«وادي قنوبين» مهدد بالإسقاط من لائحة التراث العالمي - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 07-07-2010, 03:29 AM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي «وادي قنوبين» مهدد بالإسقاط من لائحة التراث العالمي

وادي قنوبين» مهدد بالإسقاط من لائحة التراث العالمي: الأهالي يصارعون الإهمال للبقاء فيه.. والدولة لا تنصفه


الطريق الى وادي قنوبين

يحتار أهالي وسكان وادي قنوبين في أمرهم. أمامهم معادلة صعبة، ما بين المحافظة على الوادي المقدس مصنفاً على لائحة التراث العالمي، والابقاء على أهله في أرضهم في ظل الظروف الدقيقة والقوانين المفروض تطبيقها التزاماً بالتصنيف، في ظل غياب أي تحرك رسمي لإرشاد السكان والملاكين فيه الى مفاهيم التصنيف، وما هو مسموح أو غير مسموح به لجهة إجراء تحسينات سواء في منازلهم أو أراضيهم.
في الماضي القريب، كان أهل الوادي يعتاشون من خيرات أرضهم، إلا أن غياب أبسط مقومات الحياة دفع بالكثيرين منهم إلى الانتشار في أصقاع الارض بحثاً عن لقمة العيش. فلا مدرسة ولا مستوصف في قرية وادي قنوبين، والطريق ترابية وعرة، والاتصالات ما بين الوادي والقرى المجاورة كانت مقطوعة حتى الامس القريب، عندما حلّ الهاتف النقال هذه المشكلة.
بيوت معظمها مهجور وطرق غير مؤهلة.. ورغم ذلك، يتوافد الى الوادي مئات السياح أسبوعيا، بالإضافة إلى مواطنين يختارون المنطقة لتمضية النهار والغداء في الهواء الطلق عند مدخل الوادي لجهة دير مار اليشاع، مخلفين نفايات يجمعها اتحاد بلديات قضاء بشري بمعدل ثلاثة أيام في الاسبوع. ومع تكدس النفايات عند مدخل الوادي وفي سلال المهملات داخل نطاق القرية، يبدو أن المرات الثلاثة غير كافية، ناهيك عن المياه الآسنة التي تصب بغزارة في الوادي من القرى والبلدات المحيطة به، رغم إقرار مجلس الوزراء منذ العام 2005 مشروع إنشاء شبكات للصرف الصحي في المنطقة. وحوّل عدم تنفيذ المشاريع الوادي إلى خزان كبير لمياه الصرف الصحي.
تعود غالبية أملاك الوادي للكنيسة المارونية، بالإضافة إلى ملكيات فردية ممنوع على الأفراد التصرف بها بعد التصنيف. ما يزيد في وتيرة هجرة الأهالي، فيما تنص الاتفاقية الدولية لحماية المواقع المصنفة على أن هجر السكان الموقع المصنف يهدد بإسقاطه من لائحة التراث العالمي. في المقابل، يشكل الوادي المصنف والمهجور من أهله فرصة استثمار لكثير من الطامعين بتنظيم سياحة بيئية فيه وإقامة فنادق في محيطه، ما يخلق بلبلة في أوساط المعنيين بأمور الوادي الذين يعتبرون أن خطوة كهذه تعكس خطورة كبيرة على تصنيف الوادي. ويرى الرافضون للسياحة المنظمة انه يجب الاكتفاء ببيوت ضيافة وبالرياضات الروحية التي تقيمها الراهبات الانطونيات المقيمات في الوادي سنوياً للراغبين في عيش حياة النسك في مغاور الوادي وكهوفه.
ويستغرب خادم رعية قنوبين الخوري حبيب صعب ما يثار من كلام عن إمكانية سحب الوادي عن لائحة التراث العالمي، لأن، برأيه، «لم تحصل أي مخالفة ضمن قرية الوادي ويجب تعزيز وجود البشر قبل الحجر»، لافتاً إلى أن «الأهالي كانوا يعيشون في بحبوحة واكتفاء من مردود أرض حوّلتها سواعدهم الى جنات خضراء، فيما هم يعيشون اليوم قلق سحب قريتهم عن لائحة التراث العالمي». ويعتبر الأب صعب انه رغم النداءات المتكررة للحفاظ على الدور التاريخي والتراثي للوادي المقدس ولشرح كيفية التعاطي مع التصنيف من أجل تفادي المخالفات، إلا انه لم يستجب أحد من المعنيين لصرخة الاهالي، ما أدى الى «تكاثر المخالفات التي هي خارج نطاق القرية». ويؤكد أنه «لم تحصل في القرية سوى مخالفة واحدة لجهة ترميم أحد المنازل وذلك منذ إعلان التصنيف حتى اليوم»، مشيراً الى ان إدراج الوادي على لائحة التراث العالمي لم يوفر للأهالي أساسا مقومات العيش التي كانت ولا تزال غائبة، فيما هم يعاندون من أجل المحافظة على ما توارثوه من الأجداد.
ويرفض ديب يونان، أحد الملاكين في الوادي وقد حوّل منزله الى مطعم، التسمية، ويقول انه فتح بيته لاستضافة الوافدين وإطعامهم من خيرات الوادي التي كانت تكفي البلدات المجاورة، ولكنها تضاءلت بفعل هجرة السكان، داعياً المعنيين إلى وضع النظام المناسب وإعطاء أهل الوادي لائحة بالشروط المطلوبة ليعملوا بها منعاً لأي مخالفات.
وينتقد يونان ما يسميه «الهجمة الإعلامية والغيرة المفاجئة على الوادي»، ليقول: «حبذا لو كانت هذه الزيارات يوم أدرج على لائحة التراث العالمي»، متسائلاً: «ماذا تغير من سنوات حتى اليوم ليتم التهديد بشطب هذا المعلم السياحي الديني والاثري؟».
ويرفض أبو جوزيف أيضاً، وهو الباقي «من القلة» في الوادي، ان يسمي نفسه صاحب مطعم. يقول ان كل منزل في الوادي يفتح ابوابه امام الوافدين ويقدم لهم من منتجات الارض، لافتاً الى انه «منذ التصنيف وحتى اليوم ليس هناك اية مخالفات ضمن القرية، والمنازل باتت تحتاج الى الكثير من الترميم في حين لا يسمح بإدخال الإسمنت إلى المنطقة». ويتساءل: «كيف بإمكان الاهالي الاستمرار في ظل غياب طريق تسمح بنقل أي مريض لا سيما أن من بقي في الوادي هم من العجزة، في حين ليس هناك مستوصف واحد في القرية»، منتقداً فكرة إقامة مخفر درك عند مدخل الوادي، معتبراً ان هذا الامر هو تضييق على أهل الوادي وعلى السياح.
من جهته، يعتبر أمين النشر والإعلام في «رابطة قنوبين للرسالة والتراث» الزميل جورج عرب أن «الضجة الإعلامية حول الوادي والمخالفات مبالغ فيها»، مشيراً إلى انه «يجب الفصل بين قرية وادي قنوبين من جهة الواقعة في قلب وادي القديسين، والقرى المنتشرة على أكتاف الوادي». ويشرح ان غالبية أملاك الوادي تعود للبطريركية المارونية فيما الاملاك في محيطه هي أملاك فردية تمنع الدولة الاهالي من التصرف بها.
واذ لم ينف عرب حصول بعض المخالفات لجهة تصريف المياه الآسنة والنفايات، يلفت إلى أن الأمر يقع ضمن مسؤولية الدولة «التي يجب عليها العمل لحل هذه المشكلات لأن مشاريع الصرف الصحي أكبر من قدرة البلديات في المنطقة»، داعياً إلى التنبه لبعض المغالطات التي تتم في الإعلام الذي لا يفصل بين وادي قنوبين ووادي قاديــشا الذي يمــتد من بشري الى إهدن. ويعتبر عرب انه «لا مخالفات في وادي قنوبين باستثناء مخالفة واحدة جرت منــذ أكــثر من عشر سنوات»، متمنياً على المعنيين شرح الاســـس الصحيحة للاهالي ليسيروا وفق القوانين المطلوبة لإبقاء الوادي واحة تأمل وصلاة وواحة للسياحة البيئية والدينية.
يبقى أن وادي قنوبين الذي يحتضن تراث الكنيسة المارونية ومقر البطريركية المارونية القديم ومدافن البطاركة الموارنة والكثير الكثير من مناسك ومغاور القديسين، يحتاج الى العناية والمساعدة. لقد هجره أهله وكذلك الدولة التي لم تصل اليه اصلاً، فيما يعاند هو بالامكانات المتاحة للابقاء على الطابع الروحي والديني له.. في وقت تحذر فيه الاونيسكو بأنه بات ضمن المواقع المهددة بالخطر. وهذا التحذير هو خطوة يخشى البعض أن تكون مقدمة لإسقاطه عن لائحة التراث العالمي، وقد دق وزير الثقافة ناقوس الخطر في هذا الاطار.. فهل من يستجيب؟






__________________
آخر مواضيعي

0 «الأمراض الصدرية» عن تلوث الهواء: ارتفاع الوفيات بسرطان الرئة والربو
0 نانسي عجرم تحيي حفلات “عيد الفطر” في دبي ولبنان!
0 جولة تفقدية لبارود: طلبنا تأجيل الأشغال خلال الأعياد
0 الحريري يزور بريطانيا اليوم
0 أطفال «غسان كنفاني» يرسمون فلسطين

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وادي قنوبين: استكشافات جديدة تزيد عدد المغاور إلى خمسين Honey Girl منتدى المدن والقرى اللبنانية 5 10-04-2011 07:25 AM
قرى أثرية ترفع رصيد سوريا على لائحة التراث العالمي Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 1 07-02-2011 04:40 PM
«يوم التراث العالمي» في «اللبنانية الأميركية» Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-14-2011 01:49 PM
وادي قنوبين المقدس غسان رزق العلي منتدى المدن والقرى اللبنانية 18 01-20-2010 02:15 PM
وادي قنوبين raymond منتدى المدن والقرى اللبنانية 3 01-23-2009 08:25 PM


الساعة الآن 10:12 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.