منتديات ليب مون

لقاء مصالحة في خلدة بين حزب الله والتقدمي برعاية أرسلان
اتفاق على فتح قنوات الاتصال من أجل تجاوز رواسب الماضي

على مسافة ساعات قليلة من انعقاد طاولة الحوار في بعبدا، التأم شمل رفاق الماضي وخصوم الحاضر، في خطوة من شأنها أن تلغي ما اعتور العلاقات بين »حزب الله« والحزب التقدمي الاشتراكي، طوال سنتين وصلت ذروتها إبان أحداث ايار الدامية.
فالمصالحة وإن تكرست شكلاً خلال تشييع عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي الشيخ صالح فرحان العريضي الذي جاء استشهاده ليلغي بعض أسباب التخاصم، إلا أن الأمر كان من الضروري ان يستتبع بلقاءات مباشرة، لاقت ضوءاً اخضر من قيادة الحزبين، وكانت خلدة المكان المفترض لهذه الخطوة، للدور الذي اضطلع به الوزير طلال أرسلان خلال الاحداث الأليمة الماضية، عندما شكل جسر تواصل بين المتخاصمين حال دون السقوط في مهاوي الفتن.

اللقاء جمع قياديين من الحزبين في دارة الوزير طلال ارسلان، شارك فيه عن »حزب الله« الوزير محمد فنيش والنائب علي عمار والحاج محمود قماطي والحاج وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق والمسؤول الاعلامي للحزب الدكتور حسين رحال. وعن الحزب التقدمي الاشتراكي، الوزير وائل ابو فاعور والنائب اكرم شهيب ومفوض الاعلام في الحزب رامي الريس وعدد من المسؤولين الميدانيين والاعلاميين والتربويين. وحضر من الحزب الديموقراطي الى جانب ارسلان نائب الرئيس زياد شويري والامين العام وليد بركات.
الاجتماع الذي دام أكثر من ساعة ونصف الساعة، أعقبه مؤتمر صحفي استهله الوزير أرسلان بكلمة، قال فيها: ان الاجتماع يأتي استكمالاً لروح المصالحة التي بدأناها مع السيد حسن نصر الله والنائب جنبلاط، وان استشهاد الشيخ صالح العريضي سرع في تثبيت المصالحة في الجبل. وأشار الى ان »اللقاء خطوة طبيعية لإعادة الأمور إلى التشاور بين الفريقين على كل المستويات ولإعادة تثبيت النسيج الإجتماعي الوطني في الجبل على قاعدة وطنية واضحة«.

واعتبر ارسلان ان »هذا اللقاء هو بادرة أولى وجدية لفتح قنوات الحوار بين الطرفين«، وأعلن »ان الحزب الديموقراطي سيدعو لاجتماعات ميدانية«، وأمل في أن »تشمل هذه الخطوة كل لبنان وان تكون هناك جرأة عند الجميع لطي صفحة الإنقسام والتشرذم والذهاب إلى الحوار على مجمل الأمور التي تحافظ على وحدة النسيج اللبناني«.
وأوضح ارسلان أن »لقاء اليوم لا يحل مكان طاولة الحوار، وهو خطوة جدية لإعادة فتح قنوات الإتصال التي كانت مقطوعة بشكل جدي وميداني لإعادة اللحمة ولتجاوز كل رواسب الماضي«، وتمنى أن »يعود الجبل كما كان سابقاً«، معتبراً أن »الخطاب السياسي منذ أيار وما بعد الدوحة هو خطاب عقلاني ساعد في الوصول إلى ما وصلنا إليه، وان اجتماع اليوم (أمس) لم يأتِ من فراغ، فالخطاب السياسي في الجبل كان خطاب تهدئة، واليوم فتحنا قنوات الإتصال.
ورداً على سؤال حول إمكانية اللقاء بين السيد نصر الله والنائب جنبلاط قال: »لماذا لا وهذه الخطوة كانت لفتح القنوات«.
فنيش
أما الوزير محمد فنيش فشكر »الوزير ارسلان لأنه سعى من أجل إعادة اللحمة بين اتجاهين سياسيين في لبنان«، واكد ان »اللقاء جاء وفاءً لنهج الشهيد العريضي الحريص على المصالحة، وتنفيذاً لما صدر عن سماحة السيد حسن نصر الله بعد اتفاق الدوحة عندما اعتبر ان المرحلة الحالية هي مرحلة مد اليد المفتوحة وإزالة النزاعات«.
واكد فنيش انه سيكون هناك المزيد من التواصل واللقاءات وستعود العلاقات إلى طبيعتها، وقال: هذا لا يعني أننا سنكون متفقين ١٠٠ بالمئة مع الإشتراكي، فعندما تكون القنوات مفتوحة والإتفاق على اعتماد حوار وخطاب سياسي بعيد عن التخوين والتحريض فهذا يسهل الأمور.
واوضح فنيش ان »هناك جهوداً سبقت اللقاء لانعقاده وان ما سرع الأمور هو استشهاد العريضي«، معتبراً ان »هذا اللقاء رداً على المجرمين الذين أرادوا من اغتيال العريضي منع اللقاء بين اللبنانيين«، واوضح ان »الهدف من هذا اللقاء هو فتح قنوات الإتصال وانه بداية مرحلة جديدة بعد الخلافات والنزاع والإنقسام ولطي صفحة الماضي والبدء بمرحلة التلاقي والتلاحم«.
وقال فنيش: ان هذا اللقاء انعقد في أجواء بداية الحوار الوطني وهو يندرج في سياق تسهيل الحوار الوطني ويسهم لوصوله إلى الأهداف المرجوة، وهذا اللقاء لا يعني انتهاء جهود المصالحة ولا يعني أننا سنكتفي بهذا اللقاء من أجل أن يكون هناك عزل أو منع تلاق لفريق، هذه مقدمة وعلى أمل أن نستكمل المصالحة الوطنية الشاملة ونحن في حزب الله يدنا ممدودة ومع أي لقاء يرمم الوحدة بين اللبنانيين.
وردا على سؤال حيال موضوع اللقاء بين السيد نصر الله والنائب سعد الحريري، أجاب فنيش: هناك اتصالات من أجل تذليل أي عقبات تحول دون لقاء السيد نصر الله والحريري، قد يكون هناك بعض العقبات ولكننا نسعى إلى تذليلها، والموضوع يتصل ببعض الظروف الموضوعية والأسباب الأمنية وبالمبدأ لا مشكلة لحصول لقاء بين المستقبل وحزب الله والجهود تستكمل لتذليل العقبات«.
ابو فاعور
بدوره اعتبر الوزير وائل ابو فاعور ان »اللقاء يأتي عقب جريمة اغتيال الشهيد العريضي واستكمالاً للمصالحات التي بدأها الحريري في طرابلس«، مشيراً الى ان »الخلاف السياسي مشروع والتباين مشروع«، واكد ان »الاحتكام إلى مرجعية الدولة والإبقاء على الحوار يعتبر من الف باء العمل السياسي«.
وقال أبو فاعور: إذا كنا نحن كل منا يقيم على ضفة في العمل السياسي، فإن ذلك يجب أن يدفع الطرفين إلى التأكيد على السلم الأهلي وعلى العمل الديموقراطي وإلى التأكيد على ان الحوار هو المدخل لحل كل القضايا التي قد تكون محل تباين سياسي.
واشار ابو فاعور الى الأحداث التي حصلت في أكثر من منطقة، موضحاً ان »هناك اتفاقا بين الحزب التقدمي وحزب الله للقيام بشبكة أمان لحفظ النسيج الإجتماعي في المناطق«. وأردف: ان موضوع بيروت أخذ حيزاً كبيراً من النقاش وحصل اتفاق اكد أن المساس بكرامة أي مواطن مرفوض.
واضاف: اليوم فتحت قنوات الاتصال وتم التأكيد على انه، ورغم الاختلاف السياسي، يجب أن يكون هناك خيار استراتيجي بالاحتكام إلى الحوار على أمل أن يعطي ذلك نفحة إيجابية لحوار الغد.
نقلاً عن السفير.

المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

شكرا جزيلا على الخبر

تحياتي