منتديات ليب مون

تعتيم إسرائيلي على خطاب نصر الله ... والحص وكرامي وجنبلاط يشيدون
الحكومة تقرّ «النسبية البلدية» ... على طريق الانتخابات أو تأجيلها!
«كارثة الطائرة»: تقرير تسجيلات قمرة القيادة خلال يومين في بيروت وانتشال جثة جديدة




أعطى خطاب «توازن الردع» الذي أطلقه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، مردوده في الوسط الإسرائيلي، عبر طلب الجهات المعنية وخاصة الرقابة العسكرية، من المراسلين والمحللين «ضبط النفس» وعدم الخوض في أي تحليل لمضمون الخطاب والرسائل التي تضمنها، خاصة أن جزءا أساسيا منها كان موجها للرأي العام الإسرائيلي، مخافة أن يؤدي ذلك إلى ازدياد حالة الإحباط والإرباك لدى الجمهور الإسرائيلي، الذي بات يفتقد لمن يعطيه معنويات شـبيهة بتلك التي يعطيها السيد نصر الله لجمهور المقاومة في لبنان وفلسطين والعالم العربي والإسلامي.
وفيما ذهب وزير دفاع العدو إيهود باراك إلى تجاهل كلام نصر الله والتحدث مباشرة مع دمشق، قلل متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية من أهمية التهديدات التي أطلقها السيد حسن نصر الله، معتبرا إياها «ناجمة عن تعرضه لضغوط داخلية».
وفيما صدرت مواقف مرحبة بخطاب نصر الله، أبرزها للرئيسين سليم الحص وعمر كرامي، مع تسجيل صدور بيان هادئ للمرة الأولى للأمانة العامة لفريق 14 آذار، لوحظ أن البطريرك الماروني نصر الله صفير عكس أمام زواره انزعاجه من رد الأمين العام لـ«حزب الله»، فيما قال النائب وليد جنبلاط لـ«السفير» إن المهم في كلام السيد نصر الله أنه في موازاة تأكيده أنه لا يريد الحرب مع اسرائيل، طمأن الى أن المقاومة في لبنان تملك من القدرات الدفاعية ما يكفي للرد على أي عدوان اسرائيلي، مستنتجا أن نصر الله «أراد أن يوجه للإسرائيليين الرسالة الآتية: لا تجرّبوا مجددا كي لا تخفقوا مجددا».
الحكومة تقر النسبية
سياسيا، اندفع مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية التي خصصها، أمس، في القصر الجمهوري لموضوع الانتخابات البلدية، نحو المزيد من الخطوات على طريق اجراء الانتخابات، مسجلا في هذا السياق، خطوة اصلاحية نوعية غير مسبوقة، تتمثل في إقرار النسبية على المستوى الوطني، ولو أن بعض مسيحيي 14 آذار تحفظوا عليها.
غير أن الإنجاز نفسه، أي النسبية، قد يشكل بطريقة مبطنة مبررا للحكومة نفسها التي كلفت وزير الداخلية بإعداد مسودة مشروع قانون نهائية تقدم خلال عشرة ايام(السبت في 27 الجاري)، بأن ترمي الكرة الاصلاحية في ملعب مجلس النواب، حيث يخشى أن تدفع الحسابات البلدية الضيقة للنواب ومرجعياتهم الى إطالة البحث وحرق المهل واستخراج الشياطين من تفاصيل التقنيات النسبية وصولا الى جعل التأجيل مطلبا وطنيا بامتياز على قاعدة إقرار النسبية!
وعلمت» السفير» انه وبعد «الموجة الاولى» من النقاش في مجلس الوزراء ظهر ان هناك قرارا باعتماد النسبية، جرى التمهيد له خلال النهار باتصالات جرت بين الرؤساء الثلاثة وعدد من الأقطاب، ما سهل الانتقال سريعا من البحث في المبدأ الى مناقشة الآلية التي ستعتمد لتطبيق النسبية، بعد تجاوز اعتراض الوزير بطرس حرب، وتحفظ الوزير ابراهيم نجار الذي عاد وسحبه انسجاما مع التوجه العام.
وفي الجانب التقني، طرحت آراء عدة حول ما إذا كان يجب استعمال الصوت التفضيلي أم لا، وهل يجب ان تكون اللائحة مقفلة أم لا، ومدى تناسب النسبية مع «الكوتا» النسائية، إضافة الى غيرها من التفاصيل، ليستقر الرأي في نهاية المطاف على تكليف الوزير بارود بإعداد صياغة نهائية للآلية من أجل إقرارها في جلسة تعقد بعد عشرة ايام، وذلك على أساس الثوابت الآتية:

النسبية في كل لبنان، اللوائح المقفلة، اختيار رئيس البلدية ونائبه من اللائحة التي تنال العدد الاكبر من الاصوات وعدم جواز ترشح رئيس البلدية للانتخابات النيابية.
ويبقى مصير الاقتراح بتقسيم بيروت «غامضا»، مع جزم أوساط سياسية بأن النسبية تفي بالغرض وتلغي الحاجة الى تقسيم العاصمة، فيما يملك التيار الوطني الحر وجهة نظر أخرى كان قد عبّر عنها في السابق وتقضي بأنه يمكن الجمع بين تطبيق النسبية في بيروت وتقسيمها في آن واحد.
وفي المعلومات، أن الوزير جبران باسيل طرح مجددا قبل ختام الجلسة ضرورة ان تبادر الحكومة الى استرداد مشروع تخفيض سن الاقتراع من مجلس النواب، فقيل له إن الوقت أصبح ضيقا، ومن الممكن وضع مطلبه على جدول أعمال جلسة اليوم (تعقد في السرايا الكبيرة)، إلا ان مصدرا وزاريا أبلغ «السفير» انه يستبعد ذلك لغياب رئيس الجمهورية عن هذه الجلسة، علما أن هناك من نقل عن رئيس الجمهورية قوله في موضوع سن الـ 18، «ليتفضل مجلس النواب ويسقط الأمر بدلا من الحكومة»!
وخلال الجلسة، شدد الرئيس سليمان على أن إقرار النسبية هو إنجاز وطني كبير يمهد لإنجازات أخرى، مشيرا الى ان النسبية هي أهم مبدأ إصلاحي من بين رزمة الاصلاحات المقترحة لقانون الانتخابات البلدية.
اما الرئيس الحريري فأبلغ مجلس الوزراء انه «وبعدما درسنا في «تيار المستقبل» بعمق موضوع النسبية، توصلنا الى قرار يقضي بالمواققة عليها، شرط تطبيقها في الانتخابات البلدية في كل المناطق من دون استثناء، لأنه ليس جائزا ان تتمثل بعض البلدات والقرى بكل تلاوينها وأن تُحرم بلدات وقرى أخرى من هذا الحق». وأكد وجوب المساواة بين اللبنانيين وعدم اعتماد معايير مزدوجة في النظام الانتخابي.
وقال وزير الداخلية زياد بارود لـ«السفير» إن ما تحقق هو إنجاز يُسجل للحكومة، من شأنه أن يرفع معنويات الإصلاحيين ويعزز منطق الاصلاح، ودعا الى عدم الربط المسبق بين النسبية في الانتخابات البلدية وبين الانتخابات النيابية، مفضلا ان نتواضع في طروحاتنا تجنبا للتسرع في التوقعات.
وأكد بارود أن الآلية قد أقرت وما ينقصها فقط هو الصياغة التقنية التي ستكون جاهزة في الجلسة المقبلة، موضحا أن النسبية ستعتمد في كل لبنان على أساس لوائح مقفلة، ومكتملة بحدود الثلثين كحد أدنى، على ان يتم اختيار رئيس البلدية ونائبه من اللائحة التي تحصل على العدد الاكبر من الاصوات.
وأبلغ وزير الدولة عدنان السيد حسين «السفير» ان إصرار رئيس الجمهورية على إصلاح نظام الانتخابات البلدية ولاحقا النيابية كان عنصرا حاسما في إقرار مبدأ النسبية، يضاف إليه تفهم الرئيس سعد الحريري وعدد كبير من الوزراء لهذه العملية الإصلاحية. ورأى ان النظام النسبي يؤمن عدالة التمثيل ويحافظ على التنوع الطائفي والعائلي والحزبي في البلدت والقرى، وهي خصائص لا يتيحها النظام الاكثري الذي أفرز تعطيلا لأكثر من 14 مجلسا بلديا، معتبرا أن القلق من أن تؤدي النسبية الى عرقلة عمل المجالس البلدية كونها تأتي بقوى متنافسة ومتعارضة ليس في محله لان النسبية تشجع على الائتلاف والتحالف.
وقال وزير التربية الدكتور حسن منيمنة لـ«السفير» إن الرئيس سعد الحريري ووزراء «المستقبل» دعوا منذ أول جلسة في سلسلة الجلسات المخصصة للانتخابات البلدية، الى إقرار النسبية، وكان البعض يعترض على ذلك ويتمسك بتطبيقها في البلديات الكبرى المكونة من 21عضوا وما فوق، فلما بدّل هذا البعض موقفه وخصوصا على مستوى التيار الوطني الحر، تغير الوضع وسارت الامور في الاتجاه الإيجابي، لافتا الانتباه الى انه إذا كان الهدف من النسبية تمثيل الرأي الآخرالأقلوي فإن هذا الرأي الآخر موجود في البلدات والقرى أيضا وليس في المدن الكبرى فقط.
ولكن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أكد لـ«السفير» أن «التيار الحر» لم يعارض في أي لحظة مبدأ تعميم النسبية على كل المناطق في لبنان، مشيرا إلى أن اقتراح الوزير بارود هو الذي كان ينص على حصرها في البلديات الكبرى، ومعتبرا ان الإرباك كان في البداية سمة الفريق الآخر، قبل ان يصبح موقفه أكثر وضوحا لجهة دعم خيار النسبية.
ورأى باسيل ان ما تحقق في مجلس الوزراء أمس، معطوفا على الورقة المطبوعة سلفا، يشكل خطوة نوعية وبداية للإصلاح الحقيقي الذي لا بد لاستكماله من اتخاذ إجراءات أخرى من نوع مراقبة الإنفاق الانتخابي وتأليف هيئة الرقابة على الانتخابات، موضحا انه سيثير هذين الأمرين في الجلسة الاستثنائية المقبلة، لانه لم يعد هناك مبرر لإهمالهما بعد إقرار النسبية.
وقال وزير «تيار المردة» يوسف سعادة لـ«السفير» ان ما قرره مجلس الوزراء مهم في دلالاته الإصلاحية، مشددا على أن النسبية هي أسهل للناخب من النظام الاكثري، كما أنها تجعل عملية الفرز أكثر يسرا، والأهم من كل ذلك انها تحقق العدالة في التمثيل، مؤكدا أن التجربة ســتُبين ان الكثير من التعقيدات المفترضة هي نتاج الاوهام.
وأبلغ وزير الدولة وائل أبو فاعور «السفير» ان إقرار النسبية يشكل خطوة الى الأمام على طريق الاصلاح، مشددا على أن مجلس الوزراء سجل سابقة غير مسبوقة في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية وهي أن حكومة الوحدة الوطنية وبالتالي الطبقة السياسية التزمت بالنسبية.
وقال مصدر وزاري لـ«السفير» إن رئيس الحكومة حاول تمرير اقتراح تعيين الأعضاء الخمسة في هيئة الرقابة على المصارف من خارج جدول الأعمال، لكن عدداً من الوزراء أبرزهم وزراء التيار الحر واللقاء الديموقراطي رفضوا ذلك وأصروا على طرحها من ضمن جدول الأعمال بعد تحديد شروط التعيين ومعاييره.
تقرير خلال يومين حول تسجيلات الطائرة
من جهة ثانية، وفيما تمكن الجيش اللبناني، أمس، من انتشال جثمان أحد ضحايا الطائرة، بعدما طاف على سطح مياه البحر، وتبين أنه لسيدة لم تحدد هويتها، حتى الآن، قال رئيس مكتب التحليل والتحقيق في حوادث الطيران في فرنسا جان بول ترويديك لـمراسل «السفير» في باريس إن تقنيي المكتب «قد أنجزوا كليا تفكيك معطيات، وفهرسة المعلومات التي احتوت عليها، علبتا تسجيل حركة الرحلة 409 في «البوينغ» 707 الأثيوبية، في الصندوقين الأسودين المنتشلين».
وأشار إلى أن خمسة وعشرين تقنيا واختصاصيا في استنطاق الصناديق السوداء، قد توصلوا إلى إنجاز الجزء الأطول في مهمتهم وتفكيك المعلومات عن سير أجهزة الطائرة في الدقائق التي تلت أقلاعها من مطار بيروت، وصورة متــكاملة عن الأحداث التي عاشتها أجهزة الطائرة قبل ارتطامها بمياه البحر.
وقال ترويديك إن استخراج الأحاديث من العلبتين الأسطوانيتين للصندوقين الأسودين لمعرفة ماذا دار بين طاقم الطائرة الأثيوبية وبرج المراقبة في مطار بيروت، لم يبدأ بعد لكن العمل، بعد تسلم العلبة الأسطوانية الثانية على تفكيك محتوياتهما لا يحتاج إلى أكثر من يومين وسيكون التقرير جاهزا لرفعه إلى الحكومة اللبنانية في الأيام المقبلة وهي الجهة الوحيدة الصالحة، للتواصل مع الإعلام والكشف عن محتويات التقرير، ولها أن تفعل به ما تشاء».
وشرح كريستوف مينيز رئيس فريق تحليل الصناديق السوداء في المكتب الفرنسي للتحقيق وتحليل حوادث الطيران إن انفصال الأجزاء الخفيفة عن هيكل الطائرة، لحظة ارتطامها بالماء، وغرق هيكلها وأجزائها الثقيلة، ومحركاتها دفعة واحدة في البحر، وتجمعها في أمكنة متقاربة، مؤشر على حادث «عادي» يعود إما إلى خطأ بشري أو عطل في أجهزة الطائرة، أو أسباب أخرى، ليس منها أي تفجير. وهذه حال طائرة الأيرفرانس، التي تقـارب صــور حطامها الغارق، ما تقدمه صور حطام طائرة الفجر الأسود.

شكرا عالخبر عزيزتي
الله يحفظ السيد حسن والمقاومة
دمت بخير

هلا وغلا نورت الموضوع