17 ألف زائر تعرّفوا على «أيام العلوم 2010»

[Honey Girl]

17 ألف زائر تعرّفوا على «أيام العلوم 2010»

اعتاد ربيع (18 عاما) على زيارة معارض السيارات، أو الذهاب الى المراكز التجارية للتسوّق أو اصطحاب أخته الصغيرة إلى مدينة الملاهي، لكنه يوم السبت الفائت، قصد معرض «أيام العلوم2010» الذي افتتح نهار الخميس واستمر حتى مساء السبت في ميدان سباق الخيل برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع كل من بلدية بيروت والسفارة السويسرية في لبنان وبلدية جنيف.
يدخل ربيع الميدان متحمّساً، وفي ذهنه أسئلة كثيرة عن العلوم التطبيقية والفلكيّة، عن الماء وعن الحشرات،... جال بنظره في أرجاء المكان، فاستوقفه الشابان سامي حوش وسامي حجل من مدرسة الجمهور وعرضا عليه مشروعهما في علوم الاتصالات والبرجمة الذي يسمح لمدراء المصانع والشركات بإدارة أعمالهم عن بعد. فبواسطة الألياف الضوئية، حاول «الباحثان» ربط جهازين من الكمبيوتر، ليتمكّن المدير من تلقّي المعطيات الميدانية وإرسال الأوامر والتحكّم عن بعد بعمل المصنع أو الشركة.
يقول سامي حجل بأنه يطمح أن يصبح مهندس اتصالات لأن العلوم هي المستقبل برأيه، وهي المجال الذي يساعد الإنسان في مجالات النقل، والاتصال، ومعالجة الأمراض.
..يكمل ربيع زيارته. هو يعرف بأن لبنان أصغر بكثير من فرنسا لكنّه لا يعلم أن في لبنان 18000 نوع من الحشرات مقابل 12000 في فرنسا، من فراشات ليليّة وأخرى نهاريّة، وأن اللون هو ما يميّز بين الفراشة الأنثى الباهتة وبين الذكر الملّونة، بالإضافة إلى حشرات من مختلف الأنواع عرضتها كليّة العلوم في الجامعة اللبنانيّة للدلالة على تنوّع لبنان البيولوجي وضرورة العمل على حمايته.
في لبنان أيضاً، فرص عمل كثيرة يمكن أن توفّرها العلوم المتطوّرة. تشرح الباحثة في جامعة «بوليتكنيك» الفدرالية في لوزان فرح عبد الله أنها طلبت إجازة عمل وجاءت من سويسرا لتعرض على الطلاب اللبنانيين أهميّة اختصاصها في «إدارة التكنولوجيا» الذي يتناول العلاقة القائمة بين الاقتصاد وبين الأعمال وبين التكنولوجيا، وكيفية تطوير فكرة بسيطة لتصبح مشروعاً حقيقياً.
تشدد عبد الله على ضرورة بلورة هذا المجال في لبنان، فعلوم إدارة التكنولوجيا تسمح للشباب بالتعرّف على قدراتهم أولاً، وبتطويرها وتحقيق مشاريعهم الخاصة في قطاع الاقتصاد الذي لا بدّ أن يواكب اليوم التطوّر التكنولوجي.
وقد أدهش التطوّر التكنولوجي ربيع فيما يستمع لشرح عن مشروع الباحث خالد بشور. وكان ربيع يجري مناقشات طويلة وحادة مع أصدقائه، لكنّه لم يظنّ يوماً بأنه يمكن لطاولة أن تدرك من هو المنفعل ومن أفاض في الكلام حتى تعرّف على طاولة الحوار التفاعليّة التي صمّمها بشور لدعم التعاون والمناقشات، والتي تسمح من خلال وضع ميكروفونات في وسطها بتحديد كميّة مشاركة كلّ متكلّم كما تفيد بمعلومات عن مزاج وانفعال الأشخاص بواسطة التحليل الصوتي.
لا يفيد التطوّر التكنولوجي بمعلومات عن النقاشات فقط بل أنه، وبالنسبة لأحمد يونس من الجامعة الإسلامية، يمكن الاستفادة من التقنيات العاليّة لتلبية حاجات الناس، فمشروع «غرفة ذكيّة تفهم من بطاقة» يقترح جهازاً يستخدم موجات الراديو لإعداد غرفة تتناسب مع تفضيلات كل شخص من حيث درجة الحرارة، وصوت الموسيقى المنبعث، ومستوى الإنارة.
اهتم سبعة عشر ألف زائر ممن يشبهون ربيع وغيرهم، منهم من هم أصغر سناً ومنهم من هم أكثر تعمّقاً في المجالات العلميّة، بمبادرة «أيام العلوم 2010» التي تتوجّه، بحسب المنسّقة الدكتورة لبنى حيدر، إلى جميع فئات المجتمع لتعميم العلوم بطريقة بسيطة، ومسليّة وتفاعليّة تمنح الزائر فرصة القيام ببعض التجارب والمشاركة بأخرى.
وتلفت حيدر بأن الأعمال المشاركة عرضت لأفكار علميّة تخدم المجتمع، وتقرّب المفاهيم العلميّة للعامة بغية تقديم فكرة مختلفة عن الصورة النمطيّة العالقة في أذهان الناس، التي تصف الباحث العلمي «بالعبقري» الذي يقبع في مختبره بعيداً عن المجتمع.
ويوضح نائب رئيس «أيام العلوم» مالك خوري بأن عدد الزوار تجاوز هذه السنة السبعة عشر ألف شخص أتوا من مختلف المناطق اللبنانية والفئات العمرية. أتوا ليتعرفوا على مفهوم الطاقة الشمسية أو التنوع البيولوجي.
ويعتبر خوري أن المجتمع اللبناني الذي «يعاني اليوم من تشنجات أمنية وسياسية وطائفية، متعطش للتفاعل مع المضامين والمحتويات العلمية الجامعة التي عرضت هذه السنة للزائر بطريقة متناسقة ومتوازنة ميّزت المعرض عن الأعوام السابقة».
وعن علاقة العلوم بالزائر العادي، يشرح الباحث في متحف التاريخ الطبيعي ومتحف تاريخ العلوم في جنيف إدوين غنوس عن ضرورة نقل المعرفة للجمهور بأسلوب بسيط يعتمد على الأمثلة والإيضاحات، بلغة غير معقّدة تبنى على المرادفات اليوميّة. وتولّى غنوس خلال المعرض شرح كيف تساعد العلوم الجيولوجيّة علوم الآثار.
ويقول إنه في لبنان مثلاً لا يوجد رخام أبيض، وإن العلوم الجيولوجيّة تحدّد مصدر الرخام المستخدم في المنحوتات والعمارات خلال العصور القديمة، ما يوفّر معلومات هامة وأساسيّة لعلماء الآثار، مشيراً إلى أنه في العام الفائت بوشر بالعمل على مشروع بحث عن الرخام الأبيض بين متحف جنيف وبين المتحف الوطني في لبنان.
وفي «خيمة الابتكارات»، شرح الدكتور يوسف منيمنة مدير المختبر المركزي للبحوث العلميّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت عن براءات اختراع حصل عليها من الولايات المتحدة في مجال Bioelectrochemistry وعن دراسة الكهرباء في البيولوجيا والكيمياء. وتبين أنه بواسطة الكهرباء، يمكن لصق البروتينات ببعض الخلايا لفحص ومعالجة مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو إدخال مواد على الكرويات الحمراء للمساعدة في تهوئة الجسم ما يجعل مرضى القلب يتمتعون بأداء أفضل، كما يمكن استعمال هذه التقنيّة لخفض كميّة مادة الكوكايين المخدّرة في الجسم

المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان