منتديات ليب مون

سبعة أيام بلياليها مرت على نشر الدراسة الصحية التي أثبتت وجود مياه ملوثة جرثومياً وكيميائياً في أكثر من ٦٥ من أصل ٨٨ مدرسة في قضاء زحلة تهدد صحة وسلامة أكثر من ٣٧ ألف شخص يعملون ويترددون عليها من دون أي خطوات وقائية أو حتى إجرائية على طريق المعالجة... وكأن حياة المواطنين، وخصوصاً الأطفال من بينهم، تأتي في أسفل سلم أولويات الدوائر الرسمية المعنية.

وفي متابعة صحية لآثار نسب التلوث على صحة أطفال ومواطني البقاع، أكد أكثر من طبيب اختصاصي لـ»السفير« زيادة عوارض الإسهال والتقيؤ والأمراض الجرثومية عند الأطفال، وتحوّل بعض الأمراض الوبائية كالتيفوئيد إلى مرض عادي، ووجود أكثر من ألف حالة سرطانية سنوياً في البقاع.

والدراسة التي نفذها طلاب كلية الصحة في الجامعة اللبنانية (الفرع الرابع) حول »سلامة ونوعية المياه في مدارس البقاع« ليست الإنذار الأول للجهات الرسمية. فقد سبق للمختبر المركزي لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، وحتى مختبرات السفارة الفرنسية، أن بيّنت نسب التلوث الخطيرة التي تهدد حياة البقاعيين.

في مقابل كل هذه المعطيات، اكتفت المنطقة التربوية في البقاع بالطلب من مؤسسة المياه الكشف على خزانات مياه الشفة في كافة المدارس الرسمية، من دون أن تكلّف نفسها عناء زيارة بعض المدارس والكشف ميدانياً على أماكن شرب الأطفال ومواقع الخزانات الملوثة رغم حصولها على نسخة من التقرير - الدراسة.

بدورهم، ينتظر مراقبو مصلحة الصحة في البقاع الاستحصال على موافقة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة لإجراء بعض الفحوصات المخبرية على المياه من دون رسوم مالية، للبدء بحملة تشمل كافة المدارس الرسمية والخاصة، وذلك لعدم وجود إمكانيات مالية لدى مصلحة الصحة لدفع تكاليف الفحوصات المخبرية.

مصلحة الأبحاث
في المقابل، يشير مصدر في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة انه »حتى أمس لم يتقدم احد بأي طلب لإجراء فحوصات مخبرية، كما أن المختبر المركزي يملك المئات من الفحوصات المخبرية حول المياه، سواء تلك التي تصل إلى المنازل ومن الشبكات ومن المصادر الرئيسية أو حتى من المدارس«، رافضاً الإفصاح عن نتيجة هذه الفحوصات.
ويتناسى المعنيون أن التقرير الأخير لكلية الصحة هو واحد من عشرات التقارير التي صدرت في السنوات الماضية محذرة من ازدياد مصادر التلوث الجرثومي والكيميائي في البقاع، وتحديدا من خطورة تحويل شبكات الصرف الصحي الى مجاري الانهر، وتداخلها مع شبكات مياه الشفة المهترئة منذ سنوات.

وسبق للتقارير أن أشارت إلى الاستعمالات العشوائية للأسمدة والأدوية والمبيدات الزراعية والنترات التي ترشح الى المياه الجوفية وتلوث المنتجات الزراعية أيضاً.
يذكر أن مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية كانت السباقة في الاعلان عن اصابة بعض مصادر المياه والمنتجات الزراعية بالتلوث الجرثومي والكيميائي بعد نتائح الفحوصات المخبرية التي تجريها دوريا في بعض المناطق البقاعية وخصوصا الزراعية منها.

مؤسسة مياه البقاع
في المقابل، تؤكد مصادر في مؤسسة مياه البقاع على إجرائها كشفاً دورياً على المياه، ولكنه محصور بمصادر المياه الرئيسية من دون البحث في موضوع الشبكات الداخلية التي تعتبر أم المشاكل لقدمها واهترائها بفعل مرور السنين عليها. وتؤكد المصادر أن »المعالجة المتوفرة تنحصر بإضافة كميات من الكلور على خزانات المياه الرئيسية التي تعمل على مكافحة التلوث الجرثومي، فيما لا تتم معالجة المياه الملوثة بالنترات وبعض الملوثات الكيميائية الأخرى، لعدم وجود أية معالجات«.

يذكر أن المعالجات المطلوبة من وزارات الزراعة والطاقة والمياه غائبة بشكل كامل، فطلبات البلديات إلى وزارة الطاقة والمياه لاستبدال شبكات مياه الشفة المتآكلة والمتداخلة مع مياه الصرف الصحي، محجوزة في أدراج وزارة الطاقة والمياه منذ أكثر من عشر سنوات. وتعتبر شبكة مدينة زحلة المهترئة بالكامل مثالاً على ذلك، وفق ما يقول رئيس بلديتها المهندس أسعد زغيب الذي يشير إلى أن »شبكة المياه في زحلة »تاريخية« ولم تستبدل حتى اليوم رغم كل المطالبات والتحذيرات الطبية من جراء الواقع الحالي للشبكة المهترئة«.

تيفوئيد وأمراض جرثومية... وسرطان
يشير الكثير من الاطباء إلى ظاهرة صحية خطيرة تتمثل في زيادة عوارض الاسهال والتقيؤ والأمراض الجرثومية عند الأطفال. والأخطر، وفق ما يقول الاختصاصي في الامراض الجرثومية الدكتور عيد عازار، هو أن »تتحول بعض الامراض الوبائية كالتيفوئيد الى مرض عادي في منطقة البقاع«.

يؤكد عازار على وجود اصابات بأمراض جرثومية بشكل كبير وخصوصا الاصابة بوباء التيفوئيد، »لاسيما أن المؤشر والمقياس لوجود هذا الوباء، هو تداخل مياه الصرف الصحي مع مياه الشفة التي يستهلكها المواطن البقاعي، كما هو حاصل حاليا في أغلب القرى البقاعية... بالإضافة إلى تناول ثمار خضار وفاكهة منتجة في حقول وبساتين مروية بمياه الصرف الصحي«.

يلفت عازار الى عدم وجود احصاءات دقيقة حول حجم الامراض الجرثومية التي تزداد سنة بعد أخرى، »إذ أن المعالجة لعوارض هذه الامراض من الحرارة المرتفعة والإسهال والتقيؤ تتم في اكثر الاحيان من قبل طبيب صحة عامة، ناهيك عن بعض المعالجات التي تنحصر بشراء بعض الادوية المضادة للالتهابات من الصيدلية مباشرة من دون استشارة أي طبيب، وغالباً ما ينتهي الأمر عند هذا الحد«.

يعتبر الأختصاصي في طب الأطفال الدكتور أمير الزهر أن »السبب خلف أكثر من خمسين في المئة من حالات الاستشفاء عند الاطفال في منطقة البقاع الاوسط في فصل الصيف، يعود بشكل مباشر إلى التسمم الغذائي والاسهال والالتهابات المعوية وهو ما يؤشر بشكل كبير الى تناول مياه ملوثة وأغذية غير صحية«.

ويحدد الزهر الآثار السلبية للتأثر بالتلوث الجرثومي والكيميائي بـ:»استيطان جراثيم ضارة ونشاف في مياه اجسام الاطفال وفقدان كمية كبيرة من الملوحات التي تغذي خلايا الجسم، والأخطر هي إصابات مبكرة في الامراض السرطانية«.

ويؤكد الأختصاصي في الأمراض والخلايا والأنسجة السرطانية الدكتور فادي عاصي، على وجود أكثر من ألف حالة سرطانية سنوياً في البقاع: »وهو رقم كبير وناتج عن الاكتشافات المبكرة للمرض بعد إلزامية الفحوصات الدورية بعد تعميمات وزارة الصحة وبعض المؤسسات الضامنة«.

ويؤكد د.عاصي على عدم وجود دراسة علمية وطبية تفنّد سبب الإصابات بالأمراض السرطانية، ولكن الثابت هو تزايد الإصابات في البقاع وسهله.
أما الدكتور عاطف احمد (طبيب صحة) فيشير إلى وجود حالة مرضية تتحول شيئاً فشيئاً إلى شبه اعتيادية، تتمثل بـ»زيادة حالات الاصابة بالحرارة المرتفعة والإسهال، ما يدفع بالكثير من الاهالي الى معالجة فورية عبر الاستعانة بأدوية الالتهابات والمخفضات للحرارة«.

السفير - سامر الحسيني

لاي متى رح يبقى اهمال الدولة لهالشعب المسكين
شكرا honey على المقال
والله يعطيكي العافية

ويعـافيكـ عزيزي..
منـور بهالطلـة