منتديات ليب مون

تلقت اشجار لبنان في عيدها امس هديتها الأجمل التي استفادت منها على أكثر من صعيد. وساهمت الأمطار الغزيرة التي استيقظ لبنان عليها امس في إخماد ما تبقى من 120 حريقاً كانت تلتهم الأخضر واليابس على مساحةالوطن، وكأن الطبيعة ارادت تغطية العجز في الإمكانيات والتجهيزات لتضع حداً للكارثة التي ساهمت في تقليص الغطاء الحرجي اللبناني مـلايين الأمتار المربعة الإضافية.
وإذا كان وزير البيئة محمد رحال قد حمد الله على هطول الأمطار التي ساعدت في إخماد الحرائق إضافة إلى جهود عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني، فإنه من الصعب انتظار ان يمن الله علينا بتطبيق الخطط الموضوعة لمكافحة الحرائق وزيادة المساحات المشجرة وحماية الغطاء النباتي اللبناني الذي يتسابق الرسميون في التنظير حول اهميته وضروريته للبنان «الأخضر». كما يمكن السؤال عن الإستراتيجية الوطنية لإدارة حرائق الغابات التي أقرها مجلس الوزراء منذ أيار 2009، وعن مصير آليات تطبيقها، وعن القانون الذي اقر في هذا المجال في مجلس النواب خلال العام الجاري، وهو ما جرى بحثه في اجتماع تنسيقي ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري في السرايا.
وعلمت «السفير» أن الاجتماع خرج بعموميات وعرض للإستراتيجيا فيما لم تؤخذ اي تدابير فعلية وتنفيذية على الأرض.
وكان مدير العمليات في الدفاع المدني في منطقة جبيل جورج بو موسى قد أكد لـ»السفير» انه تمت السيطرة على حريق فتري - معيان في جبيل عند منتصف الليل وقبل هطول الأمطار مما ساهم في تجنب تمدد الحريق نحو كسروان قاطعاً نهر ابراهيم.
وأشار موسى إلى ان رياحاً شديدة شبت بعد منتصف الليل وقبل هطول الأمطار كان من شأنها توسيع دائرة الحريق وامتداده نحو كسروان لولا إخماده قبل ذلك بساعة تقريباً، لافتاً إلى أن امطار أمس ساعدت في تبريد ارض الحريق ومنع تجــــدده كما جنبتنا حرائق اخرى في مناطق لبـــنانية مختلفة بسبب جفاف الأرض ويباس اوراق الأشجار وأرض الأحراج.
وفي خطوة متكررة لدى اندلاع الحرائق بالشدة التي حصلت مؤخراً، ترأس الحريري بعد ظهر امس في السرايا الكبيرة اجتماعا تنسيقيا حول موضوع إدارة حرائق الغابات.
وجرى خلال الاجتماع استطلاع الوضع العام للحرائق الأخيرة، كما تم عرض الإستراتيجية الوطنية لإدارة حرائق الغابات التي أقرها مجلس الوزراء في أيار 2009 وآليات تطبيقها، والقانون الذي أقر في مجلس النواب بهذا الخصوص في آذار 2010. وأطلع الرئيس الحريري الحاضرين على قراره الصادر في تاريخ 29/10/2010 والقاضي بإنشاء لجنة وطنية تضم الإدارات المعنية، ومهمتها وضع خطة وطنية شاملة لإدارة الكوارث، مع خطط فرعية تفصيلية لكل نوع من الكوارث المحتملة، وخطط متوازية لكل محافظة على حدة.
وخلص الاجتماع إلى وضع عدد من التدابير لمعالجة الوضع الناتج عن الحرائق الأخيرة وكذلك الإجراءات الآيلة إلى عدم تكرار ما حصل. وتقرر إصدار المراسيم التطبيقية للقانون 92/2010، كما تقرر عقد اجتماع يوم الخميس المقبل يضم كل الوزارات والإدارات المعنية برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء عدنان مرعب، لوضع خطة متكاملة لإدارة حرائق الغابات والبحث في احتياجات الأجهزة المعنية من جيش ودفاع مدني وقوى أمن داخلي وفوج إطفاء بيروت.
وقال الوزير الحاج حسن بعد الاجتماع: «أكدنا خلال الاجتماع على الحاجة لتطويع مزيد من عناصر الدفاع المدني واستكمال التجهيزات، وأن هناك أمورا واردة في موازنة العام 2010 مثل تطويع عناصر في الدفاع المدني، ولكن في النهاية لا بد من تأمين تمويل هذه الأمور».
حضر الاجتماع وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، وزير الزراعة حسين الحاج حسن، وزير البيئة محمد رحال، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء عدنان مرعب، المدير العام للدفاع المدني العقيد الطيار درويش حبيقة، رئيس فوج إطفاء بيروت العقيد منير مخللاتي، مستشار الرئيس الحريري للشؤون الإنمائية فادي فواز ومديـــرة وحدة الحد من مخاطر الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء ناتالي زعرور