منتديات ليب مون

توقفت حركة الانتقال أمس بين بيروت والضاحية الجنوبية، ومعها توقفت خطوط السيارات والفانات الطويلة، بدءا من أوتوستراد السيد هادي نصر الله، مروراً بالطيونة، وصولا إلى بشارة الخوري، ثم وسط بيروت، فشارع الحمرا، بعدما أقفل الجيش الطريق عند مستديرة الطيونة منعا لحصول احتكاكات بين أهالي المنطقتين.
كما توقف السير من طريق المطار مرورا بمستديرة شاتيلا ومنها إلى منطقة البربير، بفعل الإطارات المشتعلة، ومن السفارة الكويتية باتجاه مستديرة الكولا حيث كان التجمع الأكبر لأنصار الرئيس سعد الحريري في العاصمة.
وبذلك بقي الموظفون والعاملون والطلاب الذين ينتقلون يوميا من الضاحية إلى بيروت في منازلهم، فيما شهدت أحياء الضاحية حركة شبه عادية، أو أنها كانت حركة «شديدة الانضباط»، فلم ترصد أي تعبيرات علنية عن «الفرح» لنجاح المعارضة في تشكيل الحكومة، وانحصرت مشاعر الارتياح داخل المنازل والمؤسسات.
ومع انشغال المواطنين في متابعة التطورات السياسية والأمنية عبر شاشات التلفزة، تراجعت حركة البيع والشراء في المحال التجارية التي فتحت أبوابها كالعادة، كما تابعت المدارس الواقعة في قلب الضاحية التدريس عاديا، بينما أقفلت المدارس الواقعة عند أطرافها، وخصوصا عند طريق المطار وفي الطيونة.
وقد أدّت الاتصالات الهاتفية المتبادلة بين زملاء الجامعات والعمل في بيروت والضاحية دورا بديلا من انقطاع التواصل المؤقت، وبين هؤلاء من هو من أنصار الرئيس سعد الحريري داخل الجامعات أو المؤسسات. كما انقطعت اللقاءات بين الأقارب الذين تتوزع أماكن إقامتهم بين الضاحية وبيروت.
وتقول فاطمة التي تعمل في إحدى المكتبات الكبرى على اوتوستراد السيد هادي نصر الله إن أهلها يقيمون في منطقة مار الياس، وتقيم شقيقتها في حي اللجى، وقد اتصلت بهم لكي تطمئن عليهم وعلمت منهم أنهم لم يذهبوا إلى أعمالهم. كما أن أولاد فاطمة لم يذهبوا إلى مدرستهم الواقعة على طريق المطار.
ويرى محمد، زميل فاطمة، أن تغيير الحكومة «شغلة بدها تصير إن لم يكن اليوم فغدا لأن الديون تراكمت على البلد»، معتبراً أن استلام المعارضة للحكومة سوف يؤدي إلى «تفكيك الوساطات والمحسوبيات تدريجيا، وإلا فإنها سوف تكون مثل سابقاتها».
بدورها، تقول ندى، الموظفة في أحد المصارف، إنها لا تعتقد أن المعارضة تستطيع تحسين الوضع الاقتصادي، إلا إذا قرر الرئيس نجيب ميقاتي الإتيان بوزراء من أصحاب الاختصاصات ومن المستقلين في الوقت نفسه، وتتمنى وضع «الشخص المناسب في المكان المناسب»، لكي لا يبقى الفساد قائما.
وتعلق منى، الموظفة في أحد المحال التجارية، على احتجاجات أنصار الرئيس سعد الحريري قائلة: كلما كان أنصار المعارضة يتظاهرون يصفونهم بالهمج، وها هم يمارسون الهمجية في الشارع، مضيفة أن «لا أحد يريد الشر لبلده، لكن عليهم رؤية ما يقومون به، ومحاسبة أنفسهم مثلما يحاسبون غيرهم».
في حارة حريك، بقي هادي يدرس في منزله تمهيداً لامتحاناته الفصلية في الجامعة الأميركية غدا الخميس، لكنه اتصل بثلاثة من أصدقائه من أنصار الرئيس سعد الحريري في بيروت، لكي يستعلم منهم عن الوضع الأمني، ثم تبادل معهم المزاح، وقال لأحد أصدقائه: «شو هالحركات، صرتوا تنزلوا على الشارع وتحرقوا دواليب»؟ فرد صديقه قائلا: «هل نسيتم أنكم تفعلون الأمر نفسه؟».
يقول هادي إن أصدقاءه من المؤيدين بقوة للرئيس الحريري، ولكن ليس لدرجة المشاركة في حركة الاحتجاجات، وقد سأله أحدهم قائلا: «ماذا يستطيع أن يفعل السيد حسن نصر الله حتى لو أصبحت الحكومة تحت سيطرته؟ لن يستطيع القيام بأي جديد». ويوضح أنه اتفق مع أصدقائه على ألا تفسد الخلافات السياسية صداقاتهم، لكن أحدهم ظهر عليه التوتر الشديد لخسارة الحريري رئاسة الحكومة، وانعكس ذلك على استعداده للامتحانات.
في المقابل، يوضح فهد، وهو طالب في الجامعة الأميركية أيضا، أنه ذهب إلى الجامعة أمس لإجراء امتحاناته الفصلية، لكن إدارة الجامعة أبلغت الطلاب عن تأجيل امتحانات بعد الظهر، لكي تقتصر فقط على المواد الصباحية. ويقول فهد إن عددا من زملائه أبدوا رغبتهم بالمشاركة في الاحتجاجات، لكن علق على رغبتهم بالقول إن «الاعتصامات لا معنى لها، ولن تغير في تشكيل الحكومة».
وفي برج البراجنة، لم تذهب دينا إلى مركز عملها في بدارو، وقد علمت بعد اتصالها بإدارة المؤسسة أنها أقفلت عند الثانية عشرة ظهرا، بينما تبادلت دينا الاتصالات مع صديقاتها في بيروت والضاحية والجبل، وعلمت منهن أنهن لم يذهبن إلى أعمالهن أيضا.
تقول إن لديها صديقة تعمل في عالية، لكنها بقيت في منزلها خوفا من قطع الطريق. وتعمل دينا مع زملاء من الفريقين، لكنهم لا يتحدثون داخل المؤسسة في السياسة أبدا.
وعند حدود الضاحية الشرقية، فتحت الجامعة الأنطونية أبوابها كالمعتاد، وهي تضم عددا كبيرا من طلاب الضاحية، بالإضافة إلى طلاب من الرابع عشر من آذار، ولا سيما القوات اللبنانية. ويوضح هادي وهو طالب في الجامعة من بئر العبد أنه قضى يوم دراسة عاديا، ولم تشهد الجامعة أي حركة استفزازية من أي فريق. لكن شقيقته فرح لم تذهب إلى الجامعة اللبنانية الدولية في منطقة برج أبو حيدر، وأخبرتها زميلاتها أن عدد الطلاب الذين حضروا كان قليلا، مما دفع إدارة الجامعة إلى إقفال أبوابها.
ويوضح داني، شقيقهم الأصغر، أن المدرسة التي يتعلم فيها تقع بالقرب من المنزل، وقد أعلنت أنها سوف تقفل أبوابها اليوم وغدا بسبب الأوضاع المتوترة.
ولم يرسل عدد من الأهالي أولادهم إلى المدارس التي يتعلمون فيها في بيروت الشرقية على الرغم من أنها فتحت أبوابها. وتقول ياسمين التي تدرس في مدرسة الحكمة برازيليا إن أهلها فضلوا بقاءها مع إخوتها في المنزل.
في الشياح، كانت صباح التي تملك محلا للخياطة، تتابع خطاب السيد حسن نصر الله بشغف، وقالت إنها سعيدة «لاستلام المعارضة للحكومة، لكن إذا لم تسع إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، فسوف تسعى لتشكيل تجمع معارض، والاحتجاج ضدها في الشارع

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه