عيون وعدسات تستنفر في المطار: انتظار الصورة أهون أم انتظار القرارات؟ - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 07-31-2010, 10:59 AM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي عيون وعدسات تستنفر في المطار: انتظار الصورة أهون أم انتظار القرارات؟

يتناهى صوت هدير الطوافات العسكرية، من القاعدة الجوية - العسكرية التابعة لمطار الرئيس رفيق الحريري، إلى الحاجز الأول للجيش اللبناني خارج المطار. عناصر الجيش وفدوا من مراكزهم التابعة للحرس الجمهوري منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، لتأمين الحماية اللازمة لوصول الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس السوري بشار الأسد، ومن ثم مغادرتهما في إطار الزيارة الرسمية المشتركة الأولى من نوعها إلى لبنان.
لافتات إعلانية ضخمة منتشرة على طول طريق المطار، الذي سيقفل - ذهاباًَ وإياباً - بعد قليل. اللافتات تحمل صور عبد الله والأسد. يعلو صوت محركات الطوافات العسكرية أكثر. نقطة تفتيش أمنية ثانية، أيضاً يتولى أمرها أمنيو القصر الجمهوري. الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر. قيظ شديد.
مندوبو الوسائل الإعلامية يمشون جيئة وذهاباً خلف الحواجز الحديدية. يقول أحدهم، في رسالة تلفزيونية، ان الموعد الرسمي لوصول عبد الله والأسد قد حدد بين الثانية عشرة والنصف، وبين الواحدة ظهراً كحد أقصى. ساعة ونصف على وصول الضيفين إذاً؟ توزع الشمس أشعتها اللاذعة على رؤوس الموجودين. لا فيء للاحتماء منها.
يبدو المدرج العسكري فسيحاً: 10 طوافات عسكرية، ملونة بألوان تشبه بزات الجيش اللبناني المرقطة المعروفة، موزعة بدقة أمام مستودع كبير. المروحيات، باستثناء واحدة، نائية من العسكر. كلاب «بوليسية» ضخمة، تجول بين هذه الطوافات. يستدعي المشهد تعليق أحد الزملاء: «الوفود، مجتمعة، ستنتقل إلى القصر الجمهوري جواً وليس برّاً. سنحفل بالتقاط صور أكثر».
يعكف أحد المنظمين على ترتيب السجاد الأحمر، فيما تولى آخر مهمة تجريب سلّم الطائرة الملكية مرة واثنتين. ممثلو الوسائل الإعلامية يراقبون الرجل عن كثب. يسأل أحدهم: «القصة صحيحة إذاً. لقد قرأت في إحدى الصحف اليوم (أمس)، ان درجاً كهربائياً وصل إلى لبنان من الحدود السورية، واستدعى تهبيط حائط المصنع نظراً لعلوّه». رجل السّلم الكهربائي منهمك بالصعود والنزول. تمرّ نصف ساعة. ملل.
يُستغل الانتظار بفتح النقاشات والتكهنات، حول مواضيع عدة: متى ستصل الطائرة؟ هل سيقام الاحتفال الرسمي هنا في المطار، أم في القصر الجمهوري؟ هل سيزور الأسد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، أم ان نصر الله سيفاجئ الجميع في القصر؟ السؤال الأخير هو الأكثر صعوبة. لا جواب.
الرواق الطويل، والذي يصل قاعة الشرف بالبساط الأحمر، مقفر. يُسأل عن المنصة، فيُستنتج من الجواب أن عبد الله والأسد سيمرّان مرور الكرام، من دون الإدلاء بأي تصريح. يتوجس مصوّر تلفزيوني من حركة سرّية: «دخول الضيفين، خلسةً، عبر ممرّ آخر. في هذه الحالة، سيكون انتظارنا من دون جدوى». الساعة الواحدة إلا عشر دقائق. تصل طائرة سعودية لكنها تقل الوفد الإعلامي السعودي.
تُصوّب عدسات التصوير عند الواحدة تماماً إلى مروحية عسكرية تحلّق في الأفق. دقائق وجيزة ويترجل منها وزير الدفاع الياس المر، متوجهاً إلى قاعة الشرف. يستبشر الإعلاميون خيراً، انطلاقاً من رأي مفاده أن المرّ لن ينتظر كثيراً لحين وصول الطائرة الملكية، وعليه فإنه وصل قبل الموعد الرسمي بدقائق. ممكن؟
ثلة من حرس الشرف يملأون الرواق الأنيق. ثمة مروحية بيضاء اللون في السماء. «إنه الرئيس ميشال سليمان» يهتف أحدهم، فيعلق آخر «كلا.. مروحية الرئيس ممهورة بعلم لبناني في ذيلها». تصدق معلومة الأخير، لتصل بموازاة هبوط الطوافة الأولى، مروحية أخرى ويترجل منها الرئيس سليمان، من دون الالتفات لأحد، مسرعاً إلى القاعة المحورية. اقترب الفرج؟
يبعث الانتظار الطويل على الملل، في ظلّ الحرّ الشديد. تمرّ ساعة كاملة. شبان، ببزات عسكرية سوداء اللون، وأسلحة فارهة، يجوبون أرض المطار، ليختفوا من الوجود بعد لحظات. تهبط طائرة سعودية على مدرج المطار. يخرج من القاعة قادة الأجهزة الأمنية وبعض السفراء المحليين. الطائرة بعيدة عن السلّم. استنفار عسكري وإعلامي. تهبط طائرة، أصغر حجماً، على مسافة أبعد.
يتبين أن الطائرة الأولى تابعة للوفد السعودي المرافق، أما الثانية (العصفورة) فإنها للرئيس الأسد ذلك أن خادم الحرمين سيكمل رحلته من بيروت الى عمان، فيما الطائرة «المنتظرة» لم تصل بعد. تحتم أشعة الشمس الحارقة، عطفاً على الانتظار، سؤالاً من مصوّر خمسيني: «4 ساعات انتظار ولا صورة؟».
تكثر الحركة في الرواق، مع خروج حشد من النواب والوزراء إلى المدخل، للوقوف في العراء بمحاذاة البساط الأحمر، وتحت أشعة الشمس. يشعر الإعلاميون بالمواساة.
الوزراء، محمد جواد خليفة، ريّا الحسن، محمد رحال، علي عبد الله ومحمد الصفدي، يتظللون بفيء السلم الكهربائي.. الملكي.
تقول إحدى الزميلات: «أريد أن أرى كيف سيهرول النائبان مروان حمادة وأحمد فتفت لمصافحة الرئيس بشار الأسد» (للمناسبة وقفا جنباً الى جنب في صف المستقبلين وكانا طوال الوقت مبتسمين للكاميرات التلفزيونية). هي، والصحافيون جميعاً، لن تسنح لهم فرصة مشاهدة أي مصافحة، على الرغم من المسافة القصيرة الفاصلة بين الحواجز الحديدية والبساط الأحمر. عند الساعة الثانية والربع، يخرج الرؤساء الثلاثة، ليعطوا دلالة واضحة على اقتراب الوصول. الموعد المأمول.
مواساة أكبر.
يهرول شبان، قيل إنهم تابعون لأمن الملك السعودي الشخصي، بين النواب والوزراء، بينما أشرفت سيدة أربعينية على توزيع الشخصيات التي وقفت بمحاذاة السجاد الأحمر. تهبط الطائرة، ويقترب السلم الكهربائي نحوها. وزيرا الخارجية السعودي والسوري، سعود الفيصل ووليد المعلم، يترجلان من الطائرة العملاقة وبعدهما مباشرة المستشارة الرئاسية السورية الدكتورة بثينة شعبان، ليتبعهم الوفد المرافق، ثم الملك السعودي والرئيس السوري.
تُحجب رؤية عبد الله والأسد عن الصحافيين، ما إن تطأ أقدامهما ذاك البــساط الأحمر، عقب تجمهر رجال الأمن خلفــهما، الأمر الذي يؤدي إلى سخط عارم عند المصورين. الملك والرئيس يشقان طريقهما، ليصافحا الرؤساء الثلاثة والوزراء والنواب والسفــراء وقادة الأجهزة الأمنية. مسيرة حافلة تسير باتجاه قاعة الملوك والرؤساء.
بين هبوط الطائرة، ومشهد المسيرة، التي لم يُر منها وجه الأسد رغم قامته الفارعة، طُرح سؤال رئيسي: هل سينتقلون (الضيوف)، على متن هذه الطوافات أم برّاً إلى القصر الجمهوري؟
خروج الضيوف. يكسر الانتظار، بعد مرور ربع ساعة: «إلى اللقاء. لقد غادروا إلى القصر يا سادة» يهتف أحد المشرفين على القاعة، ليعلّق مصور تلفزيوني: «ما رأيكم في مقاطعة تصوير أمير قطر؟ هل لاحظتم أنهم يعاملوننا كالغنم؟».
يغادر الإعلاميون باحة القاعدة الجوية العسكرية، ليعود الرؤساء الثلاثة لتوديع الملك والرئيس، ثم استقبال أمير قطر. الانتظار مجدداً، لقاء صورة، لا يشبه انتظار مفعول لقاء القمة. والغضب، من أجل صورة، لن يكون بمثابة الغضب الحقيقي، نتيجة أي قرار سياسي غير محمود. هذا ليس تهويلاً. مجرّد ملاحظة، للمقارنة بين انتظار الصورة وانتظار القرارات، فقط.. لا غير






__________________
آخر مواضيعي

0 من المخافر
0 بعد نفوق 25 بقرة في عكار: مشمش توجه استغاثة إلى وزارة الزراعة
0 صحناوي يطلق خدمة الجيل الثالث
0 موقع «الأميركية» الإلكتروني عبر الهواتف الذكية
0 افتتاح مهرجانات بيبلوس بمسرحية “دونكيشوت” الغنائية

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الزفاف الملكي اليوم بعد طول انتظار Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-29-2011 09:04 AM
في انتظار فحص رواسب حريق عين الرمانة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 11-11-2010 07:01 AM
انتظار حلم عميق خواطر الاعضاء 2 08-16-2010 10:26 PM
من الناعمة إلى عين المريسة : يوم ثان في انتظار ما يقذفه الموج Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 2 01-27-2010 03:12 PM
بعد طول انتظار.. موسم التزلج بدأ في لبنان raymond منتدى المدن والقرى اللبنانية 2 01-25-2009 07:59 PM


الساعة الآن 07:44 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.