منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان (http://www.lebmoon.com/vb/)
-   أخبار لبنان والعالم اليومية (http://www.lebmoon.com/vb/f3.html)
-   -   ما بعد وفاة يكن: أزمة وجود في «العمل الإسلامي» (http://www.lebmoon.com/vb/t13892.html)

.:: الــراقي ::. 06-19-2009 07:05 AM

ما بعد وفاة يكن: أزمة وجود في «العمل الإسلامي»
 
فداء عيتاني
وضعت وفاة الدكتور فتحي يكن جبهة العمل الإسلامي أمام مفترق طرق طالما تجنّبت الوصول إليه، وكانت في كل مرة شخصية يكن، وامتداداته المحلية والإقليمية وحتى الدولية، تمكّن الجبهة من كسب المزيد من الوقت قبل أن تحسم أمرها في مواصلة مسيرة بدأتها برعاية خاصة من حزب الله وعدد من القوى، ليس أقلها سوريا وإيران ولا حتى حركة الإخوان العالمية، من تركيا إلى غيرها، التي لطالما فتحت الأبواب واسعة أمام يكن، ومن معه.
وفاة يكن لا تعني نهاية العمل الإسلامي، سواء وفق جبهة أو وفق المجموعات الرئيسية المكوّنة لهذه الجبهة، والشخصيات الرئيسية فيها. لكن هذه الوفاة وضعت الجميع أمام ما كانوا يتجاوزونه دائماً، وهي استعادت في أذهان البعض من القياديين في الجبهة ما سبق أن تفاهم عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ويكن خلال لقاء جمعهما إلى بعض القياديين من الطرفين قبيل إعلان إطلاق العمل الإسلامي، وكان حزب الله حينها الجهة الراعية لهذا التحرك، وهو وفى بالعديد من تعهداته، إلا أن بعض أساليب العمل لم تعد تلائم مرحلة ما بعد وفاة يكن.
قبيل رحيل الرجل، ومع تدهور حالته الصحيّة، جرت مجموعة من الاتصالات، وخاصة مع تأكيده لمن حوله أن «هذه المرة هي الأخيرة التي أقع فيها طريح الفراش»، وتم التوافق حينها على تشكيل قيادة جماعية مؤقتة تسيّر الأمور إلى ما بعد الانتهاء من أزمة مرض ومن بعدها رحيل الرجل الكبير. وخلال مراحل التعزية في الأيام الماضية، بدأ يسود خوف لدى أوساط في الجبهة من أن يكون تقبّل التعازي يتم لا بيكن وحده، بل بمشروعه السياسي. ورغم حرص حزب الله على الإحاطة واحتضان العزاء وخاصة في بيروت، بعدد من وجوهه البارزة، أو ربما بسبب من هذه الإحاطة، وبسبب ما حصل في الانتخابات، وحجم العمل الذي قامت به الجبهة في خلال الانتخابات لستّة مرشحين كانت تعلم أن واحداً منهم فقط سيفوز، فإن اليوم في الجبهة من بات يعتقد بأن النقاش يجب أن يفتح سريعاً وبجدية حول مستقبل العمل الإسلامي.
وتأسيس جبهة العمل الإسلامي كان على قاعدة إطلاق دينامية إسلامية رديفة لحزب الله، يمكنها التفاعل مع الشارع وتعمل على الشعارات الرئيسية للمعارضة، ولا سيما التي تحظى بتوافق مبدئي عليها، وخاصة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وصولاً إلى أداء دور سياسي وأبعد من سياسي في العنوان الرئيسي أي القضية الفلسطينية، وكان الاتفاق حينها على أن عباءة الدكتور يكن يمكنها أن تضم قوى إسلامية، مثل بلال شعبان وحركة التوحيد، والشق الآخر من التوحيد مع الشيخ هاشم منقارة، وقوات الفجر في صيدا مع عبد الله الترياقي، إضافة إلى تجميع شخصيات إسلامية ذات وزن وفاعلية وحيثيات خاصة، من الشيخ عبد الناصر جبري والشيخ زهير الجعيد ومحمود البضن وغيرهم، على أن توضع البرامج السياسية والأطر التنظيمية في مرحلة لاحقة. وفي كل مرة كان الحدث يسبق الجبهة، فمن حرب نهر البارد، ومسيرة مفاوضات طويلة خاضها يكن، مع من سيصبح مرشح الجبهة في المنية ـــــ الضنية جميل رعد، وبين فتح الإسلام والجيش اللبناني، حين كان بقيادة الرئيس ميشال سليمان، ومن ثم اضطرابات جبل محسن وباب التبانة، وصولاً إلى الانتخابات النيابية التي قرر عند أبوابها يكن أن يرشّح ستة من الجبهة رغم وجود مرشح مضمون، على قاعدة اختبار عصب الجبهة والقياديين فيها في الانتخابات، كل في منطقته، ومقارنة قدرات الجبهة بقوى أخرى، كالجماعة الإسلامية، التي عاشت حالة مماثلة. وفي كل منعطف كان يؤجل إقرار البرنامج السياسي والإطار التنظيمي للجبهة، علماً بأن ثمة من يقول إنه يمتلك النسخة الورقية من المشروعين، وهي النسخة التي وافق عليها يكن قبيل وفاته.
النقاش الداخلي الذي لا يزال يدور همساً اليوم بين قياديّين في الجبهة، بانتظار القيام بواجبات وفاة يكن، يدور حول نقطتين: هل الجبهة ستتحول نحو مؤسسة؟ فما كان يغطيه يكن بعباءته، ويسجّل بحضوره القيادي طغياناً على الحساسيات الداخلية، أو حتى على النقص التنظيمي والسياسي. وإذا لم تكن ستتحول إلى مؤسسة، فما هو مصيرها؟ هل ستكون لقاءً آخر يضاف إلى مجموعات من اللقاءات الوطنية والإسلامية، وتتنازعها مجموعة قوى وشخصيات وتتحول إلى غطاء لا فاعلية له أكثر من إصدار بيانات وإدانات.
في جبهة العمل من يصرّ على أن لا ينتهي مشروع فتحي يكن السياسي مع وفاة الرجل، وأن تتحول الجبهة إلى إطار سياسي فاعل، وأن تكون عبارة عن حزب أو حركة يمكنها أن تضمّ من هم أكثر من محازبين لطرف في الجبهة، معطياً المثال عن حركة التوحيد التي كانت في بدايتها عبارة عن عدد من المجموعات من الطلائع وجند الله ومجموعات خليل عكاوي، ثم تحولت مع الوقت إلى إطار تنظيمي اجتذب على اسمه الكثير من الأنصار، وفي الوقت ذاته يحرص هؤلاء على التأكيد أن حزب الله يجب أن لا يؤدّي دوراً شبيهاً بما قام به ياسر عرفات مع التوحيد، وبالتالي، من المرغوب اليوم من حزب الله أن يتدخل لإطلاق الدينامية ما بعد وفاة يكن، ثم أن يتعامل مع الجبهة بالجملة لا بالمفرق، وأن يقطع صلاته مع الأطراف داخل الجبهة، مكتفياً بالاعتراف بها ككتلة واحدة.
لا يتوهم أحد في الجبهة أن الأمور ستُعدّل خلال أيام، ولكنّ هناك أملاً جدياً لدى قياديّي الجبهة بأن تبدأ مسيرة مؤسساتية، تتمكن من صوغ حالة إسلامية مقاومة ولو على المستوى السياسي، وقادرة على بناء نفسها إذا تلقّت ما تحتاج إليه من دعم من حزب الله، وهنا لا أحد يحاول الاختباء خلف إصبعه والقول إن الجبهة ستبني نفسها بقدراتها الذاتية المتواضعة، والنقطة الثالثة هي صوغ علاقات داخلية متينة تمنع التدخلات الخارجية سواء من أطراف سياسية أو من سوريا وإيران، على أمل أن تكون صيغة الاتصال محصورة بقيادة الجبهة، التي لا يعتقد أحد أنها يمكن أن تبقى قيادة جماعية، بل يفترض أن تتحول إلى قيادة فرد، بغضّ النظر عن اسمه، ولكن يمكن دائماً تسمية مرشحَين لقيادة الجبهة، هما: الشيخان ماهر حمود وعبد الناصر جبري.


الساعة الآن 09:58 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.