منتديات ليب مون

ألمحت فرنسا، أمس، إلى أن هناك اتصالات جارية للسماح للرئيس الليبي معمر القذافي بالبقاء في بلاده، إذا التزم بالتخلي عن السلطة، وهو ما قوبل برفض من قبل النظام في طرابلس، وتشكيك من جانب الثوار الليبيين وحتى من قبل أحد المقربين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فيما اعتبرت واشنطن أن القذافي يوشك على فقدان السيطرة على البلاد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في مقابلة مع تلفزيون «ال.سي.اي»، إن مبعوثا للأمم المتحدة كلف بتنسيق الاتصالات مع معسكر القذافي.
وأشار جوبيه إلى أن «أحد السيناريوهات المتصورة فعلا هو أن يبقى في ليبيا بشرط واحد، وهو أن يتنحى بشكل واضح عن الحياة السياسية الليبية»، مشيراً إلى أن «وقف إطلاق النار يتوقف على تعهد القذافي بوضوح وبشكل رسمي بالتخلي عن دوره العسكري والمدني».
وبخصوص المفاوضات المحتملة مع القذافي قال جوبيه إنه لا توجد محادثات جارية في باريس مع أي ممثلين للزعيم الليبي، مشيراً إلى أن مبعوث الأمم المتحدة عبد الإله الخطيب هو المكلف بتنسيق اي اتصالات من هذا القبيل.
وتابع جوبيه أن «المسألة الآن ليست ما إذا كان القذافي سيرحل، بل متى وكيف»، مشيراً إلى أن «هناك جانب عسكري وآخر سياسي» لإنهاء الصراع.
وجوبيه أول مسؤول غربي كبير يعلن خيار إمكانية بقاء القذافي بهذا الوضوح.
ولكن برنار هنري ليفي، وهو مثقف فرنسي قام بدور وسيط غير حكومي بين الرئيس نيكولا ساركوزي والمعارضين للقذافي، اعتبر أن «هذا الأمر غير ممكن، فمجرد فكرة بقاء القذافي في بلاده أو حتى في بلد مجاور غير واردة ولن يقبلوها (المعارضون) أبدا».
وكان ليفي يتحدث بعدما حضر اجتماعا في باريس بين ساركوزي وعضوين في المجلس الوطني الانتقالي. وقال ليفي إن القياديين في المعارضة طالبا بتوثيق التعاون مع حلف الأطلسي، وضغطا من أجل الحصول على أسلحة من بلدان عربية.
وفي أول رد فعل ليبي على تصريحات جوبيه، قال وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي، بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن المسؤولين في طرابلس غير مستعدين لمناقشة مسألة رحيل القذافي عن السلطة، موضحاً أنه «لم تتم مناقشة مسألة رحيل القذافي. وإن هذا الأمر لم يأت في مقترحات التسوية التي قدمها الاتحاد الأفريقي».
واعتبر البيت الأبيض أن كل المؤشرات تدل على أن القذافي يوشك أن يفقد سيطرته على ليبيا، وأنه يواجه أزمة إمداد نظامه بالمحروقات والسيولة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني إن «كل المؤشرات تدل على أن الوضع يتطور في غير صالح العقيد القذافي، وهو يسيطر على مساحة أقل من الأراضي والمعارضة تشن هجمات في عدة مناطق من البلاد»، مشيراً إلى أن «واشنطن وشركاءها الدوليين يواصلون ممارسة الضغط على القذافي للتنحي، وهذه العزلة داخل ليبيا تضاف إلى عزلة تتسع على الصعيد الدولي».
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل أن القذافي «لن يتنازل أو يترك حكم ليبيا وهو حي»، معتبرا أن نهايته «قد تكون مع انهيار نظامه بفعل الثورة الليبية ضده أو مقتله خلال إحدى الغارات والضربات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي».
ميدانيا، ذكرت مصادر طبية أن 18 مقاتلا لقوا حتفهم وأصيب ما يصل إلى 150 في اشتباكات جرت مع قوات القذافي للسيطرة على مدينة البريقة النفطية الواقعة في شرقي ليبيا.
وقال المعارضون إنهم حاصروا البريقة التي يجب أن يسيطروا عليها إذا أرادوا التقدم باتجاه العاصمة طرابلس، لكن مقاتلين قالوا إنهم ما زالوا يتعرضون للقصف من قوات القذافي.
وقال ضابط في صفوف المعارضة إن الثوار أصبحوا على بعـــد ما بين خمــــسة وعشرة كيلومترات خارج البريقة، مشـيراً إلى أن قوات القذافي ما زالت موجودة في المدينة.
يذكر أن الثوار الليبيين باتوا يتمركزون أيضاً على جبل نفوسة، ويحاولون إمداد المتمردين في جبال الغرب بمزيد من الأسلحة والذخائر حتى يتمكنوا من الزحف باتجاه العاصمة.
وتعد بلدة بئر الغنم الهدف المقبل على الجبهة الغربية بالنسبة للثوار الذين يتمركزون الآن على بعد اقل من كيلومترين من هذه المنطقة الاستراتيجية على طريق طرابلس التي ما زالت قوات القذافي تسيطر عليها.