منتديات ليب مون

رياضات شتائية في فاريا على توفر من ثلج خفيف ومدرجات متكشفة هذا العام


تشهد نهاية الأسبوع في لبنان تقلباً مناخياً حاداً يتمثل بطقس حار اليوم السبت ليتحول إلى عاصف وممطر ومثلج غداً الأحد. وينسحب التقلب الحاد على درجات الحرارة التي تسجل اليوم 25 درجة مئوية وما فوق فيما تهبط غداً إلى 15 درجة على الساحل وتتراوح ما بين تسع درجات ودرجتين في البقاع، وذلك وفق مصادر مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة في البقاع.
ويتأثر طقس لبنان غداً الأحد بمنخفض جوي آت من أوروبا عبر البحر حاملاً العواصف والأمطار والثلوج التي تتساقط على ارتفاع 1300 للمرة الأولى هذا العام. ويستمر الطقس العاصف لغاية يوم الثلاثاء المقبل.
ومع عاصفة الغد، يستعيد طقس لبنان بعض صقيعه ومناخه الشتائي البديهي وطبيعته في مثل هذه الأيام من شهر كانون الثاني المعروف بأمطاره الغزيرة وثلوجه. ويتأثر لبنان بمنخفض جوي آت من أوروبا ليضع حداً لأكثر من عشرة أيام صيفية خرج في خلالها سكان السواحل للسباحة في المتوسط، بعدما وصلت درجات الحرارة إلى 27 درجة مئوية. وكان لهذه المعدلات الحرارية التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها في السنوات العشرين الماضية، أن تقضي على بعض الثلوج التي تراكمت على قلتها على مدرجات المناطق الجبلية التي تعتمد على سياحة التزلج.
ويؤكد رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام لـ «السفير» أن المتغيّرات المناخية التي يشهدها لبنان تؤثر بشكل سلبي على القطاع الزراعي، وخصوصا ما شهده لبنان في الايام الماضية من ارتفاع قياسي وغير طبيعي لدرجات الحرارة في هذه الفترة من السنة. ويشير إفرام إلى الضرر الكبير للعوامل المناخية الحالية على القطاع الزراعي الذي يعاني كثيرا من الخلل المناخي، لافتاً إلى أنها تتسبب بتكاثر الأمراض والحشرات والأوبئة الزراعية. وترتب درجات الحرارة المرتفعة كلفة إضافية على المزارع الذي يضطر إلى مضاعفة مكافحته للأمراض التي تتكاثر. ويخشى افرام أن يؤدي استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى تفتح براعم الاشجار المثمرة وانتاج مبكر في الحقول الزراعية، ما يتسبب بكارثة مع تقلب الطقس وتأثره بأجواء باردة تتلف البراعم المتفتحة، وتوقع خسائر زراعية لن تكون بعيدة وبمنأى عن المزارعين.
وفي موضوع الأمطار، يرى إفرام أنه، رغم زيادة معدلاتها القياسية نسبة إلى معدلات العام الماضي والمعدل العام التراكمي للفترة نفسها من السنة، «لا تحمل مؤشرات جيدة، لأنها تهطل بغزارة، وفي وقت قصير، وتسيل على شكل سيول ما يمنع استفادة الاراضي والسهول من تخزينها بسبب جريانها السريع، بعكس السنوات الماضية حيث كانت الأمطار تتساقط بشكل طبيعي ومعتدل، وعلى فترات طويلة، ما يسمح للتربة بامتصاصها وبتسربها إلى الخزانات الجوفية.
ويعتبر إفرام أن الذوبان السريع للثلوج المتساقطة هو من العوامل غير الصحية بالنسبة لتغذية المياه الجوفية والينابيع.
وبلغت معدلات الهطولات المطرية في تل عمارة، وفق نشرة مصلحة الأبحاث حتى يوم امس، 432 ملم يقابله في اليوم عينه من العام الماضي 153 ملم، في مقابل 330 ملم للمعدل العام التراكمي.
بدوره، يخشى المدير العام لمصلحة مياه الليطاني المهندس علي عبود على وضع بحيرة القرعون، مشيراً إلى انه على الرغم من وجود أكثر من 115 مليون متر مكعب حاليا في البحيرة من أصل سعة تصل الى 220 مليون متر مكعب الا ان الوضع «لا يبشر بالخير، لان المخزون المائي الحالي في البحيرة «، وفق عبود، ناتج عن الجريان السريع للامطار والذوبان المبكر للثلوج. ويرى عبود لعاملي الجريان والذوبان تأثيراً سلبياً وبقوة على المياه الجوفية التي ستنخفض الى نحو مزيد من الأعماق، ما سيرتب اكلافا مالية اضافية على عملية استخراجها، «والأخطر هو عدم استفادة المخزون الجوفي هذه السنة من اي كميات تذكر ومطلوبة في الوقت نفسه».
ويتوقع المهندس عبود أن يصل المخزون المائي في بحيرة القرعون في الأشهر القليلة المقبلة، إلى مستواه القياسي اي 220 مليون متر مكعب، وخصوصا أن المخزون الحالي يزيد عن السنة الماضية بما نسبته اكثر من عشرين بالمئة

باليوم الواحد أربع فصول
شكرا لك

ميرسي لمرورك الرائع