الأسد: لقاء تشاوري مع 100 شخصية خلال أيام - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 06-21-2011, 08:26 AM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي الأسد: لقاء تشاوري مع 100 شخصية خلال أيام

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، انه سيتم تشكيل لجنة لإعداد دراسة لموضوع تعديل الدستور، مشيراً إلى أن «الحوار سيكون شعار المرحلة المقبلة»، موضحا أن لجنة الحوار ستعقد خلال ايام اجتماعاً تشاورياً تدعى إليه مئة شخصية، إلا انه أكد انه «لا يوجد حل سياسي مع من يحمل السلاح»، مشدداً على ان الشعب السوري «أوقف كل محاولات الفتنة المذهبية المحتشدة على أبواب الوطن، وقطع رأس الأفعى قبل أن تلدغ الجسد السوري وتقتله».
وأوضح الأسد أن «الحوار الوطني لا يعني نخباً محددة ولا حوار المعارضة مع الموالاة أو السلطة وليس محصوراً بالسياسة فقط بل هو حوار كل أطياف الشعب حول كل شؤون الوطن». وكشف انه قبل نهاية العام الحالي سيتم الانتهاء من حزمة الإصلاحات. وأضاف «لا أعتقد أن سوريا مرّت بمراحل لم تكن فيها هدفاً لمؤامرات مختلفة قبل أو بعد الاستقلال». وأعلن انه بدأ بحل بعض المشاكل، وبعضها متراكم من 3 عقود منذ مرحلة الصدام مع جماعة الإخوان المسلمين. وكشف انه سيطلب من وزارة العدل أن تقوم بدراسة ما هو الهامش الذي يمكن أن نتوسع به في العفو.
وفي الآتي أهم ما قاله الأسد على مدرّج جامعة دمشق:
تأخري في الحديث حتى اليوم فسح المجال للكثير من الشائعات في البلد. أنا سمعتها وأنتم سمعتموها. الشائعات ليست مهمة، الأهم بالنسبة لي الزمن الذي كان ضرورياً، فكل يوم كانت الأحداث تأتي بمعلومات جديدة، وكل لقاء بيني وبين المواطنين مع الوفود الشعبية الكثيرة والعديدة التي التقيت بها كان يأتي بمزيد من المعلومات.
بالنسبة للإشاعات كان الكثير من الوفود عندما يدخل كي يطمئن على عدم صحة الإشاعة، أو ليطمئن عني أنا شخصياً، أريد أن أقول إن كل ما سمعتموه عن إشاعات متعلقة بالرئيس وعائلته وعمله ليس لها أساس، وكلها خاطئة وغير صحيحة سواء كانت مغرضة أم بريئة.
لا أعتقد أن سوريا مرّت بمرحلة لم تكن فيها هدفاً لمؤامرات مختلفة، قبل الاستقلال أو بعده، لأسباب عديدة بعضها مرتبط بالجغرافيا السياسية المهمة لسوريا والبعض الآخر مرتبط بمواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها. فالمؤامرات كالجراثيم تتكاثر في كل لحظة وكل مكان. لا يمكن إبادتها وإنما يمكن العمل على تقوية المناعة في أجسادنا لصدّها. فما رأيناه من مواقف سياسية وإعلامية ليس بحاجة للكثير من التحليل ليؤكد وجودها، ومواجهتها لا تكون بإضاعة الوقت بالحديث عنها أو بالخوف منها، بل تكون بالبحث عن نقاط الضعف الداخلية التي يمكن أن تنفذ منها وترميمها، وعندها لا يكون من الأهمية بمكان الحديث عن مخطط رسم في الخارج، ونفذ لاحقاً في الداخل. أم أن ظهور الخلل هو الذي شجع الآخرين على محاولات التدخل، لأن الحل هو في معالجة مشاكلنا بأيدينا وتلافي التراكمات التي تضعف مناعتنا الوطنية.
ما علينا أن نفكر به أهم من التحليل بالنسبة للمؤامرة، لأنني لا أعتقد أن المعطيات ستظهر قريباً كل التفاصيل وربما لن تظهر خلال سنوات، ولكن البعض يقول إنه لا توجد مؤامرة، وهذا الكلام غير موضوعي ليس بالنسبة للأزمة وإنما بالنسبة للظروف والتاريخ أو السياق التاريخي لسوريا. فماذا نقول عن المواقف السياسية الخارجية الفاقعة بضغطها على سوريا وبمحاولات التدخل في الشأن الداخلي، ليس حرصاً على المواطن السوري وإنما من أجل الوصول إلى ثمن معروف مسبقاً، تنازلوا عن كل ما تتمسكون به من مبادئ وحقوق ومصالح وسياسات وغيرها؟ وماذا نقول عن هذه المواقف السياسية والضغط الإعلامي والهواتف المتطورة التي بدأنا نجدها في سوريا تنتشر بين أيدي المخربين، وماذا نقول عن التزوير الذي شاهدناه جميعاً؟ لا يمكن أن نقول عنه عملاً خيرياً وهو بكل تأكيد مؤامرة، ولكن لن نضيّع وقتنا، وقلت هذا الكلام أمام مجلس الوزراء وفي خطاب مجلس الشعب، وأؤكد عليه دائماً، وعلينا أن نركز على الوضع الداخلي، وفي هذا الخطاب لن أتحدث سوى في الوضع الداخلي ولن أعير الاهتمام لأي شيء خارجي لا سلباً ولا إيجاباً.
إن ما يحصل في الشارع السوري الآن له ثلاثة مكونات، الأول هو صاحب حاجة أو مطلب يريد من الدولة تلبيتها له، ولقد تحدثت سابقاً عن المطالب المحقة، فهذا واجب من واجبات الدولة تجاه مواطنيها، عليها العمل من دون كلل لتحقيقها ضمن إمكانياتها، فلا سعي الدولة لتطبيق القانون وفرض النظام يبرر إهمال مطالب الناس، ولا الحاجات الملحة للبعض تبرر مطلقاً السعي لنشر الفوضى أو خرق القانون أو إلحاق الضرر بالمصالح العامة.
بالنسبة لهذا المكوّن التقيت بالعديد منهم، وعندما أقول هذا المكون أصحاب الحاجات، فلا يعني المتظاهرين تحديداً، وإنما يعني كل من هو صاحب حاجة. البعض منهم خرج للتظاهر والقسم الأكبر لم يخرج للتظاهر، لكن هو صاحب حاجة فعلينا أن نتعامل معه. أنا التقيت بوفود عديدة، البعض منها من المتظاهرين والبعض منها من غيرهم، من كل المناطق والأطياف، وأستطيع أن أقول أول شيء علينا أن نميز بين هؤلاء وبين المخربين.
المخربون هم مجموعة قليلة، فئة صغيرة، مؤثرة حاولت استغلال الآخرين، وحاولت استغلال الأكثرية الطيبة من الشعب السوري من أجل تنفيذ مآرب عديدة. فالتمييز بين الفئة الأولى والثانية هام جداً. هذا المكوّن مكوّن وطني. كل المطالب التي سمعتها او التي طرحت تحت سقف الوطن لا توجد أجندات خارجية ولا ارتباطات خارجية وهم ضد أي تدخل خارجي تحت أي عنوان، هم يريدون المشاركة وعدم التهميش والعدالة. هناك نقاط كثيرة طرحت، على سبيل المثال هناك أشياء متراكمة منذ 3 عقود منذ مرحلة الصدام مع الإخوان المسلمين، تلك المرحلة السوداء في الثمانينيات، ما زال البعض، أجيال جديدة، تدفع ثمن تلك المرحلة، من عدم توظيف وعدم إعطاء موافقات أمنية لقضايا مختلفة، يعني عملياً حمّلنا نفساً وزر أخرى، وهذا الشيء غير صحيح، وبدأنا بحل هذا النوع من المشاكل، وسمعت هذه النقاط تحديداً من أكثر من وفدين وأذكر منهم إدلب وحماه على وجه التحديد، وبدأنا بحل هذه المشكلة، وسنقوم بحلها نهائياً. لا يجوز أن نبقى نعيش بعد 3 عقود في مرحلة سوداء. هذه القضايا تتعلق بالعدالة والظلم ويشعر بها كل مواطن.
في لقاءاتي الأخيرة شعرت أن هذا العفو لم يكن مرضياً للكثيرين، والحقيقة أن هذا العفو هو أشمل عفو صدر منذ نحو 23 عاماً، وأعتقد أن العفو المماثل كان في عام 1988، ومع ذلك هناك رغبة بأن يكون هذا العفو أشمل، وعادة نحن لا ندخل بالأسماء بل بالمعايير، ونقول نعفو عن الجميع ما عدا مثلاً المخدرات والإرهاب والتمرد المسلح والقضايا الأخلاقية وما شابه، ومع ذلك في هذه الظروف واعتماداً على ما سمعته من عدد من الأشخاص ووردني من آخرين لم ألتق بهم، فسأطلب من وزارة العدل أن تقوم بدراسة ما هو الهامش الذي يمكن أن نتوسّع به في العفو، ولو بمرسوم آخر، بشكل يشمل آخرين من دون أن يضرّ مصلحة وأمن الدولة من جانب وبالوقت نفسه مصالح المواطنين المعنية بالحقوق الخاصة للمواطنين أصحاب الدم على سبيل المثال.
أما المكون الثاني، فيمثله عدد من الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة بقضايا جنائية مختلفة وجدوا في مؤسسات الدولة خصماً وهدفاً، لأنها عقبة في وجه مصالحهم غير المشروعة ولأنهم مطارَدون من قبل أجهزتها. فالفوضى بالنسبة لهؤلاء فرصة ذهبية لا بد من اقتناصها من أجل بقائهم طلقاء وتعزيز أعمالهم غير القانونية، وإذا كان من البديهي أن نسعى لتطبيق القانون على الجميع فهذا لا يعفينا من البحث عن حلول ذات أبعاد اجتماعية من شأنها أن تبعد هؤلاء عن سلوك الطريق الخاطئ وتدفعهم ليكونوا مواطنين صالحين مندمجين بمجتمعهم.
قد يكون السؤال ما هو عدد هؤلاء. أنا شخصياً فوجئت بهذا العدد كنت أعتقد أنه بضعة آلاف في السابق، العدد في بداية الأزمة 64400 وكسور. تخيلوا هذا الرقم من المطلوبين لقضايا مختلفة تصل أحكامهم من بضعة أشهر حتى الإعدام وهم فارون من وجه العدالة. 24 ألفاً من هؤلاء حكمه من ثلاث سنوات فما فوق، وطبعاً منذ أيام تراجع هذا العدد قليلاً، أقل من 63 ألفا لأن البعض منهم سلّم نفسه للسلطات المختصة، والعدد 64 ألفاً أكثر أو أقل يعادل بالمعنى العسكري تقريباً خمس فرق عسكرية، أي تقريباً جيش كامل. لو أراد بضعة آلاف من هؤلاء أن يقوموا بحمل السلاح والقيام بأعمال تخريب تستطيعون أن تتخيلوا مدى الضرر الذي من الممكن أن يلحق بالدولة.
المتطرفون والتكفيريون
أما المكون الثالث فهو الأكثر خطورة بالرغم من صغر حجمه وهو يمثل أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري. هذا الفكر الذي اختبرناه وعرفناه منذ عقود عندما حاول التسلل إلى سوريا، واستطاعت أن تتخلص منه بوعي شعبها وحكمته. واليوم لا نرى هذا الفكر مختلفاً عما رأينا منذ عقود، فهو نفسه وما تغير هو الأدوات والأساليب والوجوه. فهو يقبع في الزوايا المعتمة ولا يلبث أن يظهر كلما سنحت له الفرصة، وكلما وجد قناعاً يلبسه فهو يقتل باسم الدين ويخرب تحت عنوان الإصلاح وينشر الفوضى باسم الحرية.
من المحزن أن يكون في أي مجتمع في العالم مجموعات تنتمي لعصور أخرى عصور غابرة. تنتمي إلى فترة لا نعيشها ولا ننتمي إليها، وهي في الحقيقة العقبة الأكبر في عملية الإصلاح، لأن التطوير يبدأ بالإنسان، لا يبدأ بالكومبيوتر ولا يبدأ بالآلة ولا يبدأ بالتشريعات ولا يبدأ بشيء بل يبدأ بالإنسان. فإذاً علينا تطويق هذا الفكر، إذا أردنا فعلاً أن نتطور.
لذلك وبمراقبة المسار والأحداث كان التصعيد والفوضى هما المرادف لكل خطوة إصلاحية أعلن عنها أو تم إنجازها، وعندما فقدت المبررات كلياً كان استخدام السلاح هو الخيار الوحيد أمامهم لتنفيذ المخطط. ففي بعض الأحيان استخدمت المسيرات السلمية كغطاء يختبئ تحته المسلحون، وفي أحيان أخرى كانوا يقومون بالاعتداء على المدنيين والشرطة والعسكريين عبر الهجوم على المواقع والنقاط العسكرية أو عبر عمليات الاغتيال.
شوّهوا صورة الوطن خارجياً وفتحوا الأبواب، بل دعوا إلى التدخل الخارجي، وحاولوا بذلك إضعاف الموقف السياسي الوطني المتمسك بعودة الحقوق الوطنية كاملة. عملوا على استحضار خطاب مذهبي مقيت لا ينتمي إلينا ولا ننتمي إليه، ولا نرى فيه سوى التعبير عن فكر قبيح.
طبعاً في كل هذه الأمور، ما عدا المكون الأول، أنا أتحدث عن قلة قليلة لا تمثل سوى جزء بسيط جداً من الشعب السوري، لذا الموضوع ليس مقلقاً، لكن أقول مرة أخرى لا بد من معالجته. فعندما فشلوا في المرحلة الأولى عندما حاولوا استغلال المكون الأول، وهو أصحاب المطالب، انتقلوا للصدام المسلح والأعمال المسلحة وعندما فشلوا في هذه المرحلة انتقلوا إلى نوع جديد من العمل بدؤوا به في جسر الشغور عندما ارتكبوا المجازر الشنيعة التي رأينا صورها في الإعلام. قتلوا رجال الأمن ودمروا مراكز البريد التي هي ملك الشعب والمدينة التي يعيشون فيها هي التي تستخدمها. هناك حقد كبير. المهم أنهم كانوا يمتلكون أسلحة متطورة لم تكن موجودة في السابق وأجهزة اتصالات متطورة، وانتقلوا لعمل آخر حاولوا بالقرب من معرة النعمان أن يستولوا على مخازن إستراتيجية للوقود، وتمكنوا من احتلالها واضطرت القوات المسلحة للتدخل من أجل استعادتها وفوجئنا بأنهم يملكون سيارات رباعية حديثة ركبت عليها أسلحة متطورة للتعامل حتى مع الحوامات وأيضاً أجهزة اتصال.
الشعب ردّ على المؤامرة
هناك أشخاص كثر حاولوا أن يقوموا بأعمال مشابهة. منع الفتنة في أماكن مختلفة من سوريا والكثير منهم نجح والبعض حتى الآن لم ينجح، ولو لم يكن هناك هذا الشعور الوطني لدى الكثيرين لكان الوضع في سوريا أسوأ بكثير من الآن. لكن الرد أتى من قبل الشعب السوري الذي هب بمجمله ليثبت مرة أخرى وعيه الوطني الذي فاق التوقعات في ظل هجمة افتراضية غير مسبوقة لم يكن من السهل خلالها التمييز بين الحقيقي والوهمي وبين الأصلي والمزور، لكن الحس الوطني والحدس التاريخي اللذين يمتلكهما شعبنا والمبنيين على تراكمات من الخبرة عبر الأجيال كانا أقوى بما لا يُقاس. وأهمية هذه التجربة إذاً أنها أظهرت مدى الوعي الوطني الذي يشكل الضمانة الأهم لنجاح عملية التطوير التي نقوم بها، والتي ترتكز على ثلاثة أسس هي الوعي والأخلاق والمؤسسات. وغياب أي منها سيؤدي حتماً لانحراف العملية عن أهدافها، وسيؤدي إلى فشلها، وما يعنيه ذلك من آثار خطيرة على مجتمعنا ومستقبلنا.
ما يحصل اليوم من قبل البعض ليس له علاقة بالتطوير أو بالإصلاح. ما يحصل هو عبارة عن تخريب، وكلما حصل المزيد من التخريب ابتعدنا عن أهدافنا التطويرية وطموحاتنا. وأنا هنا لا أقصد التخريب المادي فقط، فهذا إصلاحه قد يكون أكثر سهولة، لكنني أقصد بالدرجة الأولى التخريب النفسي والأخلاقي والسلوكي الذي يصعب إصلاحه مع الوقت والذي نرى البعض يعمل على تكريسه، ويكرس معه تدريجياً عدم احترام المؤسسات، وما ترمز إليه وطنياً وبالتالي تراجع الحالة الوطنية التي تشكل وتؤسس وتحمي الوطن، وهذا بالضبط ما يريد أعداؤنا أن نقوم به وأن نصل إليه.
الحوار الوطني
وتعديل الدستور
إن هدفي من اللقاءات كان معرفة الواقع بصورة أعمق، لكنني وجدت نفسي في قلب حوار وطني حقيقي، والحوار الوطني لا يعني نخباً محددة، ولا حوار المعارضة مع الموالاة أو السلطة، وليس محصوراً بالسياسة فقط، بل هو حوار كل أطياف الشعب حول كل شؤون الوطن.
فإذا افترضنا أن حجم السلطة بمقياس معين وحجم المعارضة بمقياس معين، ففي كل الدول وفي كل المجتمعات القسم الأكبر من الشعب هو الذي لا ينتمي لا للطرف الأول ولا للطرف الثاني، فلا يمكن أن نتحدث عن حوار وطني وتخطيط لمستقبل أو رسم مستقبل سوريا لأجيال وعقود بإهمال القسم الأكبر من الشعب، وهنا برزت فكرة الحوار الوطني بالشكل الذي بدأنا به مؤخراً.
من هنا انطلقت الفكرة الأساسية حول إطلاق حوار وطني تشارك فيه أوسع الشرائح الاجتماعية والفكرية والسياسية في القطر بشكل مؤسسي، وتمّ لهذه الغاية تشكيل هيئة حوار وطني تكون مهمتها وضع الأسس والآليات الكفيلة بقيام حوار شامل لمختلف القضايا التي تهم جميع أبناء الوطن، يسمح من جانب بمناقشة مسودات القوانين المطروحة في هذه المرحلة، ويفسح المجال من جانب آخر للمساهمة في صياغة مستقبل سوريا بمعناه الشامل للعقود والأجيال المقبلة، ويساعدنا جميعاً على إنضاج رؤية واضحة لهذا المستقبل، ويدفع الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في وطننا ريثما تأخذ الأحزاب دوراً أوسع في الحياة العامة بعد إقرار قانون جديد للأحزاب. وقد برز الكثير من الآراء حول الصيغ الممكنة للحوار وسيكون من أولى مهام هيئة الحوار الوطني التشاور مع مختلف الفعاليات من أجل الوصول للصيغة الأفضل التي تمكننا من تحقيق مشروعنا الإصلاحي ضمن برامج محددة وآجال محدودة.
وكما قلت أنا أمام مجلس الوزراء كل شيء يجب أن يكون مرتبطاً بزمن، واعتقد أن مطلبكم جميعاً في كل شيء نتحدث عنه، ما هو جدول الزمن. ونستطيع القول إذاً إن الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية.
كان هناك تساؤلات الآن أصبحت من مهام الهيئة. إذا أردنا أن نبدأ الحوار مَن يشارك بالحوار، وما هي المعايير، وكيف نضع المحاور، ومن يشارك في كل محور وغيرها من التفاصيل التقنية. وهناك خلط حتى هذه اللحظة مع أن هذا الموضوع تم شرحه في التلفزيون حول دور الهيئة، فالهيئة لا تحاور وهي تشرف على الحوار، فقط تضع الآليات والجدول الزمني وبعد أن ينتهي الحوار، ما يتم الاتفاق عليه يرفع إلى الهيئة فإذا كانت قوانين تصدر من الرئيس وإذا كان هناك مواضيع أخرى بحاجة إلى إجراءات معينة تقوم الدولة بمتابعتها. وعلى كل الأحوال فإن الهيئة لم تشأ أن تحتكر لنفسها موضوع المعايير فقررت أن تقوم باجتماع تشاوري اعتقد خلال الأيام المقبلة تدعو فيه أكثر من مئة شخصية من مختلف الأطياف، وتتشاور معهم حول المعايير والآليات وبعدها يبدأ الحوار مباشرة وتحدد جدولاً زمنياً، تقول إن مدة الحوار شهر أو شهران حسب ما يرى المشاركون في الجلسة التشاورية.
أما المطالب الملحة للشعب فقد بوشر بتنفيذها قبل بدء الحوار فقمنا برفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة والذي من شأنه أن ينظم عمل الأجهزة المختصة بالشكل الذي يعزز كرامة المواطن من دون المساس بأمن الوطن، وأصدرنا قانون تنظيم حق التظاهر السلمي الذي يعزز إمكانية التعبير عن الآراء والمواقف بشكل حر وسلمي ومنظم، كحالة صحية تساعد الدولة على تصحيح الخلل وعلى تصويب الاتجاه.
ويقيناً منا بضرورة الوصول لتمثيل أفضل للمواطنين في المؤسسات المنتخبة، وفي مقدمها مجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية، تم تشكيل لجنة لإعداد مسودة لقانون جديد للانتخابات، وهذا يعزز دور تلك المؤسسات لأجل المصالح العامة وتكون أكثر فعالية وأوسع مشاركة، الأمر الذي يرسخ مفاهيم العدالة والمساواة والنزاهة والشفافية. هذا القانون سيعطي فرصة للمواطنين لانتخاب الممثلين الذي يمثلونهم ويمثلون مصالحهم.
لقد بدأنا ورشة كبيرة لتحديث وعصرنة الإعلام وتوسيع نطاق حريته وتعزيز مسؤوليته بحيث يصبح قناة تواصل شفافة بين الدولة والمواطن، وسيطرح القانون على النقاش العام للأخذ بالملاحظات قبل إصداره، وأعطيت اللجنة مهلة حتى 24 تموز.
كذلك تم إعطاء الجنسية السورية للمواطنين الأكراد المسجلين في سجلات الأجانب، والذي من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وخلق المزيد من الاستقرار على المدى البعيد. وعدد الطلبات المقدمة حتى اليوم 36 ألف طلب وكسور، وعدد الهويات التي أعطيت حتى الآن 6700 هوية أيضاً وكسور.
إن قانوناً جديداً للأحزاب يغني التعددية الحزبية ويفسح المجال أمام مشاركة أوسع للتيارات المختلفة في الحياة السياسية.
كل هذه الحزمة ستعرض على الحوار الوطني. البعض يعتقد أن هناك مماطلة من قبل الدولة في موضوع الإصلاح السياسي بمعنى لا توجد جدية من قبل الدولة للقيام بهذا الإصلاح وأنا أريد أن أؤكد أن عملية الإصلاح بالنسبة لنا هي قناعة كاملة ومطلقة لأنها تمثل مصلحة الوطن ولأنها تعبر عن رغبة الشعب ولا يمكن لإنسان عاقل أن يقف ضد مصلحة الوطن أو ضد الشعب.
طبعاً الدستور وضعه منفصل قليلاً. هل نبدل بضع مواد من الدستور، بما فيها المادة الثامنة، أم نبدل كل الدستور على اعتبار أنه مضى على عمر هذا الدستور حوالى الأربعين عاماً، وربما يكون الأفضل تبديله كاملاً، لكن البعض يطرح أن نقوم بخطوات معينة الآن وتعديل بعض المواد، ولاحقاً ننتقل لمراجعة شاملة للدستور، وإذا كان هناك تعديل بعض المواد فلا بد من مجلس شعب. وإذا كان المطلوب تغيير الدستور كاملاً فهو بحاجة لاستفتاء شعبي. هناك أسئلة كثيرة ولكن يبقى السؤال في إطار هذه الأسئلة. وأنا أستطيع أن أطرحها ولا أعطي جدولاً زمنياً لكن الأفضل أن أعطي جدولاً زمنياً حتى في ظل وجود هذه الأسئلة.
الآن معظم اللجان انتهت من أعمالها، ما عدا لجنة الإعلام حتى تموز، ولكن لجنة قانون الأحزاب تنتهي خلال الأيام المقبلة، وإذا أنهينا قانون الأحزاب والانتخابات، أهم قانونين في الإصلاح السياسي، نستطيع أن نبدأ مباشرة الحوار الوطني وتناقش كل هذه القوانين والتي تصدر لاحقاً.
الحوار الوطني، أنا لا أريد أن أحدد نيابة عنهم زمناً لهذا الحوار لكن البعض منهم يطرح شهراً والبعض يطرح شهرين. على كل الأحوال انتخابات مجلس الشعب إن لم تؤجل فستكون في آب، وسيكون لدينا مجلس شعب جديد في آب بشكل عام، ونستطيع أن نقول إننا قادرون على إنجاز هذه الحزمة حتى نهاية آب، لنقل أول أيلول تكون هذه الحزمة منتهية. أما الدستور فالموضوع مختلف لأنه بحاجة لمجلس شعب، فإذا انتخب مجلس الشعب الجديد فيستطيع أن يبدأ مباشرة بدراسة التعديلات بالنسبة للدستور، وإذا تم تأجيله بحسب قرار الحوار الوطني لأشهر.. 3 أشهر.. كل هذه الحزمة تنتهي قبل نهاية العام، أي خلال 5 أشهر. أما إذا كنا نريد مراجعة كل الدستور ووضع دستور جديد فالعملية مختلفة تماماً، عندها يكون هناك هيئة تأسيسية وتقوم بطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي، لكن ما سنقوم به الآن مباشرة هو تشكيل لجنة لإعداد دراسة بكل الأحوال لموضوع الدستور، يعني أن نختصر الزمن وتبدأ اللجنة خلال الأيام المقبلة بالدراسة، نعطيها مهلة شهر وأعتقد أنه يكفي، وتطرح الدراسة على الحوار الوطني وعندها يكون الجدول الزمني واضحاً بشكل دقيق 3 أشهر إذا افترضنا لأول أيلول أو 5 أشهر إذا افترضنا حتى نهاية العام يعني هذا هو الهامش، ولكن نحن مستمرون بكل القوانين وبدراسة الدستور التي ستكون المرحلة الأخيرة.
هناك من يقول بأن بعض المتظاهرين يستمر بالتظاهر لأنه تظاهر مرة ويعتقد بأنه ملاحق من قبل الدولة. نحن أعلنّا عن عفو عن كل من يسلّم نفسه خلال شهري نيسان وأيار وهناك من سلم نفسه مع السلاح وتم العفو عنه مباشرة. وأنا أقول لكل هؤلاء جرّبوا أن تتواصلوا مع الدولة وستجدون كل الاستجابة والتسامح من قبل مؤسسات الدولة، حتى للذي حمل السلاح ولكن لم يستخدمه ضد أي جهة. أما ترويع المواطنين والإرهاب والقتل فهذا موضوع آخر لا يمكن للدولة إلا أن تطبق القانون على هؤلاء بحزم كبير. بنفس الوقت أنا أدعو كل شخص هجر مدينته أو قريته أن يعود.
المشكلة بشكل أساسي هي مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية، ولكن ما يحدد طريقة الحل ليس فقط وجهة نظر الدولة إنما طبيعة المشكلة. يعني نحن لم نحدد أن يكون هناك. لم نرغب أو لم نفرض وجود مخربين. المخربون نتعامل معهم سياسياً، هذا الكلام غير موضوعي. لا يوجد حل سياسي مع من يحمل السلاح ويقتل.
سأسعى في المرحلة المقبلة للاستمرار بلقاء الوفود الشعبية، التي بالإضافة لكونها تمدني بالثقة فهي بمثابة البوصلة التي ستبنى عليها سياساتنا الداخلية كما هو الحال بالنسبة للسياسات الخارجية التي حرصت على أن تكون منبثقة من نبض الشارع ومعبرة عنه في كل موقف واجهناه. هذا النبض الشعبي الذي لا يرضى سوى بسوريا المستقلة بأرضها وبقرارها. هذا النبض الذي يأبى أن يكون وطنه كرة بدل أن يكون لاعباً على أرضه وفي ساحته، أو أن يُقاس دوره بالحجم الجغرافي لا بالحجم التاريخي، فتحاصر سوريا داخل حدودها بدلاً من أن تخرج إلى بعدها الإقليمي والحيوي والطبيعي، لتتحول إلى دولة القبائل المتناحرة على فتات يُلقى لأبنائها من خارج الحدود.
من خلال كل ذلك علينا أن ندرك أن إنجاز الإصلاح والتطوير لا يمثل حاجة داخلية فقط بل هو ضروري وحيوي من أجل مواجهة تلك المخططات، وبالتالي لا خيار لنا سوى النجاح في المشروع الداخلي لكي ننجح في مشروعنا الخارجي، فالضغوطات تستهدف دور سوريا المقاوم لمخططات التقسيم الطائفي في المنطقة، حيث لا مقاومة ولا حقوق بل انهيار واستسلام، وتحقيق الأمن هو المنطلق للإنجاز. والشعب هو الأقدر على الحفاظ على الأمن والوطن.
حتى لو استمرت هذه الأزمة أو غيرها لأشهر أو لسنوات علينا أن نتأقلم معها وعلينا أن نطوّقها لكي تبقى أزمة محصورة بأصحاب الأزمة فقط. إن قدر سوريا أن تصيبها الملمات، ولكن قدرها أيضاً أن تكون عزيزة قوية مقاومة ومنتصرة، وأن تخرج من المحن أقوى بتماسك مجتمعها، وبرسوخ قيمها، وبتصميم شعبها الذي منحه الله الوعي والحضارة والانفتاح. فأنتم مَن منع الخلط بين أطماع الدول الكبرى ورغبات الشعوب في الإصلاح والتغيير، فحميتم الشعلة الشبابية من القتل على مذبح الجشع الدولي. وأنتم من أوقف كل محاولات الفتنة المذهبية المحتشدة على أبواب الوطن وقطع رأس الأفعى قبل أن تلدغ الجسد السوري وتقتله. أقول لكم طالما أنتم بمثل هذه الروح العظيمة وبمثل هذا الانتماء العميق فسوريا بخير






__________________
آخر مواضيعي

0 اسرار الحصول على شعر ناعم وصحي
0 محاضرة حول تأثير الألزهايمر
0 وصول السفير السعودي الجديد
0 »سفينة الأخوة اللبنانية« إلى غزة اليوم
0 من المخافر

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقاء الأسد ـ داود أوغلو: دروس وتهديد بالقطيعة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 08-11-2011 06:16 PM
دمشق: لقاء تشاوري وطني الأسبوع المقبل Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 06-10-2011 08:07 AM
لحام يفتتح «لقاء».. المركز العالمي لحوار الإنسان مع أخيه Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 05-11-2011 08:47 PM
وصف شخصية المرأة من خلال الأشهر الهجرية Honey Girl عالم الابراج 8 12-18-2010 09:05 AM
مجال جديد ومميز فى العمل مجال مربح ومطلوب مجال يفتح امامك مجال لتطوير ذاتك وتكوين محمود أ وظائف في لبنان 0 11-11-2010 06:04 PM


الساعة الآن 05:56 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.