ليلة رقص السنة..! - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 12-25-2009, 01:06 AM   #1
::قـمر نـشيط::
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 342
افتراضي ليلة رقص السنة..!

ليلة رقص السنة



منذ أسبوع والتحضيرات في المنزل تجري على قدم وساق للاحتفال برأس السنة الميلادية، وضعت الأم أكياس المشتريات على طاولة المطبخ وسارعت بالولوج إلى غرفة الجلوس لتلتقط أنفاسها... أمارات التذمر بادية بوضوح على مُحَيّاها، أبعد زوجها الصحيفة عن وجهه مستوضحاً: ((ما بكِ؟)).

((أتصدّق أنّ المبلغ الذي أعطيتني إياه لم يكفِ... غلاء فاحش!!...))

ألقى الزوج الصحيفة من يده وسارع بالخروج متمتماً: ((عندي موعد ضروري في العمل لا أستطيع التأخّر))، لحقت به صارخة: ((وقالب الحلوى؟! ؟... أيُعقل أن نحتفل مع أصدقائنا وجيراننا بدونه...)).

((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء... لقد أثقلتِ كاهلي بطلباتك... اطلبي من حسام...))

((حسام؟! ها... ها... لا أصدق أذني... أطلب من حسام!!...)) ضحكات استهزاء وتعجُّب متتالية صدرت منها وهي تكرّر اسم ابنها، حملت حقيبتها وخرجت من منزلها ولسان حالها يردد: ((ما حكّ جلدك مثلُ ظفرك)).

عند مدخل البناية تقابل الوالدان مع ابنهما، وكالغريق الذي يتمسّك بقشة أمسكت الأم ذراع ولدها ترجوه: ((حبيبي حسام أريدك أن تُسْدي لي خدمة...)) عاجلها بالقول: ((ماما مستعجل كثيراً... أصدقائي ينتظرونني ولم أجهّز نفسي بعد.. أريد أن أذهب إلى الحلاق ثم أستحمّ...)) أشاح حسام نظره عن والدته ليثبته على ابنة جارهم أبي عماد التي ما أن أصبحت بجانب الأم حتى ألقت التحية وأعطتها ورقة مزخرفة جميلة الشكل، ألقتها أم حسام أرضاً ثم صرخت بها وعيناها تقدحان شرراً: (( وكأنه ينقصني أنتِ أيضاً...البارحة والدك وأخوك وقبله والدتك واليوم أنتِ؟ من عيّنكم أوصياء على الناس؟))

التقط حسام الورقة مِنْ على الأرض معاتباً والدته: ((لماذا خاطبتِها بهذه الطريقة أمي؟)) وأخذ يقرأ ما حوته الورقة المزخرفة بتمعن... تحذيرات وتنبيهات من حرمة مشاركة غير المسلمين بأعيادهم... توقَّفَ نظرُه عدة مرات عند عبارة(من تشبّه بقوم فهو منهم)،

وعلّق الأب: ((إنها فتاة لطيفة وخلوقة وعائلتها كذلك، ثمّ وبصراحة معهم حقّ ما لنا وهذه الأعياد التي يختلط فيها الحابل بالنابل... ثمّ ألا تخافين على أولادنا من هذه المناسبات؟....))

وتابع الأب حديثه: ((اقشعرّ بدني البارحة حينما سرد أبوها أبو عماد على مسامعي حديث رسول صلى الله عليه وسلم: ((لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ! قالوا: يا رسول الله آليهود والنصارى؟ قال: فمن؟)) لماذا لا نستجيب لما يدعوننا إليه هذا الجار الصالح وعائلته؟! فقد وجدوا آذاناً صاغية من بعض الجيران...)).

قاطعته بعصبية: ((لا تتفوّه بكلمة أخرى لو سمحت... اذهب إلى عملك ودعني أُحضِر ما تبقّى من الأغراض)).

في المساءُ قضى حسام وقتاً طويلاً وهو يحضّر نفسه لهذه الليلة، وقف يحدّق بمظهره في المرآة وهو يترنّم بإحدى الأغنيات التي تصدح في أرجاء المنزل وتُنبىء ببداية السهرة: ((لقد قتّرتُ على نفسي كثيراً لأبدو بهذه الحُلّة...)) تابع تحديقه في المرآة: ((أبو السوس لن تقوى دانا على الصمود أمامك اليوم بل ستنهار دفاعاتها بمجرّد أن ترى وَسَامتك)) أخذ يستعرض بمخيِّلته أسماء وصور الفتيات اللاتي غرّر بهنّ الأعوام السابقة... ((عام 2008 رندة... عام 2007ابتسام... عام 2006 لا أذكر اسمها...)).

وَمِيض خبيث انبعث من عينيه... حاول تبرير أفعاله فوجّه حديثه لصورته التي تنعكس في المرآة: ((لسن ساذجات... هن اللاتي جعلن أنفسهن غنيمة سهلة لكل طامع)).

وقطع عليه حبل أفكاره رنين هاتفه النقال: ((نعم بسّام.. ماذا هناك))؟

بسّام: ((أتذكر تلك الحسناء التي أخبرتك عنها))؟

حسام: ((نعم، ما بها))؟

بسّام: ((سترافقني الليلة إلى المطعم...هههههههه.... وأخيراً وقعت في حبائلي... لقد اتصلتْ بي اليوم لذا لا تنتظروني سأستأجر سيارة أرافقها بها...)).

ردّ عليه حسام ضاحكاً: ((ومن قال إننا سننتظرك... ثم هكذا أفضل...أربعتنا فقط في السيارة أنا ودانا ورامي وصديقته)).

رشة عطر من هنا ومسحة واكس من هناك... لمسات أخيرة لا بدّ منها خرج حسام بعدها من الغرفة ولكنه ما لبث أن عاد إليها مسرعاً: ((نسيت كاميرا الديجيتل.. من سيصدق أني سمعت للمطرب الفلاني المشهور في هذا المطعم الفاخر الذي كلفني سعر بطاقاته مرتب 3 شهور؟!!))؟!!

مرّ بجانب غرفة أخته كالريح المرسلة ولكنه عاد القهقرى، فلقد استرعى انتباهه رائحتها العطرة وفستان السهرة الأخّاذ وتسريحتها الجذّابة ومكياجها الناعم: ((يبدو أنكِ دفعتِ مبلغاً طائلاً في صالون التجميل...)) تبادلا الضحكات وغمزته قائلة: ((وأنتَ أيضاً))!

((ستقضين السهرة عند صديقتكِ كما كل عام))؟ سؤال فضولي لم يهدف من ورائه شيئاً.. منذ متى يتدخّل في خصوصيّات أخته؟... هزّت رأسها موافقة... رنّ الهاتف النقال مجدداً فقطع عليهما الحديث، حسام: ((أين أنت؟... نعم.. نعم... دقائق وأكون عندك))؟ نظر إلى أخته نظرة غير مبالية ثم قال: ((إلى اللقاء))؛ أما هي فلقد خرجت لاستقبال الضيوف الذين دعَتْهم والدتها...

عندما رأت الابنة الجمع الغفير المحتشد في صالة الاستقبال همست بأذن والدها: ((لم يبق أحد من الجيران إلا دَعَتْه أمي... لم يبق إلا ناطور البناية وزوجته)) لم يردّ الأب، فاستفسرت الابنة: ((ما بك أبي؟ لا يبدو عليك أنك سعيد...)).

قال: ((تريدين الصراحة ابنتي... نعم لست سعيداً.. ما هذه العادات التي وفدت إلينا... أشعر أني خرجت من جلدي... لا يعجبني حالنا... لا يعجبني... )).

لم يرق لها كلام أبيها كما العادة، فاستأذنت منه: ((يكفي أبي... لا تفسد علينا فرحتنا بهذا العام...))

استنكر الأب عبارتها: ((فرحة؟!.. نعصي الله ونفرح...))؟!

قاطعته بحدّة: ((وكأنّ أبا عماد وزوجته وابنته وابنه هم الذين يتحدثون... سأخرج الآن، إن أردتم أي شيء فاتصلوا بي على هاتفي النقال)).

((نعم... لا حسيب ولا رقيب... فأنا طرطور العائلة ... لا سلطة لي على أهل بيتي.. ما هذه الحياة التي أحياها؟!)) صُراخه أدهش الضيوف بما فيهم ابنته التي غادرت بصمت دون أن تتفوه بكلمة؛ أما هو فنظر في الجمع نظرة اشمئزاز، وتابع صراخه: ((المسلمون أسلوب حياتهم مختلف... مختلف... )) ثمّ خرج هو الآخر لا يلوي على شيء.

أما الابن فبعد جولة سريعة في السيارة مع أصحابه وصلوا إلى الملهى...صوت موسيقى صاخب يصمّ الآذان... أنوار ساطعة تخطف الأبصار...زجاجات الخمر تنتصب خلف مِنصّة البار وعلى الطاولات كأنها رؤوس الشياطين... ودخان كثيف ينبعث من السجائر والنراجيل... وأجساد تلاصقت على حلبة الرقص وكأنها توائم سيامية... منظرٌ تعمى له القلوب...

مشى حسام وأصحابه خلف النادل وكأنهم قطيع من الغنم يُساق إلى الذبح: ((هذه طاولتكم))، همس رامي في أذن صديقه وهو يتأمل أصناف الأطعمة والأشربة التي تهبط على طاولتهم: ((ألا يستحقّ المكان والمناسبة والصبايا المبلغ الذي دفعنا))؟ تفحّص حسام ما حوله جيداً.. لماذا في هذه اللحظة خطر في باله مضمون الورقة التي رمتها الوالدة على الأرض؟!!... نظر حسام إلى صديقه رامي نظرةً حملت الكثير من المعاني تعجّب لها صديقه: ((ما بك؟ لم تردّ عليّ؟ ألا يستحقّ))؟

وبصعوبة خرج الجواب من حلقه: ((بلى يستحقّ...)) ثمّ عقّب بصوت خفيض: ((جهنم وبئس المصير)).

وتلاشت محتويات الورقة من ذاكرته حينما لمح حسام ورامي من بعيد صديقهما بسّام، ارتفعت الأكف بالتصفيق والشفاه بالتصفير، تصنّع رامي الشفقة فقال: ((تلك الحسناء... حَمْل وديع وقع في براثن ذئب مفترس)).

جذب حسام صديقته دانا إلى حلبة الرقص ثمّ وجّه كلامه إلى رامي: ((هيا بنا نمازِحْه قليلاً...)) أخذ حسام يشق طريقه بصعوبة للوصول إلى بسّام وصديقته... أسوار بشرية راقصة ((وكأننا نخترق سور الصين العظيم)) صاح رامي...

وأخيراً تمكنا من الوصول.. هاهو بسّام يحيط الحسناء بكلتا يديه، وكزه حسام على كتفه قائلاً: ((هل تعرّفنا على ...)) بقي السؤال معلّقاً... عجز لسان حسام عن إكمال عبارته، لأنه ما أن استدار بسّام حتى اصطدمت عينا حسام بعينَيْ الحسناء التي لم تكن سوى... شقيقته!!









__________________
و من أبى الإسلام أتراه يضنيني...... لا بل هو الخسران و الله يحميني.
آخر مواضيعي

0 يا امّي.
0 لماذا أنا موجود؟؟؟؟؟
0 اللهجات اللبنانية.
0 الفنّ الإسلامي.
0 سؤال للفتيات؟

Stone Cold غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-25-2009, 01:18 AM   #2
{::قـمر نشيط::}
 
الصورة الرمزية MNESSA
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 853
افتراضي

لا تعليق
سوى
ليلة رقص السنة
__________________
أول ما شفتها عشقتها بثواني

واليوم أدور شوفها ولو ثواني
آخر مواضيعي

0 الجنون الحقيقي
0 ما هو القلب
0 استفتاء نسائي
0 جمع رائع أقرئها
0 الفيلسوف والمهندس

MNESSA غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-25-2009, 09:16 AM   #3
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي

هيدي يوميات من الحياة بتصير بليلة راس السنة ولا غير يوم

شكرا عالطرح
__________________
آخر مواضيعي

0 التدخين لا يخفض الوزن.. الإقلاع عنه بلى!!
0 طارق سويد: هكذا اعتذرت قمر في اللحظات الأخيرة
0 للنساء إعرفي الشريك المناسب من برجك
0 مخدر للأسنان بدلاً من الإبرة سبقتنا إليه قبيلة أمازونية
0 الناشط وائل غنيم يصدر كتاباً عن الثورة المصرية

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-25-2009, 10:04 AM   #4
{.::قــمر مــبدع::.}
 
الصورة الرمزية Marina2009
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: lebanon
المشاركات: 1,008
افتراضي

قصة واقعية جدا هيدي الشغلات دايما تسير براس السنة شكرا على الموضوع
__________________
آخر مواضيعي

0 الصورة التي ربح مصممها مليون دولار‎
0 معايدة لجميع اعضاء المنتدى
0 حزب الله‘ يرفض مشاركة هيفاء وهبي بسفينة لغزة
0 لهذا السبب تضع الفتاة صورا لوجهها فقط بالماسنجر
0 فاهمة الديليت غلط !!!!!!!!!!

Marina2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-27-2009, 05:42 AM   #5
::قـمر نـشيط::
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 342
افتراضي

السلام عليكم
شكراً لكل من شارك , وايضاً لمن قرأ دون مشاركة..واحسب انّ الرسالة قد وصلت....!
والآن دور كل فتى و فتاة ان يقف وقفات صدق مع نفسه...هل سيهزمني الشيطان ويضحك عليّ و يغريني بالمعاصي فأطاوعه...ام انّ لسان حالي سيلهج بالدعاء "ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا"
ملاحظة: اكثر يوم في السنة يعصى فيه المولى عزّ و جل هو رأس السنة الميلادية..!

نسأل الله السلامة..!

__________________
و من أبى الإسلام أتراه يضنيني...... لا بل هو الخسران و الله يحميني.
آخر مواضيعي

0 وصلنا عالقمر.....و اساتكم بتفكّروا بهالشغلات.
0 لماذا أنا موجود؟؟؟؟؟
0 اللهجات اللبنانية.
0 يا امّي.
0 سؤال للفتيات؟

Stone Cold غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هيفا ليلة رأس السنة 2011 ذات البحر صور فنانات لبنان والعالم 6 01-04-2011 04:01 PM
حفلة رويدة عطية ليلة رأس السنة mr.lebanon صور فنانات لبنان والعالم 2 12-17-2010 07:35 AM
مادلين مطر ليلة رأس السنة بالكونشيرتو , صور Honey Girl صور فنانات لبنان والعالم 9 01-15-2010 11:57 AM
اين سيحيي الفنانون ليلة راس السنة mr.lebanon أخبار فنانات وفنانانين لبنان والعالم 7 12-29-2009 02:31 AM
تدابير السير ليلة رأس السنة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 12-31-2008 08:42 AM


الساعة الآن 03:15 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.