منتديات ليب مون

لم تعكس الحركة الكثيقة للمواطنين في أسواق مدينة صور، التي وصلت ساعات الليل بالنهار خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، واقع حركة الشراء والبيع داخل المؤسسات والمحال التجارية في المدينة، الذي سجل تراجعاً وصل إلى خمسين في المئة عن العام الماضي.

ويسجل المواطنون، الذين تغص بهم الأسواق جملة من أسباب ضعف الإقبال على شراء الحاجيات واقتصارها على ابتياع الأولويات الملحة، وخاصة ألبسة الأطفال، الذين يعدون أيام شهر رمضان يوماً بعد يوم استعدادا لخروجهم إلى الملاهي بثياب جديدة.

تقول ليلى عطوي، وهي أم لثلاثة أولاد، يقبلون بعد أسابيع على دخول المدارس، إنه «لا مفر لدينا من واجب شراء الألبسة للأطفال, لكن بحسب قدرتنا الشرائية آخذين بعين الاعتبار الاستحقاقات المعيشية الداهمة وعلى رأسها أقساط ومتطلبات الموسم الدراسي ومونة المنزل وفواتير الكهرباء والمياه وما عداها من متطلبات ترهق كواهلنا». وتضيف «الأولاد ليس في قاموسهم عبارة لا مصاري، وكل ما يهمهم أسوة بأقرانهم أن يفرحوا بهذه المناسبة، وأن يخرجوا إلى الملاهي والحدائق بثياب جديدة وراحة نفسية». فكل سنة «يحدونا الأمل أن تكون السنة التي تليها، والعيد الجديد، أفضل من السابق, ولكن للأسف ما يحصل أن أيامنا تسير إلى الوراء في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار وغياب التقديمات الاجتماعية للعمال الذين يقترضون لسداد مصاريفهم الضرورية».

جاء عيد الفطر، ولم تؤمن فاطمة برجي مطالب أولادها الأربعة قبل يوم واحد من العيد والمتمثلة بشراء بدلات العيد المنتظرة على أحر من الجمر. تقول: «أتيت في آخر يوم إلى سوق صور لابتاع ما يمكن ابتياعه من ألبسة تتناسب أسعارها مع مدخولنا الذي يكاد يغطي أكلنا ودواءنا». وتؤكد أن «أرخص بدلة متواضعة للولد تشمل قميص وبنطال وحذاء يتعدى ثمنها ثمانون ألف ليرة لبنانية».

يعدد أصحاب المؤسسات التجارية في أسواق المدينة ومحيطها حالة العزوف عن شراء الكماليات التي تكبر يوما بعد يوم. وينسبون التراجع وحالة الركود التي لم يفلح العيد بتحريكها إلى «قدوم مجموعة من الاستحقاقات المعيشية وفي مقدمها أولوية المدارس والمونة، إضافة إلى تراجع القدرة الشرائية ورزوح المواطنين تحت أعباء القروض الصغيرة وفوائدها وانكفاء الحركة المعهودة للاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيمات المنطقة جراء زيادة الاعباء المعيشية على كاهلهم وتراجع معدل المخصصات».

ويؤكد رئيس «جمعية تجار صور» محمود قرعوني «التخوف من زيادة الركود في العجلة الاقتصادية في كل القطاعات ومنها التجارية». ويقول: «لقد أصبحنا نتمنى أن تبقى الأمور إلى هذا الحد وتوقف التراجع الذي تشهده الأسواق من سنة إلى سنة ومن موسم الى آخر». ويعيد «أسباب الركود الذي شهدته الأسواق في صور وساهم العيد في تحريكها على نحو غير كاف إلى الأوضاع العامة، وحالة القلق المتنقلة في لبنان، التي تعكس نفسها على النشاط التجاري والسياحي في كل المناطق، إضافة إلى انكفاء القدرة الشرائية للمواطنين». ويشير قرعوني إلى أن «النشاط التجاري الذي شهدته الأسواق في الثلث الاخير من رمضان تركز في محال الألبسة والأحذية على وجه الخصوص والمأكولات على أنواعها», مســــجلاً تراجعاً «يصل إلى نحو خمسين بالمئة عن العام الماضي