منتديات ليب مون

بحث الأمس لم يثمر جديداً على صعيد الضحايا أو الحطام
الحكومة تقرر المضي في التفتيش حتى النهاية


الدفاع المدني في خلدة، وانتشال أجزاء من الطائرة


لم يحمل اليوم الخامس لكارثة تحطم الطائرة الأثيوبية أي جديد على صعيد القضية ألأساس المتمثلة بالعثور على جثث الضحايا، أو على هيكل الطائرة والصندوق الأسود وصندوق التسجيلات الصوتية، على الرغم من استمرار أعمال البحث البحري على عمق 1400 متر بوتيرة مكثفة وسريعة.
وعلمت «السفير» أن السفينة الأميركية الخاصة «أوشن آليرت» أنهت حتى مساء أمس مسح 35 كيلومتراً مربعاً من المنطقة المحتملة لوجود الصندوق الأسود، وهي حيث التقطت ذبذباته المدمرة ألأميركية «يو إس إس رميج» منتصف ليل الأربعاء المنصرم.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«السفير» أنه من المتوقع أن تنهي السفينة اليوم الكيلومترات الخمسة عشر المتبقية من منطقة المسح المحددة، وفي حال عدم عثورها على شيء، ستنتقل إلى منطقة أخرى.
وقد شهد لبنان أمس تشييع الضحيتين آنا عبس في طرابلس، وعلي أحمد جابر في النبطية بعد تسلم ذويهما جثتيهما من مستشفى رفيق الحريري الحكومي، فيما أجلّت عائلة الطفل محمد كريك دفنه بانتظار العثور على جثة والده الذي كان برفقته على أمل مواراتهما في الثرى معاً.
وتبقى في المستشفى، بالإضافة إلى جثث الضحايا الخمس من التابعية الأثيوبية الذين لم يتم التعرف إلى هوية أي منهم بعد، جثة مجهولة الهوية لم تتطابق نتائج فحوصات حمضها النووي مع أي من العينات التي أخذت لعائلات الضحايا اللبنانيين الأربع والخمسين الذين كانوا على متن الطائرة.
وأكدّ وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي لـ«السفير»، في ختام جلسة مجلس الوزراء، أن الحكومة قررت الطلب من سفينة «أوشن اليرت» الاستمرار في البحث عن ضحايا الطائرة وحطامها، والتسجيلات، وذلك حتى إنجاز عملها تماماً.
وأشار العريضي إلى ان الدولة اللبنانية تنتظر إنجاز «أوشن آليرت» للمسح الشامل للمنطقة المحددة قبل اتخاذ أي قرار بشأن التقنيات والآليات الإضافية التي من الممكن أن تطلب استقدامها، موضحاً أن تحديد التقنيات والتجهيزات التي قد تطلبها من الخارج وزارة الأشغال، وهي الطرف المفوض بالتصرف في هذه العملية، يرتبط بنتائج المسح وما سيؤدي إليه، مؤكداً على أن الأولوية هي للعثور على جثث الضحايا وإراحة عائلاتهم.
وكرر العريضي تشديده على أنه من الممكن العثور على حطام الطائرة والجثث والصندوقين بعد لحظات أو بعد أيام وانه في حال عدم العثور على شيء في المنطقة المحددة حالياً، ستنتقل «أوشن آليرت» إلى المنطقة التي كانت تعمل على مسحها قبل التقاط الذبذبات.
«اوشن آليرت»
وأكد لـ«السفير» مصدر على صلة وثيقة بعمليات التخطيط والتصوير الصوتي الذي تنفذه السفينة «أوشن آليرت» انه تم، وحتى وقت متأخر من مساء أمس، مسح 35 كيلومتراً مربعاً من أصل خمسين كيلومتراً مربعاً هي مساحة المنطقة التي حددتها الدولة اللبنانية لنطاق عمل السفينة بناء على الذبذبات التي التقطتها المدمرة الأميركية «يو إس إس رميج» لمكان احتمال تواجد الصندوق الأسود للطائرة الأثيوبية.
ولفت المصدر إلى أن «أوشن آليرت» تجري مسحها على عمق 1400 متر، متوقعاً العثور على حطام الطائرة، ليشير إلى أن السفينة قد تنهي الـ 15 كيلومتراً المتبقية مع انبلاج فجر اليوم،آملاً العثور على نتائج، وفقاً للأولوية التي حددها لطاقمها رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الأشغال غازي العريضي.
أما في حال عدم العثور على أي شيء فستعود «أوشن آليرت إلى المنطقة القديمة التي كانت تعمل فيها والتي تبعد كيلومترين اثنين عن الشاطئ اللبناني قبالة منطقة خلدة، في حين أن المنطقة الحالية تبعد عشرة كيلومترات عنها. وكانت «اوشن آليرت» قد أنهت حوالى خمسين كيلومتراً من أصل مئة كيلومتر تشكل مساحة عملها القديم قبل أن تلتقط «يو إس إس رميج» إشارات صندوق الطائرة.
وعلمت «السفير» ان الإمكانيات المتوفرة على متن «أوشن آليرت» تسمح بسحب أوزان لا تزيد عن مئة كيلوغرام، وبذلك يمكنها سحب الصندوق الأسود وصندوق التسجيلات الصوتية في حال العثور عليهما منفصلين عن جسم الطائرة ألأساسي أو عن الحطام. أما في حال العثور على الصندوقين ملتصقين بالطائرة فسيتم عندها التصوير بالفيديو لتحديد الحيثيات الضرورية لكيفية سحب الجثث والحطام والصندوقين، وبالتالي الآليات اللازم طلبها من الخارج.
ومن المرجح أن تطلب الدولة اللبنانية من شركة «أوديسيه مارينا اكسبلوريشن»مالكة «أوشن آليرت» استقدام التجهيزات اللازمة بعد تحديد الحاجة وفقاً لوضعية ما سيتم العثور عليه.
وأكد المصدر ان السفينة «أوشن آليرت» ستتوقف عند الثامنة من صباح اليوم في مرفأ بيروت للتزود بالوقود والطعام ولتغيير طاقم عملها، لا سيما أنهم على متنها منذ ثلاثة أسابيع. يذكر أن «أوشن آليرت» كانت في مهمة خاصة في البحر لدى تحطم الطائرة الاثيوبية.
وأمس أيضا، واجهت فرق البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني اللبناني الأمواج العاتية التي وصل ارتفاعها إلى ستة أمتار مانعة الزوارق من الاقتراب من الشاطئ لتبقى على مسافة خمسين متراً على الأقل. ومع ذلك نفذت زوارق الدفاع المدني مسحاً من منطقة البترون شمالاً إلى الجية جنوباً من دون العثور على أي أشلاء أو جثث جديدة. وبقيت الطوافات العسكرية مع عناصر الإنقاذ مستنفرين في مطار رفيق الحريري الدولي تحسباً لأي طارئ أو نداء استغاثة ولكنها لم تخرج في مهمات إغاثة أو بحثية أمس.
من جهة ثانية، أكد وزير العدل إبراهيم نجار أن «الدولة بكل أجهزتها حريصة جداً على إجراء التحقيق بشأن الطائرة الاثيوبية بشكل كامل»، مبدياً «الاستعداد لتأليف فريق من وزارة العدل (هيئة القضايا) يضم قاضياً متخصصاً بموضوع الملاحقة القضائية ليكون تحت تصرف ذوي المفقودين»، معتبراً «هذه الفاجعة كارثة إنسانية ووطنية كبيرة تفرض علينا مساعدة بعضنا البعض».
وفي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، عقد قبل ظهر أمس اجتماع عمل ضم لجنة التحقيق المكلفة من قبل وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، والخبراء الأميركيين، والفرنسيين، والاثيوبيين المتخصصين بالتحقيق في حوادث الطيران.
وجرى عرض لـ«مجريات عمليات الإنقاذ التي تقوم بها البوارج والسفن، والفرق العاملة التابعة للجيش اللبناني، والقوات الدولية، والدول المشاركة في عملية الإنقاذ، ضمن الآلية الموضوعة من قبل الفرق.
وأمس أيضاً، ترأس مدّعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا اجتماعاً في المديرية العامة للطيران المدني، حضره المدير العام للطيران المدني الدكتور حمدي شوق ومدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار ومدير مستشفى بيروت الحكومي الجامعي الدكتور وسيم الوزان وقائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير وقائد سرية درك المطار العميد ايليا عبيد ورئيس قسم المباحث العلمية في قيادة الشرطة القضائية العميد هشام الأعور ونائب رئيس قسم المباحث العلمية في قيادة الشرطة القضائية العقيد إيلي نهرا. وعن لجنة التحقيق المشتركة، حضر كل من مسؤول مكتب التحقيق في فرنسا وأميركا واثيوبيا وخبيرا حوادث الطيران محمد عزيز وبول ارسلانيان.
وتداول المجتمعون في المعلومات المتوافرة عن الطائرة الاثيوبية المنكوبة حتى تاريخه، وتم وضع خطة عمل موحدة للأيام المقبلة إن لجهة حفظ الأدلة (حطام وأمتعة) ولجهة التحاليل المخبرية للحمض النووي أو لجهة التشريح بالنسبة لجثث طاقم الطائرة فقط، على أن تتخذ اللجنة من المديرية العامة للطيران المدني مقراً لها. وأعطيت اللجنة حق استيضاح من تشاء من العاملين في المطار أو خارجه بعد التنسيق لجهة التبليغ مع قيادة جهاز امن المطار عملاً بالاتفاقيات الدولية التي ترعى حوادث الطيران.