منتديات ليب مون

بمناسبة عيد الشهيد أقدم هذه القصيدة إلى أرواح الشهداء الطاهرة وهي للشاعر الأستاذ نجيب زبيب من جملة قصائد بعث بها من فلوريدا أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006.

جـاء نصْـرُ اللــه

جاءَ نَصْرُ اللـهِ بالنصْرِ المُبيـن وأَتَـى بالفَتْـحِ فَتْـحِ الظَّأفـريـنْ
وَعَـلـَتْ رايـاتُـهُ خَفّـاقَــةً في السّما يَحْرُسُهـا الروحُ الأميـن
مـن ذُرَى عَيْتَـا ومارُونَ ومـن مَرْْكَبـا من مَيْسَ حتى مَـرْوَحِيـن
مـن رُبَى قـانا وعَيْنَـاتا ومـن أرضِ بِنْتِ جْبَيلْ دِرْعِ الصَّامـديـن
ومن مليتـا إلـى صافـي إلـى وادي حبّـُوشَ وزفتـا وحـوميـن
ومن الشاطـئِ فـي صُورَ إلـى سَهْـلِ الخَيَـامِ وحـولا وكُنِـِيـنْ
وحُقـولُ التِّبْـغِ تَبْـدو بَيْـنَهـا كَحُـقُـولٍ زُرِعَـتْ باليَـاسَـمِين
* * *
فإذا طُفْـتَ بِهَـاتِـيـكَ القُـرى فَتَمَهَّـلْ وامْشِ مَشْـيَ الخاشِعيـن
وامسـحِ الأرضَ بكفيـك وقـل يا سقـى اللـهُ ترابَ الطاهريـن
وتَـأَمَّـلْ بِسُـكُـونٍ وَأَصِــخْ فَلِحَبَّـاتِ الثُّـرى صَـوْتٌ حَنُـون
فَهْـيَ أَرْواحٌ وأَجْسَـادٌ مَضَـتْ بِحَنـانٍ غُـرِسَـتْ فيهـا ولِـيـن
نَحْـنُ منهـا، هِـيَ مِنْـا،هَكَـذا تُبْـدَلُ الأَدْوارُ بَـيْـنَ اللاّعِـبِيـن
وَهْـيَ تَهْلِيـلٌ، وَتَكْبِيـرٌعَــلا وابْتِهَـالاتٌ علـى صَـوْتِ الأَذِيـن
وهْـيَ تاريـخٌ لِشَعْـبٍ مُؤْمِـنٍ وثَـقَـافـاتُ أُنـاسٍ عَـالِـمِـيـن
وهْـيَ أُسْـتاذُ بُطُـولاتٍ لَهـا رايَـةُ النَّصْرِ وسَـبْـقُ السَّـابقيـن
وهْـيَ مَهْـدُ العِلْمِ، في أرْجائها نَبَـغَ الإِبْـداعُ، وامْتَـازَتْ فـُنُـون
وهْـيَ شِعْـرٌ، من هَواهاأخذّتْ رَبَّـةُ الشِّعْـرِ لِكُـلِّ المُـلْهـمِيـن
* * *
يـا أبـا ذّرّ وَهَـذا دَاْبُـنــا لايَـزالُ العَهْـدُ مَحْفُوظاً، مَـصُـون
مـعْ حَلِيبِ الاُمِّ يَـرْبـى طِفْلُنـا راضِعــاً حُـبَّ أمِـيـرِالمُؤْمِنيـن
ناهِـلاً بأْسـاً، وعِلْمـاً، وتُقَـى وسَـمُوَّ الخُلْـقِ، والعَــزْمَ المَكِيـن
يـا أَبـا ذَرّ، وقَــدْ عَلَّمْتَـنـا صَرْخَـةَ الحَـقًِ، بِوَجْـهِ الظّالميـن
لـّوْ يَصِيرُ الفَقْْـرُ فينـا رَجُـلاً لَضَـرَبْنَـاهُ بِسَـيْفِ الجـائِـعـيـن
لَمْ يَـزَلْ صَوْتُكَ فـي أسْماعنـا لَـهُ رَجْــعُ، ودَوِيٌّ، وَرَنِــيــن
فَـوَعَتْـهُ، وَوَعَـتْـهُ أَرُضُنـا وَسُـهُــولُ، وَجِـبَـالٌ، وَحُــزُون
وَغَـدا فيهـا رِجَـالُ اللـهِ من أَطْولِ القَـامـاتِ، أَعْـلاهـا جَبيـن
في زمانٍ عَـزَّ أنْ تَـلْقَـى بِـهِ رَجُـلاً يَصْرُخُ فـي( سـام) اللعِيـن
(سـام) هـذا فاقَ نَيْـرُوناً بِمـا فيـهِ من خُبْـثٍ ومن حِـقْـدٍ دَفـيـن
أَرْضَعَتْـهُ إِسْـرائيـلٌ ثَـدْيَهـا وغَـذَتْــهُ بِلَـبَـانِ المَـارِقـيــن
فَـنَمـا والشَّـرُّيَـنْمُـو مَعَــهُ خَبَـلُ العَـقْـلِ، وحُمْـقٌ، وجُنُــون
هُـوَ والشَّطـانُ فِعْـلٌ وَاحِــدٌ وَكِــلا الإثْنَيْـنِ مــرذولٌ لعيــن
لعنـةً حلّت , فمـا من لعنــةٍ مثلهـا حلّـت علـى مَــرِّ السنيـن
نجيب زبيب
في 23/8/2006
فلـوريـدا ـ الولايات المتحدة