منتديات ليب مون

تحرك شعبي في التبانة طرابلس غداً احتجاجاً على آليات عمل الهيئة العليا للإغاثة

أطفال التبانة بعد حرب باب التبانة وجبل محسن

طرابلس - التبانة:
تستمر المعاناة في التبانة بطرابلس جراء الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية، والأضرار التي لحقت بها وبأهلها، في ظل تباطؤ غير مبرر ومستغرب في عمل لجان الهيئة العليا للاغاثة التي تغرق أكثر فاكثر في التفاصيل وبالروتين الاداري، ما يعيق حركة دفع التعويضات للأهالي المتضررين الذين تتجه معاناتهم لان تتحول الى مآس وأزمات ترخي بظلالها القاتمة على يومياتهم.
ولا شك أن استفحال الأزمات المعيشية والاجتماعية والانسانية في التبانة، جراء الاحداث الأليمة التي عاشتها، وغياب الدولة وأجهزتها التي لم تحرك ساكنا حيال ما يجري في هذا الخزان الشعبي، وسياسة اللامبالاة المتبعة من قبل الحكومة التي ما يزال إعلانها طرابلس عموما والتبانة ومحيطها خصوصا منطقة منكوبة حبرا على ورق، دون أن يترجم حتى الآن على أرض الواقع، بسبب عدم تأمين الاموال أو الافراج عنها، وبالتالي عدم بروز أية نتائج إيجابية لليوم.

كل ذلك ينعكس توترا في التبانة التي عادت لتشهد بعض التحركات الشعبية ناتجة في مجملها عن الضغط الاجتماعي المسيطر أفقيا على المنطقة وأهلها الذين لم يتوانوا عن الخروج الى الشارع اكثر من مرة احتجاجا على إعادة بناء الجدار الحجري من جهة جبل محسن في شارع سوريا، وعلى بناء الجيش اللبناني لبعض الدشم والسواتر في الأحياء الداخلية، وذلك تعبيرا عن حجم الاحتقان الحاصل والذي قد يتحول الى بركان قد ينفجر في وجه الجميع في أي لحظة، إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه من الاستهتار بمعاناة ومطالب الأهالي.
ويتجه أبناء التبانة الى تنظيم تحرك شعبي عقب صلاة ظهر يوم غد الجمعة أمام مسجد حربا، تعبيرا عن الظلم اللاحق بهم، واحتجاجا على التباطؤ في عمل لجان الهيئة العليا للاغاثة التي أعلنت زيادة عدد لجانها الى ثمان بدلا من أربع، إلا أن ذلك لم يترجم حتى الآن سرعة في قبول الطلبات وفي الكشف على المنازل والمحلات المتضررة، حيث ما تزال الآليات المتبعة على حالها، في استقبال الأهالي حيث يجتمع الرجال والنساء امام طاولة واحدة وسط زحمة خانقة في مكتب ضيق يحشر فيه عشرات الاشخاص.
وتتسارع الاتصالات مع القيادات الشعبية والكوادر الفاعلة في التبانة من أجل إفساح المجال أمام مزيد من المعالجات بما يساهم في تحريك عجلة عمل لجان الهيئة العليا للاغاثة نحو الأفضل، وذلك تحسبا من خطورة النزول الى الشارع في هذا الوقت بالذات، وإمكانية خروج أي تحرك او اعتصام عن السيطرة وإمكانية حصول ما لا يحمد عقباه، خصوصا إذا ما استغل المصطادون بالماء العكر أو المستفيدون من إعادة التوتر، هذه التحركات لمآرب واهداف محددة.

ويؤكد عدد من القيادات الشعبية أن الاعتصام ليس هدفا بحد ذاته، وإنما هو مجرد تعبير عن الوجع الحاصل والظلم اللاحق بالتبانة وأهلها، وللفت نظر الحكومة اللبنانية مجددا الى هذه المنطقة، خصوصا أن كثيرا من المسؤولين يظنون ان وقف إطلاق النار يعني انتهاء الازمة، ويغيب عن بالهم أن الأزمات الاجتماعية هي المحرك الأساسي للتوتر ، وان أي مبادرة إيجابية قد تساهم في إدخال الطمأنينة الى نفوس الأهالي وتحول دون تنفيذ أي تحرك.
ويشير عدد من الأهالي الى انهم يفاجأون يوميا بأشخاص من اللجنة العليا للاغاثة من مدنيين او عسكريين يحملون لائحة بأسماء محددة لاجراء الكشف على الأضرار اللاحقة بمنازلهم، دون ان يستجيبوا لطلب أي من السكان الآخرين ممن لم ترد اسماؤهم في اللائحة المحظية، وهذا يعني بما لا يدعو للشك، أن هناك محسوبيات واستنسابية بالتعاطي، هذا بالاضافة الى التفاوت الفاضح في المبالغ التي دفعت والتي لم تراع في معظمها حجم الاضرار، كما لا تراعي الخسائر في أثاث المنزل ومحتوياته، وبعض الأضرار غير المنظورة.
ويؤكد الأهالي ان مطالبهم ليست تعجيزية وتعتبر من أبسط حقوق المواطنين على الدولة، وهي معاملة المتضررين بالحسنى والوقوف على خاطرهم، وتأمين الظروف الملائمة والمريحة لهم في تقديم طلباتهم، وعدم إذلالهم أو إسماعهم الكلمات النابية التي تجرح كراماتهم، وزيادة عدد الموظفين وتفعيل اللجان العاملة، وتنشيط عمليات الكشف على الاضرار بشكل يؤدي الى تسريع دفع التعويضات التي باتت تشكل حاجة ماسة للمواطنين ومحطة أساسية لاعادة إستئناف حياتهم الطبيعية.
هذا بالاضافة الى وقف التداخل الحاصل بين مشروع الصندوق الكويتي للتنمية وبين عمل اللجنة العليا للاغاثة، حــيث مــا يزال هذا الامر سببا مباشرا في رفض العديد من الطلبات، علما ان المشروع الكويتي يشمل فقط واجهات الأبنية، اما تعويضات الاغاثة فهي لاعادة ترميم وتأهيل المنازل.

ويقول الحاج عبد الكريم حسين (من كوادر التبانة) أن التبانة كانت وما تزال عنوان الحرمان والاهمال في لبنان، وهذا يتطلب من الدولة ورشة عمل إنمائية تجاهها فعلا لا قولا ولا وعودا وليس حبرا على ورق، مشيرا الى ان عائلات مؤلفة من سبعة وثمانية أشخاص لا تجد اكثر من ألف ليرة لبنانية لشراء القليل من »اللبنة« لوجبة العشاء، وهناك منازل لا تتسع لنوم قاطنيها، وهناك جروح عميقة جدا لأرامل ويتامى ومساكين وعائلات بكاملها فقدت أعزاء خلال الاحداث الجديدة والقديمة، داعيا الحكومة اللبنانية ورئيسها الى تعميم المساعدات المالية على اهالي التبانة، كتحسين أوضاع، لانتشالهم من الحالة المأساوية التي يتخبطون فيها، والاسراع في دفع التعويضات المقررة بشكل عادل. ويلفت الى أن الاهالي اثبتوا اكثر من مرة أنهم مع بسط سلطة الدولة، ومع الجيش اللبناني، وضد أية تحركات قد تؤدي مجددا الى توتير الاجواء، لكن استمرار الحرمان يخرجهم عن طورهم، مؤكدا أن أي تفعيل لعمل لجان الاغاثة قد يحول دون إقامة هذه التحركات.
نقلاً عن جريدة السفير.

المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان