دو شاريت: غزّة ذكّرتني بقانا وزجّ لبنان في الصراع يؤدي إلى كوارث

[Honey Girl]

دو شاريت: غزّة ذكّرتني بقانا وزجّ لبنان في الصراع يؤدي إلى كوارث

إستبعد وزير الخارجية الفرنسي السابق النائب الحالي هيرفيه دو شاريت أن تكون ثمة مفاعيل خطرة للصواريخ التي انطلقت بالأمس من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلّة، قائلاً إن المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم أوضحوا له »أنها تبقى في إطار محدود من دون أن يخفوا قلقهم وترقبهم«. معتبراً أن »لا احد سيستفيد من زجّ لبنان في الصراع الدائر في غزّة، لأن ذلك يؤدي الى كوارث إضافية ويجب منع ذلك بالوسائل كلّها«. وقال دو شاريت الذي يقوم بزيارة ليومين الى بيروت في إطار مشاركته في اجتماع غرف التجارة العربية بصفته رئيساً لغرفة التجارة الفرنسية العربية، أن الأمن الإسرائيلي مهم جدّاً وينبغي حمايته حفاظاً على أمن المنطقة، مشيراً أيضاً الى ضرورة طمأنة الفلسطينيين ووقف أعمال العنف ضدّهم، واصفاً ما يحصل من مجازر بـ»التراجيديا غير المقبولة«. وهو أبدى حماسة لحركة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وشجّع انفتاحه على سوريا الذي »بدا مجدياً وضرورياً للبنان«.
في جلسة صحافية تحدّث دو شاريت عن شؤون لبنان والمنطقة ومجازر غزّة، علماً بأنه شغل منصب وزير الخارجية في حكومة آلان جوبيه الأولى في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك (١٩٩٥ـ١٩٩٧)، وهو محام ورئيس لبلدية »فلوران لوفييه« والمفوض العام في المنتديات الفكرية التي أسسها الرئيس فاليري جيسكار ديستان. انتخب نائباً في دورتي ٢٠٠٢ و٢٠٠٧ ويعتبر من السياسيين الفرنسيين المحافظين وينضوي في التجمع من أجل حركة شعبية.
إشتهر دي شاريت لبنانياً بأنه مهندس تفاهم نيسان عام ١٩٩٦ بالتعاون مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري. يومها التزم طرفا المواجهة بعدم استهداف المدنيين تحت أية ظروف، من دون أن يمنع أي طرف من ممارسة حق الدفاع عن النفس.
يرى دو شاريت الذي يستذكر بأسى مجزرة قانا الأولى عام ١٩٩٦ والتي جيّشت المجتمع الدولي وانتزعت تفاهماً بمباركة أميركية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان أن ظروف أي اتفاق في غزّة مختلفة. »حوادث ١٩٩٦ صارت بعيدة من لبنان، كانت مرحلة تراجيدية، لكننا نجحنا آنذاك في وقف النار وإرساء نوع من الاستقرار على الحدود، وهذا يؤكد دوماً إمكانية إيجاد حلول ناجحة. لكن من الصعب التنبؤ اليوم بما قد يحصل في غزة إلا أن تفاهم نيسان قد يوحي بأفكار مهمّة لحل المسألة هناك«. أما القرار ١٧٠١ فيجد فيه دو شاريت »ضمانة لعدم تجدد الصراع وقد تحسّن الوضع في لبنان اليوم في شكل ملموس سياسياً ومؤسساتياً بعد اتفاق الدوحة«.
وتحدّث عن المبادرة الفرنسية التي يحاول الرئيس الفرنسي إرساء أسسها في جولته الأخيرة والمرتكزة على عناصر »ضمان أمن إسرائيل، وطمأنينة أهالي غزّة وإدخال المساعدات الإنسانية إليهم، إنها روح مبادرتنا لكن فرنسا تبحث عن شركاء على الأرض في المنطقة ومنهم مصر ودول أخرى تدعم مساعينا. إن الرئيس ساركوزي سيتابع مساعيه وهو رجل لا يتوقف في منتصف الطريق«.
وتطرق دي شاريت ردّاً على سؤال الى الدور الذي تقوده تركيا في الأزمة الراهنة قائلا: »تركيا بلد ذو وزن في منطقة المتوسّط اقتصادياً وسياسياً، وأفهم أنها تريد أن تلعب دورا دبلوماسيا فاعلا والجميع لاحظ جهودها في تسهيل عملية المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا، وهذا جيد. ونحن نرحب بكل ما يســـهم إيجابا في إيقاف العنف في غزّة، لأنه إذا اســـتمر الوضع طويلا ستكون تبعاته خطرة جدّاً. فالحرب الدائـــرة هنالك ليست تقليدية بل تطول المدنيين وما يحصل غير إنساني«.
دو شاريت هو ممن دعوا في كتاباتهم منذ عام ٢٠٠٧ الى التحاور مع حركة حماس »يجب قبول الحوار مع الخصم، ومن غير الضروري تقبل أفكاره. الاعتراف بالآخر هو شرط المفاوضات«.
ينعى دي شاريت في حديثه عملية أوسلو ومدريد للسلام قائلاً بأنها »أصبحت خلفنا ولم تعد من القضايا الراهنة. يجب اليوم النظر الى المسألة برمتها. إرتكزت عملية أوسلو على فكرة السير في طريق في اتجاه السلام وحل المسائل العالقة من الأسهل الى الأصعب، هذه الفكرة خلقت آمالاً كثيرة. وتبعها مؤتمر برشلونة عام ،١٩٩٥ لكن العملية برمتها فشلت، أما حصيلتها فهي ٣٥٠ ألف مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، يجب أن يعترف اللاعبون الدوليون بفشل عملية السلام وبأنها لم تثمر ويبدؤوا بالبحث عن طريقة جديدة والتحلي بشجاعة الجلوس إلى الطاولة والتفاوض«. مضيفاً بأن »مؤتمراً دولياً هو وحده قد يؤدي الى حلّ شامل للمسألة الإسرائيلية الفلسطينية«.
يشار إلى ان دوشاريت زار، امس، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير المال محمد شطح وبحث معهما تطورات المنطقة.

المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان