منتديات ليب مون

استفاقت مرتفعات لبنان أمس، على الأبيض يكللها بدءا من ارتفاع 800 متر. وأقفلت الثلوج المتراكمة الطرق الجبلية في زحلة – ترشيش، والباروك - البقاع الغربي - راشيا، فيما تحول سير الشاحنات مثلث ضهر الأحمر – الحاصباني – الجنوب، بسبب انقطاع طريق ضهر البيدر، وحوصرت بعض القرى الجردية في الهرمل وعكار. وأعاقت سرعة الرياح الملاحة في موانئ الصيادين في طرابلس وصيدا وصور. كما تعطلت الدراسة في معظم مدارس المناطق الجبلية. وتسببت الثلوج المتراكمة بانزلاقات على طرق عاريا وبحمدون. وتسببت السيول التي تجمعت في «مستنقعات» بمحاصرة السيارات، لا سيما على طرق منطقة النبطية المليئة بالحفر. وأعلن مدير «مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية» الدكتور ميشال افرام عن تركز «قوة العاصفة الثلجية في الجنوب، والبقاعين الشمالي والغربي مع الهرمل، ومناطق الشوف والشمال، وبشري تحديدا، حيث أقفلت جميع الطرق الجبلية التي تبدأ من ارتفاع ألف متر». وتوقع افرام أن «ينحسر المنخفض الجوي بدءا من اليوم الجمعة تدريجياً، مع استمرار الأمطار الغزيرة والثلوج على ارتفاع 800 متر وما فوق، وصولاً إلى صباح يوم غد السبت، فينحسر المنخض كليا ويتحول الطقس يوم الأحد إلى ربيعي، إلا أن درجات الحرارة تبقى أقل من معدلها الطبيعي».
وتوقعت «مصلحة الأرصاد الجوية» في «إدارة الطيران المدني» أن «يستمر الطقس اليوم غائماً وماطراً إجمالا، مع تساقط ثلوج ابتداء من 900 متر، من دون تعديل في درجات الحرارة». وأكد افرام أن «تجمع المياه في بعض السهول الزراعية، وخصوصا حقول القمح والزراعات الشتوية، لم يؤد إلى خسائر، لأن فترة بقاء المياه لا تتعدى الثلاثة أيام. ولكون كل منخفض جوي يتبعه طقس ربيعي، ما يؤدي إلى تبخر سريع للبرك المائية».
ثلوج البقاع
وفي البقاع الأوسط (سامر الحسيني) أدت العاصفة الثلجية إلى إقفال الطرق الجبلية، وتحديدا طريق زحلة – ضهور الشوير تماما، في حين أقفلت طريق ضهر البيدر – بيروت أمام السيارات غير المجهزة بالسلاسل المعدنية. وتسببت العاصفة بتعطل الدراسة في معظم المدارس والجامعات في قضاء زحلة، كما تأثر عمل المؤسسات الرسمية بسبب غياب الموظفين.
ووصل ارتفاع الثلوج في التلال المحيطة بمدينة بعلبك (عبد الرحيم شلحة) إلى أكثر من 20 سنتيمترا، أما داخل المدينة فبلغت 15 سنتيمترا. وأدى التقلب في درجات الحرارة وسقوط زخات مطرية إلى إذابة الثلوج التي تحولت إلى سيول في طرق المدينة. وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة في بعلبك.
وفي راشيا والبقاع (شوقي الحاج)، اجتاحت موجة من الصقيع الحاد المنطقتين بعدما تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر فجر أمس، ثم ضربت عاصفة ثلجية معظم القرى والبلدات والمرتفعات ابتداء من ارتفاع 900 متر، مؤدية إلى انقطاع حركة السير في القرى. وكانت المرتفعات الجبلية ورؤوس القمم قد تكللت بالثلوج، ووصل ارتفاعها في جبل الشيخ إلى ما يزيد على 250 سنتيمترا، أما في تلال بكا وينطا فقد بلغت كثافة الثلوج حوالى 90 سنتيمترا. وأفيد بأن قطعان الماشية في مزارع الفاقعة واليابسة القريبة من مرتفعات جبل الشيخ، قد حوصرت بالثلوج، ولم يتمكن الرعاة من إخراجها من حظائرها. وقد تسببت العاصفة الثلجية بإقفال طريق الباروك – البقاع الغربي - راشيا، كما أدت العاصفة إلى توقف الدراسة في معظم مدارس المنطقة الرسمية والخاصة. وألحقت أضراراً جسيمة في البيوت البلاستيكية وفي النصوب الصغيرة.
وفي عاليه والمتن الأعلى (أنور ضو) تراكمت الثلوج بكثافة ابتداء من رويسات صوفر وصوفر والمديرج. ومنعت حواجز قوى الامن الداخلي في محطة بحمدون ورويسات صوفر والمديرج السيارات والحافلات غير المجهزة بسلاسل معدنية من سلوك الطريق الدولية باتجاه ضهر البيدر، باستثناء السيارات ذات الدفع الرباعي، وكان «مركز جارفات الثلوج في المديرج» قد سيّر لليوم الثاني على التوالي نحو عشر جرافات عملت بتواصل على جرف الثلوج منذ ساعات الصباح الأولى حيث فتحت الطرق في قرنايل وجوار الحوز وكفرسلوان في المتن الاعلى. وفي الشوف («السفير») تسببت العاصفة الثلجية بقطع الطرق الرئيسة في المنطقة.
العاصفة شمالا
غطى الأبيض المرتفعات الشمالية كافة حيث انقطع عدد من الطرق بفعل تراكم الثلوج، فيما عملت جرافات وزارة النقل على فتح الطرق التي بقيت حكرا على السيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية، وأدت الامطار الغزيرة التي تساقطت والتي ترافقت مع حبات البرد الى تعطيل حركة السير في بعض المناطق. وفي طرابلس (غسان ريفي) تساقطت حبات البرد، وشهدت شوارع الميناء تجمعا للمياه حولها الى بحيرات أعاقت حركة السير، فيما تعطل مرفأ الصيادين بشكل كامل، وعمل أصحاب المراكب الى تثبيتها تحسبا من اشتداد الرياح. كما أدت الرياح إلى تحطيم بعض اللوحات الاعلنية واقتلاع بعض الأشجار الصغيرة، إضافة الى أغصان من الأشجار المعمرة.
وفي الضنية (عمر إبراهيم) اكتست معظم الطرق في القرى والبلدات بالأبيض. ووصل ارتفاع الثلوج في بعض المناطق الى 15 سنتيمترا، وخصوصاً في البلدات المرتفعة. واضطرت صباح امس بعض المدارس في قرى وسط الضنية الى توقيف الدراسة في ساعات الظهيرة خشية انقطاع الطرق. وأدى تراكم الثلوج الى تعذر الوصول إلى مستشفى الضنية الحكومي إلا للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، بعدما وصلت سماكة الثلوج على الطريق المؤدية إليه من بلدة عاصون إلى نحو 10 سنتيمترات تقريباً.
وفي البترون (لمياء شديد) أقفلت الثلوج طريقي تنورين الفوقا ـ حدث الجبة وتنورين ـ اللقلوق حيث بلغت سماكة الثلوج نحو المتر، فيما بلغت السماكة نصف المتر في تنورين التحتا، وعملت الجرافات على فتح الطريق الرئيسية نزولا باتجاه وسط البترون. وتساقطت الأمطار بغزارة على الساحل البتروني وفي الوسط كما انهمر البرد بقوة على الساحل واشتدت الرياح وأحدثت أعطالا في الشبكتين الهاتفية والكهربائية، كما تحولت الطرق بسبب الامطار الغزيرة والسيول الى برك مياه ومجاري أنهار. وعلى الشاطئ البترون ارتفعت الامواج أمتارا عدة وارتطمت بالحواجز الاسمنتية الموجودة لحماية ممتلكات الصيادين.
وفي زغرتا (حسناء سعادة) لامست الثلوج القرى الوسطية، فوصلت للمرة الأولى إلى بلدات كرمسده ومزيارة في العام الحالي. كما لامست بلدة علما الساحلية، فيما تخطى ارتفاعها في إهدن 40 سنتمترا وسط ضباب كثيف لف المنطقة بأكملها بدءا من بلدة ايطو التي لبست ثوبا ابيض بسماكة عشرين سنتمترا.
وفي بشري أقفلت مدارس قضاء بشري الرسمية والخاصة ابوابها، وكذلك المحال والمؤسسات التجارية، إلا أن طريق بشري الأرز بقيت سالكة على خط واحد أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية. وفي الكورة (ليليان دمعة) أدت الأمطار الغزيرة إلى بعض الأضرار في الأراضي الزراعية، ولامست الثلوج بلدة كوسبا عند مدخل قضاء بشري، كما شهدت الطريق الرئيسية لكفرحزير ـ أميون تساقط كميات من الأحجار من جدران الدعم.
وفي عكار (نجلة حمود) ألحقت العاصفة العديد من الأضرار في المزروعات والبيوت البلاستيكية، كما تسببت الثلوج التي تساقطت للمرة الأولى على ارتفاع 700 متر، بإغلاق كل الطرق الرئيسية والفرعية في قرى وبلدات منطقة جرد القيطع. كما أقفلت المدارس ولازم المواطنون منازلهم .
وأدت الأمطار الغزيرة الى ارتفاع منسوب النهر الكبير الجنوبي الى أعلى مستوى له لهذا العام، فغمرت المياه الطرق وقطعت أوصالها جارفة معها الأوساخ والأتربة، ما تسبب بقطع الطرق الرئيسية في كل من العريضة والسماقية وحكر الضاهري وعزلها عن القرى والبلدات المجاورة، واجتاحت السيول الأراضي الزراعية وتسببت بتلف العديد من المزروعات الشتوية خصوصاً محصول البطاطا، ودخلت المياه المنازل المنخفضة لتصيب أهلها بحالة من الهلع.
وتسببت السيول المتدفقة من قناة الري على مجرى نهر البارد بخسائر في الممتلكات الخاصة في بلدة وادي الجاموس وسجل سقوط صاعقة على منزل المواطن أحمد عوض من سكان حي عرقة، حيث استفاق على صوت قوي، ليتبين أنها صاعقة هزت أساس المنزل، وزعزعت جدرانه محدثة تشققات في السقف، الى أضرار في أثاث المنزل.
أضرار في الجنوب
وفي منطقة النبطية (عدنان طباجة)، حوّلت المتساقطات الشوارع والساحات إلى أنهار ومستنقعات وجرفت السيول الأتربة والحجارة والنفايات معها، وأدى ذلك إلى إعاقة حركة السير، لا سيما على الطرق المليئة بالحفر، التي تحولت إلى مطبات للسيارات عطلت العديد منها، فيما انفجرت قنوات تصريف مياه الأمطار وفاضت المجاري في الأمكان المنخفضة، وتسربت المياه إلى بعض المنازل والممتلكات واجتاحت الأراضي الزراعية، وعلى طريق النبطية ـ مرجعيون سقط خزان للمياه على سيارة المواطن كفاح بيطار وأدى إلى تضررها. أسفرت العاصفة التي شهدتها منطقة النبطية خلال الــيومين الماضيين عن إلحاق بعض الأضرار في شبكتي الهاتف والكــهرباء، وقام عمال الصيانة بإصلاح الأعطال.
كما فاضت مياه نهر الحاصباني (طارق أبو حمدان) على معظم المتنزهات الواقعة على ضفتيه، متسببة بأضرار كبيرة. كما أغرقت السيول العديد من سهـول الماري الوزاني عين عرب وسردة ووادي خنسا المزروعة بالخضار. ومزقت الرياح أغطية عدد من البيوت البلاستيكية.
وفي بنت جبيل (علي الصغير) تسببت الامطار في غمر عدد من الحقول الزراعية بالمياه، لا سيما في سهل الخان في تبنين وبرعشيت، فيما جرفت السيول التربة من الأماكن المرتفعة، مؤدية إلى أضرار في المزروعات. كما تسببت الرياح بتكسير عدد من الاشجار الحرجية وتمزيق أغطية الخيم البلاستيكية. وامتلأت البرك الصناعية في القرى عن آخرها وبدأت مياهها بالتسرب إلى الحقول المجاورة. كما سجل في عدد من القرى لا سيما في رميش وعيتا الشعب وكــونين تــسرب المياه الى عشرات البيوت بسبب غزارة المياه والسيول.
وفي إقليم الخروب (أحمد منصور)، تسببت السيول وزخات البرد بانزلاقات للسيارات. وتحوّل عدد من الطرق إلى مستنقعات، بالإضافة إلى جرف السيول للأحجار والوحــول والبحص إلى وسطها. فيما سجــل تضرر عدد من الخــيم الزراعية ولوحات الإعـلانات على ســاحل الاقليم