اليوم الثالث للمتوسطة: خيبة أمل من الفيزياء
 

http://www.assafir.com/Photos/Photos...418alloush.jpg
على باب «رأس النبع»


مدّت يدها بين جموع التلامذة المتوقفين أمام المدرسة لتتسول. بعباءة ممزقة، مهترئة ومنديل اسود لفته حول رأسها، حملت على اليد الأخرى ابنتها الصغيرة وأطلقت الدعوات بالنجاح: «الله ينجحك أعطيني خمسمية»! ولعل التلامذة كانوا بانتظار الدعوة من غيمة فدعوات الأهل لليوم الثالث لم تكفهم. لكن مفعول الدعوات إن أتى فهو متأخر، لأن التلامذة أنهوا مادة الفيزياء التي أنهكتهم بعد عناء شديد وترحموا على الأيام الأولى معتبرين أن يوم أمس حمل معه أصعب مادة ولم يروا نموذجا يشبهه في الدورات السابقة.
لم تكن تلك السيدة هي المتسولة الوحيدة، فبعض الأطفال المتسولين حضروا أيضا بعدما لمحوا كثافة من التلامذة أمام مبنى مدرسة رأس النبع الرسمية. ومع ارتفاع درجات الحرارة في الطقس والأجسام والعقول، لم تعد تكفي زجاجة الماء التي حملها معهم تلامذة الشهادة المتوسطة من منازلهم. فكان السوبر ماركت المواجه للمدرسة أولى محطات الطلاب لدى خروجهم من القاعات.
وعندما تسأل التلامذة عن الامتحان فبالكاد يجيبون :«كتير صعب»، وتشدد إحداهن على كلمة «كتير» وتقول: «كتبي قد ما فيك كتير». وتعلّق أخرى: «صفر للفيزياء»، ويضيف تلميذ آخر أنه حل مسابقات الفيزياء للدورات السابقة من خلال كتاب الشامل الا أنه عجز عن حل مسابقة اليوم ووجدها صعبة جدا وتحتاج الى الكثير من الوقت. اما اللغة الأجنبية فلم تلق اهتماما لديهم. حتى لو وردت في الأحاديث، فتسمع أنها «سخيفة جدا» أو الموضوع «شفنا قبل بمرة»، رغم أن المدة المحددة لها هي ساعتان، اي انها تعتبر من المواد الأساسية نسبة لمادة الفيزياء.. إلا أن الأخيرة كانت الشغل الشاغل.
أما الأمهات الدائمة الانتظار وبفارغ الصبر، فهن أكثر خوفا من أولادهن. تقول أم: «شعورنا زفت»، وأخرى تطلب الرحمة لهم: «ارحموا أولادنا فهم لا يزالون صغاراً»، موجهة الحديث إلى المسؤولين في وزارة التربية. وأتت ثالثة لتقل ابنتها فتساءلت: «لماذا يصعبون الاسئلة في هذه الدورة؟ دورة أصعب من كل الدورات، بدن يغربلوهم؟». وتضيف: «على هذه الحال، غدا ستكون الكيمياء أصعب».
وفجأة، تخرج سيدة فيحيط بها بعض الأمهات حتى يظهر في ما بعد أنها المديرة المسؤولة عن المراقبة في هذه المدرسة. تتبعها إحدى الأمهات وتجر ابنتها بيدها وتقول لها: «أعطيها رقم ترشيحك، بركي بكرا بتساعدك».
أما الطلاب فتحدثوا عن تشديد المراقبة: «لم يكفنا أسئلة صعبة حتى المراقبة ظلمونا فيها». ويضيف بعض التلاميذ أنهم رأوا بعض التوصيات في الداخل حين يأتي أحد الأشخاص ليهمس في أذن المراقب داخل القاعة باسم طالب أو طالبة، فيسارع المراقب عارضا خدماته ومادا يد العون اذا احتاج الأمر.
لم يكف تلامذة شهادة المتوسطة إنذارين لفهم طبيعة الأسئلة، الاول في مسابقة الرياضيات والثاني في «العربية». فخضعوا للاختبار الثالث الذي كانوا يأملون خيرا منه الا انه أتى عكس التمنيات والآمال وعكس التحضيرات.

صار عندنا تقليد سنوي

يوم امتحان الفيزياء لطلاب التوجيهي

كل الطلاب بتجمعو بعد الامتحان وبنزلو الى مبنى التربيه والتعليم بالخليل

اشي حامل في اديه حجار

واشي حامل زجاجات فارغه

وكله بتفرغ على شبابيك مديريه التربيه والتعليم

الفيزياء فرضت لنفسها يوما احتفاليا سنويا على شبابيك مديريه التعليم

وتحيه لعسوله