في دارة ريمون عازار: «الله يسامحهم» - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 04-30-2009, 03:06 AM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي في دارة ريمون عازار: «الله يسامحهم»


تحت «مطر» الورد


ومع زوجته ومحاميه


في غرفة المعيشة في منزل المدير السابق للمخابرات العسكرية العميد ريمون عازار في بلونة (قضاء كسروان)، يجلس النائبان عن حزب الله نوار الساحلي وأمين شري والنائب سمير عازار، والنائب السابق فريد الخازن وأفراد من العائلة.
هؤلاء جميعا يرصدون ما يأتيهم عبر التلفزيون من أخبار عن موعد إخلاء سبيل العميد عازار من سجن رومية. وفي الإنتظار، يستمتع الكل بمداخلة الوزير السابق وئام وهاب في حوار تلفزيوني مباشر، تجدهم يبتسمون ثم يضحكون وبعدها يهزون رؤوسهم مؤيدين لمواقفه المصبوغة بجمل ساخرة.
في أنحاء متفرقة في المنزل، تسمع صدى التلفزيون، وتسمع تعليقات مباشرة من أفراد العائلة تكرر «الحمد لله على سلامة العميد»، و«تهنيكم بالسلامة»، و«ظلموه»، و»ما بيصح إلا الصحيح»، و»هم التجار اللي تاجروا بدم رفيق الحريري».
أما عندما تطلق المفرقعات في الخارج، وقت الغروب، ينسى الكل التلفزيون ويتسابقون إلى مدخل المنزل الفخم للترحيب بالعميد. يفرغ المنزل من الحشد، ولا تبقى إلا ثلاث خادمات تجاهلن عملهن للحظات، ووقفن عند الشرفة يمسحن دموع الفرح.
تحين اللحظة الحاسمة، تسابق سيدة تحمل وعاء مغمورا بالورود أخرى تجهز إناء فضيا وتملأه بالأرز، وتعلق «هيدي نفس عِدة العرس، هيدا عرسنا الخاص».
يصل الموكب المكون من أكثر من خمس سيارات رباعية الدفع، وأخرى تعود لقوى الأمن الداخلي. يطل العميد ريمون عازار بعد قليل من إحداها، ومعه زوجته تيريز وولداه روي وأنطوني اللذان رافقوه من لحظة خروجه من سجن رومية. يُنحر الخروف الذي ينتظر مربوطا أمام مدخل القصر منذ ساعات الصباح الأولى، ويصفق الجميع مطولا على وقع الزغاريد.
يظهر التعب والإرهاق على وجه العميد وفي تحركاته، بعض من مرافقيه وأفراد عائلته يهمس «تعبان، ومغيّر»، وبعض آخر يطمئن نفسه «الحمد لله رجعت له صحته». أما هو، فيلتفت يمينا ويسارا ليُقبل كل من حضر لاستقباله، ثم يقاطع تصريحه ليتلقى باقة ورد من طفل من العائلة، كان بالكاد يمشي عندما رآه للمرة الأخيرة، أو يتوقف عن الكلام ليحضن طفلة، على الأرجح ما كانت ولدت عندما اعتقل.
يعلن العميد، بارتباك خفيف ونبرة هادئة، مواقفه الأولى، وهي فعليا أشبه بتعليقات إنسانية أكثر منها مواقف سياسية، تجده يكرر «حقنا كان مضمونا منذ اليوم الأول، الله يسامحهم، وأشكر القضاء الدولي على شهادة البراءة، وأتمنى على الكل في الداخل اللبناني أن يتعظ بهذا القرار الحكيم». أما عندما يحين موعد السؤال عن والدته التي توفيت منذ سنة.. فيصمت لثوان ويعلق «الله يرحمها».
عندما كانت آلات التصوير التابعة لوسائل الإعلام الأرضية والفضائية تتجمع حول عازار، وتشغل الصالون بأكمله، كانت زوجته تيريز، ترتشف الماء في المطبخ وتلتقط أنفاسها وتشاهد القليل من تصريحات الضباط الثلاثة الآخرين الذين أطلقوا وزوجها.
لا يبدو أن انتظار السنوات الأربع يُمحى في لحظة، تقول تيريز لـ»السفير»، «أشكر ربي على ما حصل، ربما سَجنه في رومية حماه من القتل خارجه، لكن لا يمكن أن أنسى السنوات الطويلة، أريد أن استعيد كرامة أولادي بعد أن كانوا يقصدون المدرسة مذلولين، أريد بدلا عن الظلم الذي لحق بنا، أريد بدلا عن الحنان الذي فقده روي وأنطوني وهما في 11 و12 من عمرهم».
روي الذي يبلغ هذا العام السادسة عشرة ،لا يعرف كيف يصف سنوات غياب والده بأكثر من كلمات قليلة، يقول «كانوا سنين كتير طوال، حُرمت من أشياء كثيرة بلا بابا، ما طلعت على الضيعة، ما ناقشته باختصاصي العلمي أو الأدبي في المدرسة، وما عرفت رأيه باختصاص «إدارة الأعمال» في الجامعة لاحقا». ثم يضيف «بس هلق رجع، هلق رح احكيه بكل شيء، رح أقول له، انه القضية ما كانت مظبوطة وأنا ما كنت مبسوط إني شوفه بس 15 دقيقة كل نهار سبت بالحبس».
الحبس، أو السجن، أو الاعتقال، تتجنب أخت العميد، ريتا استخدام الكلمات الثلاث ، «لأنها كلمات أليمة لمناسبة لم نتقبلها قط، وأوقفت حياتنا العائلية والإجتماعية وأبقت أنوار بيته مطفأة طوال تلك السنوات، وتركت حسرة بقلب أمي عندما توفت». تقول ريتا «نحن تربينا على حب الوطن والدولة، لا فريق على آخر، لكن قضية ريمون جعلتنا نلمس عقلانية الثامن من آذار وظلم 14 آذار».
كل ذلك، لا يعني بحسب شقيق العميد، إيلي عازار أن «قلوبنا مليئة بالحقد، نحن نشعر بالعتب على فريق أضر بشخص خدم الجيش والوطن على مدى 35 سنة، في حين وقف فريق الثامن من آذار إلى جانبنا ودعمنا». ويرفض إيلي أن يكون هذا الأخير «قد استثمر أو سيستثمر قضية إطلاق الضباط الأربعة سياسيا، لانه مؤمن بقضيتنا وبحقوق الإنسان».
أما شري فيختار أن يرحب بعازار بوصفه «الأسير المحرر من السجون الإسرائيلية، أسير الإرادة السياسية الظالمة». بدوره يعلق الخازن «القرار الذي صدر اليوم عن محكمة العدل الدولية في لاهاي، يعتبر انتصارا للحق».
المشهد الذي يتجلى الآن، ينهي ثلاث سنوات وسبعة أشهر و29 يوما من الاعتقال، منذ السادسة من صباح 30 آب 2005، عندما أطبق عناصر من قوى الأمن على منزل العميد ريمون عازار في بلدته مشموشي ـ قضاء جزين. التاريخ ذلك قريب جدا من ذاكرة العائلة، وحتى من ذاكرة لبنان.. وكأنه حصل صباح الأمس.






__________________
آخر مواضيعي

0 بنت جبيل الذاكرة في رسائل إحسان شرارة
0 كركوك تنهي عيد الأضحى دموياً: ١٧٥ قتيلاً وجريحاً
0 «الموناليزا» سر غلاء لوحة «بوتين»
0 بري: أي ثورة أرز وأي دولة يريدون وهل تقبل إسرائيل بحياد لبنان؟
0 مجلس الوزراء يشتري الوقت بالهروب من ... الشهود الزور

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصر الله يغرس الشجرة المليون أمام بيته في حارة حريك Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 2 10-10-2010 01:02 AM
التعازي مستمرة بالعلامة فضل الله: مشعل وعبد المهدي والعطية في دارة العائلة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 07-13-2010 10:45 AM
استقالة عازار من الجيش Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 2 05-15-2009 07:37 PM
عازار: أتمنى أن يتعظ الداخل اللبناني Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-30-2009 03:05 AM
فيفيان عازار في الاوسكار.. Honey Girl أخبار فنانات وفنانانين لبنان والعالم 0 02-24-2009 08:38 PM


الساعة الآن 10:32 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.