منتديات ليب مون

الحريري ونجاد


الرئيس الإيراني ينحني للعلم اللبناني


بدا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لحظة دخوله الى السرايا الكبيرة، وكأنه يكمل اتصاله السابق لزيارته بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث خاطبه قائلا «جلالة الملك، علينا أن نعمل معاً حتى نبني لبنان ونحميه ونجعله يتجاوز هذه الظروف الحرجة التي يمر بها»، وهو أبلغ رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري، الذي كان في استقباله أمام السرايا، أنه سيواصل التشاور مع الملك عبد الله ومع القيادة السورية من أجل كل ما من شأنه حماية لبنان واستقراره ووحدته الوطنية.
ولم يكتف نجاد بالدعوات الرسمية المتتالية الموجهة إلى الحريري لزيارة طهران، بل أعاد هو شخصيا ولليوم الثاني على التوالي، تجديد الدعوة مبديا الأمل برؤيته يلبيها في القريب العاجل ووعده رئيس الحكومة بتلبية الزيارة واستكمال مناقشة بعض الأمور الاقتصادية التي من شأنها أن ترتقي بالعلاقة بين البلدين.
وكما كرست لقاءات القصر الجمهوري، مفهوم العلاقة من دولة الى دولة، التي يشتهيها فريق لبناني، فإن اللقاء الذي جمع، أمس، في السرايا الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري مع نجاد، أعاد تأكيد المنطق نفسه.
وبرز خلال المحادثات حرص الرئيس الايراني على توجيه رسائل ود للحريري وشدد على ضرورة الحوار المباشر بينه وبين قيادة «حزب الله» كما شدد على أهمية المضي في خيار تعزيز العلاقات اللبنانية ـ السورية.
وقالت أوساط رئيس الحكومة إن المباحثات كانت إيجابية وودية وإن خطاب رئيس الجمهورية الإيرانية في الداخل مختلف عن خطاباته التعبوية.
وقد أجرى نجاد، جولة محادثات موسعة في السرايا الكبيرة، مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، تناولت التطورات والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.
وكان سبق المحادثات الموسعة، محادثات ثنائية بين الحريري ونجاد بدأت عند الأولى من بعد الظهر في السرايا الكبيرة في حضور السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي.
وقال أبادي للصحافيين ردا على سؤال حول ابلاغ نجاد الحريري موقف إيران من المحكمة الدولية: هذا موضوع لبناني، وقد قلنا إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل الحفاظ على وحدة جميع اللبنانيين. والبحث اليوم تناول موضوع المحكمة وغيره من المواضيع الأخرى.
أضاف إن «اللقاء سادته أجواء إيجابية وممتازة للغاية من الفرح والسرور والترحيب بهذه الزيارة. وقد أكد الرئيس الإيراني أن بلاده إلى جانب لبنان، كل لبنان، في السراء والضراء وفي كل الظروف، ونحن مستعدون للتعاون في مختلف المجالات».
وحول طلب الحريري تسليح إيران للجيش اللبناني، قال أبادي: نحن أعلنا، والرئيس نجاد أكد أننا مستعدون للمساعدة في كل المجالات.
وعن طلب الحريري التدخل لدى «حزب الله» من أجل تخفيف حدة الخلاف، أجاب: نحن تحدثنا، كما تحدث الرئيس نجاد في القضايا الإقليمية والعالمية الهامة، أما القضايا والمسائل الداخلية فقد أكدنا موقفنا تجاهها، وإن شاء الله نجتاز هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة من التعاون والتآزر بين جميع اللبنانيين.
أضاف ردا على سؤال حول الذي قدمته طهران على الصعيد الأمني: ليست هناك مشكلة على صعيد الأمن في لبنان.
وختم ان «كل القضايا الإقليمية والداخلية المطروحة على الساحة تم البحث بها والتطرق إليها».
وكان الرئيس الإيراني قد وصل إلى السرايا الكبيرة عند الأولى إلا ربعا من بعد الظهر حيث كان الحريري في استقباله عند الباحة الخارجية، وأدت لهما التحية ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة، وعزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي النشيد الوطني الإيراني، ثم استعرضا حرس الشرف، وتم التقاط الصور التذكارية، ثم عقدت المحادثات الرسمية في مكتب الرئيس الحريري.
وعند الثانية والنصف من بعد الظهر، أقام الحريري في السرايا الكبيرة مأدبة غداء تكريمية على شرف نجاد والوفد المرافق حضرها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري والرؤساء أمين الجميل، حسين الحسيني، سليم الحص، عمر كرامي، ميشال عون، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، وزير الخارجية علي الشامي، وزير الشباب والرياضة علي حسين عبد الله. كما حضر وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي، وزير الإسكان والأشغال العامة الإيراني علي نيكزاد ومستشارا الرئيس الإيراني مجتبى ثمرة هاشمي واسفنديار رحيم مشائي، وعدد من الوزراء والنواب وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وشخصيات سياسية وعسكرية ونقابية