لوحةَ العشقِ رقشاً عربيّاً شرقيّاً أصيلاً, إيماناً روحيّاً من وحيِ رؤى التّزويقِ و التّأنّقِ و التّرقينِ و التّزيينِ عبرَ حِقبِ التّاريخِ, مِمّا أحملُ في البعدِ المكنونِ بخفايا الوجدانِ و قلبنة العقلِ و عقلنة القلبِ من فلسفةِ أسرار الإبداعِ و الإبتكارِ...


قدرًا آخر يتراءى لي هلال الليلِ يحتضن نجمة الفجر, فيُراودني البوحُ وميضَ مُحاكاةٍ بالحبِّ الشّفيفِ كارزاً بالعشقِ في أذنِ المدى, مِصداقيّةُ الوعدِ الذي قطعتُ لكِ في توكيدِ العهدِ الذي عاهدتكِ بهِ ذاتَ يومٍ... ها هوذا السّرُّ الدّفينُ في دواخلِ الحنايا يتهيّأُ عنفواناً ليتماهى رافلا بالجمالِ, فمهلاً حبيبتي العاشقةَ للفنونِ التّخطيطيّةِ, ففي هدأة السّكينةِ بعيداً عن الضّوضاءِ تُولدُ إيحاءاتُ الخلقِ والإبداعِ, بينَ هجودِ النّفسِ في غربتها القدريّةِ و هجوعَ الكينونةِ في رميمِ ضجعتها في رحابِ رهبةِ الموتِ و رعشةِ الحياةِ...


خفقُ الذّاتِ تماذجًا بعفق الوعي الباطنيّ, تفرّستُ عشقاً شفيفاً في الوجهَ الكلثوميَّ الإستدارةِ بياضاً, المشرقُ حياءَ أنوثةٍ في سيّالاتٍ من النّورِ برواقِ صومعةِ الحبَّ, و كلُّ الأشياءَ خاشعةً في سجودها تبتهلُ تهجّداً للهِ, و طيفكِ يستنيرُ وضّاءاً ببريقِ الأملِ المرتجى الوامضِ في البعدِ, تُحيطُ بهِ هالةُ من أطيافِ العشقِ تُحاكي الحلمَ الذّهبيَّ في مطاوي الخيالاتِ...


تتجلّة في البعد ومضات رؤى فلسفةٍ في قناعةِ ثقافةِ العرفانِ الذّاتيِّ و قبساتِ الوعي الباطنيِّ, فعقلنةُ القلبَ في تنظيمِ أحاسيسهِ مواكبةً لتكاليفهِ التي يتموسقُ بها, و قلبنةُ العقلَ في رِقّةِ تفكّرهِ مُحاكاةً لرؤى التّوقّعاتِ التي يتخالجُ بها, مدخلاً إنسيابيّاً لولوجِ الفراديسِ الموشّاةِ بلينوفار الحقيقةِ, لتتحقّقَ مُخطّطاتُ الغدِ المأمولِ بالخلقِ و الإبداعِ في رؤى الإبتكارِ المُتفتّقِ من الرّحمةِ و الموّدّةِ...

إرتياحُ النّفسِ الإنسانيّةِ الأمّارةُ بكلَّ الأشياءِ بين لا متناهياتِ الإيجابِ و السّلبِ, إنعكاسُ النّجاحاتِ في تحقيقِ الآمالِ التي تُحاكي طموحاتَ الذّاتِ... إبحاراً قدريّاً في استنباطِ الأحكامِ من قراءاتِ التّأويلِ و التّفسيرِ, تهونُ كلُّ الأشياءَ و تلينُ رِقّةً إذا ما نضجتْ ثمارُ إقترانَ الحُبِّ بالحُبِّ تحتَ كساءِ الرّحمةِ و المودّةِ, ليتماهى العِشقُ الرّوحيُّ هياماً في فضاءاتِ النّفسِ التّوّاقةَ للتّقوى و العبادةِ في أرحبةِ الحياةِ, ينبثقُ من نتاجاتِ البذلِ و العطاءِ في رحلاتِ الإستمرارِ المتعاقبةِ بين الأطوارِ و الأدوارِ و الأكوارِ, فتتكاملُ منظومةُ العيشِ في حركةِ التّمازجِ بين رؤى الفكرِ المتحرّرِ و أحاسيسِ القلبِ النّبيلةِ, و يتحقّقُ الإنسجامُ بتكاملِ عناصرَ الأشياءِ لولادةِ سيمفونيّةِ الوجودِ, تعزفها الرّوح على الأوتار الأثيريّة في حركةِ فعلِ الإنعتاقِ من قيودِ التّرابِ...


قُبلةُ الخدِّ المُضرّجِ باللونِ الورديَّ المجلوِّ كالعروسِ في أزهارِ بلادي, أثارتْ قشعريرةَ دِفءٍ افترّتْ بهِ الشّغافُ في القلبِ العاشقِ, فالتهبتْ لمى الشّفاه السّمرِ في جمرِ التّشاغفِ و اكتظّتْ بلظى الإشتياقِ, و راحتْ تتكوّى لذاذةً بقبلةٍ أخرى و تنتعشُ حريقاً مُتّقداً في جمرِ لمى الشّفاهِ, كأنّ أسطورةَ الفينيق عنقاءَ شرقيّةً تتوالدُ رُخّاً عنفوانيّاً بالقبلِ الجمريّة من لهيبِ لمى الشّفاهِ... قد تحقّقَ الوعدُ الصّادقُ بيننا حبيبتي أمانةً بقداسةِ العهدِ المسؤولِ في النّاموسِ, و توكيدَ حُبٍّ خالصٍ و عشقٍ مُتعاظمٍ لقبلةِ الصّدرِ العامرِ بالنّهدِ النّاهدِ للكاعبِ الحسناءِ... فتتأوّهُ حبيبتي هياماً مُجنّحاً بحمّى القبلةِ و تغنُجُ حياءاً في دلع الأنوثةِ... تصرُخُ هيامًا... لبّيكَ حبيبي...









__________________
حسين أحمد سليم
أديب, شاعر وفنّان تشكيلي عربي من بلاد الأرز لبنان
مدينة الشّمس بعلبك, الحدث, النّبي رشادي
آخر مواضيعي

0 العبد الرّباني في سورة الكهف
0 الفنّانة التّشكيليّة عبير عربيد
0 و لِلخضرِ شُموعُ
0 أسيمة فوزي دمشقيّة
0 تَصَوّفُ الحُبّْ في صَوْمَعَةِ العُشّاقِ

حسين أحمد سليم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:01 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.