منتديات ليب مون

أضافت المكتبة الوطنية في بعقلين أمس حدثاً ثقافياً عالمياً الى رصيدها ودورها في الحراك الثقافي في المنطقة، عبر تنظيم «يومٍ لتسجيل الرقم القياسي الأول لتبادل الكتب تشجيعاً على المطالعة»... فجاء الأمس يوماً علمياً وتربوياً انتهى بدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وبدا كل شيء في المكتبة استثنائياً: مديرها غازي صعب يعيش حركة غير عادية، ينهمك باستقبال روّاد المطالعة من العالم العربي، وكل لبنان، من كسروان، إلى الجنوب وحاصبيا، مروراً بعاليه وانتهاء بقرى الشوف. فاجأت المشاركة الكبيرة القيمين على المكتبة، وأذهلتهم الفئات العمرية المتحمسة لمبادلة «كتاب بـ كتاب». كان الجميع يستقبل الصغير والكبير بابتسامة «الفرحان بنجاحه»، مستفيدين من الوقت ما يكفي ليؤكد اهمية الثقافة والمطالعة ودور مكتبة بعقلين فيها.
بدأت الفكرة قبل شهرين من اليوم مع الـ «ترويكا» غازي صعب، واشرف مكارم، وصديقة المكتبة اكرام زين الدين. وكانت مشاورات لإيجاد فكرة تستقطب الانظار في زمن «السهل الممتنع». سهّل مكارم التواصل مع موسوعة غينيس للارقام القياسية، فهو مُصمم اكبر علم لبناني وحائز اربعة ارقام قياسية عالمية منها ايضاً تصميم اطول علم كويتي محمول عن طريق البالون بمساحة ستة آلاف متر مربع، واطول سلسلة من البالونات في العالم بطول 14 الف متر... وهكذا كان التحدي لتسجيل رقم قياسي ثقافي جديد واول من نوعه للبنان بعيداً من التبولة والفتوش واطول سندويش وغير ذلك.
أما يوم 24 تموز 2011... فقد اختارته موسوعة «غينيس» للمسابقة، وهو يوم لن تنساه المكتبة الوطنية في بعقلين. ثماني ساعات متواصلة بدأت منذ العاشرة صباحاً وامتدت حتى السادسة عصراً، كانت كافية لتسجيل مبادلة 1440 كتاباً، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، واشراف القاضي التنفيذي لدى غينيس للارقام القياسية المهندس طلال عمر، ولجنة تحكيمية مستقلة اختارها عمر بنفسه ضمت القاضي الدكتور عماد ابو عجرم، والكاتب والباحث حسيب زين الدين، وبمشاركة عدد من الجمعيات الانسانية، والكشفية، والشبابية، والنسائية والاهلية.
وحدد الحد الأدنى لدخول غينيس بمبادلة 250 كتابا في ثماني ساعات، وفي مكان واحد، الا ان المفاجأة تحققت بمبادلة ما يزيد على الـثمانيمئة كتاب حتى الساعة الواحدة و38 دقيقة بعد الظهر، وفي النتيجة سيهدى «النصر» للجيش اللبناني بمناسبة العيد السادس والستين لتأسيسه والذي يصادف في الاول من آب.
ثماني ساعات ثقافية وتثقيفية بامتياز حققت النصر، فسُجّل الرقم عالمياً، وبحسب معلومات خاصة لـ «السفير» فإن «الامارات العربية تقدمت عملياً بطلب لتنظيم يوم لمبادلة الكتب املاً بكسر الرقم القياسي اللبناني، وعليه فإن مساعي حثيثة بذلت امس لتحقيق اعلى رقم لمبادلة الكتب لتصعيب المهمة على البلد العربي الشقيق، وللإبقاء على اسم لبنان عالياً».
من كل الأعمار أتوا للمشاركة. مثقفون، وطلاب، واطفال، ورجال، ونسوة... اتوا ومعهم كتاب «واحد» لمبادلته بـ «كتاب واحد»، مهما اختلفت موضوعات الكتب. زهرة النابلي، تونسية حضرت الى مكتبة بعقلين بناء لدعوة عبر الفيسبوك وُجهت اليها من اصدقاء. وهي بادلت كتاب «L’Alchimiste Paulo Coelho « الذي احضرته معها بكتاب «الخطيئة» للشاعرة اللبنانية جوليات انطونيوس. تقول النابلي لـ «السفير» إنها تشارك للمرة الاولى في حدث مشابه وهي حضرت خصيصاً من تونس مع زوجها للمشاركة... مؤكدة نظرتها «للبنان المحبة والثقافة والكلمة الحلوة».
الفيسبوك، كان من جديد «المُجيش» لكن هذه المرة لثورة ثقافية، فوجهت دعوات عبره لكل العرب واللبنانيين للمشاركة، ويُسجل لمدير المكتبة الوطنية غازي صعب الدور الكبير في ذلك، «فأنا صاحب رأي إيجابي بالنسبة للـ facebook – يقول - واصدقائي واصدقاء المكتبة على صفحة الموقع فاقوا الخمسة آلاف».
شروط... وملاحظات
يختصر القاضي التنفيذي المنتدب من قبل «غينيس» للإشراف على المسابقة المهندس طلال عمر شروط المسابقة لـ «السفير»، فيقول إن ابرز الشروط ان تتم مبادلة 250 كتاباً كحد ادنى في خلال ثماني ساعات وفي مكان واحد، اضافة الى شرط ان تكون الكتب المبادلة هي من الكتب المنشورة، الى جانب تشكيل لجنة تحكيمية من مُستقلّين للاشراف على المسابقة.
يقول عمر إن الفكرة هي الأولى من نوعها، «واذهلني عدد المشاركين فكان الرقم القياسي يُسجل بسرعة مع تقدم ساعات النهار»، ويختم بالقول: «لبنان رائد بالثقافة، والمسابقات من هذا النوع تعزز المطالعة وتحفز الجيل الجديد».
...انتهى يوم بعقلين بتمام السادسة مساء باحتفال اُعلنت فيه النتيجة بمشاركة ممثل عن قائد الجيش العماد جان قهوجي والوزير علاء الدين ترو، وكانت كلمات أكدت أهمية الحدث.