منتديات ليب مون

بث التلفزيون السوري أمس الأول، اعترافات الجاسوس الإسرائيلي إياد يوسف أنعيم، موضحا انه ساهم في عملية اغتيال القيادي في المقاومة الشهيد عماد مغنية في دمشق في 12 شباط العام 2008، وذلك عبر تزويده إسرائيل برقم سيارة مغنية في دمشق.
وقال أنعيم «أنا من مواليد عمان (العاصمة الأردنية) العام 1976، وأحمل الجنسيتين الفلسطينية والأردنية، ودرّست الفلسفة في جامعة تشرين في مدينة اللاذقية من عام 1995 إلى عام 2000».
وأقر أنعيم بتجنيده للعمل لصالح الموساد الإسرائيلي منتصف العام 2006، والتوجه من أجل ذلك إلى سوريا أوائل عام 2007، بعد تدريبه من ضابط في الموساد في القدس المحتلة.
وقال أنعيم إن «المعلومات التي طلبت مني هي عن طبيعة مدينة اللاذقية من حيث السكان وأعمالهم وساعات الدوام، والطوائف من مسلمين ومسيحيين ومن منهم عدده أكثر، وهل توجد لدى المسيحيين كنائس أم لا، وهل هناك ديانات أخرى وهل توجد مشاكل بين هذه الطوائف، وبالنسبة للعمل، ما أغلبية أعمال الناس وأوقات الدوام وهل نسبة الذين يعملون لدى الدولة عالية أم قليلة ونسبة البطالة وغيرها من هذه الأمور»، موضحا أن «الموساد طلب معلومات عن ميناءي اللاذقية وطرطوس والسفن والحاويات التي تدخل ومن أين تأتي».
وأضاف أنعيم «بتاريخ 3/2/2008 تم الاتصال معي على أساس أن أتوجه إلى دمشق، وأعطوني في البداية العنوان الأول الذي هو عنوان السفارة الكندية والسفارة الإيرانية، فتوجهت إلى السفارة الكندية وطلب مني البحث عن الهيئات الدبلوماسية والسفارات ومراكز لحزب الله أو حركة حماس أو شيء غير سوري، وبحثت في المنطقة لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبا، ولم أجد أي شيء من الذي وصف لي فعدت إلى اللاذقية واتصلت به (عنصر في الموساد) وأخبرته أنه لا شيء من هذه المعلومات التي طلبها مني».
وأضاف «اتصل بي مرة أخرى بتاريخ 5 شباط (2008) وطلب مني أن أتوجه مرة ثانية إلى دمشق والبحث في نطاق أوسع في الشارع، بحجة أنني لم أبحث وهو متأكد من معلوماته بأن هذه الأماكن التي سألني عنها كانت موجودة، ولكنني لم أشاهدها أو حتى لم أخرج من مدينة اللاذقية بالأساس، فتوجهت مرة ثانية إلى دمشق بتاريخ 6 وبحثت في الشوارع لمدة ساعتين في محيط السفارة الإيرانية والسفارة الكندية فلم أجد أي مركز أو أي تجمع لأي منظمة سياسية أو دولية وحتى عربية، ثم عدت إلى اللاذقية واتصلت معه وأخبرته بأن الذي طلب مني البحث عنه غير موجود، وقلت له قد تكون مخطئا في المنطقة وقد يجوز أن معلوماتك غير صحيحة فنفى هذا الشيء، وقال لي إنه متأكد ثم أنهى الاتصال».
وتابع الجاسوس «بقيت في اللاذقية لغاية 11/2 حيث اتصل بي مجددا، وطلب مني التوجه إلى مدينة دمشق للمرة الثالثة، ولكنني اعترضت في البداية وقلت له لقد توجهت مرتين فلماذا أذهب إلى نفس المنطقة مرة أخرى، ولكنني عدت بتاريخ 12 مرة ثالثة إلى مدينة دمشق بعد أن زودني بمعلومة أخرى واسم شارع فرعي، ثم توجهت إلى الشارع ومشيت فيه لمدة ربع ساعة ولم يكن فيه شيء، وحينها اتصل بي فقلت له لا يوجد فيه أي تجمع أو مركز أو حزب فزودني بالمعلومة الثالثة وهي وجود شرفة سقفها قرميد أحمر فبحثت عن هذه الشرفة فلم أجدها، ثم طلب مني البحث مجددا عن مركز لحزب الله أو حماس أو أي تجمع أو أي هيئة سياسية غير سورية، وفي طريق عودتي في نفس الشارع كان هناك اثنان يقفان على باب سوبر ماركت وشخص يحمل جريدة وكان هناك شخصان في سيارة كورية لونها أسود، فاتصل بي للمرة الثالثة وطلب مني البقاء والبحث وأكد لي أن الشرفة التي سألني عنها موجودة وأن هناك سيارة من نوع باجيرو لونها فضي موجودة، فبحثت طويلا فلم أجد السيارة فخرجت إلى الشارع الرئيسي، واتصل بي على أساس أن أبقى في المنطقة، وأن أتأكد مرة ثالثة من سيارة الباجيرو ومكان وجودها».
وتابع أنعيم «قبل أن أصل إلى الشارع الرئيسي دخلت سيارة باجيرو لونها فضي، ودخلت خلفها سيارة مرسيدس زجاجها مظلل، ولم أر من بداخلها فأعطيته رقم السيارة، فقال لي ارجع وتأكد أين سيتوقفون وأين سيذهبون، فرفضت وقلت له إنني لن أنتظر أكثر من ذلك، فأنا موجود في الشارع منذ ساعتين ولن أبقى فيه لأن وضعي سيصبح مشكوكا فيه فركبت بالسيارة وتوجهت إلى اللاذقية. وبعد عودتي إلى اللاذقية اتصل بي وعاتبني وسألني لماذا تركت الشارع وتوجهت إلى اللاذقية وما السبب، فأجبته أن هناك أناسا في الشارع الذي مررت فيه مرتين وأكثر وهو ما قد يشكل خطرا علي ويصبح وضعي مشكوكا فيه، ولكنه لم يقتنع بالأسباب التي قدمتها له وقال لي إن الأمور جيدة فاطمئن».
وقال أنعيم «بقيت في اللاذقية حيث كان لدي امتحانات، وكان ذلك بتاريخ 12 شباط 2008، وفي اليوم الثاني ومن خلال متابعتي للانترنت والتلفزيون تبين لي وقوع عملية اغتيال الشهيد عماد مغنية، وتأكدت من خلال صورة التفجير التي وضعت على الانترنت أن هذه السيارة هي نفس سيارة الباجيرو».