منتديات ليب مون

«صوتك بيغيَّر كل الصورة» (قوات لبنانية) و«المستقبل، حيث تمضي ما تبقى من حياتك» (تيار المستقبل)، و«الأمل بيوحد» (أمل) و«استقرارك مشروعنا» (الكتائب اللبنانية) و«لا مستقبل إلا بالتغيير» (التيار الوطني الحر) و«لبنان، طائفية مديونية حركات» (حزب الله)... هي عيِّنة من الاعلانات العملاقة، المنتشرة، في بدء الموسم الانتخابي، بألوان، تحافظ على نقاوة الخط السياسي المعبر عنه، «بالأزرق» و«الأورانج» و«الاصفر» و«الأخضر» الى آخر لبنان.
المتأمل بهذه الشعارات، يدرك كم المسافة بعيدة بينها وبين حاجات اللبنانيين، وبين لغتها وهمومهم، وبين الوانها وبؤسهم السياسي... جمل ميتاسياسية، تنتمي بالتأكيد، الى بلد غير لبنان. او الى بلد، لا يعيش أزمة التعصب الطائفي والانحياز المذهبي، او الى بلد، له فائض مالي، وانتهى من حل مشكلة المديونية المتفاقمة باراميسيا، او الى بلد، جامعته الوطنية، بألف خير، ومدرسته الرسمية بألف عافية.
شعارات، من رديء الشعر ورديء الكلام، ولا يحقق اصابة الهدف. فإذا كان الاعلان، من تقاليده، ان يكون مبالغة محبوبة، فهو هنا، مبالغة غليظة لوهم لا حقيقة تسنده. انها شعارات هاربة من واقعنا. وليست من أزياء سياستنا.
وللمعنيين بهذه الحالات الاعلانية أسئلة من بداهة الأوجاع اللبنانية: هل تعني هجرة اللبنانيين لكم؟ هل تعرفون انكم المساهمون في جعل الوطن رصيفاً لوداعات مضنية؟ هل تدركون ان الريف اللبناني، رحمه الله، انتقل الى فناء اليباس والشيخوخة، فيما المستوطنات تكدس المستوطنين في الاقاليم الفلسطينية؟ هل تعلمون اننا لا ننتج في بلدنا، الا ما ندر من سلع مهددة بالزوال؟ «هل»، بألف صيغة لبنانية، لا تزال بلا جواب. بانتظار ان يقرأ اللبناني، في ما تبقى من أيام انتخابية، شعاراً ما، لحزب ما، عن «استرداد الأملاك البحرية» و«طحين الكسارات» و«القبض على الفاسدين» (وليس مجرد شعار محاربة الفساد) و«سنلغي المحاصصة» (أمل مستحيل في بلد الطوائف ونواب الطوائف وازلام الطوائف واقوال الطوائف واعلام الطوائف).. بانتظار ان يكذبوا على اللبنان ولو بالشعار، نتمنى على الناخبين ان يحكموا طائفيتهم، ويتكلوا على مذهبياتهم، ليكتمل الدس الطائفي في السابع من حزيران.