في الشياح وعين الرمانة: «نحن لا نحبّ الأزمات، ولكن...» - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 01-20-2011, 03:26 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي في الشياح وعين الرمانة: «نحن لا نحبّ الأزمات، ولكن...»

تنتقل أم حسن بركات التي تقيم في الشياح، وهي امرأة سبعينية، مباشرة إلى نشرات الأخبار، كي تسأل عن عبارة وحيدة: «عم يقولوا مهما حصل ومهما طال الوقت لن يمشي القرار الظني». تقولها كأنها ترغب بالاطمئنان إلى أن مصير القرار هو في النهاية إلى زوال، ثم تتحدث عن الشباب الذين انتشروا أمس الأول عند الطريق المقابل لمنزلها.
تقول أم حسن: لم يصورهم أحد، فترد جارتها أم علي صادق، قائلة: بلى، أنا شاهدت صورة لهم على تلفزيون «الجديد»، كانوا في عمر الشباب، ويرتدون اللون الأسود. فتردف أم حسن: ونحن حضرنا نشرة أخبار «الجديد»، ولم نشاهدهم.
يشتد النقاش بين المرأتين حول الشبان بعد إصرار أم علي على أنها رأت صورتهم، ثم توجه أم علي سؤالا إلى الرئيس سعد الحريري كأنه يجلس قبالتها مباشرة: كيف يمكن لك تحمل وزر اتهام شبان بقتل والدك ظلما وعدوانا؟ ماذا ستقول لربك في يوم الحساب؟.
لقد تحول الشباب إلى سيرة أشبه بلعبة التخفي لدى أهالي الضاحية، فهم لم يروهم، لكنهم سمعوا عنهم، بسبب الوقت المبكر لانتشارهم.
يقول محمد، وهو صاحب محل لبيع الألعاب في الطيونة: سألت أولادي بعد عودتهم من المدرسة إذا كانوا قد رأوا الشباب فأجابوا بالنفي، لكنهم قالوا ان رفاقهم أخبروهم. كما سألت الجيران السؤال نفسه، لكنهم أجابوا أيضا بالنفي، وقالوا إنهم سمعوا عنهم من أشخاص آخرين».
يشرح محمد، رداً على سؤال عن حال مبيعاته، «أصلا لا يوجد بيع، ليس بسبب الأزمة الحالية فقط، وإنما قبل ذلك، لأن الوضع الاقتصادي صعب منذ فترة». ويوضح أن لديه الكثير من الزبائن من منطقة عين الرمانة، لكنهم لم يشتروا ألعابا من عنده كما كان يحصل كل عام في فترتي عيدي الميلاد ورأس السنة، أمّا من اشترى فقد اختار ألعابا بأثمان منخفضة.
يوضح محمد أن الناس الذين كانوا يقصدون محله سابقا بالكاد يشترون حاليا المتطلبات الضرورية، مشيرا إلى أنه كان يستقبل سياحا عربا سعوديين وأردنيين وعراقيين، وقد اختفوا هذا العام، وأصبح يقفل محله أبكر من الموعد المعتاد بسبب ضجره.
يرد محمد على القرار الظني بالقول «من يرسل ولده لمقاتلة إسرائيل ويضحِّ به، فلن يرتكب جريمة يخالف بها رب العالمين»، ويتذكر ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من أن رجال المقاومة أرادوا في إحدى العمليات قتل مسؤول من عملاء إسرائيل، لكنهم تراجعوا عن قتله بعدما رأوا ابنه إلى جانبه في سيارته.
يرفع علي إسماعيل، وهو مقاول بناء، من حدة اللهجة ضد القرار الظني قائلا: إن ذلك القرار يحتاج إلى قرار ظني آخر للتحقيق فيه، لكن على ايدي قضاة غير منحازين، وليس مهماً إن كانوا لبنانيين أم دوليين».
يعتبر علي أن قدرة أهالي الضاحية على التحمل هي أكثر بكثير مما يتصوره «الآخرون»، ويشبههم بالحديد الذي كلما جرى صهره، يصبح أكثر قدرة على التكيف مع وضعه الجديد.
يقول: «نحن لا نحب الأزمات ولا نريدها، لكن كلما قويت الأزمة، كلما التف الناس هنا حول بعضهم البعض».
يرفض تبادل الشعور بالظلم مع الفريق الآخر، ويسأل: من الذي اعتدت عليه إسرائيل، وقتلت أولاده، وهدمت منازله؟ ثم يضيف: لنفترض أن شخصا شيعيا شارك في قتل الرئيس رفيق الحريري؟ فماذا يعني ذلك؟، هل يصبح حزب الله متهما؟ ويتابع: هناك أشخاص من الشيعة مع فريق الرابع عشر من آذار، فماذا يعني ذلك؟ بالنسبة لنا لا شيء.
ويرد الأستاذ في كلية التربية في الجامعة اللبنانية محمد مرعي قدرة أهل الضاحية على التحمل، إلى الهدف الكبير الذي يناضلون من أجله: «إن الأزمات تتكرر نعم، لكن أهدافنا أكبر بكثير من حسابات الجوع والمرض. أهدافنا هي الحفاظ على كرامتنا وعلى وطننا من المعتدين عليه، ومهما قيل عنا، فبالنسبة لنا فإن الحق هو إلى جانب الذين قدموا الشهداء والدماء وما زالوا يقدمونهم». وهو يرى أن «الحفاظ على التحرير هو أهم من التحرير نفسه، لذلك فإن سلاح حزب الله، ضرورة لا بد منها ما دامت إسرائيل موجودة».
يثق مرعي بقدرة الحزب على مواجهة القرار الظني لأنه واجه قرارات أصعب منه، ويقول إن الحزب قد يواجه القرار بالسياسة، وقد يواجهه بطرق أخرى، «فهو لديه إدراك جيد لكيفية اختيار طريق المواجهة.. ومن يركب البحر لا يخشَ من الغرق».
يدعو مرعي الرئيس الحريري إلى امتلاك قدر أكبر من الحكمة والتعقل، ومعرفة أن حزب الله «هو أكثر من ضحى من أجل الحفاظ على كرامة هذا الوطن».
ويسأل الطبيب إبراهيم علاء الدين عن قدرة المسؤولين على توقيف الحياة في البلد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ويقول «لقد تم اغتيال شخصيات كثيرة قبل ذلك ولم يحصل ما يحصل حاليا؟ لم يتم تشكيل محكمة دولية بعد اغتيال الرئيس رشيد كرامي، ولا بعد اختفاء السيد موسى الصدر، أليسا من شخصيات لبنان أيضا؟».
ويسخر علاء الدين من «العدالة الدولية»، قائلا إن الأمم المتحدة غير مؤهلة للحفاظ على العدالة، أصلا هي اعجز من أن تستطيع إقامة العدالة، والدليل على ذلك هو مجزرة قانا التي حصلت في مركز تابع لها ولم تفعل شيئا».
من جهته، يوجه الأستاذ الثانوي نعمة بيضون كلامه إلى الرئيس سعد الحريري مباشرة قائلا إنه «المسؤول عن الأزمة الاقتصادية في لبنان لأنه رئيس الحكومة والمبادرة في يده، لكن في موضوع القرار الظني فإن القرار ليس بيده، وإنما هو شريك في تحمل المسؤولية، ويستطيع المواجهة».
ويرى بيضون أنه «يتعين على الحريري أولا تحرير السنّة من الخوف، وإزالة الالتباس في عقولهم، فهو يعرف جيدا أن القرار موجه ضدّ المقاومة، وعليه عدم الوقوع تحت الضغوط الأميركية، مثل الأنظمة العربية».
تعلق البائعة في أحد محال بيع الأحذية النسائية المعروفة بين الشياح وعين الرمانة على ما يحصل حاليا بعبارة : «عادي، كل شيء عادي، أي أننا اعتدنا عليه».
وتؤكّد أن المبيعات مزدهرة في موسم التنزيلات، ولدى المحل زبائن من الجبل ومن عين الرمانة ومن فرن الشباك ومن الضاحية الجنوبية، لكنها توضح أن غالبية الزبائن هم من الضاحية، وهم ليسوا بالضرورة من الميـــسورين، لافــــتة إلى أن الفقراء يشترون الأحذية بسهولة أكثــر من الأغنياء، من دون الجدال في أسعــارها.
في ذلك المحل الذي يستقبل زبائن مسلمين ومسيحيين، يُمنع التدخين كما يمنع الكلام في السياسة، وذلك بقرار من الإدارة، «إلا في حال حصل طارئ ما، أو سمع أحد الزبائن خبرا مهما».
ربما هو المحل الوحيد الذي فيه قوانين مماثلة، فأهالي عين الرمانة يتسوقون من الضاحية، سواء أكانوا من الحلفاء أم من الفريق الآخر، لأن البحث عن البضائع الرخيصة الثمن كفيل بإزالة الفوارق السياسية.






__________________
آخر مواضيعي

0 منسوب القلق يرتفع من توسع دائرة «معركة الاتصالات»
0 دليل الأبراج يكشف حقيقة مشاعر نصفك الآخر
0 اصرت على نيل السائل المنوي بعد موت حبيبها..!؟
0 عمرو دياب يطلق إذاعته الجديدة عبر العالم العربي
0 يسرا تكشف عن أصعب "لا": منعني والدي من رؤية والدتي وهددني

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصين والأزمة السورية: عين على دمشق وعين على الطاقة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 03-06-2012 07:59 PM
عام من التدريب على «تقبل الآخر» في الشياح ـ عين الرمانة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 03-29-2011 02:20 PM
الضاحية تستيقظ بتوجس.. وعين الرمانة هادئة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 01-19-2011 03:53 PM
«الثقة والتفاهم» بين الشياح وعين الرمانة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 11-20-2010 07:12 PM
السجاد أجمل ولكن هل هو خطر على الاطفال ؟ ســـندس الطب والصحة 2 02-08-2010 03:25 PM


الساعة الآن 03:45 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.