منتديات ليب مون

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الانتخابات يجب ان تجري في 7 حزيران «واكثر ناس لديهم مصلحة بان تجري الانتخابات في جو آمن هي المعارضة والمقاومة». واشار الى ان المقاومة ستتخذ اجراءات احترازية تواكب المناورة الاسرائيلية في نهاية الشهر الجاري ودعا الدولة الى اتخاذ خطوات بدورها لمواجهة الاحتمالات المتعلقة بهذه المناورة.
كلام نصر الله جاء في رسالة وجهها عبر محطة «المنار» واستهلها بتقديم العزاء الى جميع المسلمين بوفاة آية الله العظمى، الشيخ محمد تقي بهجت، ثم تناول ذكرى نكبة فلسطين وقال: ان ايجاد هذا الكيان العدواني في قلب منطقتنا العربية والاسلامية قبل 61 عاما هو السبب الرئيسي لكل الحروب والمصائب والبلاءات والتوترات والازمات في هذه المنطقة، وقال: ان منشأ الصراع هو مسألة فلسطين، وما جرى بعدها هو نتائج ولوازم وآثار وتبعات لهذا الصراع، وكان الرهان دائما على تصفية القضية الفلسطينية، وان تصبح فلسطين نسيا منسيا.
واشاد بالشعب الفلسطيني وبمقاومته المسلحة وانتفاضته الشعبية وبثباته وصموده وصبره طوال هذه السنين المتمادية، كما اشاد بتضحيات الجيوش العربية لا سيما جيوش دول الطوق وبخاصة الجيشين المصري والسوري، مذكرا بمسؤولية الامة العربية والاسلامية تجاه فلسطين، وشعب فلسطين وخصوصا ما يعانيه الفلسطينيون اليوم.
ثم تحدث نصر الله عن «المناورة الكيانية المسماة بنقطة «تحول 3» التي سيجريها العدو الصهيوني نهاية الشهر الحالي (31 ايار الى 4 حزيران )» وقال: هذه المناورة ستقام على مستوى الكيان كله، يقولون ان الهدف منها هو رفع وتعزيز حالة الجهوزية القومية الاسرائيلية استعداداً لحصول مواجهة عسكرية تكون فيها الجبهة الداخلية جزءاً من ساحة القتال. السيناريو الذي يتحدثون عنه والمفترض ان هناك عدوا ومواجهة كيف ستكون مواجهة هجوم صاروخي واسع النطاق من ايران وسورية ولبنان وقطاع غزة بالتزامن مع تصعيد في الضفة الغربية؟
اضاف: يقدم العدو على استكمال مناوراته الكيانية بهذا الحجم فكيف نقرأ هذه المناورة وما هي الاحتمالات؟ الاحتمال الاول: ان نقول ان الهدف لهذه المناورات هو بالدرجة الاولى هدف نفسي ومعنوي بعد اهتزاز الثقة بالجيش الذي لا يقهر واهتزاز الثقة بالقيادة السياسية وبالحكومة وسقوط الحكومات المتتالية وكثرة الانتخابات النيابية المبكرة والأزمة التي يعيشها الشارع الاسرائيلي.
الاحتمال الثاني، ان اسرائيل بشكل حقيقي وجدي تشعر بالقلق على وجودها، او بالحد الادنى تشعر بقلق كبير على امنها الاستراتيجي والقومي.
الاحتمال الثالث هو البعد الترهيبي ويهدف الى ارسال رسالة قوية للجميع بالعالم والمنطقة الى الفلسطينيين ولبنان وسوريا وايران والشعوب العربية وحتى الانظمة العربية كلها والى بقية دول العالم، ان اسرائيل قوية ومقتدرة ومتفوقة وجبارة وستقوم بمواجهة الجميع وقادرة على سحق الجميع ومستعدة لان تخوض حرباً على مستوى الكيان وعلى المستوى الاقليمي بدون اي تردد.
الاحتمال الرابع ان تكون اسرائيل تحضر لحرب جديدة ومفاجئة، لانه ملاحظ في كل الخطابات الاسرائيلية التي تحضر للمناورة في خطاب (مسؤوليها) لشعبهم يتحدثون عن ردود فعل مفاجئة.
امام هذه الاحتمالات والفرضيات وامام هذه القراءة، نحن كيف سنكون معنيين وكيف نتصرف وما الذي يجب ان نفعله؟ ان يقدم الاسرائيلي على عدوان عسكري او عمل عسكري واسع، نميل الى القول بانه قد لا يكون هذا الاحتمال قويا بل قد يكون ضعيفا، ولكن الاحتياط والمسؤولية يقضيان بان نتصرف بالبناء على اسوأ الاحتمالات، لذلك نحن معنيون ان نكون محتاطين وحذرين ونكون متنبهين بالخط العريض.
اضاف: في جلسة طاولة الحوار الوطني التي موضوعها الاساسي هو الاستراتيجية الدفاعية، حمل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد موضوعا واخذ معه نصا، بعض ما قرأته لكم هو من النص الذي قدم لطاولة الحوار، وقال لهم بان هناك موضوعا في 31 ايار، وهذا حجمه، وهذه ابعاده، لكن للأسف الشديد، ان هذا الامر لم نجد له الاهتمام اللازم، هناك بعض المسؤولين على طاولة الحوار اهتموا وسألوا، وبعضهم عقّب في ما بعد وتكلم واخذ مواقف سياسية واعلامية. ولكن على مستوى الدولة كدولة، لا طاولة الحوار ناقشت هذا الموضوع او اعتبرت انه سيناقش بشكل جدي، ولا الحكومة اللبنانية طرحت هذا الموضوع وناقشته، ولا شكلت لجنة وزارية، ولم يسـتحق الموضوع ان يجتمع المجلس الاعلى للدفاع ليناقشه.
وقال: الموضوع ليس في ان نأتي ونسلم لبعضنا لمن قرار الحرب والسلم وانتهى. نحن نريد سلطة ودولة قادرة قوية، تأتي وتقول ان لبنان في البيان الوزاري الحالي والذي قبله ومن اتفاق الطائف وما قبل اتفاق الطائف، لبنان الرسمي يعتبر اسرائيل عدوا. حسنا هذا العدو يقول انه يريد ان يجري مناورة كيانية هي الاعظم والاضخم في تاريخ الكيان منذ 61 عاما، واذ بالدولة اللبنانية التي تعتبر اسرائيل عدواً هو بصدد القيام بمناورة هي الاعظم في تاريخه لا تجد وقتا لتناقش كيف تتصرف في هذا الامر، سواء دبلوماسيا ام اعلاميا، عسكريا، امنيا ام مدنيا، لكن كلنا كنا نأمل ونطمح ان تتصرف الحكومة والسلطة اللبنانية بطريقة مختلفة، ما زال هناك وقت فلتجتمع طاولة الحوار بشكل استثنائي ولتجر الحكومة جلسة من اجل هذا الموضوع، او تشكل لجنة وزارية، وزير خارجية، ووزير دفاع ووزير داخلية او غيرهم، او مجلس دفاع اعلى، على الاقل اخرجوا وطمئنونا وطمئنوا اللبنــانيين بأن لا شيء هناك ولكن علينا ان نحتاط بشكل معين، كما تطالبوننا دائما، فليتم وضع سياسة وطنية في هذا الموضوع.
وقال: هناك اناس اعتبروا، بعد طاولة الحوار وانتم تعرفونهم وليس ضروريا ان نسمي، (لاننا ننتظر ان ينتهوا من الردود على خطاب الجمعة)، فخرجوا ليقولوا انه هذا الموضوع لا يعني لبنان ولا داعي لنهتم بالامر، طبعا انا افهم خلفية المسألة، لانه حقيقة نحن نقول بان اسرائيل عدو بالبيان الرسمي اما ثقافيا، عاطفيا، نفسيا وروحيا هل بعض القوى السياسية اللبنانية تتصرف على ان اسرائيل عدو بشكل جدي؟ او ذهب البعض الى ان هذه القصة اخترعها حزب الله ورماها على طاولة الحوار، الله اعلم ماذا يقصد، يمكن ان يكون حزب الله يحضر لشيء ما قبل الانتخابات ويخلق جوا من الصراع مع اسرائيل، نقول لا، نحن لنا مصلحة في الانتخابات وننتظرها في 7 حزيران وهي مهمة لكل اللبنانيين ويجب ان تجري الانتخابات في 7 حزيران، واكثر ناس لديهم مصلحة بان تجري الانتخابات في جو امن هم المعارضة والمقاومة بالتحديد لان المقاومة تعرف ما الذي عانته خلال اربع سنوات، وما يمكن ان تعانيه خلال الاربع سنوات القادمة اذا كانت نتيجة الانتخابات شيئا آخر، فللاسف وبدلا من ان يتعاطوا مع هذا الامر بالجدية المطلوبة، ذهبوا الى هذه اللغة من الاتهامات.
الآن، لتتحمل الدولة مسؤوليتها ونحن جاهزون والا فنحن في النهاية جزء من هذا الشعب، وجزء من هذا الاستهداف، وبناء عليه انا احب ان اقول ما يلي: بالنسبة الى المقاومة حتى لا تصدر تسريبات لاحقا حول ماذا يفعل حزب الله، نحن معنيون بان نأخذ مجموعة اجراءات وقائية احترازية احتياطية اثناء فترة المناورة لتفويت الفرصة على اي عمل امني او عسكري يمكن ان يستهدف لبنان، في المناطق الثانية، في غزة، في سوريا، في ايران، في الضفة الغربية المحتلة الامر يعني اخواننا الآخرين.
في ما يعني لبنان، نحن معنيون بان نقوم بهذه الاجراءات بشكل طبيعي وفي نفس الوقت سنكون موجودين وجاهزين وحاضرين ومتيقظين بكامل الجهوزية والحذر واليقظة والانتباه، وأنا اعلن هذا الموضوع من الآن ليس لأقلق الناس بل لأطمئنهم لأنه عندما تصل هذه الرسالة من الآن الى الاسرائيلي، اذا كان لديه شيء ما يفكر به في الخمسة ايام هذه من 31 ايار الى 4 حزيران ويريد ان يعتمد عنصر المفاجأة والمباغتة، نحن نقول له ان عنصر المفاجأة هذا ساقط، من الممكن الا يقوموا بشيء ولكن نحن وظيفتنا البناء على اسوأ الاحتمالات والعدو الاسرائيلي يعلم من خلال تجربته مع المقاومة في لبنان كتجربته مع المقاومة في فلسطين ان هذه المقاومة لم تهن، لم تضعف، لن تتردد في القيام بواجبها وفي الدفاع عن اهلها وشعبها وبلدها وكرامته وعزته وعلو شأنه وشموخه.
أنا سمعت ان قائد الجيش زار الجنوب قبل ايام وكانت له مواقف ممتازة والأجهزة الامنية كذلك تتصرف بشكل واع سواء قوى الامن الداخلي او الجيش اللبناني وبقية الاجهزة الامنية اتمنى ان تتحمل كلها المسؤولية حتى الامن العام وأمن الدولة لأن هذا الموضوع هو امن وطني وأمن قومي وبالتحديد في ما يعني شبكات التجسس انه في هذه الفترة نكون جميعا مستيقظين ونواكب الوضع.
آمل ان شاء الله ان تمر هذه الايام بخير وأنا اعتقد ان وجود المقاومة والاحتضان الشعبي القوي والعريض للمقاومة وحضور الجيش اللبناني بعقيدته الوطنية وحضور ايضا القوى الامنية وهذا الحس الوطني الواسع، تجعلنا اقوياء وتشكل عامل ردع للعدو الاسرائيلي.