«حزب الله» وأولوية الاستقرار في سوريا: فتنتها تضرب لبنان - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


العودة   منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان > الأقسام العامة > أخبار لبنان والعالم اليومية
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2011, 11:29 AM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي «حزب الله» وأولوية الاستقرار في سوريا: فتنتها تضرب لبنان

منذ أن أطلق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله صرخته، قبل أسابيع، بوجه القمع الدموي الذي تعرضت له، ولا تزال، الانتفاضة السلمية للشعب البحريني، لم تتوقف الردود المنددة، في لبنان والخارج، متهمة الحزب باعتماد معايير مزدوجة إزاء الثورات في أرجاء الوطن العربي، خاصة على صعيد مقاربة الوضع في بلدين عربيين هما سوريا والبحرين.
والحال أن السهام توجهت الى نصر الله متهمة إياه بالتدخل مباشرة في أحداث البحرين، مشيرة الى نزعة مذهبية لدى الحزب في ظل الواقع الديموغرافي البحريني الذي يعطي الأرجحية لأبناء الطائفة الشيعية، واعتبرت الردود أن نصر الله تغاضى عن عمد عما يجري في سوريا بسبب حلفه مع النظام في دمشق، لأسباب عدة ليست النزعة المذهبية ببعيدة عنها، حسب الاتهامات ذاتها.
يستدعي ذلك محاولة مراجعة العلاقة بين «حزب الله» ودمشق منذ نحو 30 عاماً، وهي علاقة، للتذكير، اتخذت طابعا استراتيجيا منذ مطلع التسعينيات بعدما كانت قد شهدت في بداية انطلاقة الحزب تعرجات، خاصة في السنوات الاولى، بسبب اختلاف الأولويات، من ناحية، وتنافس السياستين السورية والايرانية على الارض اللبنانية من ناحية ثانية.
يشير بعض المراقبين للعلاقة بين دمشق و«حزب الله»، الى إمكان تقسيمها الى فترات خمس منذ العام 1982، تاريخ تأسيس «المقاومة الإسلامية». وهي قد اتخذت في مرحلتها الاولى طابع التأييد الحذر، من قبل النظام في دمشق للنواة الاولى من «حزب الله»، لأن دمشق كانت تحتفظ بصلات أكثر عمقاً بفصائل أكثر قربا اليها كحركة «أمل» والأحزاب الأخرى مثل «التقدمي الاشتراكي»، «القومي»، «الشيوعي» وحزب «البعث» وغيرهم، وكانت العلاقة مع هؤلاء تتخطى، ولو بأشكال متفاوتة، قضية الصراع مع إسرائيل، الى إعادة رسم الخارطة السياسية اللبنانية في واحدة من أدق المراحل في التاريخ اللبناني الحديث.
مع انطلاقة «حزب الله» في أعقاب اجتياح العام 82، وان كان لم يعلن عن نفسه قبل العام 85، قدمت دمشق تسهيلات عبر أراضيها لقدوم مجموعات صغيرة من «الحرس الثوري» الى بعلبك في البقاع، في فترة كانت دمشق تعاني فيها من تبعات هزيمة جيشها ومنظمة التحرير والحركة الوطنية إثر اجتياح العام 82 وقدوم القوات متعددة الجنسيات الى لبنان من أميركية وفرنسية وإيطالية، ونجاح اسرائيل في إيصال بشير الجميل ثم أمين الجميل على ظهر الدبابات الاسرائيلية الى القصر الجمهوري في بعبدا..
استفاد «حزب الله» من مرحلة ما بعد الاجتياح من خلال ترسيخ أقدامه في لحظة فوضى لبنانية وإقليمية ساعدته على التوسع واستقطاب المؤيدين على حساب الطرف الشيعي الاقوى في ذلك الحين، أي «أمل».
كان لا بد حينذاك من أن يقع الصراع بين رؤيتين ونهجين على الساحة الشيعية، حدث ذلك في أواسط الثمانينيات، وبعد أن امتنع الحزب عن تقديم المؤازرة للحركة في «حرب المخيمات» انطلاقا من «مبدأ شرعي»، الأمر الذي أنهك الحركة وساهم في تأجيج الخلاف بين التنظيمين في ظل اتهامات للحزب في عقيدته وغايته من التغلغل في الأوساط الشيعية، وقع القتال بين «الاخوة»، ما عكس الاختلاف بين طهران ودمشق على وضع اليد على المقاومة وامتلاك قرار الجنوب، وذلك على مرحلتين، الأولى العام 87 والثانية العام 1990، في الجنوب والضاحية وبيروت، قبل أن يتمكن الحزب من حسم المعركة لمصلحته في العام نفسه الذي شهد أيضا صلح الطرفين في دمشق بعد قليل من غزو النظام العراقي للكويت...
يمكن التأريخ للمرحلة الثانية في العلاقة بين دمشق و«حزب الله» في ذلك العام، بعد ان تخطى الجانبان نزاعات مسلحة مباشرة عدة ولم يعد الشيخ صبحي الطفيلي أمينا عاما، حتى تميزت فترة السنوات التي تلت بتعميق التعاون وانفراد الحزب تقريبا بالمقاومة ضد إسرائيل وقدوم السيد حسن نصر الله على رأس قيادة المقاومة غداة استشهاد الأمين العام السيد عباس الموسوي.
ما بعد التحرير.. مرحلة جديدة
مرت العلاقة بين الحزب ودمشق في أكثر من اختبار، من حادثة ثكنة فتح الله الشهيرة، الى واقعة إطلاق النار تحت جسر المطار على المتظاهرين ضد اتفاقية أوسلو في العام 1993، مرورا باختبار محاولة إرسال الجيش الى الجنوب، بقرار من ترويكا الحكم اللبناني وبمعزل عن التنسيق مع سوريا، لكن قدرة الحزب على الضبط والعض على الجراح وحسمه خياره بأن تكون الوجهة الجنوبية هي البوصلة والمعيار في تحديد العلاقات واختبارها، أدت تلقائيا الى دخول العلاقة مرحلة جديدة.
تعمق الحلف في مرحلته الثالثة منذ عدوان «عناقيد الغضب» العام 96، لكن الحزب لم يكن يكافأ على مواقفه تلك بمنحه حصة سياسية في الداخل اللبناني، ساهم بذلك زهده الغريب في السلطة (المستمر حتى اليوم!)، واستمرت تلك المرحلة حتى تحرير معظم الاراضي اللبنانية العام 2000 حين خص نصر الله الرئيس حافظ الأسد بشكر خاص على دعمه المقاومة، من مدينة بنت جبيل المحررة في أقصى الجنوب اللبناني.
في مرحلتها الرابعة، تعززت العلاقة أكثر فأكثر بين الجانبين غداة وفاة الرئيس حافظ الأسد في العام ألفين، وتولي نجله بشار مقاليد السلطة، وذلك بسبب العلاقة الشخصية التي كانت قائمة منذ منتـصف التسـعينيات بين الأسـد الابن ونصر الله، بعدما كان الأول مولجاً بملف العلاقة مع المعارضين اللبنانيين لسياسات رفيق الحريري ومنهم «حزب الله» وسليمان فرنجية وآخرون.
في فترة ما بعد احتلال العراق في العام 2003، وتعزز النفوذ الايراني في الشرق الاوسط، دخلت المنطقة في حقبة سياسية جديدة، وكان الأسد حاسماً منذ لحظة استقباله وزير خارجية الولايات المتحدة كولين باول، ورفضه لائحة الشروط الأميركية المتعلقة بنزع سلاح «حزب الله» وطرد «حماس» و«الجهاد» عن الأراضي السورية و«حزب العمال الكردستاني».
لم يكتف الأسد بالرفض بل أعلن في مقابلة شهيرة مع «السفير» أن خيار سوريا هو الوقوف الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق. قدرت قيادة المقاومة في لبنان وقفة الأسد، وجاءت تطورات ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق لتصب في خانة تعاظم الضغط الأميركي على دمشق، وهو مسار توج بصدور القرار 1559 وبدء موجات الاغتيالات التي أدت الى انسحاب الجيش السوري من لبنان في ربيع العام 2005.
شكلت تظاهرة 8 آذار في ذلك العام عنوان المرحلة الخامسة من تلك العلاقة التي وصلت إلى أوجها، وبات «حزب الله» رأس الحربة في لبنان بمواجهة المشروع المناهض للمقاومة ومحور الممانعة في المنطقة، ودمشق في صلب ذلك المحور. وقد اتخذت العلاقة ايضا طابعا شخصيا دافئا بين الاسد الابن ونصر الله، وكان لدمشق دورها الكبير في انتصار تموز 2006، ولا يزال العامل السوري استراتيجيا في تعزيز قدرة المقاومة وجهوزيتها واستكمال عدتها لأية حرب مقبلة مع اسرائيل، ما عكس تعاظما لدور دمشق في المنطقة في ظل الكلفة الاميركية الباهظة لاحتلال العراق وأفغانستان وتراجع دور أنظمة الاعتدال العربي في المنطقة وصولا الى سقوط أهم خصم لدمشق ألا وهو النظام المصري المخلوع.
استقرار لبنان على المحك
انطلاقاً من هنا، يمكن القول إن العلاقة التي تربط اليوم بين سوريا والمقاومة هي في أفضل حالاتها، على الصعد المختلفة، ويشكل النظام في دمشق عمقاً استراتيجياً بالغ الاهمية بالنسبة الى تسليح المقاومة وإمدادها، فضلا عن ان طبيعة النظام في دمشق، المعادي لإسرائيل والمناهض للسياسات الاميركية في المنطقة، يشكل غطاء للحزب الذي يؤكد في أدبياته على الدوام كما في كلام قيادييه، على أولوية المقاومة التي يشكل عنوانها العمود الاساس في تقييم الحزب لعلاقته مع أي طرف، بغض النظر عن مشاركته مباشرة في قتال العدو ام لا، اذ لا مانع من تعميم عوائد الإستفادة من خيار المقاومة على أي طرف ما دام ذلك يصب في إطار تعزيز الموقف العربي بوجه اسرائيل، بحسب أوساط مراقبة للعلاقة الصلبة بين دمشق والمقاومة.
«الموقف المميز» لسوريا في الصراع العربي الإسرائيلي، يلقى تقديراً كبيراً لدى «حزب الله» الذي سعى في السنوات الاخيرة الى رأب الصدع بين مكونات أساسية في النسيج اللبناني مع النظام في دمشق، ما كان يهدد فعليا العلاقة بين الشعبين السوري واللبناني، ذلك أنه بنظر الحزب، فإن العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا تشكل حاجة وضرورة للاستقرار في البلدين، اذ ان هز استقرار سوريا ينعكس سلبا على لبنان الذي يشكل الخاصرة الرخوة بالنسبة الى دمشق.
من هنا، تبدو مقاربة «حزب الله» للعلاقة مع سوريا، دقيقة وحساسة للغاية، ذلك أن هذه الدولة العربية، تحولت بالنسبة الى هذا الحزب المطعون بلبنانيته أو عروبته، من جهات لبنانية وعربية، بمثابة الرئة الاستراتيجية التي يتنفس منها. هي الحاضنة سياسيا وهي التي ساعدت الحزب في بناء استراتيجية ردع مع إسرائيل، لا مثيل لها في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
لذلك، تصبح مراهنة البعض على هز الاستقرار في سوريا مراهنة على قطع الهواء عن «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد»، من دون أن يعني تقدير الموقف الوطني والقومي، عدم الإقرار بالطبيعة الأمنية للنظام في دمشق والدعوة الى إفساح المجال بشكل أكبر للإصلاحات وحرية التعبير لمختلف شرائح المجتمع السوري والابتعاد عن بعض الأساليب التي تم تجريبها وتبين أن لا جدوى لها.
ويتمثل الهاجس الأساس بالنسبة الى «حزب الله» في مقاربة الاحداث السورية في أمرين: القلق من تطور الامور في سوريا دراماتيكيا، بما يؤدي الى هز الاستقرار في هذا البلد، مع ما يعنيه ذلك من آثار سلبية على الاستقرار اللبناني.. الهش أصلاً!
أما العامل الآخر الذي يؤرق الحزب، فإنه يتمثل من دون شك في الخوف من أية فتنة مذهبية أو طائفية في سوريا، ذلك ان لبنان سيدخل حينئذ بتلك المعمعة في ظل تربص أطراف عدة بالمقاومة في لبنان لإغراقها في الوحول اللبنانية، بما يكشف ظهرها للعدو الاسرائيلي ويطعنها في الظهر، وذلك بهدف ضرب القضية الأساس التي انطلقت المقاومة من أجلها، ومن يعلم، ربما قد يؤدي ذلك الى اهتزاز دراماتيكي في الاستقرار اللبناني فيشكل تقسيم سوريا مرآة لضرب وحدة لبنان في الصميم.
على أن الحزب، الذي يراقب عن كثب أحداث سوريا، لا يود التعليق جهاراً عليها، وقد صدر تعميم عن قيادة الحزب بعدم زيارة قياداته لدمشق، في هذه المرحلة، في محاولة لعدم توفير الفرصة لمعارضي النظام السوري لتلفيق الاتهامات عن تورط الحزب في قمع الشعب السوري، خاصة أنه جرت محاولات رُصدت على «الفايسبوك» و«اليوتيوب» لإقحام الحزب، سواء عبر إطلاق هتافات ضده، في بعض التجمعات، أو تصويره جزءاً من قبضة النظام التي تقمع المتظاهرين!
من هنا، يبدو استقرار النظام في دمشق بغاية الاهمية بالنسبة الى المقاومة، برغم ان الامر يبدو مغايرا بالنسبة الى متهمي «حزب الله» بازدواجية المعايير وبمقاربة أحداث سوريا من منطلق مذهبي. لكن للتذكير، فإن الحزب، ونصر الله نفسه، قد صدرت عنهما مواقف ثابتة بتأييد حركة الشعوب ضد الأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر واليمن، حيث لا يتخذ الصراع الطابع المذهبي، لا بل كان من الملاحظ أن أي موقف حاد لم يصدر عن الحزب في مقاربة المسيرات الاحتجاجية السلمية المطالبة بالإصلاحات في السعودية، وخاصة في المنطقة الشرقية، حيث، كما هو معروف، تقطن غالبية شيعية، في واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم، برغم الرد العنيف على تلك التظاهرات السلمية من قبل السلطات السعودية، والعلاقة المتوترة اليوم بين الرياض وطهران.
على ان هذا الأمر لا يعني بالضرورة الاتفاق الكامل بين الجانبين في مقاربة الأحداث في المنطقة، وثمة عناوين اختلاف في سياستي دمشق و«حزب الله» إقليميا، يتبدى ذلك للباحث في تفاصيل الملف العراقي، أو المقارب للوضع المتوتر في البحرين، وقد برز الموقف السوري الأخير الداعم للتدخل السعودي في تلك المملكة، الأمر الذي استتبع بدعم مماثل من الملك عبد الله للقيادة السورية بوجه الاحتجاجات الاخيرة






__________________
آخر مواضيعي

0 قمة القسوة: سكب البنزين على ابنه واحرقه لرفضه قطف الزيتون!
0 حصريا هيفاء وهبي وكليب جديد يا ابن الحلال 2009
0 ساركوزي يرفض غرق لبنان بالعنف مع تجدّد الأمـل في المنطقة بالسـلام
0 مواقف وانشطة
0 تناول الفريز يوميا.. خير وقاية للجسم!!

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بري في ذكرى تغييب الصدر: سوريا مفتاح الاستقرار والحرب في المنطقة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 09-02-2011 08:11 AM
نصر الله: نريد سوريا الإصلاحية والقوية وسند لبنان وفلسطين Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 08-27-2011 01:42 PM
مواكبه لاحوال الطرقات والمناطق جراء العاصفه التي تضرب لبنان moon-light منتدى قمر لبنان العام 5 12-17-2010 07:46 AM
«لوفيغارو»: مستودعات أسلحة لـ«حزب الله» في سوريا Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 10-27-2010 01:00 PM
«حزب الله»: واهم من يراهن على خلافنا مع سوريا Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 08-19-2010 11:41 AM


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.