«الشعب يريد إسقاط النظام»... ولكن ماذا عن الجيش؟ - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 01-31-2011, 10:57 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي «الشعب يريد إسقاط النظام»... ولكن ماذا عن الجيش؟

ربما يكون الرئيس المصري حسني مبارك قد فكّر، عندما أمر الجيش بالنزول إلى الشارع في»جمعة الغضب»، بما جرى في ساحة تيانانمن عندما سحقت دبابات الجيش الصيني متظاهرين مطالبين بالديموقراطية في ربيع العام 1989. لكنّ تعامل الجيش المصري مع المتظاهرين في ميدان التحرير اظهر أن الأمور لا يمكن أن تسير على هذا النحو في مصر، حيث تبدو موازين القوى داخل النظام أكثر تعقيداً.
لا أحد يعلم ماذا يجول في ذهن الرئيس المصري حسني مبارك حتى الآن، الفرعون المعزول ما زال يكابر على إرادة الجماهير الغاضبة التي تهتف بالملايين «الشعب يريد إسقاط النظام»، مستخدماً ما تبقى من أوراق للحفاظ على عرشه، والتي كان آخرها تعيين رئيس جهاز المخابرات عمر سليمان نائباً للرئيس والقائد السابق لسلاح الجو أحمد شفيق رئيساً للوزراء.
كما أنّ أحداً لا يعلم ما هي خيارات المؤسسة العسكرية المصرية في المرحلة المقبلة، فالغموض الذي يحيط بدورها في الحياة السياسية والعامة يجعل من الصعب الإجابة عن التساؤل الذي يطرحه كثيرون: هل سينحاز الجيش إلى النظام أم إلى الشعب؟
ولعل التطورات التي تشهدها مصر في هذه الأيام تبقي الباب مشرّعاً أمام احتمالات كثيرة. وبالرغم من أن الخيارات المتاحة تنحسر ساعة بعد ساعة، بالنظر إلى تسارع أحداث الانتفاضة المصرية، فإنها تدور كلها حول ما يحضّره الجيش.
وكان الاستقبال الحار الذي قوبل به الجيش المصري من قبل المتظاهرين، وامتناعه عن استخدام العنف لقمع الانتفاضة الشعبية، قد أثارا أجواء من التفاؤل الحذر حول احتمال تبني المؤسسة العسكرية للنموذج التونسي، عندما رفض الجنرالات إطاعة أوامر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بإطلاق النار على المتظاهرين.
ويقول الشاب عمر الجبالي، في اتصال مع «السفير» من ميدان التحرير، إن «نزول الجيش إلى الشارع أشاع أجواء من الارتياح لدى المتظاهرين، فالجنود متعاونون جداً ولا يظهرون أي عدائية تجاهنا، كما أنهم لا يبدون أي اعتراض على احتجاجاتنا، حتى أنّ ضباطاً وجنوداً يهتفون بشعاراتنا».
ويشير الجبالي إلى أن «التعاون بين الجيش واللجان الشعبية وفر الطمأنينة لسكان القاهرة، بعدما عمد النظام الأمني إلى استخدام البلطجية وأمناء الشرطة للقيام بأعمال نهب وتخريب»، مشدداً على أنّ «هذا الأسلوب يثبت فشله ساعة بعد ساعة، ويمكنني القول أن الأمن حالياً في القاهرة هو أفضل مما كان عليه يوم كانت هناك شرطة».
بدورها، تقول الناشطة فرح قبيسي، المتواجدة بدورها في ميدان التحرير، في اتصال مع «السفير»، إن «الناس مطمئنون للجيش، فقد اعتلوا الدبابات وهتفوا ضد نظام مبارك». وتضيف أن «هناك تعاونا وألفة بين المتظاهرين والجيش... وعلى سبيل المثال، فإنّ أحد الضباط أمر مجموعة من المتظاهرين بمغادرة الشارع تنفيذاً لقرار منع التجوال، لكنهم هتفوا في وجهه (مش ماشيين... مش ماشيين)، فما كان إلا أن أدى لهم التحية».
الجيش والسلطة
في المقابل، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتردام في الولايات المتحدة عماد شاهين، في مقابلة عبر الهاتف مع «السفير»، أن «موقف الجيش خلال الساعات الماضية يثير الكثير من التساؤلات، لعل أهمها سبب سماحه بالفراغ الأمني وانتشار الفوضى والنهب، وهو أمر يبدو مقصوداً وليس عفوياً، في ظل انهيار منظومة الأمن بشكل غير مبرر»، لافتاً إلى أنّ «ثمة شبهات في أن مسؤولي النظام، سواء في الحكومة أو الجيش، يسعون، من خلال هذا الفراغ الأمني، إلى إنهاك قوة الشعب، وإحداث فجوة بين المتظاهرين وبين باقي فئات الشعب».
ويشير شاهين إلى أنّ «ثمة تضارباً في التصريحات التي تعكس موقف الجيش المصري. فقد رفض الاعتداء على المتظاهرين، في ما بدا أنه رد على مطالب الإدارة الأميركية بعدم استخدام العنف، لكنه طالب في الوقت ذاته المواطنين بحماية أنفسهم، لتبدأ بعد ذلك أعمال النهب والتخريب، قبل أن يخرج بتصريح يؤكد فيه أنه سيتعامل بقسوة مع الخارجين عن القانون».
ويضيف شاهين أن «الجيش المصري ما زال جيش النظام الذي يرأسه قائد للجيش، والرئيس ما زال يعقد اجتماعات مع كبار قادة الجيش، الذي أصبح أحد ضباطه الحاليين نائباً للرئيس، وأحد ضباطه السابقين رئيساً للوزراء».
ويتفق كثر في الشارع المصري مع هذا الرأي، إذ تقول الشابة زينب المصري، في اتصال مع «السفير» من ميدان التحرير، إن «بعض الناس بدأ يهتف الشعب والجيش يريدان إسقاط النظام. لكنني لست متأكدة من انحياز الجيش لمطالبنا، فالجيش ما زال يلتزم بأوامر مبارك، ولديه حسابات ربما تكون مختلفة عن تطلعاتنا».
وتضيف أن «الجيش حتى اليوم لم يتخذ موقفاً واضحاً من مبارك، وقد دخل قادته في لعبة شد الحبال بيننا وبين النظام القائم، والدليل على ذلك تعيين اثنين من الجنرالات الموالين للرئيس في منصبين حساسين، فضلاً عن تأخر الجيش في قمع التجاوزات الأمنية».
ولعل ما تبديه زينب من تشكيك يبدو مشروعاً، إذ أن الغموض المحيط بالمؤسسة العسكرية يجعل موقفها مما يجري في كواليس النظام الحاكم سراً من أسرار الدولة. وحتى الآن لا يمكن لأحد أن يعلم موقف القادة العسكريين من الاستحقاقات المصيرية.
وفيما يسعى مبارك لاستخدام ورقة الجيش للحفاظ على نظامه، فإنّ عوامل عديدة تدفع المتظاهرين إلى التحذير من الرهان على الجيش في عملية التغيير. وفي هذا الإطار، يقول الشاب خالد، الذي يتولى مع مجموعة من رفاقه حماية أحد الأحياء في منطقة الجيزة، في اتصال مع «السفير» إنّ «الجيش المصري في عهد مبارك، هو غيره في عهد جمال عبد الناصر وأنور السادات»، موضحاً أن «مبارك عمل منذ بداية التسعينيات على إبعاد الجيش عن الحياة السياسية، بعدما أطاح بالعديد من قادته الشعبيين».
والواقع ان هذا التوجه قد بدأ في نهاية الثمانينيات، عندما أقال مبارك وزير الدفاع عبد الحليم أبو غزالة، وهو احد أبطال حرب اكتوبر، وكان يحظى بشعبية واسعة مردها إلى شخصيته الكاريزمية. وقد جاءت إقالة أبو غزالة على خلفية اتهامه بالفساد، لكن كثراً في مصر ما زال يعتقد أن هذه الخطوة سببها شعبيته الكبيرة التي كان يمكن أن تشكل خطورة على عرش مبارك.
ومنذ ذلك الوقت، بدأت عملية إبعاد الجيش عن مراكز القرار السياسي، ليتحوّل إلى أداة لحماية النظام الذي بدأت تتحوّل قيادته إلى النخب الاقتصادية في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، ومن بين أبرز وجوهها نجل الرئيس جمال مبارك ورجل الأعمال النافذ أحمد عز، مع الإبقاء على قادة عسكريين غير شعبيين في دائرة صناع القرار، على غرار عمر سليمان ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، وهو ما يفسّر بحسب خالد رفض الشارع تعيين سليمان في منصب نائب الرئيس تحت شعار «لا مبارك ولا سليمان... الاثنين عملا الأمريكان».
الجيش وانتقال السلطة
ولكن العديد من المراقبين يرى أن ثمة انقساما داخل المؤسسة العسكرية حول دورها في الحياة السياسية، معتبرين أنه إذا كان الجيش قد رضي بإبعاده عن دائرة صناع القرار تحت قيادة رئيس من الجيش، فإنه لن يقبل بذلك إطلاقاً تحت قيادة رئيس مدني، وهو أمر كان موضع اهتمام المحللين خلال الأشهر الأخيرة مع بدء الحديث عن احتمال توريث السلطة لجمال مبارك.
وكشفت برقيات دبلوماسية أميركية سرّبها موقع «ويكيليكس» مؤخراً عن وجود معسكرين داخل الجيش، أحدهما يرفض نقل السلطة لرئيس مدني (جمال مبارك)، والآخر لا يمانع خياراً كهذا.
وفي برقية تعود إلى العام 2008، نقل أحد الدبلوماسيين الأميركيين عن أمين الإعلام في الحزب الوطني علي الدين هلال قوله أنه بالرغم من أن مركز السلطة في مصر هو الجيش، إلا أن المؤسسة العسكرية ستضمن «انتقالاً دستورياً للحكم»، وأن المؤسسة العسكرية لا تمانع في أن يكون الرئيس المقبل مدنياً، في إشارة إلى جمال مبارك.
لكن برقية أخرى تعود إلى العام 2007 تفيد بأن الجيش المصري قد يشكل «عقبة رئيسية» في وجه خلافة جمال مبارك لوالده، حيث كتب السفير الأميركي فرانسيس ريتشاردوني أن «العديد من أبناء النخبة المصرية يعتبرون خلافته ايجابية، لان استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه يخدم مصالحهم السياسية والتجارية، ولكن النخبة العسكرية، قد لا تتفق مع ذلك».
الموقف الأميركي
لكن ثمة عوامل خارجية قد تكون مؤثرة في خيارات الجيش، ولعل أبرزها موقف الإدارة الأميركية من الأحداث الجارية في مصر، وهي تتسم بالارتباك الشديد، خاصة أن رؤية الإدارة الأميركية لدور الجيش في الحياة السياسية تبدو مرتبطة بسيناريو الانتقال الطبيعي للسلطة وليس بسيناريو الثورة الشعبية.
يذكر ان الجيش المصري، الذي يعد عاشر أكبر جيش في العالم، يحظى بحصة الأسد من المعونة الأميركية المقدمة لمصر منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل، والتي لوحت واشنطن بمراجعتها في يوم «جمعة الغضب».
وتشير التقديرات إلى أنّ الجيش المصري حصل على مساعدات أميركية بنحو 40 مليار دولار منذ العام 1978. وهناك أيضاً ضباط من الجيش المصري يتابعون دورات تدريب في الولايات المتحدة، ومشاريع التصنيع المشتركة مع الجيش الأميركي، أبرزها مشروع مشترك لتصنيع دبابات «أم1 آيه1 – أبرامز».
ولعل ما قاله المحلل الأميركي المخضرم مارتن انديك، في تعليقه على الأحداث الجارية في مصر، يعكس إلى حد كبير ما يجول في أذهان صناع القرار في البيت الأبيض، فهو يرى أن الوقت قد حان لرحيل مبارك، وأن بإمكان الجيش ان يقوم بدور محوري في انتقال السلطة، مشيراً إلى أنّ «ما نركز عليه الآن هو أن يكون الجيش في وضع يسمح بوصول قيادة سياسية شرعية إلى الحكم»، وأنه بإمكان عمر سليمان أن «يتسلم الحكم كرئيس ويتعهد بإجراء انتخابات خلال ستة أشهر».
وفي هذا الإطار، يرى شاهين أن ما قاله إنديك يمثل «النموذج التقليدي الذي تتبعه الولايات المتحدة في تعاملها مع أي انتفاضة شعبية منذ أربعينيات القرن الماضي. بمعنى أن يكون هناك جنرال صارم، على غرار (الرئيس الباكستاني السابق برويز) مشرف وبن علي، خاصة أن شعوبنا ما زالت تحترم المؤسسة العسكرية»، مضيفاً أن هذا الحل «هو تماماً ما تريده أميركا لكي تأتي بحكومة مصرية صديقة للولايات المتحدة وإسرائيل، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فهناك شهداء سقطوا ودماء سالت من أجل تغيير حقيقي في مصر، واعتقد أن الشارع المصري يملك ما يكفي من وعي للدفاع عن حقه في التغيير «.
ويرى شاهين أن «الساعات الثماني والأربعين المقبلة مهمة وحرجة في تحديد مصير الانتفاضة الشعبية»، مشيراً إلى أنّ ثمة «احتمالين حول تطور الأحداث. الاول، هو أن يستطيع نظام مبارك أن يسيطر على الوضع من خلال الحكومة العسكرية، وذلك من خلال مواجهة قد تكون دامية بين الجيش والشعب الذي يطالب بتغيير جذري وحقيقي للنظام السياسي. والثاني، هو أن تصمد هذه الانتفاضة الديموقراطية من خلال إصرار الشعب على مطالبه بالتغيير، بما يؤدي إلى تحييد الجيش عن هذه الأحداث».






__________________
آخر مواضيعي

0 من هم النجوم الذين سيحيون ليالي فبراير الكويت؟
0 مواقف وانشطة
0 التشكيلات القضائية: استحداث غرف بالاستئناف.. والمرأة تتسلّم مراكز متقدّمة في العسكرية
0 توقعات الفلكي شاهين 2010 لبرج القوس
0 الغاء حفل راس السنة للفنان عمرو دياب في لبنان

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
«الدولية للمعلومات»: ما هو النظام الطائفي الذي «يريد الشعب إسقاطه»؟ Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 06-02-2011 12:34 PM
الشعب الذي «يريد إسقاط النظام الطائفي» يخلط أوراق الانقسام الوطني Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 03-23-2011 05:07 PM
«الشعب لا يريد .. النظام الطائفي» Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 02-26-2011 02:15 PM
«الشعب يريد إسقاط النظام» Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 02-02-2011 04:40 AM


الساعة الآن 11:45 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.