منتديات ليب مون

كشف المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» شمعون شيفر النقاب أمس، عما اعتبره النقاط الأساسية في الخطاب الذي سيلقيه غدا الرئيس الأميركي باراك أوباما. ومعروف أن هذا الخطاب سيلقى قبل ساعات فقط من وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية ولقائه أوباما يوم الجمعة المقبل. ومن الجائز أن الصراع بين الرجلين تبدى في محاولة كل منهما رسم الخطوط العامة لسياسته قبيل اللقاء، إذ سارع نتنياهو إلى إشهار هذه الخطوط في خطابه أمس الأول في الكنيست.
عموما، مما أورده شيفر عن خطاب أوباما يظهر أن الرئيس الأميركي سيدعو إسرائيل إلى الانسحاب إلى حدود العام 1967 مع تعديلات حدودية يتفق عليها في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. لكن أوباما سيعلن في الخطاب أيضا رفضه الخطة الفلسطينية للإعلان من جانب واحد عن الدولة الفلسطينية. وأوضح شيفر أن هذه النقاط خلاصة ما فهمه كل من مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي الحالي الجنرال يعقوب عاميدرور وسلفه الدكتور عوزي أراد اللذين أجريا مباحثات تمهيدية مع المسؤولين الأميركيين تحضيرا لزيارة نتنياهو.
واعتبرت «يديعوت أحرونوت» أن أسس مسودة خطاب أوباما وصلت إليها ويظهر فيها أن أوباما سيدعو اسرائيل والسلطة الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات بغرض الوصول الى اتفاق دائم. وسيرفض أوباما الخطة الفلسطينية لاعلان دولة من طرف واحد في ايلول المقبل، لكن مع ذلك سيشدد ايضا على أن اسرائيل ملزمة بوقف البناء في المستوطنات والامتناع عن أي خطوة يمكنها ان تندرج ضمن تعريف النشاط الاحادي الجانب الذي من شأنه ان يغير الوضع على الارض.
وتوقعت «يديعوت» أن يعلن أوباما ان الولايات المتحدة ترى في القدس عاصمة لدولتين ـ اسرائيل وفلسطين ـ تعيشان جنبا الى جنب بسلام. وعلى ما يبدو سيتبنى اوباما في خطابه قول الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في حينه ان تقسيم القدس سيكون بحسب المعيار التالي: الاحياء المأهولة بالفلسطينيين تضم الى الدولة الفلسطينية، والاحياء التي معظم سكانها يهود تضم الى السيادة الاسرائيلية.
وبحسب أحد المصادر التي اطلعت على محادثات مبعوثي نتنياهو قبيل لقائه يوم الجمعة المقبل الرئيس الاميركي، فان اوباما سيصف المستوطنات التي بنيت في اراضي العام 1967 بانها غير قانونية. وليس معروفا بعد الموقف الذي سيعرضه اوباما في موضوع الكتل الاستيطانية، التي اشار نتنياهو في خطابه في الكنيست الى انه سيطالب بابقائها تحت السيادة الاسرائيلية.
وبحسب «يديعوت» حاول عاميدرور وأراد اقناع محاوريهما وعلى رأسهم مستشار الامن القومي في البيت الابيض توم دونيلون بتغيير جزء من الصياغات المخطط لها لخطاب الرئيس. وادعيا أن صيغة اوباما لن تسمح باجراء مفاوضات حقيقية، وانه عمليا يتبنى المفهوم العربي. مسؤول كبير في الادارة الاميركية، كما علم، قال للاسرائيليين انه لا داعي لان يتصرفوا كـ«العذراء المتفاجئة». وقال هذا المسؤول «انتم تعرفون مواقف الادارات الاميركية، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون سبق أن تحدثت بتفاصيل التفاصيل عن تسوية اسرائيلية ـ فلسطينية في تشرين الاول من العام الماضي». وفضلا عن ذلك: يعتقد مستشارو اوباما ان شيئا دراماتيكيا لا يمكنه أن يمس بالعلاقات الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة في أعقاب الخطاب.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى ان «محيط اوباما يطلق نصوصا ليست لطيفة بتاتا على الأذن الاسرائيلية ولن تطيب لنتنياهو». قد يكون بوسع رئيس الوزراء أن يواسي نفسه في أن اوباما سيقول صراحة في خطابه ان الطرف الفلسطيني الذي يتفاوض مع اسرائيل ملزم بان يقبل بالشروط التي قررتها الرباعية