منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان (http://www.lebmoon.com/vb/)
-   أخبار لبنان والعالم اليومية (http://www.lebmoon.com/vb/f3.html)
-   -   ثورة البندورة! (http://www.lebmoon.com/vb/t36126.html)

Honey Girl 10-21-2010 06:38 PM

ثورة البندورة!
 
تشهد المنطقة العربية قاطبة ارتفاعا حادا في اسعار المواد الغذائية والخضروات واللحوم، يعيده المختصون الى شح المواسم الزراعية، بسبب التلف الذي يلحق بها جراء حالة الطقس والميكروبات التي تضربها. وقد غدت هذه القضية مادة دسمة في الدعاية الانتخابية للمرشحين المصريين الى عضوية مجلس الشعب.
لكن ما يجمع العالم العربي اليوم بشكل رئيسي هو الهياج غير المسبوق في اسعار البندورة (الطماطم) التي بلغت حدودا لم تعرفها المنطقة من قبل، حتى ليخال المرء ان الأمة العربية التي اشتاقت الى الثورات والانتفاضات الشعبية، قادمة على انتفاضة حمراء تحت عنوان «ثورة الطماطم».
في الايام الماضية بلغ سعر كيلوغرام البندورة في لبنان خمسة آلاف ليرة (اكثر من ثلاثة دولارات)، وفي مصر خمسة جنيهات (نحو دولار) وفي السعودية اكثر من عشر ريالات، وفي الامارات 18 درهما (نحو خمسة دولارات). اما اسعار اللحوم فقفزت في لبنان الى 35 ألف ليرة للكيلو الواحد من الغنم، وعشرين الف ليرة للكيلو من البقر. وتقول الانباء الواردة من العالم العربي ان اسعار اللحوم ارتفعت ايضا بنسبة اربعين بالمائة.
على الرغم من ذلك لم ترق اهتمامات المواطن العربي، واللبناني على وجه الخصوص، إلى شؤونه المعيشية، باعتبار أن الشأن السياسي يطغى على خاطره ويأخذ معظم وقته. لم تتحرك نقابة واحدة من المحيط الى الخليج لتصرخ من وجع الغلاء. لم تجتمع حكومة عربية لمواجهة هذه الأزمة. لم ينزل المواطنون الى الشوارع للدفاع عن لقمة عيشهم، في وقت يضج بلد «راق» كفرنسا بالتظاهرات المليونية لتحسين الظروف المعيشية والحياتية لعماله وموظفيه، ولأسباب أقل وطأة بكثير من حالة جماهيرنا العربية «الغفورة» .
في الماضي كانت البندورة (الطماطم) مادة «محتقرة» في الاسواق العربية والعالمية. وكانت عبارة «يا رخص البندورة» تستخدم للتدليل على هبوط الاسعار. وكان المحتجون عادة في وجه اي مسؤول، يرشقونه بالبندورة والبيض الفاسد تدليلا على الغضب والتوتر والاحتقار. فهل من يجرؤ بعد اليوم على استخدام حبة البندورة في ثورات الغضب، بعدما غضبت البندورة نفسها من الجماهير، جراء الاحتقار المزمن لمقامها الذي بات رفيعا الى المستوى الذي لم يعد في متناول العامة؟
واقعا إن شر البلية ما يضحك، فقد بقيت «الجماهير المقهورة» تضحك على البندورة قرونا طويلة، وها هي البندورة في لحظة انتقام تضحك على الجماهير التي تبكي على ماض لم ترع فيه للطماطم حرمة. ورحم الله من قال: «رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه».
ليس من باب المزاح القول ان «ثورة البندورة» تستحق جلسة خاصة للحكومة اللبنانية المنشغلة بالسياسة، والتي لم تخصص منذ تشكيلها جلسة واحدة للهموم المعيشية التي باتت أسعار البندورة عنوانها الرئيسي في هذه المرحلة، وهي التي جعلت من «أولويات الناس» شعاراً لبيانها الوزاري مع انطلاقتها. وبالتأكيد إن رئيس حكومتنا ومعظم وزرائنا ومسؤولينا لم تبلغهم بعد أسعار البندورة وثورتها الحمراء، لأنهم لا ينزلون الى الشوارع لتفقد الرعية وأحوالها كما يفعل الحكام في الدول التي تحترم شعوبها. لكن بالتأكيد سيكتب التاريخ انه في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري الوفاقية الرشيدة، بلغ سعر كيلو البندورة خمسة آلاف ليرة لبنانية


الساعة الآن 07:28 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.