منتديات ليب مون

وقّع رئيس مجلس النواب نبيه بري، امس، في عين التينة، ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه على تجديد برنامج التعاون بين المجلسين، وتم خلال اللقاء عرض للتطورات في لبنان والمنطقة والتعاون بين مجلس النواب اللبناني ومجلس الشيوخ الفرنسي، والعلاقات الثنائية بين البلدين. واقام بري مأدبة غداء على شرف ضيفه بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، طالب فيها بري فرنسا «وبما لها من علاقات وتأثير في الساحتين الاوروبية والدولية، بموقف حازم لمنع اسرائيل من العدوان على لبنان وتجربة منظومات السلاح الجديدة التي تعتقد أنها عنصر قوة مضافة، ومن جعل لبنان مساحة لتصفية حساباتها الاقليمية».
حضر اللقاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبد اللطيف الزين، رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى، الدكتور محمود بري، سفير لبنان في باريس بطرس عساكر، الوزير السابق طلال الساحلي، الامين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة والمستشار الإعلامي علي حمدان. والوفد الفرنسي المرافق لمارشيه.
ثم وقّع الرئيسان بري ولارشيه على تجديد برنامج التعاون بين المجلسين، بالشروط نفسها لتي تضمنها الاتفاق الاول الموقع عام 2002.
وحضر المأدبة الى الرئيس الحريري، الرئيس نجيب ميقاتي وحشد من الوزراء والنواب وأعضاء السلك الدبلوماسي وعقيلاتهم وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وألقى الرئيس بري كلمة ر حب فيها بلارشيه ونوه بخبرته التشريعية والقانونية، وأضاف: إننا من على هذه المنصة نتمنى على الرئيس لارشيه بكل صفاته، وأيضا كخبير في الشؤون اللبنانية، وهو يزور لبنان اليوم للمرة الثامنة والثلاثين، ان يقدم كمسؤول فرنسي المشورة التي تسهم في إنقاذ لبنان من مرض الطائفية المزمن، ويجعل هذا البلد نموذجا عصريا لنظام المنطقة السياسي في مجال تطوير التجربة الديموقراطية والحكم الصالح.
واستذكر بري الرئيس الشهيد رفيق الحريري، «الشخصية الوطنية الرائدة التي أدت دورا في قيامة لبنان بعد الطائف، وفي إعماره وفي السعي الى استعادة دوره في نظام منطقته، والذي كانت تربطه بفرنسا صداقة خاصة شكلت قيمة مضافة لعلاقة لبنان ببلدكم الصديق». وشكر فرنسا على كل ما تقدمه للبنان.
أضاف: لم يكد يمضي يوم واحد دون تهديد اسرائيل للبنان باللجوء الى القوة وبتحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي تدهور، ولم يكد يمضي يوم واحد دون خرق اسرائيلي للحدود السيادية اللبنانية براً وجواً وبحراً، في خرق فاضح للقرار الدولي 1701، فيما تواصل اسرائيل عرقلة تنفيذ هذا الاتفاق عبر استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر.في المقابل، فإن وجود المقاومة هو نتيجة طبيعية للحروب الاسرائيلية على أرض لبنان، وللاحتلال والاطماع في المياه والارض، وبالتالي فإن جعلها سببا لتهديد لبنان هو قلب للحقائق.
وتابع: إننا نطالب فرنسا بما للبنان من محبة وخصوصية لديها، وبما لها من علاقات وتأثير في الساحتين الاوروبية والدولية، بموقف حازم لمنع اسرائيل من العدوان على لبنان وتجربة منظومات السلاح الجديدة التي تعتقد أنها عنصر قوة مضافة، ومن جعل لبنان مساحة لتصفية حساباتها الاقليمية. إننا نطالب بإشعار اسرائيل بسقوط نظرية الردع، مما يعني أن استخدام القوة لن يؤدي إلا الى المزيد من دورات العنف. إننا في السياق نفسه نطالب سلطة القرار الدولي الممثلة بالدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بجعل القرار الدولي 1701 ممكن التطبيق، ونرفض أن تبقى اسرائيل استثناء لا تطبق عليها القرارات الدولية.
وأردف: إن بناء هيبة الامم المتحدة وجعل قراراتها محترمة، هو المفتاح الحقيقي ليس لحفظ السلام والامن الدوليين على الحدود اللبنانيين فحسب، وإنما كذلك الحل لقضية الشرق الاوسط، لأن قرارات الامم المتحدة تؤكد الانسحاب الاسرائيلي من الارض العربية المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران 1967، وهذا الامر يشمل الجولان السوري والضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن القرارات الدولية تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وتلبية أماني الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال: اننا اذ نرحب بتقدم المواقف الاوروبية وكذلك الاميركية الجديدة ازاء الاستيطان الاسرائيلي، فإننا ندعو فرنسا والاتحاد الاوروبي الى ممارسة الضغوط، ليس لتعليق او تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والسورية المحتلة فحسب، وانما لوقف بناء المستوطنات نهائيا، حيث وبرغم ما تعلنه الحكومة الاسرائيلية تستمر الاجراءات والعمليات الاستيطانية، خصوصاً تلك التي تستهدف القدس الشرقية والحرم القدسي الشريف.
اضاف: إننا في اطار الجهد الدبلوماسي المبذول في محاولة للوصول الى تسوية في الشرق الاوسط، نرحب بدعوة فرنسا كما روسيا الى عقد مؤتمر دولي حول الشرق، وكذلك بأي جهد تبذله فرنسا الى جانب تركيا لتحريك المسار السوري.
واكد «ان الشرق الاوسط الذي يمثل «هلال الازمات» على حد وصف الرئيس ساركوزي يحتاج الى معالجة هادئة لملفاته وليس الى توليد المزيد من التوترات». وقال: ان معالجة الملفات النووية على سبيل المثال تبدأ من بناء قناعة بجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية، وهذا الامر يجب ان يركز على اسرائيل التي تؤسس لسباق تسلح يشمل اسلحة الدمار الشامل. اننا نؤكد على ادارة مفاوضات هادئة حول الملف النووي الايراني وليس فرض العقوبات والمزيد منها، لأن هذا الامر يدفع الامور بشكل سلبي على جميع المستويات.
والقى الرئيس لارشيه كلمة شكر فيها بري، واشار الى ذكرى الرئيس الشهيد الحريري، وخاطب رئيس الحكومة بالقول: انتم نجل الرئيس الشهيد، تحمل المزيد من الآمال للبنان، اوليست الوحدة المستعادة اجمل تحية اليه على الاطلاق؟.
وشدد على اهمية تنفيذ اتفاق التعاون مع المجلس النيابي، داعيا الى خطوات ملموسة وتبادل الموظفين الرسميين وتنظيم ورش عمل حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وكذلك عبر التعاون بين مكتباتنا، وتكثيف عمليات التبادل وتوطيد الروابط الانسانية بين مجلسينا.
وختم موجها الدعوة رسمياً الى بري لزيارة فرنسا.مشددا على ضرورة وجود البعد البرلماني في مشروع الاتحاد من اجل المتوسط.
لقاءات
وتناول لارشيه امس، في مقر السفارة الفرنسية طعام الافطار مع رئيس «حزب الكتائب» الرئيس امين الجميل، بدعوة من السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون، وتمّ التباحث ـ حسب بيان للكتائب، في آخر التطورات على الساحة اللبنانية والدور الذي تلعبه فرنسا من اجل مساعدة لبنان في هذه المرحلة الصعبة. واكد الجميل ضرورة «الاستفادة من ظروف التهدئة القائمة سيما بعد تشكيل حكومة الشراكة السياسية».
واستقبل لارشيه امس الاول، رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر وجرى بحث في التطورات السياسية الراهنة.
كما استقبل لارشيه، في قصر الصنوبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. وتفقد المركز الطبي الاجتماعي لجمعية فرسان مالطا في عين الرمانة،حيث استقبله رئيس الجمعية مروان صحناوي، واطلعه على اقسام المركز ونشاطاته.وقدم له ميدالية الجمعية.
مأدبة الحريري
وأقام الرئيس الحريري مأدبة عشاء مساء أمس في السراي الكبير تكريما للارشيه وعقيلته حضرها رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته، الرئيس أمين الجميّل وعقيلته، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعقيلته، الرؤساء: حسين الحسيني، سليم الحص، ونجيب ميقاتي وعقيلته، وزير الخارجية علي الشامي، النائب ميشال المر وعقيلته، السيدة صولانج الجميل، السيدة نايلة معوض، عميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي غبريال كاسيا ورئيس بعثة الشرف النائب ميشال موسى وعقيلته وشخصيات وزارية ونيابية ودبلوماسية وعسكرية واجتماعية.
بعد المأدبة ألقى الحريري كلمة رحب فيها بلارشيه وقال: إن حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، التي تضم كل الأطراف السياسية اللبنانية، مصممة على العمل من أجل لبنان أكثر ازدهاراً واستقراراً. ولكن كما تعلمون، فإن جهودنا تبقى رهناً بالوضع الإقليمي.
وفي هذا الإطار أودّ أن أشكر لفرنسا مشاركتها في قوات اليونيفيل. إن الدور الذي يضطلع به بلدكم في المنطقة، ولا سيما في لبنان، يكتسب أهمية بالغة. نحن نتّكل على مساعدة فرنسا بغية وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن 1701 وإعادة إحياء عملية السلام.
إن لبنان، على اختلاف انتماءاته، تجمع بالأمس في ساحة الحرية لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، الذي عرفتموه جيداً. نحن نشكر لفرنسا دعمها للمحكمة الدولية التي ستحاكم مرتكبي هذه الجريمة. ونأمل بأن يتم طي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا إلى الأبد.
ورد لارشيه بكلمة نوه فيها بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وقال: نحن في فرنسا والرئيس نيكولا ساركوزي خاصة لن نألو جهدا، لا اليوم ولا غدا للبحث عن حل لإحلال السلام وتحقيق العدالة كما ذكرتم منذ قليل، العدالة بالتأكيد من اجل ذكرى والدكم وكافة شهداء لبنان لأي جهة كانوا، لأنه بالنسبة لنا لا وجود لأكثر من لبنان واحد. فهناك لبنان واحد نحبه وهو لكل اللبنانيين، وهو بلد يجمعنا به تاريخ متميز، وعلاقات من دولة الى دولة وبين شعبينا وأنا أولي لها اهمية خاصة.
وكان الرئيس الحريري قد استقبل لارشيه في مكتبه في السراي الكبير في حضور المستشار هاني حمود وجرى عرض لآخر التطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين

شكرا عالخبر
تحياتي لعيونك