منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان (http://www.lebmoon.com/vb/)
-   أخبار لبنان والعالم اليومية (http://www.lebmoon.com/vb/f3.html)
-   -   محمـد هـلال »جـان فالجـان« صيـدا ينظـف سجلـه العدلـي (http://www.lebmoon.com/vb/t4977.html)

Honey Girl 12-26-2008 12:01 PM

محمـد هـلال »جـان فالجـان« صيـدا ينظـف سجلـه العدلـي
 
الجرم: سرقة بنطلون من الجيش الإنكليزي من ٦٠ عاماً
محمـد هـلال »جـان فالجـان« صيـدا ينظـف سجلـه العدلـي

http://www.assafir.com/Photos/Photos...08/24567-6.jpg
محمد هلال في سيارته العمومية بعد خروجه من قصر عدل صيدا


قبل أيام ذهب الصيداوي محمد حسن هلال، المعروف بالمصري، (مواليد صيدا ١٩٣٠) إلى دائرة السجل العدلي في صيدا لاستصدار سجل عدلي خاص به، ليجد ثلاثة أحكام على سجله وحيث طلب إليه التوجه إلى النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب، في قصر عدل صيدا لتصحيح وضعه. يعمل هلال سائق سيارة عمومية منذ أكثر من ٦٠ عاماً، وكان يستصدر سجلاً عدلياً من اجل إتمام معاملة رخصة السوق العمومية التي دأب على تجديدها منذ سنوات، بمعدل مرة كل ٣ سنوات بسبب تقدم العمر.
وفي قصر العدل، تبين أن الحكم الأول صادر في ١٧/١/١٩٤٨ عن المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت بسبب إلقاء القبض عليه متلبساً بسرقة أمتعة من الجيش البريطاني وهو محكوم بقضاء أربعة أشهر في الإصلاحية (كان عمره يومها ١٢ عاماً).
أما الحكم الثاني فصادر في ٢٠/١٠/١٩٥٠ عن القاضي المنفرد في صيدا بسبب »الضرب« وبعقوبة دفع غرامة بقيمة عشرين ليرة لبنانية.
والحكم الثالث صادر بتاريخ ١٦/٢/١٩٧٦ عن محكمة جزاء الجنوب بسبب تعليق كهرباء وعقوبته غرامة بمئة ليرة لبنانية.
يقول »المصري« إنه لو علم بوضعه القانوني »لما جدد الرخصة ولو لم أكن منتسباً إلى الضمان كسائق لما اهتمّ بكل »ها الشغلة«. ويسخر المعروف من كتابة »سارق« على سجله ليقول »أكتب لقد سرقت البريطانيين في صيدا قبل ٦٠ سنة«.
ويعترف هلال أنه حرر بحقه عام ١٩٦٧ محضر بقيمة مئة ليرة لبنانية فقط لأنه »علق« كهرباء من خارج ساعة العداد.. ويتساءل »المصري« كيف اختفت »جرائمه« عن سجله طيلة هذه السنوات »جددت إجازة السوق قبل ٣ سنوات فقط وقيل لي يومها إن عليّ أن أنظف سجلي العدلي بسبب حكم العام ١٩٧٦«.
ويتابع »المصري« قائلا »بالفعل توجهت إلى قصر العدل ودفعت مئتي ليرة بدل المئة، وحصلت على السجل العدلي وعليه عبارة لا حكم عليه وتم تجديد رخصة السوق«.
واليوم في العام ٢٠٠٨ عاد هلال إلى دائرة السجل العدلي كما جرت العادة كل ثلاث سنوات ليجدد رخصته فأبلغه رئيس مكتب السجل العدلي بان عليه ان ينظف سجله مجدداً.. فذهل للأمر »ورحت احسب الف حساب واتساءل ماذا فعلت واي جرم ارتكبت وما هو ذنبي وجريمتي حتى وصلت الى قصر العدل وسجلي العدلي غير نظيف .. وكان هلال بوارد أن يستشر محامياً الا انه »اتكل على الله ودخل مكتب النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي عوني رمضان وكانت قد وصلته »الادبارة« أو »النشرة«. هناك قرأ رمضان على هلال الاحكام الصادرة وهنا »راحت السكرة وجاءت الفكرة«..
يضحك هلال ويردد »ولو معقول بعد ٥٨ سنة بيبقى حكم على إنسان؟. لو قاتل قتيل الواحد بعد كل هالسنين بيسقط الحكم وبينتهي مفعول الجريمة والتهمة بتنتهي مع مرور الزمن؟.. وسرقة بطانية وبنطلون من الانكليز ما بتسقط بعد ٥٨ سنة؟ طيب شو يعني الجيش الانكليزي عام ١٩٤٣ عندما كان عنا ما كان اسمه جيش احتلال وفي تلك الأيام كانت الدنيا فقرا وتعتيرا؟«.
وراح يستذكر تفاصيل ما حصل معه في »كامب الانكليز« وكان عمره ١٢ سنة مع رفاقه. كان الجيش الانكليزي يخيّم في عين (حيث المخيم الفلسطيني حاليا) المهم أنه تسلل ورفاقه إلى خيمة الجنود البريطانيين بحثاً عن أكل وعن أمتعة »ما كان عنا شيء في تلك الأيام كانت الناس من جماعتنا فقيرة وتعبانة كتير، وهنّي أي الانكليز عندن كل شيء وكل أنواع الأكل«..
أخذ رفاق »المصري« »أكلاً ومعلبات« وفضّل هو الحرام والبنطلون المنشورين على ظهر الخيمة »قلت مننستر فيهن«. اكتشف الإنكليز أمره واعتقلوه وسلموه للدرك اللبناني. خضع هلال للمحاكمة عام ١٩٤٨ »مع أن الجرم وقع في عام ١٩٤٣« وصدر بحقه سجن في الإصلاحية في منطقة بحنس (لانه قاصر) لمدة أربعة اشهر »والطريف انهم كانوا يسمحون لي بالخروج من الإصلاحية كل ١٥ يوما ٤٨ ساعة لزيارة اهلي في صيدا ثم اعود بمفردي الى هناك وكأن هذا الامر بمثابة نزهة لي او »شمّة هوا «وكان خروجي مسألة طبيعية بعكس اليوم«.
ويشير هلال انه بالأمس خرج من قصر عدل صيدا ومعه سجل عدلي نظيف بعد ان صدر بتاريخ ١٥/١٢/٢٠٠٨ بقرار عن النائب العام الاستنئافي في الجنوب القاضي عوني رمضان الذي شطب الحكمين الصادرين عن محكمة الجزاء بتاريخ ٢٠/١٠/١٩٥٠ وعن محكمة استئناف جزاء الجنوب بتاريخ ١٦/٢/١٩٦٧ وذلك عملا بقانون العفو العام رقم ٨٤/٩١ .
وبات على هلال التوجه الى المحكمة العسكرية لإصدار قرار بشطب العقوبة الصادرة بحقه.. إلا أنه أكد قائلاً »ما عاد في العمر أكثر مما مضى وعليه فلن أذهب إلى المحكمة العسكرية وكل عمري جدد رخصة السوق ومنذ اكثر من ٥٠ سنة، الآن فقط اكتشفوا انه توجد بحقي احكام وشو عسكرية كمان يا عيني...!«.
ويشير هلال الى انه اشترى في العام ١٩٦٦ نصف ورقة يانصيب وكان ثمنها »ليرتين« في حينه وربح ٢٠ الف ليرة وهي نصف قيمة الجائزة الكبرى البالغة يومها ٤٠ الف ليرة لبنانية. وكان يشتغل سائقاً عند آل الزعتري ويومها اشترى الحاج علي الزعتري (رب عمله) نمرة سيارة عمومية له قام برهنها لأحد المصارف لمدة ٣٠ شهراً بمعدل ٣٠٠ ليرة في الشهر مع الفائدة، كما اشترى له بيتاً بما تبقى من المال في حي الست نفيسة قبالة منزل آل الزعتري و»بذلك أصبح عندي نمرة سيارة عمومي وبيت« يقول هلال. وبذلك يكون هلال »جان فالجان« صيدا بطل رواية البؤساء لفيكتور هيغو الذي بقي ملاحقاً طيلة حياته بسبب سرقته رغيف خبز يسد به جوعه!!


الساعة الآن 04:16 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.