مصريون عائدون إلى «أرض الحرية والثورة»: تعبنا غربة - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 02-14-2011, 08:15 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي مصريون عائدون إلى «أرض الحرية والثورة»: تعبنا غربة

في مطار «رفيق الحريري الدولي»، وعند الشريط الأزرق الذي يحدد خط سير المسافرين إلى القاهرة، تعلو ابتسامات عريضة وجوه المغادرين. مواطنون مصريون، يتدفقون منذ ساعات الصباح الأولى، ليلحقوا برحلتهم التي ستطير بهم إلى «مصر الحرة، إلى البلد اللي رجعت للحياة، إلى أم الدنيا التي رفعت رأسنا جميعا، إلى بلدي، إلى أولادي، إلى أبوي اللي ما صدقش شاف بحياتو تنحي الطاغي الاستبدادي.. قبل ما يموت». الكلمات لمصطفى، وهو شاب ثلاثيني يعمل في لبنان منذ سنوات، ولم يزر بلاده منذ سنتين كاملتين، ولم يعد يقوى على الانتظار: «سنتان زي ما همّ وأنا بشتغل في ورشة (البناء)، وأحط القرش فوق القرش علشان أربي أولادي، علشان دواء أمّي، لأن الطاغية ما خللناش أكل، ولا رزق، ولا منفس». يقول مصطفى.
اليوم، لا يمكن شيئاً أن يمنع مصطفى من السفر إلى بلاده، «لقد جمعت ثمن بطاقة السفر وأنا على بعد ساعات من الوصول الى ميدان التحرير، الذي سأقصده قبل بيتي في المحلة. ساعات وأشم رائحة تراب وطني، وأنا متأكد من أن كل شيء قد تغير الآن، والناس صاروا أحلى..».
كان يمكن مصطفى ألا يتوقف عن الكلام لحماسته، ومن فرط فرحته بالعودة، لولا أن مكبرات الصوت في المطار أعلنت النداء الأخير للرحلة 710 ms المتوجهة إلى القاهرة. يتنبه الشاب لتأخره عن رحلته، فيمازحنا قائلا «إنتو عايزين تخلوني هنا على طول؟ أنا تعبت غربة، أنا يمكن مش راجع، أنا خلاص، مش حترك بلدي».
وجوه المواطنين المصريين المتجمعين في المطار، لا تشبه تلك التي انتظرت لساعات وأيام طويلة في المكان ذاته في الأسابيع الماضية وهي تترقب تحديد موعد رحلتها المتأخرة دوماً. وكأنهم لا يصدقون أنهم على وشك أن يطأوا أرض الأحلام التي حرمت من الحلم طوال سنوات. وكأنهم لا يعرفون بعد معنى ألا يكون حسني مبارك رئيسا سابقا لبلادهم، لا سيما أن كثيرين منهم لا يتذكرون مصر قبل تولي مبارك للرئاسة. فأحمد كان في الثالثة من عمره عندما تولى مبارك رئاسة الجمهورية «لا أتذكر إلا أسرتي تكرر كلاما عن فساد في الإدارات والشركات وفهمت أكثر لما حاولت أشتغل في بلدي، ولقيت نفسي حموت من الجوع لو ما سفرتش».
يقول أحمد إن «النظام، وعلى رأسه مبارك، كان السبب في غربتي وعملي منذ عشر سنوات ناطورا في بيروت وبعدها في محطات وقود عديدة. لم تكن لدي مشكلة هنا، ولكني أشتاق لحبايبي، أشتاق إليهم كثيرا».
عندما يقول أحمد جملته الأخيرة، لا ينجح في إخفاء دمعة صغيرة فرت من زاوية العين. يضحك ويقول «معليش إحنا شعب عاطفي»، فيضحك رفاقه من حوله. بعدها يبدأ الكلام في السياسة وفي أسباب الثورة ونتائجها، فيقول رامي إن «كل الكلام اليوم عما بعد الثورة والانقسام اللي يمكن يحل في الشارع، والتقاتل على المكاسب والمقاعد، ويمكن كل ده يحصل فعلاً، بس هم مش واخدين بالهم إنه ما فيش أسوأ من اللي كان، وما فيش أسوأ من مبارك». ويشدد الشاب العشريني على «وعي الشباب المصري، اللي صنع الثورة، واللي مش حيرضى بحكم فاسد من تاني، وإلا ستكون ثورة جديدة».
توافق منى على كلام رامي، وهي طالبة مصرية تدرس في واحدة من جامعات بيروت الخاصة، وتسافر إلى القاهرة على متن الرحلة نفسها. تقول «مما لا شك فيه أن مرحلة ما بعد الثورة ستكون أكثر حساسية من الثورة نفسها، وتحتاج إلى وحدة صف ووعي كبير من الثوار، لكن يجب ألا نستخف بعقول وإرادة ومطالب الشباب المثقف والمتعلم الذي خطط وصنع وصمد في الثورة، وفداها بدمه وإخوته ورفاقه، وبالتالي لن يرضى هؤلاء بأقل من انتخابات شرعية ونزيهة وديموقراطية».
وترى منى أن «المشكلة الحقيقة الآن هي بالضغط الدولي والإقليمي الحاصل، بحيث تحاول كل الدول «قطف» مكتسبات المصريين، وإعطاءها صبغة سياسة ما، وذلك بحسب ما تؤثر على التوازنات في المنطقة وفي العالم، لهذا نرى تدخلاً وتصريحات من أميركا وإسرائيل ودول مثل قطر، وسوريا وبعض الأطراف في لبنان.. لكن يجب على الكل أن يتذكر أن هذه الثورة هي ثورة مصرية، صنعها الشباب المصري الموحد والمتحرر من أي صبغات سياسية كلاسيكية، ومهما كانت منافعها على بعض دول المنطقة، إلا أن المنفعة الأكبر ستبقى للشعب المصري. الشعب الذي لم يعد يقبل بمزيد من الدكتاتورية ولا يحتمل تفشيا أكبر للفساد واستبداد شركات الاحتكار».
وتمازح منى صديقتها اللبنانية وهي تسألها إن «كانت تؤيد 14 آذار أو 8 منه، إذ يبدو أن قوى 14 من آذار لا تؤيد ثورتنا، فيما بعض قوى 8 من آذار تعتبرها استكمالاً لخطها المقاوم»، وترى في التصنيف «الملبنن» للثورة «استخفافا بما صنعه الشباب المصري، وسطحية من بعض الأطراف اللبنانية التي لا تعرف كيف تحلل الثورة إلا من منظارها الضيق واللبناني البحت».
لا يملك المسافرون إلى مصر كثيرا من الوقت ليعبروا عن آرائهم السياسية، فهم على عجلة لا توصف وكأنهم كلما بكّروا في الدخول إلى المطار، كلما بكّرت الرحلة في الإقلاع ثم الهبوط بهم في أرض الكنانة. هؤلاء لا يخفون خوفهم مما سمعوه عن بعض الفوضى في مطار القاهرة، إلا أن لا شيء يقلقهم أكثر من ألا يلامسوا «أرض الحرية»، وألا يلحقوا التجمعات التي صنعت الثورة في ميدان التحرير والميادين الأخرى.
فرحة المسافرين إلى مصر لا تختلف كثيراً عن فرحة الواصلين منها لتوّهم في الرحلة ms 709 التي هبطت صباحاً في مطار بيروت، والتي لا تحمل إلا عدداً قليلا من المسافرين اللبنانيين والمصريين. يحكي هؤلاء عن السعادة العارمة التي يشعر بها كل مواطن مصري في هذه الأيام.
يقول أحد المواطنين المصرين العائد إلى عمله في بيروت، إن «الغالبية الساحقة من الشعب تشعر أن كل مشاكلهم وهمومهم وفقرهم وبطالتهم ستحل بيوم وليلة، وكأنهم يعيشون في حلم جميل، ويعودون ليتنبهوا أن أمامهم طريقا طويلا ليحققوا مطالبهم.. لكن برضه مصر دي لوقتي حلوة، حلوة أوي، وفلة






__________________
آخر مواضيعي

0 الغموض يلف اختفاء الفتاة اللبنانية الألمانية آيات نحلة
0 توقعات الفلكي شاهين 2010 لبرج الميزان
0 الإنترنت المجاني يصل إلى «حديقة الصنائع»: من أجل ضمان حق المعرفة للناس
0 ارتفاع أسعار البنزين والكاز والمازوت وانخفاض سعر الغاز
0 «عيدية» البطاقة الصحية

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
«عائدون حتماً» تمجيداً لشهداء مارون الراس Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 05-24-2011 08:15 PM
عائدون من أبيدجان: جنى العمر ذهب.. هل سنكرر المغامرة؟ Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-09-2011 11:47 AM
سينمائيون مصريون يطالبون بالغاء الرقابة Honey Girl أخبار فنانات وفنانانين لبنان والعالم 1 02-28-2011 08:08 AM
تعبنا نعشق الماضي و يكسر في خواطرنا ابو جورج خواطر الاعضاء 3 11-26-2010 04:05 AM
مفاجأة فنية.. إليسا تتعاقد مع روتانا في عربة أسطورية!! Honey Girl أخبار فنانات وفنانانين لبنان والعالم 2 04-09-2009 07:10 PM


الساعة الآن 10:38 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.