منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان (http://www.lebmoon.com/vb/)
-   منتدى قمر لبنان العام (http://www.lebmoon.com/vb/f2.html)
-   -   1 آب عيد الجيش اللبناني..تسلم يا عسكر لبنان عشتم وعاش لبنان (http://www.lebmoon.com/vb/t32358.html)

Honey Girl 07-31-2010 08:49 PM

1 آب عيد الجيش اللبناني..تسلم يا عسكر لبنان عشتم وعاش لبنان
 
الذكرى 59 لتأسيس الجيش


على طريق الوطن
لم تكن مسيرة الجيش اللبناني منذ بداياتها الأولى إلاّ تعبيراً صارخاً عن إرادة الشعب اللبناني, وتجسيداً مشرقاً لطموحاته وأحلامه في التحرر والانعتاق من الظلم والاحتلال, والمضي بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمن والسلام.
لقد كانت ولادة الجيش بالنسبة للبنانيين مواكبة لآمالهم في التحرر, ولنضالهم في سبيل الاستقلال, وقد تميّزوا على مرِّ العصور بالسعي الدائم إلى نيل الحرية, والاستبسال في الدفاع عنها. وتصاعد ذلك في أواخر القرن التاسع عشر, ومع مطلع القرن العشرين, من خلال الجمعيات والحركات التحررية, السرّية منها والعلنية, التي أنشأوها أو شاركوا بها في الوطن وفي المهجر, وفي مواقف النخب السياسية والتيارات الشعبية التي انتشرت في المناطق اللبنانية كافة.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وحصول متغيرات دولية جذرية, لم يتأخر اللبنانيون لحظة في ترجمة إرادتهم عملياً, إذ تطوّعت مجموعات من الشباب في فرقة الشرق التي أنشأها الحلفاء في المنطقة العربية عام 1916, وكان هدفهم واضحاً معلناً حين اشترطوا أن يدون على عقود تطوعهم شرطان: الأول أنهم يقاتلون ضد القوات العثمانية دون غيرها, والثاني أنهم انخرطوا في القوات الحليفة في سبيل تحرير واستقلال لبنان. هؤلاء شكّلوا النواة الأولى للجيش اللبناني, وكانوا بمثابة خميرة مباركة للوطن, فمعهم تبلورت إرادة اللبنانيين في بناء الكيان اللبناني بحدوده النهائية, وعليهم عقدت الآمال في قيامة الوطن المستقل. وهكذا كان, ففي العام 1918 رافق اللبنانيون بكثير من التعاطف والحماس تأليف أول سرية من سرايا الجيش في فرقة الشرق, السرية 23 التي أعقبها تشكيل سرايا أخرى... وقد اضطلعت سرايا الجيش الأولى باكراً بمهام كانت ترجمة لانتمائها الوطني, فإلى جانب مهامها القتالية ضمن جيوش الحلفاء, بدأت بمد يد العون إلى المواطنين الرازحين تحت وطأة القهر والحرب والحصار, فكانت قوارب المتطوعين الصغيرة المتسللة ليلاً من جزيرة أرواد إلى الشواطئ اللبنانية, تحمل التموين, وأموال المغتربين ورسائلهم إلى ذويهم.
ومنذ العام 1921 ساهمت سرايا القناصة بنشر العمران في أرجاء الوطن, حيث قامت بأعمال التعمير وشق الطرقات وإنشاء الجسور ومراكز الهاتف والتلغراف, وحماية وتأهيل الآثار, ومكافحة الجراد والإغاثة والتشجير.. فكان عهد من المحبة والود والتقدير بين اللبنانيين وجيشهم.
مرّت سنوات تنامى خلالها عديد اللبنانيين المنضوين في فرقة الشرق وتعاظم تأثيرهم, ومع نشوب الحرب العالمية الثانية في أيلول عام 1939, وسقوط فرنسا بيد الألمان وانقسام قواتها الموجودة في لبنان بين مؤيد لحكومة فيشي ومؤيد للجنرال ديغول وقوات فرنسا الحرة, خلال ذلك جرت محاولات عدة لاستخدام الوحدات العسكرية اللبنانية في هذا النزاع وزجّها في غمار المناوشات الدائرة, غير أن تلك الوحدات لم تكن على استعداد للتخلي عن هدفها الوطني الأصيل, رافضة أن تكون أداة في يد الأجنبي, إذ لا مصلحة لها في إقحامها بحرب ليست حربها.
بناءً على هذه الرؤية الوطنية الواضحة والجريئة, اجتمعت طليعة العسكريين اللبنانيين المشكّلة من 40 ضابطاً, في 26 تموز عام 1941, في بلدة زوق مكايل, حيث وضعوا صيغة الوثيقة التاريخية ووقّعوها بأسمائهم الصريحة, مقسمين فيها يمين الولاء للوطن, مجاهرين برفضهم تلقّي الأوامر من غير سلطات بلادهم الشرعية, وذهب هؤلاء العسكريون بعيداً في تحدي القيادة العسكرية الأجنبية لصالح وطنهم وحلمهم الاستقلالي, فأعلنوا امتناعهم عن القيام بمهامهم العسكرية, وربطوا استئنافهم لها بالحصول على وعد صريح ورسمي من السلطات الفرنسية باستقلال لبنان التام. وأمام اصرارهم, لم تجد هذه السلطات بداً من الرضوخ إلى طلبهم, وهذا ما حصل إذ ألقى الجنرال ديغول الذي كان حينها في بيروت خطاباً وعد فيه بإعطاء لبنان سيادته واستقلاله.
هذا الموقف لم يكن حدثاً فريداً أو وحيداً من نوعه, فقد أعقبته مواقف أخرى برزت بقوة خلال معركة الاستقلال عام 1943 مروراً بمرحلة تحقيق الاستقلال الناجز وصولاً إلى جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان, فالضابط جميل لحود قائد فوج القناصة اللبنانية آنذاك رفض الإذعان لأوامر قيادة قوات الانتداب بمهاجمة بلدة بشامون مقر حكومة الثورة, وعمد إلى رفع العلم اللبناني فوق مركز قيادة الفرقة في عين الصحة­ فالوغا, معلناً انضمامه وقواته إلى حكومة الثورة. وكان ذلك الموقف حدثاً بارزاً في سلسلة أحداث أدّت بالسلطة المنتدبة إلى إطلاق سراح رجالات لبنان من سجن راشيا وإنجاز الاستقلال.

فجر الجيش
نال لبنان استقلاله السياسي, لكن سلطات الانتداب ماطلت في تسليم الوحدات العسكرية إلى الحكومة اللبنانية, ولم تتخلف هذه الوحدات عن المشاركة في المعركة التي خاضها لبنان بحكومته وشعبه من أجل هذه الغاية, وفي هذا السياق طلب تقرير فرنسي سري صادر في آب من العام 1944, فرض عقوبات تأديبية بحق ضباط لبنانيين بسبب “ مواقفهم الاستقلالية “.
29 كانون الثاني من العام 1945 كان يوم الجيش اللبناني, فقد عمّت بيروت تظاهرات مطالبة بتسليم الجيش إلى الدولة اللبنانية, وهتف طلاب لبنان للجيش رمز الإستقلال وسياج الكرامة, داعين الحكومة إلى التحرك بكل الوسائل لتسلّم جيشها.
بعد سلسلة من التحركات والجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة على مختلف المستويات, بدأت المفاوضات الرسمية بين اللبنانيين والفرنسيين لتسلّم الجيش, حيث شكلت لجان من الطرفين لإجراء مفاوضات بهدف تسلّم الوحدات اللبنانية. بدأت اجتماعات اللجان في 12 تموز 1945 في فندق مسابكي ­ شتورا, وانتهت سريعاً بإعطاء الإشارة إلى البدء بعملية التّسليم, وتم الإتفاق على أن يجري تسليم المنشآت والثكنات في 20 تموز, والوحدات العسكرية في 25 تموز, وتسليم قيادة وإدارة هذه القوات في الساعة صفر من 1 آب 1945, حيث أصبح هذا التاريخ عيداً وطنياً لتأسيس الجيش اللبناني, وعيّن الزعيم فؤاد شهاب قائداً له. وهكذا باشر الجيش مهامه رسمياً في الدفاع عن الأرض والشعب وصون وحدة الوطن وسيادته واستقلاله.

إرث من التضحيات والعطاء
لقد وعى الضباط الأوائل خصوصية المجتمع اللبناني بنموذجه الفريد في العالم, والذي بلا شك يتطلب في أحد وجوهه بذل المزيد من التضحيات والجهود الاستثنائية لدرء الأخطار المحدقة بالوطن. فشرع هؤلاء الضباط ببناء وترسيخ القيم والمفاهيم الوطنية والانسانية في صفوف العسكريين, والتي كوّنت جملة من الفضائل العسكرية كنهها الانضباط والمناقبية والشجاعة والتضحية والنزاهة والترفع والصدق والولاء المطلق للمؤسسة والوطن, ونبذ الطائفية والفئوية, والايمان بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه.
واجه الجيش مذ كان فتياً تحديات ومصاعب عدة, أولها إعلان العصابات الصهيونية دولة اسرائيل في فلسطين ونشوب حرب عام 1948. وفي 5 حزيران من العام نفسه خاض الجيش اللبناني معركة المالكية, حيث التحمت بعض وحداته مع قوات العدو الاسرائيلي في معركة شرسة, تمكن خلالها من دحر المعتدين وتحرير القرية وفك الحصار عن الآلاف من جيش الانقاذ العربي.
ثم تابع تنفيذ مهامه الوطنية في الدفاع عن البلاد فكانت له محطات مشرقة, منها الاضطلاع بدور مميز في عمليات انتقال السلطة عام 1952 على أثر التظاهرات والإضرابات التي عمّت البلاد واستقالة الرئيس بشارة الخوري, ومنعه امتداد الحرب الأهلية عام 1958 وصون وحدة البلاد والحفاظ على الدولة ومؤسساتها. وفي مجال الدفاع تصدى أيضاً للاعتداءات والهجمات الاسرائيلية على منطقة العرقوب في سوق الخان عام 1970 وعلى محوري بيت ياحون­ تبنين, كفرا­ ياطر عام 1972 وفي صور عام 1975 وغيرها من الاعتداءات شبه اليومية, مقدماً في هذه المواجهات المئات من الشهداء والجرحى قرابين طاهرة على مذبح الوطن.
وبموازاة كل ذلك, لم يغب الجيش يوماً عن المساهمة في مجالات الانماء والإغاثة والمساندة, من شق طرقات وإقامة مدارس ومستوصفات في الهرمل وعكار وسواهما, وبناء الملاجئ وترميم مئات البيوت في منطقة الجنوب التي تضررت بفعل الاعتداءات الاسرائيلية بين أواخر الستينات ومطلع السبعينات.

أحداث الفتنة
عام 1975 اندلعت أحداث الفتنة في لبنان بسبب انعكاسات القضايا الاقليمية على الساحة الداخلية, وبروز العامل الإسرائيلي الرامي إلى ضرب وحدة اللبنانيين وصيغة العيش المشترك بينهم, فغُيّب دور الجيش بمفهومه الوطني الشامل ولم يتمكن من ردع الفتنة نظراً لفقدان القرار السياسي الموحد للدولة. وهكذا استمرت هذه الحرب لسنوات طويلة, استغلها العدو الإسرائيلي لتحقيق أطماعه, فاجتاحت قواته لبنان وعاثت فيه تدميراً وخراباً مما هدد الكيان الوطني بالتفتت والانهيار. غير أن هذه الأحداث وعلى الرغم من قساوتها, لم تحل يوماً دون التواصل والتلاقي بين أخوة السلاح في الجيش, ولم تؤد إلى تخلي العسكريين عن مبادئهم وقيمهم الأصيلة وتوقهم إلى خدمة وطنهم وشعبهم, وبقي الرهان على استعادة الجيش لدوره والنهوض مجدداً حلم الشرفاء المخلصين للبنان الواحد الموحد, وهذا ما تحقق مع مطلع التسعينات عندما وضع اتفاق الطائف حداً للحرب ­ الفتنة, فكان نهوض الجيش وإعادة بنائه وتوحيده, الخطوة الأساسية في إرساء عهد جديد من الأمن والاستقرار, الأمر الذي مكّن المقاومة الوطنية من تصعيد كفاحها وصولاً الى التحرير.

إعادة التوحيد والبناء
ثلاث ركائز ميّزت انطلاق مسيرة التوحيد والبناء:
1 – إرساء الثوابت الوطنية والعقيدة العسكرية المستمدة خطوطها العريضة من وثيقة الوفاق الوطني، والتي ميّزت بين الصديق والعدو، وأخرجت رؤى العسكريين من المنطقة الرمادية، فركّزت السياسة التوجيهية للجيش على الأخطار التي تمثلها إسرائيل كعدو للبنان، إضافة إلى أطماعها الجغرافية والمائية في أرضه، وطبيعة مجتمعها العنصري المناقض لتنوّع المجتمع اللبناني، وبالتالي على ضرورة مواجهتها بكل الإمكانيات والوسائل المتوافرة، فكان أمر "جنوباً سر واصمد" الأمر اليومي الذي نفذه العسكريون والتزموا به حتى التحرير.
في المقابل ركّزت القيادة على عروبة لبنان والتزام القضايا العربية في إطار علاقات الأخوة وعناصر اللغة والثقافة والمصير المشترك التي تربطه بأشقائه العرب، وخصوصاً الشقيقة سوريا، البلد الأقرب والتي تربطها بلبنان إلى جانب ذلك، عوامل تاريخية وجغرافية، وإرث من النضال المشترك لا سيما في مواجهة العدو الإسرائيلي، كما أن سوريا لم تبخل يوماً في تقديم المساعدات، والتضحيات الجسام، دفاعاً عن لبنان وحفاظاً على سلمه الأهلي ودعماً لمقاومته الوطنية، فبات يسود العلاقة بين البلدين الشقيقين مناخ من التعاون والتنسيق وفقاً لمبادئ وأسس واضحة تحقق مصالح كليهما على حدٍّ سواء.
2 – إعتماد النهج المؤسساتي في العمل : بحيث أصبحت معايير الإنتاجية والكفاءة هي الأساس في وضع الترقيات والتشكيلات والإختيار في الدورات الدراسية وغيرها، وبموازاة ذلك حرصت قيادة الجيش بشكل حازم على إبعاد المؤسسة عن التجاذبات السياسية بما يحفظ هيبتها ودورها الوطني الشامل.
3 – توفير الطاقات البشرية والوسائل المادية : في إطار إعادة التجهيز والتسليح اللازمين، ولكي يتمكن الجيش من القيام بمهامه، اعتمدت القيادة في تحقيق ذلك مبدأ تأمين الحاجات الضرورية من دون تكبيد خزينة الدولة ما لا طاقة لها على تحمّله.
فكلفة إعادة بناء الجيش لم تشكّل يوماً عبئاً على الخزينة وكانت دائماً تنفق من ضمن الاعتمادات المخصصة في الموازنة دون قروض خارجية ولا داخلية ولا إنفاق من خارج الموازنة، فضلاً عن أن معظم ما تحقّق من تجهيز هو عبارة عن هبات قدمتها مشكورة دول صديقة وشقيقة، أو تم شراؤه بأسعار رمزية.

قوام الجيش:
قيادة الجيش: وتشمل الأركان والأجهزة والمديريات التي تنظم عمل الجيش وتؤمن سبل تطوره.
القوات البرية وقوامها:
11 لواء مشاة مؤلّل.
5 أفواج تدخّل.
فوج مغاوير.
فوج مجوقل.
فوج مغاوير البحر.
فوجا مدفعية.
لواء الحرس الجمهوري.
- وحدات مساندة :
الطبابة العسكرية.
لواء الدعم.
اللواء اللوجستي.
الشرطة العسكرية.
فوج الأشغال المستقل.
القوات البحرية وتتألف من قيادة القوات وقاعدتين بحريتين.
القوات الجوية وتتألف من قيادة القوات وثلاث قواعد جوية.
5 قيادات مناطق عسكرية.
المعاهد والمدارس وتتألف من:
كلية القيادة والأركان.
المدرسة الحربية.
معهد التعليم.
المركز العالي للرياضة العسكرية.
مدرسة التزلج.
معسكري خدمة العلم.

لقد نجحت قيادة الجيش في الانطلاق بسرعة قياسية في عملية بناء المؤسسة التي بدأت عام 1990 واستمر نهجها مع تسلّم العماد ميشال سليمان سدّة القيادة في 21 كانون الأول عام 1998، إذ سار العمل في المؤسسة وفقاً لأسس ومعايير واضحة ودقيقة أدّت إلى الإرتقاء بالمؤسسة لتكون الركيزة الأساسية للدولة في مسيرة نهوض الوطن. وأعادت للجيش دوره المنشود في إرساء عهد جديد من الأمن والاستقرار، الأمر الذي مكّن المقاومة الوطنية من تصعيد كفاحها وصولاً إلى التحرير.

المقاومة والتحرير :
مع بدء الاحتلال الإسرائيلي للبنان، انطلقت المقاومة الوطنية كردة فعل طبيعية لشعب استبيحت أرضه وانتهكت سيادته، إلاّ أن ما كان يؤثر سلباً في صراعها مع هذا الاحتلال، هو استمرار النزاع الداخلي والحروب العبثية المتنقلة بين مكانٍ وآخر، فبعد عودة مسيرة السلم الأهلي للبلاد وترسيخ الأمن والاستقرار في الداخل، توحّدت إرادة اللبنانيين وتقاطعت جهودهم معاً في مقارعة العدو الإسرائيلي حيث هو في مناطق الجنوب والبقاع الغربي، وفي ظل تصدٍّ للإعتداءات الإسرائيلية وصمود الجيش على جبهة المواجهة مع العدو والدعم العربي السوري الشقيق، وتحلّق المواطنين حول جيشهم ومقاومتهم، أخذت المقاومة تخطو خطوات متسارعة وحاسمة في نضالها الحثيث ضد هذا العدو، ممّا أجبره على الإندحار في 25 أيار من عام 2000 عن معظم الأراضي المحتلة، مخلفاً وراءه أذيال الخيبة والهزيمة، ووهم وهشاشة أسطورة الجيش الذي لا يقهر. هكذا حقّق لبنان إنجاز التحرير عن القسم الأكبر من أرضه المحتلة، إضافة إلى فرض حالة من التوازن وقوة الردع تجاه العدو أدّت لاحقاً إلى استعادة قسم من مياهنا المسلوبة في نهر الوزاني، واستتبع ذلك تحرير الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية. وعلى الرغم من أهمية الإنجازات التي حصلت ما زال هناك العديد من الأهداف التي يصبو لبنان جيشا ًوشعباً إلى تحقيقها وفي مقدّمها استرجاع مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وما مطالبة إسرائيل وبعض الأصوات بإرسال الجيش إلى الجنوب، والتخلي عن حقوقنا المشروعة، وفقاً للصيغة التي يقترحها العدو الإسرائيلي إلا بهدف فصل النزاع دون تحقيق عناصر السلام الشامل وأبرزها عودة اللاجئين.

ترسيخ الإستقرار الأمني ومواجهة العدو:
بناءً لتكليف مجلس الوزراء تاريخ 15/1/1991 ، باشر الجيش بتنفيذ مهام حفظ الأمن في مختلف المناطق اللبنانية ولا يزال، مستنداً في ذلك الى جملة من المبادىء في مقدمها:
الجيش مؤسسة "تحت القانون" وفي خدمته.
تطبيق مبدأ العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.
الحزم والسرعة والدقة في تنفيذ المهام، وعدم التهاون مع أي مخّل بالأمن.
وهكذا تمكنت المؤسسة العسكرية من توفير مناخ من الأمن والاستقرار، مما كفل لجميع المواطنين ممارسة حقوقهم وواجباتهم في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وشجّع الاقتصاديين اللبنانيين والعرب على الاستثمار في لبنان... وكان ثمن ذلك سهر العسكريين وجهودهم وتضحياتهم في محطات كثيرة.
وقد اكّدت القيادة غير مرّة ان الاستقرار الأمني في البلاد هو من المقدسات، ومن غير المسموح المسّ به تحت أي شعارٍ كان، لأنه يشكل الركيزة الأساسية لنهوض وديمومة الوطن، ومن دونه لا يمكن ان تقوم ديمقراطية أوحرية أو تتحقّق عدالة اجتماعية أو يزدهر اقتصاد.
وفي هذا الإطار كان القرار سريعاً وحاسماً في مواجهة المخلين بالأمن، حيث نجحت وحدات الجيش بتطويق جميع الحوادث الأمنية التي حصلت وأحبطت كل المخططات الهادفة للنيل من الأمن والاستقرار الداخلي.

إن قيادة الجيش إذ ترى أن الاستحقاقات الانتخابية هي أحد الوجوه الهامة والمميزة للحياة الديمقراطية والحضارية في البلاد، كما أن إنجاز هذا الاستحقاق في مناخ صحي وسليم يترك انعكاساته الإيجابية داخلياً وخارجياً على مختلف الصعد، فإنها تؤكّد قبل كل استحقاق على منع تدخل العسكريين من جميع الرتب بكل ما يتصل بهذه العملية من قريب أو بعيد.
وهكذا حصل فتميزّت الاستحقاقات الانتخابية التي شهدها هذا العام بأداء أمني لافت ومتجرد اثنت عليه الأطراف المتنافسة، فزادت من الثقة المتبادلة بين الجيش والمواطنين.


Honey Girl 07-31-2010 08:55 PM


http://www.skyoflebanon.com/pictures/Jeishlogo.jpg

الجيش والإنماء:
بالإضافة إلى المهام الدفاعية والأمنية التي ينفذها الجيش، فإنه يضطلع بدورٍ بارز في مجالات الإنماء المتعدّد الأبعاد. فمع انطلاق مسيرة النهوض بالوطن وحتى يومنا هذا، ثابر الجيش على المشاركة بفعالية في عملية إعمار وبناء ما هدمته الحرب ومسح غبار الإهمال والنسيان اللّذين طالا مختلف المناطق. وفي هذا الإطار توزعت نشاطات وحدات الجيش المنتشرة بين الإسهام في تأهيل البنى التحتية من شبكات ماء وكهرباء وشق طرقات في مناطق عودة المهجرين, وتأهيل المرافق السياحية والمواقع الأثرية والقيام بحملات تنظيف الشواطىء وإخماد الحرائق وأعمال التشجير, ورفد بعض الإدارات الرسمية بالخبرات والوسائل والطاقات البشرية, وتقديم المساعدة لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الفنية والثقافية والإجتماعية، وكذلك في عمليات الإخلاء والإنقاذ لدى حصول كوارث طبيعية وحوادث طارئة.
على سبيل المثال، وخلال هذا العام، نفذت وحدات الجيش مئات المهمات الإنمائية، منها:

- عمليات اخلاء وانقاذ لأهالي القرى والبلدات التي حاصرتها السيول والثلوج خلال فصل الشتاء، وتقديم المواد الغذائية والطبية لهم، لا سيما في مناطق جرود عكار والضنية وأعالي كسروان وبعلبك والمرج... واستخدام الطوافات العسكرية والزوارق الخاصة في تنفيذ هذه المهمات.
- الإسهام في فتح الطرقات الجبلية المقطوعة بسبب الثلوج وإزالة الإنهيارات الترابية عنها وإنقاذ المواطنين المحاصرين وتخفيف الثلوج عن أغصان أشجار غابة الأرز في بشري.
- تقدير الأضرار الناجمة عن العوامل الطبيعية.
- رش المبيدات فوق سهول القمح في منطقة البقاع بواسطة الطوافات التابعة للجيش لمكافحة حشرة السونة، ورش سهول الزيتون في الكورة وأرز تنورين والباروك.
- المشاركة في تأهيل القلاع الأثرية في جبيل وبعلبك وطرابلس وأرنون.
- تأهيل وتنظيف محمية بنتاعل وأحراج جزين وبكاسين وقيتولة وكفرحزير ووادي قنوبين وددّة وحدائق محافظة بيروت.
- مؤازرة الدفاع المدني بجميع الوسائل المتوفرة في اطفاء الحرائق في مختلف المناطق اللبنانية.
- الإسهام في تأهيل وتنظيف الشواطىء اللبنانية.
- مبادرة قيادة الجيش في نقل وتوزيع التفاح من مختلف المناطق إلى بيروت الكبرى، لبيعه من المواطنين ومن ثم شراء الجيش للكمية المتبقية.
- مشاركة أطباء وممرضين من الجيش في حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في قضاءي عكار والضنية.
- أعمال تشجير في مختلف المحافظات.
- إزلة التعديات على ضفاف الأنهر وإحصاء كميات البحص والرمل في المرامل والمقالع، ومواكبة عمال شركة كهرباء لبنان وتوفير الحماية الأمنية لهم أثناء قيامهم بواجباتهم، وذلك بناءً لتكليف من مجلس الوزراء.
- تنظيف بحيرة القرعون وتأهيلها وإزالة الرواسب والنفايات منها من قبل مجموعة من غطاسي فوج مغاوير البحر مجهزة بزوارق ومعدات خاصة.
- وخلال هذا العام نفذ الجيش أول مهمة بحث وإنقاذ خارج الأراضي اللبنانية، بحيث أظهرت مجموعة من فوج مغاوير البحر كفاءة عالية ومميزة في عمليات البحث عن الضحايا اللبنانيين الذين قضوا جراء سقوط طائرتهم في كوتونو- أفريقيا وكان أداؤهم موضع تقدير من قبل السلطات المحلية والأجنبية وخصوصاً في بنين.

الوجه الآخر للاحتلال
أولى الجيش اهتماماً بالغاً بمشكلة الالغام نظراً لآثارها السلبية على حياة المواطنين، وفي عملية إعادة الإعمار والنمو. فبعد انتهاء الأحداث الداخلية عام 1990، سارعت وحدات الهندسة في الجيش اللبناني إلى جمع المعلومات والقيام بعمليات مسح شاملة لحقول الألغام والبقع المشبوهة في مختلف المناطق، ثم باشرت بالاشتراك مع وحدات الدعم الهندسي في الجيش العربي السوري الشقيق بعملية إزالة الألغام وفقاً لخطة شاملة وضعت لهذه الغاية. إلاّ أن مشكلة الألغام تفاقمت مع إنجاز التحرير في 25 أيار 2000، إذ إستفاق اللبنانيون على احتلال من نوع آخر تمثل بوجود 550,000 لغم خلّفها العدو الإسرائيلي وراءه مزروعة بصورة عشوائية في مناطق الجنوب والبقاع الغربي, دون أن يقدم على تسليم معظم خطائط حقول هذه الألغام. وإزاء هذا الواقع انطلقت ورشة عمل جديدة لا سيما من قبل المكتب الوطني لنزع الألغام عام 1998، وبالتعاون مع مشروع التضامن الإماراتي ومؤسّسات دولية غير حكومية، والكتيبة الأوكرانية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في الجنوب, إضافة إلى مساهمات العديد من الدول الصديقة من خلال تقديم العتاد اللازم والخبرات الفنية, وفرق عمل أميركية متخصصة في تدريب مجموعات مروضي الكلاب، وفي استعمال كاسحات الألغام والإشراف على تنفيذ العناصر.
تمّ لغاية 1/7/2004 إنجاز ما يلي:
- تنظيف مساحة : 25 كلم2 من أصل 137 كلم2.
- نزع وتفجير: 150,000 لغم مضاد للآليات والأفراد من أصل 550,000.
- نزع وتفجير: 80،000 جسم غير منفجر.
من جهة ثانية يستمر المكتب الوطني لنزع الألغام بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، بتنفيذ حملات الإرشاد والتوعية في جميع المناطق اللبنانية، إضافة الى قيام اللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام مدعومة من المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية بتقديم المساعدة لضحايا الألغام على جميع الصعد الصحية والإجتماعية والنفسية.
وقد ادّت الجهود المبذولة الى انخفاض كبير في عدد الضحايا من 120 إصابة وقعت في العام 2000 الى 9 إصابات في العام 2004.

خدمة العلم:
إن الاستمرار في اعتماد الخدمة الإلزامية في العديد من دول العالم يعود إلى عوامل عديدة، منها ما هو خارجي يتعلق بمدى الأخطار والتهديدات التي تهدد كيانات هذه الدول، ومنها ما هو داخلي يتعلق بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية السائدة فيها.
وفي لبنان كان قرار الدولة بإطلاق مشروع خدمة العلم عام 1993، بموجب المادة 102 من المرسوم الإشتراعي 102/83 (قانون الدفاع الوطني).
هكذا أخذت قيادة الجيش المشروع على عاتقها، انطلاقاً من أن خدمة العلم هي واجب على كل لبناني وحق مشروع له بالمشاركة في الدفاع عن الوطن وحفظ أمنه واستقراره، وقد أثبتت تجربة خدمة العلم خلال احدى عشرة سنة، والتي شملت حتى الآن أكثر من 300،000 شاب لبناني، مدى أهميتها وإيجابيتها على الصعيدين الوطني والعسكري.

تولي قيادة الجيش اهتماماً بالغاً بالمجندين من حيث توجيههم المعنوي الصحيح والعناية بأوضاعهم الخاصة وتسهيل متابعة تحصيلهم العلمي وفق مقتضيات الخدمة العسكرية، وهي تهيء لهم الظروف للتمرّس باختصاصاتهم داخل المؤسسة وإبعادهم عن مظاهر الانحراف، وتسعى جاهدة لتحسين وسائل النقل العسكرية اللازمة لهم، وتشكيلهم إلى مراكز قريبة من أماكن سكنهم.
إنه قدرنا ، قدر الدول الصغيرة ذات الإمكانات المادية المحدودة، التي ليس لها خيار آخر يغنيها عن الاعتماد على طاقات شبابها وسواعدهم لإشراكهم في مسيرة بناء الوطن، والدفاع عن استقلاله وسيادته.

التحديّات الراهنة:
لقد وصلت الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط الى درجة عالية من الضبابية، ولا سيما في ظل الحال المتردية التي يتخبّط فيها العراق والفشل في تحقيق الأمن والاستقرار بعد اكثر من سنة على احتلال هذا البلد، خصوصاً وان انتقال السيادة الى العراقيين الذي جرى مؤخراً ما كان الا رمياً لكرة النار من ملعبٍ الى آخر.
يتزامن ذلك مع مضي إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري، وقضم الأراضي الفلسطينية، وتنفيذ سياسة الاغتيال للقادة الفلسطينيين، إضافة إلى حرمان الشتات الفلسطيني من حق العودة الى الوطن، وفي تجاهل فاضح للقرارات الدولية ذات الصلة.
إزاء هذا الواقع تبرز التهديدات ضد لبنان وسوريا، والتي تجسدت في إقدام مجلس النواب الأميركي على إقرار قانون محاسبة سوريا، في خطوة غريبة في العلاقات الدولية، وفي الانتهاكات الإسرائيلية الجوية والبحرية المكثفة للأراضي اللبنانية. كما تنطلق هذه التهديدات بحجة دعم لبنان وسوريا لحركات المقاومة الموصوفة بالإرهاب من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين ان الإرهاب الحقيقي هو ذلك الذي تمارسه إسرائيل بتعنّت قادتها ورفضهم مشاريع السلام المطروحة وقرارات الشرعية الدولية، واستمرارهم بانتهاج سياسة الاستيطان والعدوان والإبادة.
إن مواجهة هذه الأوضاع والتحديات، تكمن في المزيد من الصمود والاستعداد الدائم لمختلف الاحتمالات، والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية، وفي السير قدماً على نهج القيادة السياسية في لبنان وسوريا تجاه الصراع العربي الإسرائيلي وقضايا المنطقة، القائم على التشبّث بالحقوق والمطالب العربية المشروعة، مهما انقلبت الظروف وتسارعت الأحداث، وعلى التمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبدأ السلام الشامل والعادل كخيار وحيد لحلّ النزاع العربي الإسرائيلي.
وفي هذا السياق يندرج تأكيد قائد الجيش العماد ميشال سليمان على وجوب المحافظة على إرادة المقاومة فكراً وعملاً، والتصدي بقوة للمخلين بالأمن والمراهنين على تغيير الأوضاع تحت شعارات متعددة، والاستعداد الدائم لبذل المزيد من التضحيات والجهوزية التامة لمواجهة العدو الإسرائيلي بمختلف الوسائل والإمكانيات المتوافرة، بما يصون وحدة الوطن واستقلاله وكرامة أبنائه.

خـاتمة
59 سنة حافلة بالتجارب والصعاب مرت على جيشنا الوطني وأثبتت ان قوة الإرادة والعزم اصلب من كل تحدًٍٍٍ، وكلما تقدمت السنون كلما زاد الشعور بالمسؤولية وبالمقدرة على تخطي الصعاب.
هذا التاريخ الحافل بالبذل والعطاء لا يسعه الا أن يضفي ثقة بالنفس وبالمواطن والتزاماً اكبر تجاه العلم والقسم.
انطلاقاً من تجارب السنين التسع والخمسين، ومن المواجهات المتكررة مع العدو الصهيوني خلصت قيادة الجيش إلى أن هذا العدو لا يرضخ إلا للغة المقاومة كونها السلاح الأمضى في وجهه، فهو يقابل الموقف اللبناني السوري المتمسّك بمبدأ السلام العادل والشامل بتعنّتٍ ورفضٍ، ويقابل لغة السلام والحوار بلغة الحرب والقتل، وما مشاهد الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تعيث خراباً ودماراً وقتلاً في الأراضي المحتلّة، وما جدار الفصل العنصري الا خير دليل على خطط العدو الصهيوني التهجيرية والعنصرية ونواياه العدوانية.
إن الأحداث التى مرت على بلدنا وخرج منها سالماً بفضل إرادة بنيه في العيش معاً بأمان وسلام، رسّخت قناعة الجيش بأن لا عودة الى الوراء وأن كل إخلال بالإستقرار العام سوف يكون مصيره الوأد قبل أن يرى النور، فالتجارب والمحن التي اختبرتها المؤسسة العسكرية لم تكسبها سوى صلابةً ومناعةً وإيماناً بلبنان.

Honey Girl 07-31-2010 09:00 PM

عطاءٌ يختصر الزمن

مقدمة

من ذاكرة وطن اختزنت حضارة الحرف والنور والإبداع، ومن رحم نضال شعب لم يستكن يوماً إلى محتل طامعٍ بالأرض والمقدسات، وآثر طريق الشهادة في مقارعة القهر والظلم والاحتلال سبيلاً إلى الحرية والسيادة والاستقلال، كانت ولادة الجيش ومعها أطل فجر جديد يحمل في إشعاعه بذور غدٍ مشرقٍ على طريق بناء وطن الحلم والكرامة والعنفوان.
ومنذ تأسيسه أدرك الجيش حقيقة الكيان اللبناني كنموذج فريد في العالم، قائم على التنوع والانفتاح والحوار. وأدرك أيضاً أهمية الحفاظ على هذا النموذج ومدى المسؤوليات والتضحيات الجسام الملقاة على عاتق العسكريين، فكانت الانطلاقة السليمة، وكانت اللبنة الأولى في مدماك البناء، قيماً ومبادئ وطنية أصيلة، وفضائل أخلاقية مثلى، ورسالة ذات هالة قدسية مرتكزة على ثلاثية الشرف والتضحية والوفاء، يصونها إيمان راسخ بلبنان وقسم أكبر من الحياة...
ستون سنة حافلة بالتجارب والصعاب، كان الوطن فيها غير مرة على مفترق المصير، لكن الجيش بقي ذاك المارد المنتصب في محراب الوطن، منتفضاً للحق، منتصراً للقضية، مدافعاً عن الأرض، متصدياً للعدوان الإسرائيلي وحامياً للسلم الأهلي.
ستون ربيعاً والمسيرة مستمرة والشعلة متّقدة ويد العطاء تختصر الزمن...


1-الجيش والدولة

أ- حماية الدستور والمؤسسات الشرعية:

تنتظم الحياة العامة في الوطن من النواحي السياسية والحقوقية والاجتماعية والاقتصادية، بواسطة الدولة التي تقوم على أركان ثلاثة: الشعب والأرض والسلطة، وتبنى استناداً إلى دستور يعّين حدودها وعلمها ولغتها وهويتها، وشكل الحكم فيها ونظامه وقانونه. ان فكرة وجود الدولة في اليقين العام لم تكن لتوجد لولا إرادة العيش الواحد والرغبة في بناء مستقبل مشترك بين أبناء شعب جمعتهم الأرض، وآلف بينهم التاريخ وتقاطعت رؤاهم وتطلعاتهم، وامتزجت دماؤهم معاً عبر حقبات الزمن الغابرة دفاعاً عن تراب أرضهم ومقدساتهم، ليأتي قيام الدولة التي بها تكتمل مقومات الوطن، تعبيراً صادقاً عن إرادتهم ووحدتهم.
تتولى الدولة حكم الشعب، والإشراف عليه ورعايته وإدارته وحماية الأرض وتنظيم استغلال ثرواتها. ومن أهم خصائصها، تمتعها بالسيادة الدائمة غير القابلة للتجزئة على مختلف أرجاء الوطن، واستقلاليتها على الصعيد الدولي، ومسؤوليتها عن المؤسسات الرسمية التي تقدم الخدمات العامة للمواطنين، وتسيّر أمورهم وتحل مشاكلهم وتفصل في نزاعاتهم وتضمن أمنهم، ويأتي في مقدمة هذه المؤسسات الجيش والقوى الأمنية الأخرى التي تعتبر الذراع العسكرية للدولة ومن خلالها تبسط سلطتها على البلاد وتحميها من أي اعتداء خارجي أو داخلي.
إن علاقة الجيش بالدولة هي علاقة وجود ومصير، فإلى جانب واجب الجيش الأصيل في الدفاع عن الوطن، هناك واجبات أخرى تتمحور حول ديمومة واستقرار المؤسسات الضامنة بدورها لوحدة المجتمع وتقدمه، ومن هذه الواجبات حماية الشرعية الدستورية، انطلاقاً من أن الدستور هو القانون الأساس للبلاد الذي يحدد المبادئ الرئيسية العامة التي ترتكز عليها الدولة، وهو مصدر القوانين في البلاد والمعّبر عن إرادة الأمة والضامن لحقوق المواطن وحرياته. ومهمة الجيش في هذا الإطار حمايته، كونه في ذلك يحمي الصيغة المنبثقة من إرادة الشعب، وفي الوقت عينه يلتزم قرارات السلطة الإجرائية وفقاً لأحكام الدستور، وبالتالي يكفل حماية النظام الديمقراطي القائم على تأمين الحريات العامة في إطار القوانين التي تضمن العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، وبذلك يوفر المناخ اللازم لإيجاد الحلول المناسبة لجميع المشاكل عبر المؤسسات الشرعية، ووجود الجيش كقوة رادعة يشكل عاملاً أساسياً في الحفاظ على استقرار المجتمع ككل، ويمنع ما يخل بالأمن أو يهدد النظام. غير أن هذه القوة الرادعة تتدخل فعلياً حين تدعو الحاجة، لحماية أمن المواطن في حريته وعيشه وتواصله. وعند حصول أزمات او أحداث أمنية، يتوجب على الجيش التدخل لمنع انهيار الوضع الأمني ولتأمين سبل تسوية الخلافات عبر المؤسسات الدستورية وهو بذلك يصون الدستور والمؤسسات والنظام.

ب - الالتزام بالقوانين:

وضعت القوانين في الأساس بهدف تنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع أنفسهم من ناحية وبينهم وبين السلطة من ناحية ثانية، وإذا كانت هذه القوانين ضرورة حتمية للحياة الاجتماعية السليمة كونها الوسيلة الوحيدة التي تصون حقوق الجميع، فإن التقيد بها يشكل عصب المؤسسة العسكرية وأساس بنيانها، وهي السبيل الذي لابدّ منه لانتظام العمل في الجيش ونجاحه، والضمانة الفضلى في نسج وتوطيد علاقته بسائر مؤسسات المجتمع.

والالتزام بالقانون يتجسد بميزتين أساسيتين هما: المناقبية والانضباط، اللذان يعتبران بالنسبة إلى الجيش بمثابة الروح التي تحركه وتجعل أداءه على أفضل وجه، فالمناقبية هي مزيج من الفضائل العسكرية المترسخة في نفوس العسكريين، والتي تتحكم تلقائياً بتصرفاتهم وسلوكهم في أي ظرف وزمان ومكان، أما الانضباط فهو السلوك الذي يجسد احترام التراتبية والواجب والنظام، ويضمن تكامل الأدوار في المؤسسة العسكرية ويؤمن لحمتها. ويستتبع التقيد بالأنظمة والقوانين وبموجبات المناقبية والانضباط، إبعاد الجيش كمؤسسة بصورة عامة وكل فرد منه على حدة، عن التجاذبات السياسية الداخلية، وهذا ما حرصت القيادة على تطبيقه باستمرار، فالجيش كمؤسسة وطنية يلتزم تنفيذ قرارات السلطة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء، ويمارس مهامه في إطار القانون والنظام الديموقراطي. ولكن في الوقت عينه يجب أن يظل بعيداً عن السياسة ليبقى محافظاً على مسافة واحدة من الجميع وأميناً على دوره في حماية الشرعية الدستورية.

2- الجيش والوطن:

أ- رسالة الجندية:
الجندية رسالة لا يستطيع حملها إلاّ من آمن بقدسيتها وسموّها. فالحياة العسكرية حافلة بالصعاب والتحديات التي يلزم لتحملها ومواجهتها الكثير من العزم والإيمان بالقيم، ونكران الذات في سبيل الآخرين، وشعار شرف، تضحية، وفاء الذي يتخذه العسكري عنواناً لحياته، هو اختصار لرسالة الجندية، وبقدر ما يكون ملتزماً تجسيد هذا الشعار في سلوكه، بقدر ما يكون مستحقاً شرف الانتماء إلى الجيش وشرف الدفاع عن الوطن. وتنبع رسالة الجيش من أهمية الدور المنوط به، فهو حامي الوطن ومؤسساته وعلى عاتقه تقع مسؤولية درء الأخطار خارجية كانت أم داخلية، وعلى هذا الأساس يعتبر رمزاً لاستقرار الوطن ولسيادته ولسلطة الدولة وهيبتها.

ب - الدفاع عن الوطن:
مع توقيع وثيقة الوفاق الوطني التي وضعت حداً للحرب العبثية، تم توحيد المؤسسة العسكرية وأعاد فخامة الرئيس العماد اميل لحود بناءها على أسس وطنية سليمة، وبعد وصوله إلى سدة الرئاسة، استمر النهج الوطني المؤسساتي مع تولي العماد ميشال سليمان قيادة الجيش، وجرى تطوير المؤسسة ودورها على مختلف الصعد.

ومع توحيد المؤسسة واضطلاعها بمهامها الجديدة، انتشرت وحدات الجيش تباعاً على خطوط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الجنوب والبقاع الغربي، وقد نفذ العسكريون أوامر قيادتهم بالتصدي للعدو بكل الإمكانيات والوسائل المتوافرة على الرغم من عدم التكافؤ في موازين القوى، مقدمين العديد من الشهداء والجرحى أثناء أدائهم لواجبهم النبيل.
إلى ذلك فقد أسهم وجود الجيش في الجنوب والبقاع الغربي في دعم إرادة الصمود عند الأهالي وتشبثهم في أملاكهم وأرزاقهم، فإضافة إلى توفيره عامل الاطمئنان لهم، ساهم بشكل فعال في التخفيف من وطأة الضغوطات المعيشية عبر الكثير من الخدمات التي قدمها للمواطنين، وهكذا فقد جسّدت المهام الدفاعية التي نفذها الجيش التزاماً واضحاً بالتنشئة الوطنية التي تلقاها العسكريون، والتي أكدت على أن التصدي للعدو الإسرائيلي هو الواجب الأساس للجيش، وأن المقاومة حق مشروع ودعمها واجب وطني، كل هذه المعطيات لعبت دوراً كبيراً في صنع الانتصار الكبير الذي حققه لبنان على إسرائيل في أيار من عام 2000 بعد نحو 20 سنة من القهر والاحتلال.


ج – مقاومة الاحتلال:

أقرّت المواثيق والأعراف الدولية بحق كل الشعوب في مقاومة العدوان، وقد طرحت مسألة المقاومة كوسيلة للتخلص من الاحتلال منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما جرت المحاولات الأولى لتحديد قواعد الحرب، وفي طليعة الوثائق والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تكرس أو تدعم المبادئ المتعلقة بحق المقاومة ومشروعيتها، اتفاقيات مؤتمر لاهاي وجنيف وميثاق الأمم المتحدة ومجموعة الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان، واستناداً إلى هذه المشروعية، يستمر الجيش والشعب في التصدي للاحتلال وحماية المقاومة والوقوف إلى جانبها وصولاً إلى تحرير مزارع شبعا وتحقيق كامل المطالب اللبنانية المشروعة.

إن حماية المقاومة في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها الوطن هي واجب وطني وأخلاقي يخدم مصلحة لبنان وشعبه، والتخلي عن المقاومة يعني إقفال النزاع مع إسرائيل قبل التوصل إلى السلام الشامل والعادل، ومن دون أي ضمان يوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. وبالتالي التفريط بالحقوق الوطنية المشروعة وفي مقدمها، تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

د- مواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالوطن:

تمثل إسرائيل بأفكارها الأيديولوجية والفلسفية والدينية، الخطر الأبرز على الدول العربية كافة، فقد تبع نشوء كيانها الغاصب على أرض فلسطين عام 1948 نشوب العديد من الحروب التي خلّفت وراءها المآسي واستنزفت الكثير من طاقات وقدرات الشعوب العربية.

ويأتي لبنان في طليعة الدول العربية التي استهدفتها إسرائيل باعتداءاتها واجتياحاتها المتكررة خلال عقود من الزمن. وأبرز الأخطار التي تشكلها إسرائيل عليه، تكمن في أطماعها التاريخية بأرضه ومياهه، وسعيها الدائم إلى إضعافه تمهيداً لتوطين الفلسطينيين كأمر واقع، وكذلك سعيها إلى تدمير اقتصاده بما يتيح لها أن تلعب دورها في المنطقة وقيامها عبر طرق مختلفة بنشر بذور الشقاق وزرع الفتن بين صفوف اللبنانيين، وإضعاف ثقتهم بوطنهم ومؤسساته ومستقبله، وصولاً إلى تدمير الصيغة اللبنانية القائمة على التعايش والانفتاح والتنوع تبريراً لوجود كيانها العنصري.
وإذا كانت إسرائيل قد انسحبت من جنوب لبنان مكرهة، فإن سلوكها القديم ما زال حياً من خلال رفضها الانسحاب من مزارع شبعا والتهديدات المستمرة ضد لبنان والتحريض الدولي عليه واعتداءاتها المتكررة على القرى والبلدات المتاخمة للخط الأزرق، وانتهاكها المستمر لحرمة الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية.
من هنا فإن السبيل الوحيد لمواجهة هذه الأخطار يتمثل في وحدة الشعب اللبناني والتفافه حول جيشه ومقاومته، والحرص على التضامن الوطني تحت مظلة الديمقراطية التي تكفل حقوق الجميع.


3- الجيش والشعب

أ- العلاقة مع المواطنين:
يؤمن الجيش بضرورة توثيق علاقاته مع المواطنين، والتفاعل معهم بما يخدم المصلحة العليا للبلاد، ويسهم التفاعل مع جيل الشباب بشكل خاص في ترسيخ الثقة بالوطن وبمستقبله، ويعزز صورة الجيش كمؤسسة وطنية جامعة، تلعب دورها المميز في بناء التكامل بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني، وفي إرساء المواطنية وتعميق الهوية المشتركة. فمن خلال مؤسسة الجيش يتلاقى اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم ومناطقهم وينشأون على مبدأين أساسيين: الولاء الوطني المطلق والمتعالي عن الولاءات الضيقة، والتضامن من أجل تحقيق أهداف عامة تكرّس وحدة المجتمع اللبناني وتلبّي آماله وتطلعاته.

وهكذا فإن القيم والمثل العليا في المجتمع العسكري، تخرج من حيّز الكلام إلى مستوى السلوك الحي، فالانتماء الوطني يجسّده سلوك العسكري بدءاً من تفاصيل حياته اليومية وانتهاءً بأداء الواجبات والمهام في ظل الأنظمة والقوانين، ومن خلال أداء العسكريين داخل المؤسسة وتواصلهم وتفاعلهم وتكاملهم مع المواطنين، يسهم الجيش في تعزيز الاستقرار العام في البلاد وفي بلورة وتنمية مختلف الاتجاهات والتيارات الوطنية الوفاقية في المجتمع.

ب- المهام الأمنية:
بناء لتكليف مجلس الوزراء تاريخ 15/1/1991، باشر الجيش بتنفيذ مهام حفظ الأمن في مختلف المناطق اللبنانية ولا يزال، مستنداً في ذلك إلى جملة من المبادئ أبرزها:

- الجيش مؤسسة وطنية تلتزم بالقوانين والأنظمة النافذة.
- التجرد المطلق في معاملة المواطنين وتطبيق مبدأ العدالة والمساواة.
- تأمين استمرارية تنفيذ الإجراءات والتدابير الأمنية من خلال تخصيص الوقت اللازم وبذل الجهد الأقصى والسهر على متابعة الأوضاع والحزم والسرعة والدقة في تنفيذ المهام وعدم التهاون مع أي إخلال بالأمن.

ولقد وفر الجيش مناخاً من الأمن والاستقرار، مما سمح بإقامة التجمعات على اختلافها والمؤتمرات الدولية والإقليمية، وكفل لجميع المواطنين القيام بأعمالهم وممارسة حقوقهم وواجباتهم في شتى المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وليس آخرها الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد مؤخراً وأثبتت نجاح الجيش في ضمان أمن وسلامة العملية الانتخابية على الرغم من الأجواء السياسية المشحونة التي رافقت بعض مراحلها، وكان للجيش دور كبير في تجاوزها وحصر المنافسة في إطار الحوار الديمقراطي والممارسة الانتخابية الهادئة حيث لاقى أداؤه إشادة وتقدير الجميع.
وفي هذا المجال أيضاً كان قرار القيادة حاسماً وسريعاً في مواجهة المخلين بالأمن، الساعين إلى إثارة الفتن، وفي محاولات التجسس والتخريب التي قامت بها عصابات متعاملة مع العدو الإسرائيلي وفي محاولات أخرى جرت للنيل من الأمن والاستقرار في البلاد، إلى ذلك يقوم الجيش بتقديم المؤازرة الدائمة لقوى الأمن الداخلي وباقي الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة المنظمة والقضاء على الآفات الاجتماعية وتنفيذ سائر المهمات التي تدخل في صلاحياته.
مرة جديدة تؤكد القيادة أن الأمن خط أحمر، ولن توفر جهداً في تقديم العون اللازم لكافة الأجهزة الأمنية لكشف وملاحقة مفتعلي التفجيرات الأخيرة التي أودت بشخصيات وطنية كبيرة وتقديمهم للعدالة، وهي ترى أن هذا المسلسل الإجرامي، يأتي في سياق تطور الأحداث المتسارعة في البلاد، والمخططات الخبيثة التي تحاك للمنطقة برّمتها، كما أنها لم تدخّر جهداً أو أية وسيلة كانت لمنع وقوع هكذا أحداث، إيماناً منها بأن الاستقرار الأمني في البلاد هو من المقدسات لانه يشكل الركيزة الأساسية لنهوض وديمومة الوطن ومن دونه لا يمكن أن تقوم ديمقراطية وحرية أو تتحقق عدالة اجتماعية أو يزدهر اقتصاد.

Honey Girl 07-31-2010 09:04 PM


ج- الجيش والإنماء:
ارتبط الجيش اللبناني منذ نشأته ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع، ليس فقط من خلال المهام الدفاعية والأمنية المنوطة به وما يترتب على ذلك من علاقات مع المواطنين، إنما ايضاً من خلال اهتمامه بالمجالات الاجتماعية والخدمات التي يؤديها حين تدعو الحاجة، ادراكاً منه بأن الأمن والنهوض الإنمائي والاقتصادي في البلاد توأمان لا ينفصلان.

وبعد انتهاء الأحداث الدامية التي شهدها لبنان، كان قرار القيادة المشاركة في عملية النهوض وإعادة الإعمار بعد الدمار الذي حلّ بالبلاد، فامتدت سواعد العسكريين تتشابك مع سواعد المواطنين في ورشة البناء، حيث توزعت نشاطات الجيش بين الإسهام في تأهيل البنى التحتية من شبكات ماء وكهرباء وشق طرقات في مناطق عودة المهجرين، وتأهيل المرافق السياحية والمواقع الأثرية والقيام بحملات تنظيف الشواطئ وأعمال التشجير وإخماد الحرائق، ورفد بعض الإدارات الرسمية بالخبرات والوسائل والطاقات البشرية، وتقديم المساعدة لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الفنية والثقافية والاجتماعية، وكذلك في عمليات الإخلاء والإنقاذ لدى حصول كوارث طبيعية وحوادث طارئة... وخلال الأشهر السابقة من هذا العام نفذت وحدات الجيش العديد من المهمات الإنمائية منها:
- الإسهام في فتح الطرقات الجبلية المقطوعة بسبب الثلوج وإزالة الانهيارات الترابية عنها، وإنقاذ المواطنين المحاصرين لا سيما في جرود كسروان وعكار وبعلبك والهرمل وبشري وأعالي الشوف.
- مسح الأضرار الناجمة عن التفجيرات التخريبية التي حصلت خلال الأشهر المنصرمة، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة في مناطق السان جورج، جديدة المتن، الكسليك، سد البوشرية، برمانا وجونيه، والقيام بأعمال ترميم وإزالة ركام الأبنية المتضررة بالتعاون مع الجهات المختصة.
- تنفيذ يوم إنمائي خاص بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، شمل تعهد الأماكن الأثرية وتنظيف قلاع: بعلبك، سمار جبيل، طرابلس، المسلحة، جبيل، صيدا، صور وعنجر.
- إطلاق عملية بناء قاعدة معلومات جغرافية وطنية في إطار عملية التعاون اللبناني الفرنسي في مجال العلوم الجغرافية.
- أعمال تشجير وإخماد حرائق وإنقاذ مصابين في مختلف المناطق.
- رش مبيدات فوق سهول القمح في منطقة البقاع بواسطة طوافات عسكرية لمكافحة حشرة السونة.
- مشاركة أطباء وممرضين من الجيش في حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في العديد من المناطق.

إلى ذلك أولى الجيش اهتماماً خاصاً بمشكلة الألغام التي تتصل بالأمن والإنماء معاً، لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين وأعمالهم اليومية، واستغلالهم لأرزاقهم وممتلكاتهم، وقد بدأت هذه المشكلة مع انتهاء الأحداث عام 1990 وتفاقمت على اثر اندحار العدو الإسرائيلي في أيار من عام 2000، اذ استفاق اللبنانيون على احتلال من نوع آخر تمثل بوجود 550000 لغم خلّفها هذا العدو وراءه في مناطق الجنوب والبقاع الغربي، وقد تمكن الجيش بالاشتراك مع وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري الشقيق وفرق مختصة من دول صديقة ومؤسسات دولية غير حكومية حتى تاريخ 1/7/2005 من إنجاز ما يلي:
- تنظيف مساحة: 28.5 كلم2 من أصل 137 كلم2
- نزع وتفجير: 110000 لغم مضاد للآليات والأفراد من أصل 550000 ألف لغم.
- نزع وتفجير 87000 جسم غير منفجر
من جهة أخرى يستمر المكتب الوطني لنزع الألغام بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، بتنفيذ حملات الإرشاد والتوعية في جميع المناطق اللبنانية حيث أدت الجهود المبذولة إلى انخفاض كبير في معدل عدد الضحايا من 120 إصابة وقعت في العام 2000 إلى 14 إصابة في العام 2004.

د- إعادة تنظيم الجيش:


أدى صدور قانون إلغاء خدمة العلم، في 5/5/2005، وتوسيع دائرة الإعفاءات لحين إلغائها نهائياً بعد سنتين، إلى خفض عديد المجندين وتالياً عديد الجيش، مما دفع القيادة إلى القيام بإعادة تنظيم وهيكلة الجيش للبقاء على الجهوزية اللازمة لتنفيذ مهام الدفاع والأمن وفقاً للواقع المستجد، وجرت إعادة تنظيم الألوية بتخفيض عديدها وإنشاء أفواج جديدة، الأمر الذي وفَّر حركية واسعة وليونة في الإمرة مع المحافظة على الإنتاجية نفسها، وقد أخذت عملية إعادة التنظيم هذه طريقها إلى التنفيذ بحيث تنتهي خدمة العلم في موعدها المقرر ويبقى الجيش مضطلعاً بمهامه كاملةً.



4- جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري

يوم الرابع عشر من شهر شباط الفائت، كان قدر لبنان أن يشهد جريمة وحشية نكراء أدت إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان وعددٍ من رفاقهما. وقد أوقعت هذه الجريمة الصدمة والذهول في نفوس أبناء الوطن جميعاً، واهتز لها الضمير العالمي، نظراً للدور الوطني الكبير للرئيس الشهيد في إنجاز وثيقة الوفاق الوطني وإرساء مسيرة السلم الأهلي واطلاق عجلة الإنماء والإعمار والنهوض بالبلاد في مختلف المجالات، وأيضاً لدوره الخارجي في نسج علاقات إقليمية ودولية في سبيل خدمة قضايا ومصالح الشعوب العربية، ونشر ثقافة الحوار والانفتاح والسلام في العالم.

على اثر وقوع الجريمة شهدت البلاد هيجاناً شعبياً ساخطاً وشاجباً لها، إلى جانب تجاذبات سياسية حادة، ما دفع بقيادة الجيش إلى اتخاذ تدابير أمنية واسعة للحؤول دون استغلال الجريمة من قبل مندسين يعملون على نشر البلبلة والفوضى، بهدف ضرب مسيرة الاستقرار والسلم الأهلي وإحداث شرخ بين شرائح المجتمع اللبناني، وقد أدت هذه التدابير إلى ضمان حرية التعبير للمواطنين، وتوفير الأمن للتجمعات والمظاهرات الصاخبة، وحماية المؤسسات العامة والخاصة، وصولاً إلى السيطرة على الوضع واحتواء التداعيات الامنية للجريمة، ليبرهن الجيش مرة أخرى عن مسؤولية وطنية عالية وقدراً كبيراً من الحكمة والدقة في ادائه الذي كان موضع إعجاب وتقدير من الأوساط المحلية والمحافل الدولية على السواء.


5- العلاقات مع الجيوش الشقيقة والصديقة

يقيم الجيش علاقات مع جيوش شقيقة وصديقة وفي مقدمها الجيش العربي السوري الذي انتشرت قواته في لبنان نحو تسعٍ وعشرين سنة، أسهم خلالها بوقف الحرب وإعادة السلم الأهلي وبناء المؤسسات وفي طليعتها الجيش اللبناني حيث قدم إليه هبة تضمنت عدداً كبيراً من المدافع وآليات القتال، وأعتدة مختلفة، كما فُتِحَتْ المعاهد العسكرية السورية لتدريب ضباط وعسكريين لبنانيين بشكل واسع.
واعتباراً من العام 2001، بدأت اللجان العسكرية السورية – اللبنانية المشتركة المنبثقة عن اتفاق الطائف، اجتماعات متلاحقة توصلت إلى قرارات عدة،جرى بموجبها تنفيذ إعادة الانتشار على ست مراحل، وقد تمّ بنتيجتها عودة ثلثي القوات العربية السورية المنتشرة في لبنان إلى داخل سوريا، فيما غادر الثلث الأخير لبنان بتاريخ 26/4/2005 بموجب قرار صادر عن المجلس الأعلى السوري - اللبناني.
ولهذه المناسبة جرى احتفال وداعي في قاعدة رياق الجوية، حضره قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العربية السورية العماد علي حبيب وعدد كبير من الضباط اللبنانيين والسوريين والملحقين العسكريين الأجانب . وقد أعرب قائد الجيش في كلمة ألقاها خلال الاحتفال عن تقديره البالغ لسوريا، وأثنى على الدور الذي لعبه الجيش العربي السوري الشقيق دفاعاً عن أرض لبنان وشعبه من خلال تصديه البطولي للعدوان الإسرائيلي، وحيّا شهداءه الأبرار، وثمّن دوره في إعادة بناء الجيش والحفاظ على وحدة لبنان وأمنه واستقراره.

إن العلاقة بين لبنان وسوريا لا يمكن اختصارها بمسألة انتشار الوحدات العسكرية السورية، بل كانت وستبقى وليدة التاريخ والجغرافيا ويحكمها اتفاق الطائف الذي ارتضاه اللبنانيون والذي شدد على إقامة علاقات مميزة بين البلدين الشقيقين لمواجهة الأخطار الإسرائيلية ومختلف التحديات.
كما تستمر علاقات الأخوة مع سائر الجيوش العربية، إذ قدمت كل من المملكة العربية السعودية والكويت والمملكة الأردنية الهاشمية والجزائر هبات من الآليات والأعتدة العسكرية لصالح الجيش، من جهة أخرى يحافظ الجيش على علاقاته مع الجيوش الصديقة، إذ استفاد من فرصة أتاحتها الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق عتاد، وآليات بلغت نحو ثلاثة آلاف، وعدد من طوافات (uh1h) وزوارق مساندة قتال بأسعار رمزية، إضافةً إلى مساعدات أخرى في مجال نزع الألغام، والسلامة البحرية والبيئة والخدمات الطبية وغيرها... كما قدمت بريطانيا عدداً من الخافرات البحرية بأسعار رمزية، وقدمت فرنسا مساعدات خاصة بالقتال الجبلي وآليات عسكرية، إلى جانب مساهمات العديد من الدول الصديقة في برامج نزع الألغام، منها الصين وأوكرانيا واليونان وأسبانيا وإيطاليا واستراليا وجمهورية كوريا الجنوبية وغيرها، كما يتابع عدد كبير من الضباط اللبنانيين دورات عسكرية في سوريا ومصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وفي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا وبريطانيا وايرلندا وهولندا وألمانيا واليونان وسويسرا والصين والهند والباكستان، وفي المقابل تستقبل المعاهد العسكرية اللبنانية ضباطاً من سوريا والأردن والسعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا الإطار تؤكد القيادة على أن هذه العلاقات لم تكن يوماً لترسم سياسة الجيش أو لتتدخل في أدائه، بل هي علاقات تنبع من الصداقة بين الشعوب، والرغبة في التعاون بين الجيوش والاستفادة المتبادلة من تجاربها وخبراتها، كما أن الجيش يلتزم الثوابت الوطنية التي تملي عليه دوره الوطني ومهامه، وأن مساعدته من قبل الدول الصديقة ليس من شأنها تغيير هذه الثوابت وتعديل هذا الدور، بل أن المصلحة العامة للبلاد والإرادة الوطنية الجامعة هما اللتان تحددان الإطار العام لموقف الجيش واستراتيجيته.




خاتمة

في الذكرى الستين لعيد الجيش، رجال تحت أجنحة الشمس، وفي خضم العواصف والأخطار، يمضون أبداً على طريق الشرف والتضحية والوفاء، هانئين قانعين بما تحمله لهم الأقدار ومن حولهم يضج نهر دماء الشهداء الذي لا ينضب...
سلاحهم الأيمان بلبنان وإرث شعبهم العريق وتضحيات أسلافهم الأحرار، واعون لمسؤولياتهم الجسام ومدركون أن الأمانة كبيرة لكنهم يدركون أيضاً أن الوطن يستحق أكثر...

Honey Girl 07-31-2010 09:06 PM

الوطن في عهدة الوطن

http://www.lebarmy.gov.lb/image.asp?id=25314


ثلاث وستون سنة وما فتئ الجيش حاملاً رسالته في أبهى معانيها: شرف، تضحية، وفاء من أجل لبنان، وأكثر فأكثر يتجلى الدعم الرسمي والشعبي له، وتترسخ الثقة بدوره الوطني الجامع الموحد.
ثلاث وستون سنة من البذل والعطاء في سبيل الوطن، بعقل يبدع ويد تبني وبندقية تتصدى...

Honey Girl 07-31-2010 09:09 PM

وطن الحرية... أتسأل من أنا؟

• تجديد القسم وصون العلم

عاماً تلو عام، والشجرة تزهر وتثمر، وكأنها في ربيع دائم، عابر لكلِّ المواسم والفصول.
عاماً تلو عام، والشجرة بجذورها الضاربة في الأعماق تحفظ الأرض، وبأغصانها الشامخة نحو السماء، تظلل مساحة الوطن من أقصاه إلى أقصاه.

إنها شجرة الجيش في سنواتها الأربع والستين، تحرسها سواعد الأبطال، وترويها دماء الشهداء كلما زغرد النفير، لتظل باسقة خضراء، تنضح بعطر السيادة والحرية والاستقلال.

وصاحب العيد في صمته المدوّي ينادي: هذا إرثي وتلك إنجازاتي وتضحياتي، وها أنذا أجدد قسمي وأعلنه على الملأ، بأن أصون العلم بالمهج والأرواح، وأبقى الأكثر حباً لألوانه، والأوفى لمعانيه، والأشد تضحية في سبيل الحفاظ على كرامته وعنفوانه...



1- فجر الجيش

في 15 تشرين الثاني من العام 1916، أنشأت الحكومة الفرنسية فرقة الشرق في الجيش الفرنسي، التي انضم إليها مئات اللبنانيين، فشكلوا داخلها حالة لبنانية مميزة. وفي 26 كانون الثاني من العام 1926، أنشئ فوج "القناصة اللبنانية" الذي شكل نواة الجيش اللبناني.

كان الضباط اللبنانيون على درجة عالية من الوعي والمسؤولية، ترجمت برفضهم الانصياع لسلطة الانتداب. وفي 26 تموز من العام 1941، تنادى أربعون ضابطاً منهم، واجتمعوا في بلدة ذوق مكايل، ورفعوا الصوت بالولاء للوطن، رافضين أن يكونوا أداة لتحقيق مصالح الأجنبي، أو طرفاً في الحرب الدائرة بين الفرنسيين التابعين لحكومة فيشي من جهة، والفرنسيين التابعين لحكومة فرنسا الحرة (الديغوليين) وحلفائهم الإنكليز من جهة أخرى، ثم وقعوا وثيقة تاريخية، أقسموا فيها أنهم لن يعملوا إلاّ في سبيل لبنان، ولن يكون لهم علاقة إلاّ مع حكومته الوطنية.

قبيل إعلان استقلال لبنان في 22 تشرين الثاني من العام 1943، ضمت القطع العسكرية اللبنانية المختلفة إلى وحدة كبرى، هي اللواء الخامس بقيادة العقيد فؤاد شهاب. وبعد الاستقلال وضع فوج القناصة اللبنانية الثالث، بتصرف حكومة الاستقلال بغية حفظ الأمن، وبقي عظيم القوى المسلحة مندمجاً في جهازية الجيش الفرنسي.

بعد مضي سنة ونيف على الاستقلال، شكلت الحكومة اللبنانية وفداً رسمياً ليفاوض الفرنسيين حول تسلم الجيش اللبناني. بدأت المفاوضات في 12 تموز من العام 1945 في سراي شتورة، وانتهت في 31 من الشهر نفسه، بصدور قرار عن "هيئة أركان حرب القيادة المختلطة الإنكليزية ـ الفرنسية"، قضى بانتقال الجيش اللبناني الوطني إلى كنف الدولة اللبنانية المستقلة، وذلك اعتباراً من الساعة صفر من أول آب العام 1945، وكان عديده 2676 رتيباً وجندياً باستثناء الضباط، وعين الزعيم فؤاد شهاب قائداً للجيش والزعيم سليمان نوفل رئيساً لأركان حرب وزارة الدفاع. وفي هذا التاريخ، رفع العلم اللبناني بصورة نهائية على جميع المؤسسات الحكومية، وحضر فخامة الرئيس الشيخ بشارة الخوري مع أركان الدولة، أول عرض عسكري للجيش اللبناني أمام وزارة الدفاع الوطني، احتفالاً بهذه المناسبة.


2- الجيش والوطن

أ - المهمات الدفاعية

واجب الجيش الأول، هو الدفاع عن الوطن والشعب ضد أي اعتداء خارجي. وبذلك يوفّر سلامة المجتمع، ضامناً له سبل الاستقرار والتطور في مختلف الميادين.

منذ ولادته رسمياً في الأول من آب العام 1945، لم يتوان الجيش لحظة عن القيام بواجبه الدفاعي، حيث خاض خلال العام 1948 أولى معاركه البطولية في بلدة المالكية، التي استطاع تحريرها من العدو الإسرائيلي، رغم عدم التكافؤ في موازين القوى، ثم توالت بعد ذلك سبحة المواجهات مع هذا العدو، لا سيّما في منطقة سوق الخان العام 1970، وعلى محوري بيت ياحون ـ تبنين وكفرا ـ ياطر العام 1972، وفي صور العام 1975، مروراً باجتياحي العام 1978 والعام 1982، وعمليتي تصفية الحساب في العام 1993، وعناقيد الغضب في العام 1996، ومواجهات عرب صاليم والأنصارية في العام 1997.

وبفعل صمود الجيش،وبسالة المقاومة الوطنية عند خطوط المواجهة، إلى جانب تشبث اللبنانيين بحقهم، وتقديمهم أغلى التضحيات في سبيل تحرير أرضهم، اضطر العدو الإسرائيلي مكرهاً إلى الاندحار عن القسم الأكبر من الجنوب والبقاع الغربي، فكان إنجاز التحرير في 25 أيار العام 2000. لكن الاحتلال بقي جاثماً على أرض مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، والتي لا تزال تنتظر فك أسرها.

ثم كانت الملحمة الوطنية الكبرى في عدوان تموز 2006، حيث وقف اللبنانيون بجيشهم وشعبهم ومقاومتهم، صفاً واحداً في مواجهة العدو الإسرائيلي، الذي شن حرباً وحشية ضد لبنان، في عملية تدمير منهجي لبناه التحتية ومنشآته، واستهداف واضح للمواطنين الأبرياء في كلّ بقعة من الوطن.

وخلال هذه الحرب، كان الجيش في ساحة المواجهة، يعكس صورة الوطن المقاوم، إذ قامت وحداته في أماكن انتشارها، بأداء دورها الدفاعي بكل القدرات المتاحة لديها، من خلال التصدي للطائرات المعادية، وإحباط العديد من محاولات الإنزال والتسلل، مقدماً نحو 50 شهيداً وعدداً كبيراً من الجرحى، امتزجت دماؤهم مع دماء الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاومين الأبطال، في ساحات الصمود والكرامة.

وبعد مرور أكثر من شهر كارثي ومأسوي على الصعد كافة، على الحجر كما على البشر، مترافق مع صمود لبناني قلّ نظيره، تبنّى مجلس الأمن فجر 11 آب وبالإجماع القرار 1701، الذي دعا إلى وقف كامل لجميع الأعمال الحربية على أمل التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.

عند الثامنة من صباح 14 آب توقف العدوان الإسرائيلي، لتنطلق رحلة عودة النازحين إلى أرضهم وبيوتهم، ويسارع الجيش اللبناني للتوجه إلى حدوده الجنوبية، بعد غياب جاوز الثلاثة عقود.

حالياً، يواظب الجيش على أداء مهماته الدفاعية في الجنوب بمؤازرة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وهو على جهوزية دائمة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي محتمل، بكلّ الإمكانات المتوافرة ومهما بلغت التضحيات، وتشديداً على قدسية هذه المهمة، خاطب قائد الجيش العماد جان قهوجي، العسكريين في أمر اليوم الصادر بمناسبة عيد المقاومة والتحرير قائلاً:" اعلموا أن الحفاظ على إنجاز التحرير، يعتبر من أولى واجباتكم والتزاماتكم، لأنه في تحقيق هذا الهدف النبيل، تبرّون بالقسم، وتحفظون أمانة الشهداء، وفي انتشاركم بين أهلكم ومواطنيكم على امتداد الحدود الجنوبية، حيث موقعكم الطبيعي ودوركم الأساس، إنما تؤكدون التمسك بهذا الإنجاز، والإصرار على استرجاع أرضنا التي لا تزال قيد الاحتلال، وصولاً إلى تحقيق السيادة الناجزة على كامل ترابنا الوطني".

وتأكيداً على تمسك الجيش بكلّ شبرٍ من تراب الوطن، تواصل لجنة عسكرية مختصة بالتعاون مع القوات الدولية، مهمة إعادة وضع المعالم عند الخط الأزرق الذي تعرض قسم منه للتشويه، في أثناء عدوان تموز، بحيث تمكنت هذه اللجنة في سياق عملها، من تحديد أراضٍ محررة ومهجورة، تبلغ مساحتها نحو ثلاثة ملايين ومئة ألف متر مربع، وتعمل قيادة الجيش بالتعاون مع القوات الدولية والسلطات الرسمية، على تنظيف هذه الأراضي من الألغام وشق طرقات إليها، تمهيداً لتسليمها إلى أصحابها.


ب - المهمات الأمنية

يقوم الجيش بتنفيذ مهماته الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية، مستنداً في ذلك إلى جملة من المبادئ أبرزها:

- الجيش مؤسسة وطنية جامعة، تنأى بنفسها عن الطائفية والفئوية والتجاذبات السياسية، وتلتزم القوانين والأنظمة النافذة وقرارات السلطة الإجرائية، في إطار المصلحة الوطنية العليا.

- التجرد المطلق في معاملة المواطنين وتطبيق مبادئ العدالة والمساواة، حفاظاً على الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.

- تأمين استمرارية تنفيذ الإجراءات والتدابير الأمنية من خلال الشفافية في القيادة والإدارة والموقف، والسهر على متابعة الأوضاع، والحزم والسرعة في تنفيذ المهمات، وعدم التهاون مع أي إخلال بالأمن.

وقد كان للجيش خلال السنوات الماضية، الدور الأساس في ضبط الأمن وتثبيت الاستقرار، رغم الانقسامات السياسية الحادة التي شهدتها البلاد، وما رافقها من مظاهرات واعتصامات وأحداث أمنية خطيرة، حيث شكّل تدخل الجيش الحازم والسريع لمحاصرة الأحداث ومنع تفاقمها، الفسحة تلو الأخرى، لعودة الجميع إلى طريق التلاقي والحوار. وخلال هذا العام نفذت وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية حملة واسعة لمكافحة الجرائم المنظمة على أنواعها، حيث تم توقيف مئات الأشخاص المطلوبين للعدالة، بجرائم قتل وسرقة وتزوير عملات وإطلاق نار وتجارة مخدرات، كما تم ضبط معمل ضخم لتصنيع هذه المادة، إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة. وعلى خلفية الحملة المذكورة، تعرضت آلية للجيش لكمين غادر، نصبه مسلحون في منطقة البقاع، مما أدى إلى استشهاد أربعة عسكريين وإصابة ضابط بجروح.

في الإطار الأمني أيضاً، حققت القوة المشتركة، المكلفة بمهمة ضبط ومراقبة الحدود البرية والبحرية اللبنانية، والتي تضم وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام والجمارك، إنجازات مهمة في مجال منع التسلل غير الشرعي، ووقف أعمال التهريب على جانبي الحدود اللبنانية ـ السورية في منطقة الشمال، وقد تم استحداث معبر حدودي جديد في محلة وادي خالد، بهدف التخفيف من أعباء تنقلات المواطنين، في حين يستمر التعاون بين لجان عسكرية من الجيشين اللبناني والسوري، لمعالجة المشاكل الناجمة من التداخل الجغرافي والسكاني، خصوصاً في ما يتعلق بقضايا التعليم واستثمار الأراضي الزراعية.

من جهة أخرى، بدأت قيادة الجيش التحضير للمشروع المتعلق بضبط كامل الحدود الشرقية، على أن يباشر تنفيذ المرحلة الأولى مع مطلع العام 2010، وينتهي تنفيذ المرحلة الثالثة مع مطلع العام 2012. ولهذه الغاية تم إنشاء فوج الحدود البرية الأول، كما يجري الإعداد لإنشاء أفواج أخرى، من شأنها تغطية جميع القطاعات الحدودية.

• مواجهة الإرهاب

تعاني شعوب العالم قاطبة من الإرهاب، الذي يتهدد استقرارها الأمني والاجتماعي والاقتصادي. وبالنسبة إلى لبنان، يعتبر الإرهاب من أشد المخاطر المحدقة بالكيان، كونه يشكّل النقيض الواضح للصيغة اللبنانية، القائمة على العيش المشترك بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني، وانفتاح هذا الأخير على سائر مجتمعات العالم.

ولقد واجه الجيش بكلّ قوة وحزم الجماعات والتنظيمات الإرهابية في عدة مراحل، كان أبرزها، مواجهة تنظيم فتح الإسلام في العام 2007 في نهر البارد، حيث تمكن الجيش مدعوماً بالتفاف شعبي عارم، من تحقيق انتصار كامل على هذا التنظيم، بعد أن قدم 171 شهيداً ومئات الجرحى قرابين طاهرة على مذبح الوطن. غير أن يد الإرهاب عادت لاحقاً لتستهدف الجيش، في ثلاثة انفجارات غادرة، طاول أحدها مركزاً عسكرياً في محلة العبدة بتاريخ 31/5/2008، وآخران طاولا عسكريين عزّلاً، أثناء تجمعهم للانتقال إلى مراكز عملهم، في محلتي التل والبحصاص في مدينة طرابلس، بتاريخي 13/8/2008 و29/9/2008.

ولقد كان رد الجيش حازماً وسريعاً على مستوى هذه الأحداث الخطيرة، حيث باشرت مديرية المخابرات بالتعاون مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بحملة تقصٍ ورصد وتعقب للمجرمين، أفضت بتاريخ 12/10/2008، وفي أوقات لاحقة، إلى توقيف معظم أفراد الخلية الإرهابية الضالعة في التفجيرات المذكورة، ليتحقق بذلك الوعد الذي أطلقه العماد قهوجي خلال تفقده مكان انفجار البحصاص، حين أكد بأن الجناة لن يفلتوا من يد العدالة، وأن أي تطاول على الجيش أو اعتداء على المواطنين لن يمرّ من دون ردع وعقاب.

وخلال هذا العام تمكنت مديرية المخابرات في الجيش، من تفكيك العديد من الشبكات الإرهابية، أبرزها شبكة تابعة لتنظيم القاعدة، كانت تعد لتنفيذ تفجيرات ضخمة في لبنان وعددٍ من الدول العربية.


Honey Girl 07-31-2010 09:10 PM

http://www.syria-event.sy/data/thum/1239628452.jpg

• مكافحة التجسس

تعتبر عمليات التجسس، من أهم الوسائل التي يستخدمها العدو الإسرائيلي ضد لبنان في أوقات السلم والحرب، للحصول على معلومات مختلفة، يستفيد منها أثناء أعماله العسكرية، أو لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات إرهابية، بهدف النيل من وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين أبنائه، لكن الجيش كان دائماً بالمرصاد لهذا الخطر، بحيث استطاع في الأعوام المنصرمة من تفكيك العديد من الشبكات العميلة، أبرزها شبكة محمود رافع الذي اعترف بضلوعه في جرائم عديدة، من بينها جريمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا بتاريخ 26/5/2006. غير أن الإنجاز الأكبر على هذا الصعيد، تحقق خلال العامين 2008 و2009، إثر تمكن مديرية المخابرات بالتعاون مع سائر الأجهزة الأمنية، من كشف عشرات الشبكات المتعاملة مع الموساد الإسرائيلي وتوقيف معظم أفرادها، وقد ضبط بحوزة هؤلاء، أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة للغاية، فيما اعترفوا بإقدامهم على جمع معلومات عن مراكز عسكرية وحزبية، ورصد تحركات مسؤولين سياسيين وعسكريين، والتحضير للقيام بأعمال تخريبية لصالح العدو.

وإزاء ضخامة هذه الشبكات واستدراج عدد ضئيل من العسكريين إليها، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، التصميم على اقتلاع أشواك العمالة من جسم الوطن حتى النهاية، وأن لا مظلة فوق رأس أحد مهما علا شأنه.

كما عممت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان:"خطر التجسس الإسرائيلي" جاء فيها:"لقد كان واضحاً أن العدو الإسرائيلي لن يسكت عن هزيمته في حرب تموز 2006، وقبلها اندحاره عن الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية المحتلة في أيار العام 2000، لذلك جاء تركيزه على تجنيد العملاء ومحاولة اختراق الساحة اللبنانية وزرع الشقاق بين اللبنانيين، بهدف تحويل هزيمته إلى انتصار". وفي أي حال، إن النصر يصنعه كبار النفوس لا صغارها، والقوة العسكرية الإسرائيلية التي فشلت في تحقيق أي هدف خلال مواجهة بلد صغير كلبنان، لن تستطيع تعويض هذا الفشل بأساليبها الدنيئة، فنحن أقوياء بوعينا الوطني، ومتانة جبهتنا الداخلية، كما أن مؤسستنا قوية بثوابتها الوطنية والعسكرية، والكل يدرك بأنّ الجسم القوي قادر على لفظ أي طارئ دخيل، والعميل كما هو واضح وثابت، لا يمثل إلاّ نفسه.

• الانتخابات النيابية

ليست المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات النيابية في لبنان، ويضطلع الجيش بمهمة توفير الأمن لها على أكمل وجه، بيد أن التحدي الكبير الذي واجهه الجيش خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير، هو إجراء هذا الاستحقاق في مختلف المناطق اللبنانية وفي يوم واحد، إضافة إلى ما رافقه من شحن إعلامي غير مسبوق، واصطفافات سياسية حادة.

لكن قيادة الجيش احتاطت جيداً لحجم المهمة، وما يمكن أن تواجهه من صعوبات، فقامت بحشد أقصى الطاقات والجهود، ووضع خطة مفصلة ودقيقة، شاركت بتنفيذها معظم وحدات الجيش بما فيها الوحدات الإدارية واللوجستية، فيما تم إجراء عدة تمارين تجريبية قبيل الانتخابات للتأكد من حسن التنفيذ.

والى جانب التحضير العملاني والتقني للمهمة، شددت القيادة على التزام العسكريين عدم التعاطي من قريب أو بعيد، بمجريات العمليات الانتخابية الخارجة عن نطاق مهمتهم، والحفاظ على أمن المواطنين وحريتهم من دون استثناء، ووجوب التدخل الفوري لحسم الاشكالات ومنع تفاقمها.

وهكذا نجح الجيش في أداء واجبه، مذللاً بإرادته وعزمه كلّ ما اعترضه من عقبات، فكان مرة أخرى موضع ثناء وتقدير اللبنانيين جميعاً، والمراقبين المحليين والدوليين على السواء. وتتويجاً لهذا النجاح، بادر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إلى تقليد قائد الجيش العماد جان قهوجي وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وذلك تقديراً لجهود المؤسسة العسكرية بشخص قائدها.


ج - المهمات الإنمائية

ارتبط الجيش اللبناني منذ نشأته ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع، ليس من خلال المهمات الدفاعية والأمنية المنوطة به وما يترتب على ذلك من علاقات مع المواطنين فحسب، إنما أيضاً من خلال اهتمامه بالمجالات الاجتماعية والخدمات التي يؤديها حيث تدعو الحاجة، إدراكاً منه بأن الأمن والنهوض الإنمائي والاقتصادي في البلاد، هما توأمان لا ينفصلان.

ومن المهمات الإنمائية التي نفذها الجيش ولا يزال: المشاركة في تأهيل المرافق السياحية والمواقع الأثرية، القيام بحملات تنظيف للشواطئ وبأعمال تشجير وإخماد حرائق، شق طرقات في الأماكن النائية، رفد بعض الإدارات الرسمية بالخبرات والوسائل والطاقات البشرية، تقديم المساعدات اللازمة لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الفنية والثقافية والاجتماعية، القيام بعمليات إخلاء وإنقاذ، وتشكيل لجان لتخمين الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة...

من ناحية ثانية، أولى الجيش اهتماماً خاصاً بمشكلة الألغام المتصلة بالأمن والإنماء معاً، نظراً لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين وأعمالهم اليومية واستثمارهم لأرزاقهم. وقد بدأت هذه المشكلة مع انتهاء الأحداث في العام 1990، وتفاقمت على أثر اندحار العدو الإسرائيلي في أيار من العام 2000، إذ استفاق اللبنانيون على احتلال من نوع آخر، تمثل بوجود نحو 550،000 لغم خلفها هذا العدو وراءه في مناطق الجنوب والبقاع الغربي، ثم بلغت المشكلة ذروتها مع عدوان تموز، حيث أسقط العدو الإسرائيلي أكثر من مليون قنبلة عنقودية فوق أرض الجنوب. وقد تمكن الجيش بالاشتراك مع فرق مختصة من دول شقيقة وصديقة، ومنظمات دولية غير حكومية، حتى تاريخ 1/7/2009 من إنجاز ما يلي:
- نزع وتفجير 125000 لغم مضاد للأشخاص والآليات، و 41000 قذيفة وقنبلة غير منفجرة، و 195000 قنبلة عنقودية، و511 قنبلة وصاروخ طيران، و75000 جسم مشبوه.
- تنظيف مساحة 91 كلم2 من أصل 165 كلم2 من الألغام والقذائف غير المنفجرة.
- تنظيف مساحة 38 كلم2 من أصل 48 كلم2 من القنابل العنقودية.

من جهة أخرى يستمر المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، بتنفيذ حملات الإرشاد والتوعية في جميع المناطق اللبنانية، حيث أدت الجهود المبذولة إلى انخفاض كبير في معدل الضحايا سنوياً.

3 ـ رجل الوفاء في عرين الوفاء

شاءت الظروف الاستثنائية التي مرّت بها البلاد خلال العام المنصرم، أن ينتقل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، من سدة قيادة الجيش إلى موقع الرئاسة، من دون أن تجرى مراسم التسلم والتسليم اللازمة وفقاً للمعتاد. وهذا ما حدا بقيادة الجيش إلى تنظيم حفل تكريمي لفخامته في اليرزة بتاريخ 6/2/2009، حضره إلى جانب فخامة الرئيس، وزيرا الدفاع والداخلية، وقائد الجيش العماد جان قهوجي وأركان القيادة وكبار ضباطها، ومدعوون آخرون.

وقد ألقى فخامة الرئيس كلمة بالمناسبة، شكر فيها القيادة على إقامة الحفل، وأكد أن الجيش هو بمثابة العمود الفقري للدولة، وهو صمام الأمان في مواجهة الأخطار الثلاثة التي تتهدد لبنان، والمتمثلة بالعدو الإسرائيلي والإرهاب والفتنة الداخلية.

من جهته ألقى العماد قهوجي كلمة أكد فيها الالتزام بالثوابت الوطنية، وبالنهج الذي أرسى دعائمه فخامة الرئيس في المؤسسة العسكرية، ومما قاله:"حين أتيت إلى قيادة الجيش متسلحاً بثقتكم الغالية، شعرت بملء الفخر والاعتزاز وأنا أشهد بأم العين بصماتكم الواضحة في ما تحقق من إنجازات مشرقة، هي ثمرة سهركم الدائم وعصارة جهودكم اللامحدودة، ووجدت أنه من السهولة بمكان، السير قدماً في عملية تطوير المؤسسة أكثر وأكثر، لا سيّما وأننا نرى في موقعكم الجديد سنداً دائماً لها، وفي رعايتكم الكريمة خير معين ونصير".

4 ـ متابعة تطوير المؤسسة العسكرية

تعتبر عملية تطوير المؤسسة العسكرية، من أهم العوامل التي تسهم في تعزيز قدرات المؤسسة والحفاظ على كفاءتها القتالية، بما يتناسب مع حجم المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن. وقد أولت القيادة مواضيع العديد والتدريب والتجهيز الاهتمام الأقصى، فعمدت إلى تمديد الخدمات لبعض المجندين السابقين وتطويع الراغبين منهم بصورة تدريجية، كما عمدت إلى تكثيف الدورات التدريبية في الداخل والخارج على مختلف المستويات، إلى جانب تفعيل التعليم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان وفي سائر المعاهد والمدارس، بهدف تأهيل الضباط القادة لتسلم وظائف قيادية عليا، وتنشئة ضباط ورتباء وأفراد جدد، يتحلّون بكفاءة عسكرية عالية.

وفي إطار سعيه الحثيث لتأمين الأسلحة والتجهيزات الضرورية للجيش، زار قائد الجيش العماد جان قهوجي، كلاً من الجمهورية العربية السورية والولايات المتحدة الأميركية وجمهورية مصر العربية ودولتي قطر والكويت، حيث عرض خلال لقائه مع مسؤولين سياسيين وعسكريين لحاجات الجيش، واطلع على المساعدات الممكنة. وقد أثمرت هذه الزيارات نتائج جيدة، خصوصاً في مجالي التدريب واللوجستية. وقد أكدت قيادة الجيش مراراً، اعتزازها بعلاقات التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة، وقبولها المساعدات العسكرية منها، شرط ألاّ تشكل هذه المساعدات وسيلة للتدخل في شؤون المؤسسة العسكرية وأدائها، أو حجة لتعديل دورها الوطني، النابع فقط من الإرادة الوطنية الجامعة والقرار السياسي للسلطة الإجرائية.

في مجال آخر، واظبت القيادة على تحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للعسكريين، لا سيما من خلال رفع مستوى الطبابة العسكرية، لجهة رفدها بالأجهزة الطبية المتطورة وبالكفاءات البشرية، إضافة إلى تفعيل عمل جهاز الإسكان العسكري، واستحداث مبانٍ ومنشآت إضافية، من بينها المبنى الجديد للنادي العسكري المركزي في محلة المنارةـ بيروت، الذي تم تشييده بالاعتماد على اشتراكات الضباط، والقدرات الذاتية للمؤسسة العسكرية. مع الإشارة إلى أن قيادة الجيش قد أنجزت الدراسات الهندسية المطلوبة لإنشاء مستشفى عسكري نموذجي، وهي بانتظار تحقيق التمويل اللازم للبدء بتنفيذ هذا المشروع.

5 ـ الجيش... الوجه الآخر

حين يتعانق حب الشهادة مع حب الحياة، تفيض عين الوطن صوراً مشرقة، تبشر بربيع مزهر وحصاد وفير. ويتجلى وجه جيشنا الآخر، وجه الحياة، عبر مشاركته في ميادين المجتمع المدني كعنصر فاعل بكل ما للكلمة من معنى.
فعسكريو الجيش بمختلف رتبهم، يتخرجون من المؤسسات التعليمية حاملين الشهادات المهنية والثقافية، ويقتحمون مختلف النشاطات الفكرية.

وفي عالم الموسيقى تشارك موسيقى الجيش في مهرجانات واحتفالات تعزف فيها الأناشيد الوطنية، والأغاني الفولكلورية والمقطوعات الكلاسيكية العالمية.

وفي مجال الطب والهندسة والتكنولوجيا، يشارك أطباء الجيش ومهندسوه وتقنيوه في مؤتمرات كثيرة، محلية وعالمية، وأينما حلّوا كانوا موضع ثناءٍ وتقدير.

وفي الحياة الثقافية بأوجهها كافة تشارك قيادة الجيش عبر ممثلين للقائد في معظم وجوه الثقافة من افتتاح مهرجانات ومعارض فنية، إلى توقيع كتب وإقامة ندوات فكرية، وكان من بين النشاطات البارزة هذا العام، مشاركة الجيش بفعالية في المعرض الأمني الذي نظمته شركة "INEGMA" في البيال، برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
وفي المجال الرياضي، دخل الجيش بقوة عالم الرياضة، فكان له دور بارز بين الاتحادات الرياضية الوطنية، وشاركت بعثاته في معظم البطولات العسكرية العربية والدولية. وفي حدث رياضي مميز هذا العام، نظم الجيش خلال شهري آذار ونيسان المنصرمين، سباق إغارة الأرز في التزلج، بين بلدتي تنورين وبشري، وسباق تحدي القمة في جبل المكمل، شاركت فيهما فرق رياضية من الجيش والأجهزة الأمنية وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، إلى جانب رياضيين مدنيين من الذكور والإناث، وخلال شهر تموز الفائت، نظّم الجيش البطولة العربية العسكرية الرابعة في سباق العدو الريفي.

• خاتمة

في الذكرى الرابعة والستين لتأسيسه، يستمر الجيش في أداء رسالته، بإيمان راسخ وعزيمة لا تعرف الكلل. يمناه تحمي ويسراه تجمع، وشعلة تضحياته تدحر الظلمات عن وجه الوطن، وتفتح له درباً إلى الشمس، ليبقى كما شاءه الأجداد والآباء، وكما تحلم به الأجيال، وطن الحرية والكرامة والإنسان...


Honey Girl 07-31-2010 09:17 PM

يعتبر الأول من شهر آب العام 1945 ، الموعد الرسمي لتأسيس الجيش اللبناني، لكن عمره الحقيقي لا يختصر ببضعة عقود من الزمن، فالجيش هو ابن الشعب، والشعب هو ابن التاريخ، وروح الجندية نبضت في عروق أول لبناني وجد على أرض لبنان، وغرس أرزة الخلود الأولى فوق قممه الشماء، وآمن به وطناً نهائياً أبدياً لأبنائه وأحفاده من بعده.
أما ونحن في صدد التكلم على الموعد الرسمي لانطلاق مسيرة الجيش، والظروف التي واكبت نشأته، فيمكن اختصار تلك المسيرة على النحو الآتي:
في الخامس عشر من تشرين الثاني العام 1916، أنشأت الحكومة الفرنسية فرقة الشرق في الجيش الفرنسي، التي انضم إليها مئات اللبنانيين، فشكلوا داخلها حالة لبنانية مميزة. وفي 26 كانون الثاني من العام 1926، أنشئ فوج "القناصة اللبنانية" الذي شكل نواة الجيش اللبناني.

كان الضباط اللبنانيون على درجة عالية من الوعي والمسؤولية، ترجمت برفضهم الانصياع لسلطة الانتداب. وفي 26 تموز من العام 1941، تنادى أربعون ضابطاً منهم، واجتمعوا في بلدة ذوق مكايل، ورفعوا الصوت بالولاء للوطن، رافضين أن يكونوا أداة لتحقيق مصالح الأجنبي، أو طرفاً في الحرب الدائرة بين الفرنسيين التابعين لحكومة فيشي من جهة، والفرنسيين التابعين لحكومة فرنسا الحرة (الديغوليين) وحلفائهم الإنكليز من جهة أخرى، ثم وقعوا وثيقة تاريخية، أقسموا فيها أنهم لن يعملوا إلاّ في سبيل لبنان، ولن يكون لهم علاقة إلاّ مع حكومته الوطنية.
قبيل إعلان استقلال لبنان في 22 تشرين الثاني من العام 1943، ضمت القطع العسكرية اللبنانية المختلفة إلى وحدة كبرى، هي اللواء الخامس بقيادة العقيد فؤاد شهاب. وبعد الاستقلال وضع فوج القناصة اللبنانية الثالث، بتصرف حكومة الاستقلال بغية حفظ الأمن، وبقي عظيم القوى المسلحة مندمجاً في جهازية الجيش الفرنسي.

بعد مضي سنة ونيف على الاستقلال، شكلت الحكومة اللبنانية وفداً رسمياً ليفاوض الفرنسيين حول تسلم الجيش اللبناني. بدأت المفاوضات في 12 تموز من العام 1945 في سراي شتورة، وانتهت في 31 من الشهر نفسه، بصدور قرار عن "هيئة أركان حرب القيادة المختلطة الإنكليزية ـ الفرنسية"، قضى بانتقال الجيش اللبناني الوطني إلى كنف الدولة اللبنانية المستقلة، وذلك اعتباراً من الساعة صفر من أول آب العام 1945، وكان عديده 2676 رتيباً وجندياً باستثناء الضباط، وعين الزعيم فؤاد شهاب قائداً للجيش والزعيم سليمان نوفل رئيساً لأركان حرب وزارة الدفاع. وفي هذا التاريخ، رفع العلم اللبناني بصورة نهائية على جميع المؤسسات الحكومية، وحضر فخامة الرئيس الشيخ بشارة الخوري مع أركان الدولة، أول عرض عسكري للجيش اللبناني أمام وزارة الدفاع الوطني، احتفالاً بهذه المناسبة.


2 - خمسة وستون عاماً في خدمة لبنان

منذ تأسيسه وحتى اليوم، والجيش يلتزم قسمه ويؤدي واجبه، باذلاً الجهد والتعب والعرق، ومقدماً التضحيات الجسام على مذبح لبنان. وبصرف النظر عن تبدل الظروف وتنوع المهمات، كان هدفه الأسمى ولا يزال، الحفاظ على تراب البلاد وسلامة أبنائها، ودرء المخاطر عنهم، أكانت خارجية أم داخلية.
وانطلاقاً من هذا الهدف تمحور دور الجيش حول ثلاث مهمات رئيسة: الدفاع، الأمن والإنماء.


• مكافحة التجسس

تعتبر عمليات التجسس، من أهم الوسائل التي يستخدمها العدو الإسرائيلي، تمادياً في تنفيذ مخططاته الإجرامية ضد لبنان في أوقات السلم والحرب، وسعياً للحصول على معلومات مختلفة، يستفيد منها أثناء أعماله العسكرية، أو لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات إرهابية، بهدف النيل من وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين أبنائه. لكن الجيش كان دائماً بالمرصاد لهذا الخطر، بحيث استطاع في الأعوام المنصرمة تفكيك العديد من الشبكات العميلة، الضالعة إحداها بجريمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا بتاريخ 26/5/2006. غير أن الإنجاز الأكبر على هذا الصعيد، تحقق خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، إثر تمكن مديرية المخابرات بالتعاون مع سائر الأجهزة الأمنية، من كشف عشرات الشبكات والعناصر المتعاملة مع الموساد الإسرائيلي، والتي استهدف بعضها قطاعات أمنية واجتماعية وخدماتية، كان آخرها قطاع الاتصالات.
وقد ضبط بحوزة عدد من العملاء الموقوفين، أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة للغاية، فيما اعترفوا بإقدامهم على جمع معلومات عن مراكز عسكرية وحزبية، ورصد تحركات مسؤولين سياسيين وعسكريين، والتحضير للقيام بأعمال تخريبية لصالح العدو.



• أبرز مهمات الإنقاذ التي نفذها الجيش خلال هذا العام

- إنقاذ مواطنين محاصرين بالثلوج والحرائق.
- تدخل القوات البحرية اللبنانية بالتعاون مع البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لإغاثة ركاب الباخرة البنامية Danny f II، التي تعرضت للغرق قبالة شاطئ طرابلس بتاريخ 17\2\2010، حيث تمكنت هذه القوى من إنقاذ 39 بحاراً وانتشال 11 جثة ضحية، من أصل 83 راكباً كانوا على متنها.
- إنقاذ الباخرة التجارية Seaway من الغرق، وقطرها إلى مرفأ طرابلس، إثر جنوحها الناجم عن تسرّب المياه إلى داخلها.
- انتشال ضحايا الطائرة الأثيوبية المنكوبة نوع بوينغ 737-800، والصندوقين الأسودين، إثر سقوطها في البحر قبالة شاطئ رأس الناعمة.


• حادث سقوط الطائرة الأثيوبية

فجر الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني العام 2010 ، تعرضت الطائرة الأثيوبية نوع بوينغ737-800 لحادث مأساوي أدى إلى سقوطها في البحر قبالة شاطئ رأس الناعمة، وعلى متنها 90 راكباً.
بعد مرور ساعة على حصول الحادث، تمكنت قيادة الجيش من تحديد بقعة سقوط الطائرة، فيما باشرت القوات البحرية والجوية والبرية عملية البحث والتفتيش عن الركاب، بمؤازرة وحدات بحرية تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
في هذه الأثناء، حضر إلى غرفة العمليات في قيادة الجيش كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووزير الدفاع الوطني الياس المر، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، للاطلاع على عمل الوحدات وتم التأكيد على حشد كل الطاقات لإنجاز المهمة، على أن تكون الأولوية لإنقاذ الأحياء، ومن ثم انتشال جثث الضحايا والحطام.
لقد أدى انشطار الطائرة إلى أجزاء من جراء ارتطامها بالبحر، والطقس العاصف الذي رافق الحادث، إلى اتساع بقعة التفتيش، وبالتالي زيادة صعوبة المهمة. لكن المتابعة الحثيثة من قبل قيادة الجيش، والخطة المنهجية التي وضعت بهذا الشأن، إلى جانب جهود القوى الأخرى المشاركة في التنفيذ، كانت كفيلة بتذليل الكثير من العقبات والصعاب، حيث تمكن غطاسو الجيش خلال اليومين الأولين من انتشال 14 جثة إضافة إلى أجزاء من الحطام.

وعلى الرغم من المعلومات التي أثيرت حول التقاط إشارات بثها الصندوق الأسود من هنا وهناك، تابع غطاسو فوج مغاوير البحر والقوات البحرية وفوج الهندسة، بمواكبة وحدات من الطبابة والشرطة العسكرية، أعمال البحث والإخلاء في البقعة التي حددتها قيادة الجيش بادئ الأمر، أي قبالة شاطئ رأس الناعمة، حيث تمكنوا بتاريخ 7/2/2010 من انتشال الجناحين الخلفيين وأحد الصندوقين الأسودين، وبتاريخ 11/2/ 2010 انتشال قاعدة الصندوق الأسود الثاني، فيما تم بتاريخ 16/2/2010 انتشال مسجّل محادثات قمرة القيادة العائد للصندوق الثاني، وصولاً إلى انتشال جميع ضحايا الطائرة.
لقد أثبتت هذه التجربة وعلى مرارتها، عمق التزام العسكريين قضايا شعبهم، ومدى استشعارهم لمسؤولياتهم الوطنية وواجبهم في احتضان شعبهم خلال الأزمات والكوارث، في ما يعتبر الإنجاز الذي حققه الجيش في هذه المهمة، أمام إمكاناته المتواضعة والعوامل الجوية القاسية، إنجازاً نوعياً بكلّ المعايير والمقاييس، في الوقت الذي يسجّل فيه التاريخ شواهد كثيرة على عجز أكثر الدول تقدماً عن انتشال ضحايا حوادث مماثلة.



• نزع الألغام

أولى الجيش اهتماماً خاصاً بمشكلة الألغام المتصلة بالأمن والإنماء معاً، نظراً لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين وأعمالهم اليومية واستثمارهم لأرزاقهم.
و تتركز هذه المشكلة في منطقة الجنوب، نتيجة العدد الكبير من الألغام والقنابل العنقودية التي زرعها العدو الإسرائيلي أو أسقطها فوق الأراضي اللبنانية، إن كان قبل اندحاره في أيار من العام 2000، أوخلال عدوان تموز العام 2006 ، والمتمثلة بنحو 550،000 لغم و أكثر من مليون قنبلة عنقودية. وقد تمكن الجيش بالاشتراك مع فرق مختصة من دول شقيقة وصديقة، ومنظمات دولية غير حكومية، حتى تاريخ 1/7/2010 من إنجاز ما يلي:

- نزع وتفجير 132000 لغم مضاد للأشخاص والآليات، و 44000 قذيفة وقنبلة غير منفجرة، و 200000 قنبلة عنقودية، و518 قنبلة وصاروخ طيران، و80000 جسم مشبوه.
- تنظيف مساحة 114 كلم2 من أصل 226كلم2 من الألغام والقذائف غير المنفجرة.
- تنظيف مساحة 23 كلم2 من أصل 43 كلم2 من القنابل العنقودية.
من جهة أخرى يستمر المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، بتنفيذ حملات الإرشاد والتوعية في جميع المناطق اللبنانية، حيث أدت الجهود المبذولة إلى انخفاض كبير في معدل الضحايا سنوياً.


- نشاطات متنوعة

يحرص الجيش باستمرار على تمتين جسور التواصل مع المجتمع المدني المحلي، واللبنانيين المنتشرين في عالم الاغتراب، إضافة إلى الجيوش الشقيقة والصديقة، وذلك على المستويات الثقافية والاجتماعية والطبية والرياضية. وتشمل هذه النشاطات، المشاركة في الاحتفالات والندوات والمؤتمرات والمعارض، من خلال ممثلين عن القائد ووفود وبعثات عسكرية.
ومن أهم النشاطات البارزة التي شارك فيها الجيش أو قام بتنظيمها بين العامين 2009 و2010:
- استضافة البطولة العربية العسكرية الرابعة للعدو الريفي.
- استضافة الندوة العربية العسكرية الثالثة لطب الرياضي.
- استضافة البطولة العربية العسكرية الثانية لكرة الطائرة.
- المشاركة بفعالية في المعرض الأمني الذي نظمته شركة "INEGMA" في البيال، برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
- تنظيم سباق إغارة الأرز في التزلج وسباق تحدي القمة.
- المشاركة في تنظيم المؤتمر العربي الخامس للأسماء الجغرافية في فندق مونرو بيروت.
- مشاركة لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني، في الاحتفال الخيري الذي أقامته الجالية اللبنانية في أستراليا دعماً لأبناء العسكريين الشهداء.
- مشاركة الطبابة العسكرية في النشاطات التي تقوم بها جمعية تنظيم الأسرة في لبنان.
- إصدار كتاب تاريخ الجيش اللبناني - الجزء الأول، للفترة الممتدة من العام 1920 وحتى العام 1945(الوحدات العسكرية اللبنانية في مرحلة الانتداب).



- التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق وركاب أسطول الحرية

اثر الاعتداء الإسرائيلي السافر على ركاب أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلى قطاع غزة لنقل مساعدات غذائية وإنسانية، وسقوط عدد من الضحايا والجرحى في صفوفهم، اعتبر العماد قهوجي أن هذه الجريمة النكراء، قد شكلت لطخة عار جديدة على جبين العدو الإسرائيلي، وأظهرت بصورة جلية همجيته وانتهاكه لأبسط القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وفي الوقت عينه سلطت الضوء مجدداً على معاناة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال، وحق هذا الشعب في كسر قيود الحصار، وأضاف بأن أفضل وسيلة لردع إسرائيل عن اعتداءاتها، يكمن في ترسيخ التضامن العربي، وامتلاك المزيد من عناصر القوة والتمسك بالحقوق العربية المشروعة كافة.


تكريم الجيش وقيادته

تقديراً لتضحيات الجيش وإنجازات قيادته، اختار المجلس اللبناني لخبراء الموارد البشرية، قائد الجيش العماد جان قهوجي كأفضل قيادي لمؤسسة عامة خلال العام 2010.
ولهذه الغاية أقام المجلس احتفالاً في المجمع العسكري ـ جونيه بتاريخ 12/5/2010، حضره عدد من الخبراء المحليين والأجانب، وشخصيات رسمية واجتماعية واقتصادية، وقد ألقيت خلال الحفل كلمات لرئيس المجلس وبعض أعضائه، نوّهت بالخطوات النوعية التي حققها العماد قهوجي على رأس قيادة الجيش، استناداً إلى المعايير العلمية التي يعتمدها المجلس في إطار تقييمه لعمل المؤسسات العامة من النواحي الإدارية والاقتصادية والاجتماعية.
من جهته ألقى قائد الجيش كلمة بالمناسبة شكر فيها المجلس على ثقته الكبيرة بالمؤسسة العسكرية وقيادتها، مؤكداً بأن هذه المؤسسة، لم تقم إلاّ بما يمليه عليها الواجب العسكري والوطني والأخلاقي، ويكفيها فخراً في الأساس، ثقة الشعب الذي أوكلها مسؤولية الدفاع عن الوطن وائتمنها على حماية سيادته وحريته واستقلاله.

وفي الإطار عينه أقام معهد الرسل ـ جونيه، بتاريخ 18/6/2010 حفل تكريم لقائد الجيش، لمناسبة منحه جائزة الأب الشهيد بطرس أبي عقل، حضره عدد من قادة الأجهزة الأمنية وممثليها، وعدد من كبار الضباط، وشخصيات رسمية ووطنية ودينية واجتماعية.
وقد أشاد الخطباء في الحفل بجهود القيادة، وعبروا عن اعتزازهم الكبير بالتضحيات التي تقدمها المؤسسة العسكرية دفاعاً عن الأرض والشعب.
كما ألقى العماد قهوجي كلمة بالمناسبة، اعتبر فيها أن معاني الشهادة لا تختلف بين مؤسسة وأخرى، زمنية كانت أم دينية، تربوية أو عسكرية، خصوصاً إذا كانت في سبيل القضايا العليا للوطن. وأضاف:"كما أن مؤسستنا ثابتة في مسلماتها العسكرية وفي مبادئها الوطنية، فإن المهمات التي تنفذها ثابتة هي الأخرى، من مواجهة إسرائيل بأطماعها واعتداءاتها ومؤامراتها، والتصدي للإرهاب بأصوله وفروعه، إلى التصدي للعابثين بأمن المواطن واستقرار الوطن من حين إلى آخر.


Honey Girl 07-31-2010 09:22 PM


http://www.lebarmy.gov.lb/image.asp?id=37489


في مخيلة كلّ مواطن، جندي أقسم بالله العظيم أن يقوم بواجبه كاملاً ذوداً عن العلم والوطن، وإذا ما عصفت رياح الخطر ودقّ النفير، انتصب درعاً متيناً لشعبه، يقيه غوائل الزمن ويردّ عنه شرّ الأعداء، ويضحي من أجله حتى آخر نقطة من دمه.
وفي مخيلة كلّ جندي، مواطن يشخص إليه بملء الثقة والاحترام، ويتطلع إليه صماماً للأمان وخشبةً للخلاص في أوقات الشدائد والمحن. لا يبخل بجنى عمره وقوت يومه في سبيل حماة الوطن، فيبادله أخوه الجندي التحية بالمثل، وعداً صادقاً بحياةٍ حرّةٍ كريمة، مزهوة بالطمأنينة والاستقرار.
بين هذا المشهد وذاك، تتجلى أروع معاني التضامن بين الجيش وأهله، وترتسم صورة لبنان الواحد الموحد، الناهض أبداً من الكبوات والسقطات، السائر بخطى واثقة إلى الأمام. وفي أي زمان ومكان، تبقى دماء الشهداء نبض المسيرة وشعلة الأيام، لجيش تجاوز عمره الأربعة والستين، لكنه لم يتقاعس... ولن يتقاعد.



• خاتمة

تطلّ الذكرى الخامسة والستون لتأسيس الجيش، والصورة تزهو وتكتمل. جيش وفيّ لقسمه، مدرك لمسؤولياته وواجباته، واعٍ لما يحيط بالوطن من أخطار، وشعب يلّتف حوله في السرّاء والضرّاء، ووطن ينفض غبار السنين عن جناحيه، ويرتفع محلّقاً في فضاء المجد والخلود.

كل عام وانتم بخير
كل عام ولبنان بخير
عشتم وعاش لبنان

http://www.lebmoon.com/vb/images/icons/icon2.gif

http://www.lebarmy.gov.lb/images/album/12/04_tn.jpghttp://www.lebarmy.gov.lb/images/album/12/02_tn.jpg



عاشق وطني 08-01-2010 02:29 PM

الله يحمي الجيش اللبناني
وكل عام ولبنان وشعب لبنان الغالي بخير


الساعة الآن 05:29 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.