أهالي وادي خالد: أغاثوا النازحين السوريين ومصير مجهول ينتظرهم - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 07-04-2011, 10:19 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي أهالي وادي خالد: أغاثوا النازحين السوريين ومصير مجهول ينتظرهم

وضعت الأحداث الأمنية في الداخل السوري، والتي أرخت بثقلها على القرى والبلدات الحدودية الشمالية، منطقة وادي خالد تحت المجهر، فشهدت المنطقة زيارات لمختلف المؤسسات الأهلية والدولية، إضافة الى زيارات الوفود الدبلوماسية العربية والأجنبية، التي تفقدت المنطقة مراراً واطلعت على أوضاع النازحين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية من مختلف المعابر التي تربط البلدين، وبالرغم من أن وادي خالد تضم معبراً شرعياً واحداً هو معبر «البقيعة»، أو ما يعرف «بجسر القمار»، الذي يربط الداخل اللبناني بالجانب السوري، إلا أن ذلك المعبر شهد طيلة فترة الأحداث تراجعاً في حركته لمصلحة المعابر غير الشرعية التي تربط بين البلدين والتي تمتد على مسافة تزيد عن 25 كيلومتراً.
وينقسم أبناء وادي خالد في نظرتهم حيال ما يجري من تطورات في المنطقة إلى قسمين، انطلاقا من الموقف السياسي، فالقسم الأكبر، وهو قريب من «تيار المستقبل»، يعتبر أنه من الطبيعي أن تتحمل قرى وادي خالد تبعات ما يجري في سوريا، خصوصاً لجهة إيواء النازحين، لأن أقرانهم السوريين فتحوا أذرعهم أكثر من مرة لأبناء المنطقة منذ أن استوطنوا في قرى وادي خالد. ويعتبر هؤلاء أن الواجب الإنساني يقضي بأن يناصروا النازحين السوريين في كل شيء، لذلك تمّ دعمهم حين قرروا التظاهر ضد النظام السوري من داخل الأراضي اللبنانية، وعلى مسافة بضعة أمتار من الجانب السوري. وقسم آخر، على خلاف مع «تيار المستقبل»، يعتبر أنه من المعيب نصرة النازحين والمطلوبين المناهضين للنظام السوري، خصوصاً أن سوريا فتحت أبوابها لأهالي المنطقة، وشكلت الأم الحاضنة لهم يوم أدارت الدولة اللبنانية ظهرها، ولم تعترف بهم كمواطنين لبنانيين سوى في العام 1994. كما تغاضت عن الكثير من الأمور وتحديداً لجهة تأمين متطلبات الحياة الأساسية، وارتياد المستشفيات، والمدارس الأقرب إليهم بحكم الجغرافيا من باقي البلدات اللبنانية. ويرى هؤلاء أن ما يجري من عملية نزوح للأهالي، وبعض المطلوبين، إلى قرى المنطقة ليس من مصلحة أحد، ومن شأنه أن يفتح عيون الدولة اللبنانية وأجهزتها على المنطقة، خصوصاً أن تجربتهم مع الدولة ليست جيدة، فهم تصادموا معها أكثر من مرة، وعانوا كثيراً حتى تمكنوا من محو صفة التهريب عنهم.
وفي ذلك الوادي المترامي الأطراف بين القرى، تتوزع عشائر عديدة أقدمها عرب الفضل، وعرب المنافي، وبني زيد والدنادشة، أما العشيرتان الأساسيتان في الوادي فهما، عشيرة العتيق وعشيرة الغنام، اللتان تتعدد الروايات وتختلف الآراء حول أصولهما. وتتبع هاتان العشيرتان مجموعة من العائلات المسماة بحسب العرف بـ «اللحقة»، كما تحتويان على أجباب وأفخاذ وبطون، تتوزع على مناطق وأحياء سكنية مختلفة.
وينتمي أبناء وادي خالد بغالبيتهم إلى الأصل العربي البدوي، ويشكلون فروعاً من القبائل العربية المنتشرة في معظم أنحاء الوطن العربي، والذين يحاولون إلى اليوم مقاومة التمدن على مستوى العلاقات، ويتمسكون بالقيم التي حكمت منذ أمد بعيد معظم شؤون ونظم حياتهم. وهم بالرغم من التغييرات الحاصلة في مجتمعهم والتي طالت الميادين كافة، إلا أن الوادي ما يزال يحمل صفات المجتمع الأبوي الذي تقضي ثقافته بجعل السيطرة أو السلطة بيد كبير العائلة، حيث أن 90 في المئة من مشاكلهم تحل ودياً قبل تدخل مخفر البلدة. وذلك ما انعكس على الحياة السياسية، فالانتساب إلى الأحزاب ضئيل وتأثيرها بسيط جداً، وذلك بسبب العقلية البدوية السائدة والعشائرية التي احتوت الأحزاب.
وفي ظل ذلك الواقع، لا يمكن الحديث عن التنظيم السياسي ولا عن المرتكزات السياسية للقبائل البدوية إلا ضمن رابط الدم، الذي هو أساس التنظيم السياسي، وبالتالي الأساس في إثارة العصبية التي تعمل جاهدة في الحفاظ على الوحدة العشائرية وعدم تفككها. ضمن تلك المفاهيم، لا يمكن التكهن كما لا يمكن لأحد أن يعرف متى تتحرك الحساسية العشائرية التي تبقى جاهزة وتحت الطلب في أية لحظة.
في تلك الطرق التي يظهر عليها أنها شقت بحكم الضرورة، التي فرضت نفسها أيام كان الوادي من أكبر «الأسواق الحرة» في العالم، وازدهرت بشكل هائل فاكتسبت حجمها ودورها من دون أن تكتسب مشروعيتها القانونية، حيث شكّل تهريب البضائع والإتجار بها عامل تحفيز للاقتصاد المحلي في كل منطقة شمال لبنان، وأيضاً في كل لبنان خلال فترة الحرب الأهلية. «الذل بالحرث والمهانة بالبقر»... «العز بالإبل والشجاعة بالخيل»... بتلك الأمثال والحكم، يعبر عرب وادي خالد عن كرههم للزراعة التي كانوا وحتى عهد قريب يعتبرونها من المهن «المعيبة»، فيدعون أهلها «بالفلاليح» لأنها تربطهم بالأرض، وذلك الارتباط يؤدي إلى الذل والخنوع، فلطالما أحب البدوي حياة الترحال الدائم حيث تشعره بالحرية التي تعتبر غايته. وبالرغم من توفر العناصر الأساسية المشجعة على الزراعة، إلا أن البدو لم يعتمدوا على الزراعة كمصدر عيش أساسي، بل كان للتجارة الحصة الأكبر، حيث أن 70 بالمئة من أهالي العشيرتين يعملون في التجارة، لأنها وبحسب قولهم «أربح وأكيل». وامتدت تجارتهم على طول خط البقيعة والحدود بين وادي خالد وسوريا على نهر الصفا والنهر الكبير. وقد أقيم بين العامين 1975 و1978 أكثر من 800 محل تجاري، على امتداد الطريق في البقيعة، حيث استفادوا من غياب سلطة الدولة وعملوا على تنشيط تجارتهم، فكان سوق وادي خالد من أهم الأسواق التجارية في لبنان.
واستمر الازدهار حتى العام 1990، عندما قامت قوات حرس الحدود السورية بوضع حد للعمليات غير النظامية، في تلك الأثناء كان قد عاد الاستقرار إلى لبنان مع انتهاء الحرب الأهلية، ما استتبع عودة للحياة الطبيعية معلنة بذلك انتهاء المرحلة الذهبية للمنطقة، فتغير المشهد كلياً حيث باتت غالبية شباب المنطقة عاطلين عن العمل ولم يبق ما يشير إلى المرحلة الذهبية سوى بعض المنازل الفخمة التي شيّدت في تلك الفترة.
ما من شك أن تغير نمط الحياة، أي الاستقرار السكني والانفتاح الاقتصادي، تركا آثاراً بارزة في مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية كافة، حيث كان الواقع التعليمي يمرّ بمراحل صعبة جداً تبتدئ بعدم وجود المدارس القريبة وتنتهي بحرمان أهالي وادي خالد من الجنسية، مما كان يجبرهم على ارتياد المدارس الموجودة خارج البلدة، أو في الجارة سوريا، لكونها الأقرب إليهم من بعض البلدات، فضلاً عن بعض العادات والأعراف التي كانت سائدة والتي تقوم على مقولة «مجالسنا مدارسنا». أما اليوم وبسبب التجربة التجارية التي لها الفضل في تشكيل وعي جديد مختلف تماماً عن ذلك الذي كان سائداً، وبسبب الوعي لأهمية الوظيفة، فإن حوالى 70 في المئة من الجيل الجديد في وادي خالد هم من المتعلمين.
كل ذلك فرض تغييرات في التركيبة العشائرية وفي «السلطة» المتمثلة بالشيوخ، فتجلت الآثار في حلحلة بعض المفاهيم والأعراف المتبعة التي كانت تشكل وسيلة انضباط ضمن العشيرة الواحدة، وعمد الشيوخ منذ العام 1961، وما بعده الى إجراء تعديلات في الأعراف المتبعة بما يتناسب والاستقرار، إضافة إلى أن التحول أدى الى قيام علاقات تجارية ومصالح مشتركة بين العشيرتين الكبيرتين (العتيق والغنام)، فضلاً عن المصاهرات.
واليوم تتشارك العشيرتان في الموقف من الأوضاع الأمنية في سوريا، كما أن العشيرتين سارعتا إلى القيام بواجبهما الإنساني تجاه النازحين، خصوصاً أن علاقات قرابة ومصاهرة تجمع بينهم، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة، ما هو الثمن الذي سيدفعه أبناء وادي خالد عند عودة الاستقرار إلى الداخل السوري؟ هل ستحكم عناصر الأمن السوري سيطرتها على كافة المعابر التي يعتمدها الأهالي لتأمين متطلباتهم الحياتية؟ هل سيوضع فيتو على أبناء المنطقة الذين اتهموا بدعم المعارضة السورية وبتهريب السلاح الى الداخل السوري؟ وكيف سيتدبر أبناء وادي خالد أمورهم وهم الذين يعتاشون بشكل أساسي على الداخل السوري؟ وماذا سيحل باللذين يملكون مصالح تجارية في سوريا وتحديداً في حمص والبلدات المجاورة؟






__________________
آخر مواضيعي

0 البشرية تبلغ 7 مليارات نسمة نداء من أجل الوعي والتحرك
0 غوغل تحدث خدمة جي ميل على آي فون
0 لوحات نادرة :الحرب الانجليزية-المصرية عام 1882
0 خطوات تكشف لك أبراج الرجال
0 ابراج الخميس 23 ابريل

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرى وادي خالد تستعيد هدوءها والنازحون السوريون يعودون إلى ديارهم Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 05-03-2011 12:32 PM
قرى وادي خالد تحتضن العائلات السورية «برموش العيون» Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-29-2011 09:01 AM
الرحالة محمد العلي يعود إلى وادي خالد Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 03-08-2011 02:56 PM
غضب في وادي خالد يترجم بإحراق مركز للأمن العام Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 11-08-2010 04:37 AM
تعرف على وادي خالد جابر محمد منتدى المدن والقرى اللبنانية 10 03-05-2010 02:15 PM


الساعة الآن 03:30 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.